لم يسبق أن حظيت زيارة رئيس أمريكي الى الشرق الاوسط بما حظيت به زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن من ترويج اعلامي ودعاية سياسية الى المنطقة، ولا شك ان الحرب الروسية في اوكرانيا فرضت الخطوط الكبرى لهذه الزيارة او بالاحرى الجولة انطلاقا من تل ابيب الى السعودية و جعلت الانظار تتجه الى ما سيحمله بايدن في حقيبته من اتفاقات او مبادرات ...طبعا سيكون من الغباء ان نتوقع ان يعلن بايدن في هذه الزيارة مساندته تقريرالجنائية الدولية حول جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية الامريكية شيرين ابو عاقلة أواعادة فتح القنصلية الامريكية أو انقاذ وكالة الاونروا للاجئين اوطرح مشروع جديد لتحقيق السلام وانهاء الاحتلال فهذه عناوين للاستهلاك الاعلامي فحسب ..
زيارة بايدن الى الشرق الأوسط تنطوي على رهانات كبيرة وتُهيمن عليها جهود إقناع الحلفاء الخليجيّين بزيادة إنتاج النفط والتقريب بين إسرائيل والمملكة العربية وهنا كلمة السرفالشيطان يكمن في التفاصيل و التفاصيل ليست دوما معلنة ...
و المهم ان بايدن سيقضي يومَين في القدسالمحتلة لإجراء محادثات مع القادة الإسرائيليّين قبل أن يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة في الضفة الغربية المحتلة...ولا نخال بايدن سيتحرج من الجدارالعازل او من توسيع المستوطنات او من مصادرة الاراضي و اعتقال الاطفال او الشباب ... و سيتجه لاحقا الى السعودية و كله قناعة بأن الاتفاق مع الحليف السعودي بشأن الترفيع في انتاج النفط مسألة محسومة ..
انهاء الاحتلال و فرض القانون الدولي ليس من الاوليات فالاولوية التي يسعى اليها الرئيس الامريكي الذي يعود الى المنطقة لاول مرة منذ ست سنوات في انهاء الفصل التالي من صفقة القرن و اعلان الدخول في مرحلة التطبيع كخيار لتغيير خارطة المنطقة و تحديد ايران كعدو يستوجب هذا التحالف العربي الامريكي الاسرائيلي في اعقاب قمة الناتو المنعقدة في مدريد الشهر الماضي ...
أغلب المسؤولين الامريكيين و الاسرائيليين يروجون لمسار التطبيع القادم و لا نعرف ان كان ذلك لايهام الراي العام السعودي و الخليجي بان المسار مستمر و تهيئة الارضية لتقبل الامر الواقع ...الاسرائيليون من جانبهم يعتبرون ان سفر الرئيس الامريكي من تل ابيب الى الرياض حدث تاريخي و عنوان للتطبيع القادم ...
طبعا يسعى الرئيس الامريمي الى استعادة دور بلاده في المنطقة وأن يجد لدى السعودية الدعم والسند في مواجهة الدب الروسي مع تفاقم تداعيات الحرب الروسية في اوكرانيا على الاسواق المالية وعلى سوق النفط العالمي ..
و هو يبحث بالتالي عن استعادة شعبيته المفقودة لدى الحلفاء الخليجيّين بزيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض أسعارالنفط مع العاهل السعودي و لكن ايضا مع ولي العهد محمد بن سلمان مهندس الاصلاحات في المملكة ...
-هل يمكن ان نتوقع اختراقا في المشهد الفلسطيني ؟
كثيرة هي الرهانات على لقاء الرئيس الامريكي المرتقب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس و سيكون اللقاء بروتوكوليا الاعلى و الاهم مع السلطة الفلسطينية , ولكن تحقيق اختراق ميداني يقلب المعادلات مسألة غير متوقعة بالنظر الى الانحياز الامريكي المعروف للحليف الاسرائيلي ..
يعول الفلسطينيون على التزام بايدن بتعهداته بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس, ورفع منظمة التحرير الفلسطينية من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في القدس، وكبح التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية...و هي مطالب مشروعة على قائمة الانتظار و لكن لا شيئ يرجح استجابة البيت الابيض لها ..
الارجح ان الملف النووي الايراني سيكون حاضرا خلال هذه الجولة لا سيما حول دعواته لاحياء الاتفاق النووي السابق ..
