نشرت هيئة هلال الشابة ليلة أمس بلاغا نددت فيه بتواصل صمت سلطة الاشراف واستقالتها التامة من المشهد الرياضي المتعفن وهو ما دفع جامعة كرة القدم إلى تحويل المرفق العام إلى وكر لتعاطي "الكرة الحرام "،في إشارة إلى الأحداث التي رافقت الجولة الأخيرة من مرحلة تفادي النزول.
"لم نكن نرجم بالغيب عندما كانت صرخاتنا تخترق الآفاق للتنبيه لما ينتظر الكرة التونسية في ظل منظومة فاسدة من سوء مصير و إنما تأسّينا لإستقراء ما يحدث في نهاية هذا الموسم بمقولة الأعرابي الشهيرة : البعرة تدل على البعير و الأثر يدل على المسير ...
ولعل ما يحدث اليوم هو مشهد مكرّر لما حدث بنفس الإخراج في نهاية الموسم الماضي و لما حدث في نهاية المرحلة الأولى لهذا الموسم في أكثر من موقعة وعلى أكثر من ميدان ولعلّ لقطة حارس المنتخب بشير بن سعيد على نفس ملعب جرجيس تكفي وحدها لإختزال كامل المشهد التعيس .. يومها لم نسمع حديثا عن لجنة المعطي و عن لجان الأخلاقيات و لم نسمع صوتا يستنكر هذه الممارسات لأن الطرح كان يستهدف وقتها التنكيل بهلال الشابّة ..
و لئن لم يعد خافيا على أحد حجم الفساد المستشري في كرتنا فإن ما يؤلم أكثر أنّه كلّما كثرت الفضائح و المهازل كلما زاد تعنّت المسؤولين في الجامعة و كأنّ الفضائح تعطيهم جرعة إضافية من الجرأة لمواصلة تحدي سلطة الدولة و مزيد الدوس على كلّ الشرائع و المواثيق ..
حتى التمشي التي إعتادت الجامعة تبنّيه في كلّ مرّة لإمتصاص الضغط لا يهدف إلى معالجة هذه الظواهر المخزية التي أصبحت تنخر كرة القدم التونسية بقدر ما أصبح مجرّد وسيلة لمزيد التعتيم و المواراة حيث سبق إعتماد نفس هذه الوصفة المعلّبة في فضائح المراهنات و التلاعب المفضوح بنتائج المباريات و قُبرت ملفات نيس و المحمدية و بنقردان و غيرها من الملفات في رفوف لجان الأخلاقيات...
إدارة هلال الشابة تستغرب في هذا الخضمّ الصمت المتواصل لسلطة الإشراف و إستقالتها التامّة من المشهد وهي صاحبة السلطة الأصلية التي فوّضت للجامعة البعض من سلطاتها لإدارة هذا المرفق العام فإستباحته وحوّلته إلى وكر لتعاطي "الكرة الحرام" .."