إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الجامعات التونسية خارج تصنيف "شانغاي 2022".. إصلاح منظومة التعليم العالي.. متى؟

 

 

تونس-الصباح

يبدو أننا نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الانطلاق والسعي جديا نحو إصلاح منظومة التعليم العالي بعد أن تدحرج وضع الجامعات التونسية الى الأسوأ بما يدعو الى دق ناقوس الخطر وتفعيل قاطرة الإصلاح حتى يتسنى إنقاذ ما يمكن إنقاذه..

هذا الطرح يجد صداه بعد أن غابت مؤخرا الجامعات التونسية عن التصنيف الجديد لترتيب شانغاي الدولي للجامعات..

وفي هذا الخصوص وصف الأستاذ الجامعي أحمد النفاتي غياب الجامعات التونسية عن التصنيف الجديد لترتيب شانغاي الدولي للجامعات "بالانتكاسة".

 وقال أحمد النفاتي وهو أستاذ جامعي بمدرسة المهندسين بتونس في تدوينة له على حسابه الرسمي بالفايسبوك "انتكاسة أخرى تمر بها تونس.. سنة 2016 عندما تراجعت بعض الجامعات الفرنسية في ترتيب أفضل 100 جامعة في العالم حسب ترتيب شانغاي... صار هذا الترتيب هو العنوان الأبرز لكل الصحف وكل منصات الإعلام مثل جريدة le monde وجريدة Le Figaro وكان الإعلاميون الصحافيون المحترمون يتنافسون في طرح القضايا الوطنية".

وأشار إلى أن ''الدنيا قامت ولم تقعد في فرنسا وقاموا بعملية استنفار واخذوا عديد الإجراءات مثل سياسة التكتل الجامعي الجديد لمؤسسات التعليم العالي على غرار Les poles d'excellence.

ودعا الأستاذ الى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الجامعة التونسية من الانهيار مقدما مقترحات عملية من موقعه كأستاذ جامعي درّس في عدة جامعات عالمية:

وتتمثل هذه المقترحات في القيام بتشكيل جامعي جديد في شكل أقطاب.

مثال: جامعة تونس المنار وجامعة قرطاج وجامعة منوبة تصبح قطبا (pole) واحد ومؤسسة واحدة عالميا.

هذا بالتوازي مع ترشيد البحث العلمي ودعم البحوث ذات القيمة المضافة على القطاعات الحيوية ذات الخصوصية الوطنية مع تحيين البرامج التعليمية (les programmes d'études) ودفع المؤسسات (اجبراها) للتحصل على الاعتماد الأكاديمي العالمي لكل الشهائد العلمية التونسية علاوة على احترام العلم والعلماء وتوفير حياة كريمة للأستاذ الجامعي حتى يستطيع التفرغ للبحث العلمي موضحا انه من غير المعقول ان يلجأ أستاذ جامعي الى ممارسة مهنة أخرى حتى يتسنى له العيش وتوفير ضروريات الحياة بعد 25 سنة من الدراسة...

من جهة أخرى وبالتوازي مع تدوينة الأستاذ الجامعي فقد اعتبر المنسق العام الوطني لاتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين "إجابة" نجم الدين جويدة في تصريح أمس لـ"الصباح" أن غياب الجامعات التونسية عن التصنيف الجديد لترتيب شانغاي الدولي للجامعات بالأمر العادي قائلا: "من الطبيعي أن نكون خارج التصنيف والغريب أن نكون ضمن التصنيف".

وفسر محدثنا أن غياب التصنيف يعتبر نتيجة طبيعية للنقص المسجل في ميزانية البحث العلمي وللسياسية المتبعة لتهجير الكفاءات التونسية الى دول الخليج وفرنسا وكندا. كما يعتبر أيضا نتيجة طبيعية بعد أن تصحّرت الجامعة التونسية وأضحت الميزانية المخصصة لمخابر البحث صفر مليم مشيرا الى أن 10 الآلاف دكتور معطل عن العمل ومعطل أيضا عن ولوج مخابر البحث ..

واعتبر محدثنا أن كل هذه الإشكاليات أفرزت تقهقرا في ترتيب الجامعات التونسية وهجرة الكفاءات الى دول الخليج أين ترتقي هذه الكفاءات هناك وفي جميع المراتب.