التقارير القادمة من فلسطين المحتلة تؤكد ان الشعب الفلسطيني من الضفة الى غزة متشائم ن هذه الزيارة و لا يرى فيها تحول محتمل في الموقف الامريكي الداعم للاحتلال , و اغلب الفصائل تحذر من العس المسموم و التحالفات الخفية ضد المقاومة الفلسطينية . الشارع الفلسطيني يستعد لاستقبال بايدن على وقع الاحتجاجات الغاضبة تنديدا بظلم الاحتلال و بسياسة المكيالين للادارات الامريكية المتعاقبة ...وعلى العكس من ذلك فان الجانب الاسرائيلي يعول على هذه الزيارة لتعزيز موقع اسرائيل في المنطقة و ضمان تفوقه العسكري ...
وسط ملفات شائكة وأزمات عاصفة، يحطّ الرئيس الأمريكي جو بايدن رحاله في المنطقة، فيما تبدو القضية الفلسطينية وآمال السلطة تتبدد في إمكانية تحقيق اختراق خلالها، أمامّ زخم الملفات ..
بلغة الاقام فان هذه الزيارة هي العاشرة لبايدن الى المنطقة و لكنها الاولى له كرئيس ..والاكيد أن المنطقة التي يزورها بايدن مختلفة عما كان يعرفه
-اعلان القدس ..
على غرارصفقة القرن التي ارتبطت بالرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب , من المقررأن يوقع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته لإسرائيل مع يائير لابيد بيانًا مشتركًا يعرف باسم "إعلان القدس" وحسب ما تسرب فان هذا الاعلان وثيقة من أربع صفحات سيتم توقيعها من قبل لابيد وبايدن في تل ابيب ..وتشمل النقاط الرئيسة في إعلان القدس رسالة موحدة ضد إيران وبرنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية والالتزام بعدم السماح لها بامتلاك أسلحة نووية، وكذلك السماح لإسرائيل بالدفاع عن نفسها بنفسها...
كما تشمل الوثيقة إشارة إلى تعزيز التطبيع وتوسيع دول السلام...
و ربما تكون الجولة منطلقا للاعلان عن إطلاق منتدى أمني إقليمي بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة، ويضمّ السعودية، البحرين، الإمارات، السودان، مصر والأردن...
طموحات بايدن من الجولة كبيرة و طموحات اسرائيل اكبر ..
اسيا العتروس
تونس الصباح
لم يسبق أن حظيت زيارة رئيس أمريكي الى الشرق الاوسط بما حظيت به زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن من ترويج اعلامي ودعاية سياسية الى المنطقة، ولا شك ان الحرب الروسية في اوكرانيا فرضت الخطوط الكبرى لهذه الزيارة او بالاحرى الجولة انطلاقا من تل ابيب الى السعودية و جعلت الانظار تتجه الى ما سيحمله بايدن في حقيبته من اتفاقات او مبادرات ...طبعا سيكون من الغباء ان نتوقع ان يعلن بايدن في هذه الزيارة مساندته تقريرالجنائية الدولية حول جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية الامريكية شيرين ابو عاقلة أواعادة فتح القنصلية الامريكية أو انقاذ وكالة الاونروا للاجئين اوطرح مشروع جديد لتحقيق السلام وانهاء الاحتلال فهذه عناوين للاستهلاك الاعلامي فحسب ..
زيارة بايدن الى الشرق الأوسط تنطوي على رهانات كبيرة وتُهيمن عليها جهود إقناع الحلفاء الخليجيّين بزيادة إنتاج النفط والتقريب بين إسرائيل والمملكة العربية وهنا كلمة السرفالشيطان يكمن في التفاصيل و التفاصيل ليست دوما معلنة ...
و المهم ان بايدن سيقضي يومَين في القدسالمحتلة لإجراء محادثات مع القادة الإسرائيليّين قبل أن يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة في الضفة الغربية المحتلة...ولا نخال بايدن سيتحرج من الجدارالعازل او من توسيع المستوطنات او من مصادرة الاراضي و اعتقال الاطفال او الشباب ... و سيتجه لاحقا الى السعودية و كله قناعة بأن الاتفاق مع الحليف السعودي بشأن الترفيع في انتاج النفط مسألة محسومة ..
انهاء الاحتلال و فرض القانون الدولي ليس من الاوليات فالاولوية التي يسعى اليها الرئيس الامريكي الذي يعود الى المنطقة لاول مرة منذ ست سنوات في انهاء الفصل التالي من صفقة القرن و اعلان الدخول في مرحلة التطبيع كخيار لتغيير خارطة المنطقة و تحديد ايران كعدو يستوجب هذا التحالف العربي الامريكي الاسرائيلي في اعقاب قمة الناتو المنعقدة في مدريد الشهر الماضي ...
