شهدت مختلف دول العالم خلال السبعة أشهر الأولى من سنة 2022 ضغوطات تضخمية متواصلة في ظل تداعيات جائحة كوفيد 19 وتداعيات الأزمة الروسية الأكرانية وانعكاساتها على الأسواق العالمية للتزود بالمواد الأولية والاستهلاكية الغذائية منها والصناعية والطاقية، وسجلت تبعا لذلك معدلات التضخم نسبا قياسية في أغلب الدول.
وقد بلغ مستوى التضخم في منطقة الأورو 8,9 بالمائة خلال شهر جويلية 2022 ليسجل أعلى نسبة له منذ 1997 وتضاعفت نسب التضخم في أغلب الدول الأوروبية بشكل لافت، كما عرفت المنطقة الإفريقية والعربية نفس المنحى التصاعدي ليتجاوز التضخم نسب برقمين في العديد من الدول في هذه المناطق وخاصة منها الدول الشبيهة ببلادنا، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن وزارة التجارة.
ولم تكن بلادنا بمنأى عن هذا الوضع العالمي والإقليمي وتداعيات التضخم بالأسواق العالمية والدول الشركاء الاقتصاديين، حيث سجلت نسبة التضخم نسقا تصاعديا خلال السبعة أشهر الأولى من هذه السنة بنسبة انزلاق شهرية تراوحت بين 0,7 و1,4 بالمائة لترتفع إلى حدود 8,2 بالمائة خلال شهر جويلية بعد أن كانت في حدود 8,1 بالمائة خلال شهر جوان من نفس السنة.
وفي مقارنة بين شهري جويلية وجوان 2022 تطورت أسعار مجموعة المواد الغذائية بنسبة 1,9 % وأسعار مجموعة الترفيه والثقافة بنسبة 1,5% وأسعار المطاعم والنزل بنسبة 1,4 % وأسعار مجموعة الأثاث والتجهيز المنزلي بنسبة 1,1 % وأسعار المواد والخدمات الأخرى بنسبة 1,2 % مقابل ارتفاع أسعار بقية المجموعات بنسب تراوحت بين 0,1 و0,6 بالمائة.
ويرجع التطور النسبي في مؤشر ات التضخم خلال شهر جويلية 2022 بالأساس إلى تطور أسعار المواد الحرة بـ 1,2 بالمائة في حين لم تتجاوز نسبة تطور أسعار المواد المؤطرة 0,3 بالمائة حيث تطورت أسعار المواد الغذائية الحرة بـ 2,2 بالمائة والمواد غير الغذائية الحرة بـ 0,8 بالمائة، في حين تطورت أسعار المواد الغذائية المؤطرة بـ 0,1 بالمائة والمواد غير الغذائية المؤطرة بـ 0,4 بالمائة.
كما يعود التطور المسجل في أسعار المواد الفلاحية بنسبة 3,1 بالمائة إلى الارتفاع الظرفي المسجل في أسعار منتجات الدواجن والخضر واللحوم في ظل التراجع الملحوظ في مستويات الإنتاج لهذه المواد الذي تزامن مع ارتفاع الطلب وتواتر ذروة الموسم السياحي وموسم عيد الأضحى، في حين سجلت أسعار المواد الغذائية المحولة والمواد المعملية والخدمات نسب تطور بـ 0,6 بالمائة لكل مجموعة.
وتعمل مصالح وزارة التجارة وتنمية الصادرات بالتنسيق مع مختلف السلط الرقابية والقطاعية على تكثيف مجهوداتها لمواصلة الحد من تداعيات هذه الأوضاع الهيكلية والظرفية على المقدرة الشرائية للمستهلك، من خلال اعتماد جملة من الاجراءات الترتيبية والرقابية التي تهدف إلى التحكم في نسق تطور نسبة التضخم في حدود معقولة أخذا بعين الاعتبار للمعطيات الاقتصادية الخارجية والداخلية وذلك من خلال تفعيل كل الصلاحيات المخولة لترشيد الزيادات في الأسعار وضبطها ومكافحة مختلف مظاهر الاحتكار والمضاربة.
ويجدر التذكير في هذا الصدد بتواصل تنفيذ البرنامج الوطني المشترك لمكافحة الاحتكار والمضاربة والتهريب، الذي مكن من تحقيق نقلة نوعية وكمية في العمل الرقابي وارتفع نسق التدخلات والتغطية الميدانية بنسبة تطور بـ 56 % مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة (409813 زيارة تفقد مقابل 262488 زيارة سنة 2021) وتطورت نسبة الكشف على المخالفات بـ 49 % مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية (59626 مخالفة مقابل 40150 مخالفة) شملت خاصة المخالفات المتعلقة بالتجاوزات الخطيرة في توزيع واستعمال المواد الأساسية والمدعمة حيث تم رفع 18879 مخالفة في هذا المجال خلال السبعة أشهر الأولى من سنة 2022.