كما أشار جويدة الى أن اتحاد "إجابة" ومنذ سنة 2011 يطالب بإصلاح جذري حقيقي من خلال إعادة تأسيس الجامعة التونسية ورغم مرور 10 سنوات على هذا المطلب ورغم تعاقب عديدة الوزراء على حقيبة التعليم العالي إلا أن جميع الوزراء لم يكن لديهم استحقاق لفتح ملف إصلاح التعليم العالي.

من جهة أخرى تجدر الإشارة الى أن الباحث والمفكر سامي براهم قد استنكر أن يمر خبر غياب أي جامعة تونسية عن التصنيف العالمي لأفضل الجامعات مرور الكرام مشيرا من خلال تدوينة له على صفحته الاجتماعية الرسمية "الفايسبوك": "كان يفترض أن يكون عدم وجود أيّ جامعة تونسيّة في التّصنيف العالمي لأفضل الجامعات وعددها ألف خبرا يهزّ الرّأي العام الوطني لخطورته على حاضر البلد ومستقبله في كلّ المجالات الحيويّة والإستراتيجية ...

لكن الخبر يمرّ دون اهتمام في الإعلام والنقاش العمومي والنخبويّ لمعرفة الأسباب والمعالجات ودقّ ناقوس الخطر على المنظومة التعليمية في البلد ..

التعليم روح النّهضة والقلب النابض للتنمية بانهياره ينهار المشروع الوطني برمّته"...

يذكر أن التصنيف الأكاديمي الدولي للجامعات المعروف اختصارًا باسم تصنيف شانغهاي لسنة 2019 كشف عن وجود جامعة تونسية وحيدة من بين أفضل 1000 جامعة في العالم وهي جامعة تونس المنار في صنف ما بين أفضل 801-900 جامعة، لتحلّ في المرتبة 12 عربيًا.

في هذا الخضم يصح التساؤل بإلحاح: متى تتحقّق الاستفاقة ومتى يفعّل صناع القرار قطار الإصلاح في منظومة التعليم العالي.

منال حرزي

 

الجامعات التونسية خارج تصنيف "شانغاي 2022".. إصلاح منظومة التعليم العالي.. متى؟

 

 

تونس-الصباح

يبدو أننا نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الانطلاق والسعي جديا نحو إصلاح منظومة التعليم العالي بعد أن تدحرج وضع الجامعات التونسية الى الأسوأ بما يدعو الى دق ناقوس الخطر وتفعيل قاطرة الإصلاح حتى يتسنى إنقاذ ما يمكن إنقاذه..

هذا الطرح يجد صداه بعد أن غابت مؤخرا الجامعات التونسية عن التصنيف الجديد لترتيب شانغاي الدولي للجامعات..

وفي هذا الخصوص وصف الأستاذ الجامعي أحمد النفاتي غياب الجامعات التونسية عن التصنيف الجديد لترتيب شانغاي الدولي للجامعات "بالانتكاسة".

 وقال أحمد النفاتي وهو أستاذ جامعي بمدرسة المهندسين بتونس في تدوينة له على حسابه الرسمي بالفايسبوك "انتكاسة أخرى تمر بها تونس.. سنة 2016 عندما تراجعت بعض الجامعات الفرنسية في ترتيب أفضل 100 جامعة في العالم حسب ترتيب شانغاي... صار هذا الترتيب هو العنوان الأبرز لكل الصحف وكل منصات الإعلام مثل جريدة le monde وجريدة Le Figaro وكان الإعلاميون الصحافيون المحترمون يتنافسون في طرح القضايا الوطنية".

وأشار إلى أن ''الدنيا قامت ولم تقعد في فرنسا وقاموا بعملية استنفار واخذوا عديد الإجراءات مثل سياسة التكتل الجامعي الجديد لمؤسسات التعليم العالي على غرار Les poles d'excellence.

ودعا الأستاذ الى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الجامعة التونسية من الانهيار مقدما مقترحات عملية من موقعه كأستاذ جامعي درّس في عدة جامعات عالمية:

وتتمثل هذه المقترحات في القيام بتشكيل جامعي جديد في شكل أقطاب.