أغلب المسؤولين الامريكيين و الاسرائيليين يروجون لمسار التطبيع القادم و لا نعرف ان كان ذلك لايهام الراي العام السعودي و الخليجي بان المسار مستمر و تهيئة الارضية لتقبل الامر الواقع ...الاسرائيليون من جانبهم يعتبرون ان سفر الرئيس الامريكي من تل ابيب الى الرياض حدث تاريخي و عنوان للتطبيع القادم ...
طبعا يسعى الرئيس الامريمي الى استعادة دور بلاده في المنطقة وأن يجد لدى السعودية الدعم والسند في مواجهة الدب الروسي مع تفاقم تداعيات الحرب الروسية في اوكرانيا على الاسواق المالية وعلى سوق النفط العالمي ..
و هو يبحث بالتالي عن استعادة شعبيته المفقودة لدى الحلفاء الخليجيّين بزيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض أسعارالنفط مع العاهل السعودي و لكن ايضا مع ولي العهد محمد بن سلمان مهندس الاصلاحات في المملكة ...
-هل يمكن ان نتوقع اختراقا في المشهد الفلسطيني ؟
كثيرة هي الرهانات على لقاء الرئيس الامريكي المرتقب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس و سيكون اللقاء بروتوكوليا الاعلى و الاهم مع السلطة الفلسطينية , ولكن تحقيق اختراق ميداني يقلب المعادلات مسألة غير متوقعة بالنظر الى الانحياز الامريكي المعروف للحليف الاسرائيلي ..
يعول الفلسطينيون على التزام بايدن بتعهداته بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس, ورفع منظمة التحرير الفلسطينية من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في القدس، وكبح التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية...و هي مطالب مشروعة على قائمة الانتظار و لكن لا شيئ يرجح استجابة البيت الابيض لها ..
الارجح ان الملف النووي الايراني سيكون حاضرا خلال هذه الجولة لا سيما حول دعواته لاحياء الاتفاق النووي السابق ..
التقارير القادمة من فلسطين المحتلة تؤكد ان الشعب الفلسطيني من الضفة الى غزة متشائم ن هذه الزيارة و لا يرى فيها تحول محتمل في الموقف الامريكي الداعم للاحتلال , و اغلب الفصائل تحذر من العس المسموم و التحالفات الخفية ضد المقاومة الفلسطينية . الشارع الفلسطيني يستعد لاستقبال بايدن على وقع الاحتجاجات الغاضبة تنديدا بظلم الاحتلال و بسياسة المكيالين للادارات الامريكية المتعاقبة ...وعلى العكس من ذلك فان الجانب الاسرائيلي يعول على هذه الزيارة لتعزيز موقع اسرائيل في المنطقة و ضمان تفوقه العسكري ...
وسط ملفات شائكة وأزمات عاصفة، يحطّ الرئيس الأمريكي جو بايدن رحاله في المنطقة، فيما تبدو القضية الفلسطينية وآمال السلطة تتبدد في إمكانية تحقيق اختراق خلالها، أمامّ زخم الملفات ..
بلغة الاقام فان هذه الزيارة هي العاشرة لبايدن الى المنطقة و لكنها الاولى له كرئيس ..والاكيد أن المنطقة التي يزورها بايدن مختلفة عما كان يعرفه
-اعلان القدس ..
على غرارصفقة القرن التي ارتبطت بالرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب , من المقررأن يوقع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته لإسرائيل مع يائير لابيد بيانًا مشتركًا يعرف باسم "إعلان القدس" وحسب ما تسرب فان هذا الاعلان وثيقة من أربع صفحات سيتم توقيعها من قبل لابيد وبايدن في تل ابيب ..وتشمل النقاط الرئيسة في إعلان القدس رسالة موحدة ضد إيران وبرنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية والالتزام بعدم السماح لها بامتلاك أسلحة نووية، وكذلك السماح لإسرائيل بالدفاع عن نفسها بنفسها...
كما تشمل الوثيقة إشارة إلى تعزيز التطبيع وتوسيع دول السلام...
و ربما تكون الجولة منطلقا للاعلان عن إطلاق منتدى أمني إقليمي بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة، ويضمّ السعودية، البحرين، الإمارات، السودان، مصر والأردن...
طموحات بايدن من الجولة كبيرة و طموحات اسرائيل اكبر ..