دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء، جميع الأطراف في البلاد للجلوس إلى طاولة الحوار "لتدشين مرحلة الاستقرار".
وطالب الدبيبة، في أول اجتماع لمجلس الوزراء العام الحالي، الليبيين بالتعاضد وعدم التفريط في وحدة البلاد ومؤسساتها ومواجهة ما يهددها من مخاطر.
كما أضاف أن حكومته ستطلق في شهر رمضان حوارات مع النخب الليبية، لتبادل الآراء حول عقد انتخابات ناجحة مقبولة النتائج لإنهاء مرحلة الانقسام السياسي.
اجتماع تونس
يذكر أنه بعدما أعلن أكثر من 100 عضو من البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة خلال اجتماعهم بتونس، توصلهم لاتفاق يقضي بتشكيل حكومة وطنية جديدة والالتزام بالقوانين الانتخابية الصادرة عن لجنة 6+6 المشتركة، علق المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي على الأمر.
فقد رأى المسؤول الأممي أن الاجتماع الذي عُقد لا يلبي الطموحات بسبب تحفظات بعض الأطراف عليه، ولا يمكن أن يكون بديلاً عن حوار أوسع بمشاركة أكبر وجدول أعمال أكثر شمولاً.
كما أكد في رسالة وجهها مساء 29 فيفري الفائت إلى المجتمعين في تونس، أن هذا الاجتماع قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح شريطة صدق النوايا وتغليب المصالح العليا وترك الحسابات الضيقة، لكنه لفت إلى أنه لا يلبي الطموحات بسبب طبيعته الثنائية وعدم جمعه لكل الأطراف الرئيسية من أجل حل القضايا الخلافية.
كذلك شدد على دعم البعثة الأممية لكل المبادرات التي تسعى إلى جسر الهوة بين الأطراف الليبية، غير أنه حذر من المخاطر المرتبطة بإعادة إنتاج حلول غير مقبولة من الجميع تكون مخرجاتها غير قابلة للتنفيذ.
فوضى وخسائر
وأوضح باتيلي أن المبادرات الأحادية التي تهدف فقط إلى إنشاء مؤسسات جديدة من دون تعاون وموافقة جميع المعنيين، لا يمكن أن تؤدي إلا للفوضى والخسائر في الأرواح، مؤكداً أنه لا يمكن أن يدعم مثل هذه المسارات.
كما حث الأطراف الليبية على عدم التركيز على حل مسألة واحدة على حساب مسائل أخرى لا تقل أهمية، في إشارة إلى ملف تشكيل حكومة جديدة، مشدداً على أنه لا يمكن تحقيق التقدم من خلال فرض واقع مؤسسي جديد، داعياً إلى ضرورة معالجة جميع القضايا الخلافية التي تحول دون إجراء انتخابات في البلاد.
إلى ذلك، جدد دعوته للأطراف الليبية للمشاركة في الحوار الخماسي من دون شروط مسبقة، وتحمل مسؤولياتهم وعدم إضاعة الوقت من أجل تجاوز هذا الجمود السياسي ووقف انهيار البلاد الوشيك وتحقيق طموحات الليبيين.
نزاعات وصراع
يشار إلى أنه منذ انهيار العملية الانتخابية التي كانت مقررة في ديسمبر 2021، تعطل الحل السياسي في ليبيا بسبب نزاعات بين الأطراف الحاكمة حول القوانين الانتخابية وصراع على السلطة.
يأتي هذا رغم الجهود الأممية والدولية لجمعهم على طاولة مفاوضات واحدة من أجل حل الخلافات والتوافق على خارطة طريق تصل بالبلاد إلى إجراء انتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية. العربية.نت