مثال: جامعة تونس المنار وجامعة قرطاج وجامعة منوبة تصبح قطبا (pole) واحد ومؤسسة واحدة عالميا.

هذا بالتوازي مع ترشيد البحث العلمي ودعم البحوث ذات القيمة المضافة على القطاعات الحيوية ذات الخصوصية الوطنية مع تحيين البرامج التعليمية (les programmes d'études) ودفع المؤسسات (اجبراها) للتحصل على الاعتماد الأكاديمي العالمي لكل الشهائد العلمية التونسية علاوة على احترام العلم والعلماء وتوفير حياة كريمة للأستاذ الجامعي حتى يستطيع التفرغ للبحث العلمي موضحا انه من غير المعقول ان يلجأ أستاذ جامعي الى ممارسة مهنة أخرى حتى يتسنى له العيش وتوفير ضروريات الحياة بعد 25 سنة من الدراسة...

من جهة أخرى وبالتوازي مع تدوينة الأستاذ الجامعي فقد اعتبر المنسق العام الوطني لاتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين "إجابة" نجم الدين جويدة في تصريح أمس لـ"الصباح" أن غياب الجامعات التونسية عن التصنيف الجديد لترتيب شانغاي الدولي للجامعات بالأمر العادي قائلا: "من الطبيعي أن نكون خارج التصنيف والغريب أن نكون ضمن التصنيف".

وفسر محدثنا أن غياب التصنيف يعتبر نتيجة طبيعية للنقص المسجل في ميزانية البحث العلمي وللسياسية المتبعة لتهجير الكفاءات التونسية الى دول الخليج وفرنسا وكندا. كما يعتبر أيضا نتيجة طبيعية بعد أن تصحّرت الجامعة التونسية وأضحت الميزانية المخصصة لمخابر البحث صفر مليم مشيرا الى أن 10 الآلاف دكتور معطل عن العمل ومعطل أيضا عن ولوج مخابر البحث ..

واعتبر محدثنا أن كل هذه الإشكاليات أفرزت تقهقرا في ترتيب الجامعات التونسية وهجرة الكفاءات الى دول الخليج أين ترتقي هذه الكفاءات هناك وفي جميع المراتب.

كما أشار جويدة الى أن اتحاد "إجابة" ومنذ سنة 2011 يطالب بإصلاح جذري حقيقي من خلال إعادة تأسيس الجامعة التونسية ورغم مرور 10 سنوات على هذا المطلب ورغم تعاقب عديدة الوزراء على حقيبة التعليم العالي إلا أن جميع الوزراء لم يكن لديهم استحقاق لفتح ملف إصلاح التعليم العالي.

من جهة أخرى تجدر الإشارة الى أن الباحث والمفكر سامي براهم قد استنكر أن يمر خبر غياب أي جامعة تونسية عن التصنيف العالمي لأفضل الجامعات مرور الكرام مشيرا من خلال تدوينة له على صفحته الاجتماعية الرسمية "الفايسبوك": "كان يفترض أن يكون عدم وجود أيّ جامعة تونسيّة في التّصنيف العالمي لأفضل الجامعات وعددها ألف خبرا يهزّ الرّأي العام الوطني لخطورته على حاضر البلد ومستقبله في كلّ المجالات الحيويّة والإستراتيجية ...

لكن الخبر يمرّ دون اهتمام في الإعلام والنقاش العمومي والنخبويّ لمعرفة الأسباب والمعالجات ودقّ ناقوس الخطر على المنظومة التعليمية في البلد ..

التعليم روح النّهضة والقلب النابض للتنمية بانهياره ينهار المشروع الوطني برمّته"...

يذكر أن التصنيف الأكاديمي الدولي للجامعات المعروف اختصارًا باسم تصنيف شانغهاي لسنة 2019 كشف عن وجود جامعة تونسية وحيدة من بين أفضل 1000 جامعة في العالم وهي جامعة تونس المنار في صنف ما بين أفضل 801-900 جامعة، لتحلّ في المرتبة 12 عربيًا.

في هذا الخضم يصح التساؤل بإلحاح: متى تتحقّق الاستفاقة ومتى يفعّل صناع القرار قطار الإصلاح في منظومة التعليم العالي.

منال حرزي

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews