تواصل غضب فلسطيني، مساء الخميس، احتجاجا على عملية إسرائيلية بمخيم جنين شمالي الضفة الغربية، وسط مطالب عربية ودولية بالتهدئة وتحذيرات من استمرار العنف.
وأدت عملية إسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة إلى سقوط 10 شهداء بينهم 9 بالمخيم، في عملية تعد وفق مراقبين، الأكبر من نوعها منذ انتفاضة الأقصى عام 2000.
بينما تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن أن "قوات الأمن نفذت عملية داخل مخيم جنين للاجئين، بعد ورود معلومات استخبارية عن نية تنظيم الجهاد الإسلامي تنفيذ هجوم كبير"، دون تقديم دليل أو تفاصيل.
غضب وحداد في فلسطين
في فلسطين، أعلن الرئيس محمود عباس الحداد 3 أيام وتنكيس الأعلام، بجانب وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل والتوجه الفوري إلى مجلس الأمن.
وتظاهر الآلاف في أنحاء متفرقة من غزة وقرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، ورفعوا العلم الفلسطيني مرددين هتافات من ضمنها "بالروح بالدم نفديك يا جنين"، و"غزة والضفة يد وحدة".
كما نظمت مسيرات ووقفات مماثلة بمدن بالضفة الغربية، في طوباس (شمال)، وبيت لحم والخليل (جنوب)، فيما عم الإضراب العام كافة مدن الضفة.
ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، المجتمع الدولي إلى التحرك ضد "الجرائم" الإسرائيلية.
إدانة تركية وتعاز
من جانبها، قالت وزارة الخارجية التركية، إنها "تلقت ببالغ الأسى نبأ مقتل الكثير من الفلسطينيين جراء اقتحام الجنود الإسرائيليين مخيم جنين"، مقدمة تعازيها للشعب الفلسطيني وحكومته.
وأوضحت الخارجية التركية في بيان: "نعرب عن قلقنا العميق إزاء التوتر المتصاعد ووقوع خسائر بالأرواح في الضفة الغربية، وندين بشدة هذه الهجمات التي أسفرت عن مقتل مدنيين".
بدوره، قال رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب عبر حسابه في تويتر، الخميس، إن "إسرائيل تواصل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأدين بأشد العبارات الهجمات الدنيئة لإسرائيل".
وأكد أنه "حتى لو التزم العالم كله الصمت في وجه هذه الجريمة ضد الإنسانية، فإن تركيا ستقف إلى جانب أشقائها الفلسطينيين في كفاحهم من أجل الحرية، كما فعلت حتى الآن".
قلق أمريكي ودعوة لاجتماع مجلس الأمن
وحول العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى بربرا ليف، إنها "تواصلت مع الأطراف وحثثتهم على خفض التصعيد وعلى التنسيق بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينية".
كما أعربت عن قلقها إزاء وقوع خسائر في صفوف المدنيين باعتباره أمرا مؤسفا للغاية، حسب ما نقله موقع "الحرة" الأمريكي.
ومساء الخميس، دعت الإمارات والصين وفرنسا مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ الجمعة، حول التطورات الأخيرة في مدينة جنين، وفق بيان لبعثة الإمارات بالأمم المتحدة.
إدانات عربية ومطالب بالتهدئة
أدانت السعودية والإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان ومصر والأردن، الاقتحام الإسرائيلي لجنين وسط مطالب بالتهدئة، والوقف الفوري لـ"الاعتداءات الإسرائيلية"، وفق بيانات رسمية منفصلة.
في السعودية، أكدت وزارة الخارجية "رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة"، مطالبة المجتمع الدولي "بوقف التصعيد والاعتداءات الإسرائيلية".
بدورها، دعت الخارجية الإماراتية "السلطات الإسرائيلية إلى خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".
ووصفت الخارجية القطرية ما قامت به تل أبيب بأنه "عدوان وحشي"، محملة "سلطات الاحتلال وحدها مسؤولية اتساع دائرة العنف التي ستنتج عن هذا التصعيد الممنهج ضد الشعب الفلسطيني".
وفي الكويت، شددت وزارة الخارجية على أن "هذا العدوان الإسرائيلي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي"، محذرة من "مغبة هذه الانتهاكات التي تنذر بالمزيد من التصعيد".
كما أعربت الخارجية العمانية عن رفضها لـ"العدوان الإسرائيلي الوحشي"، داعية "المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته نحو وقف التصعيد".
ودعت الخارجية المصرية، إسرائيل إلى وقف فوري "للاعتداءات" على المدن الفلسطينية، محذرة من "خروج الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية عن السيطرة".
بينما دعت الخارجية الأردنية، إلى "ضرورة وقف إسرائيل عملياتها العسكرية كافة وجميع الإجراءات اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام".
منظمات تندد وأخرى تطالب بوقف التصعيد
وعلى المستوى الأممي، أعرب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، في بيان، عن قلقه من "استمرار دائرة العنف بالضفة"، داعيا إسرائيل وفلسطين إلى "تهدئة التوترات واستعادة الهدوء".
كما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، عن قلقها إزاء أحداث جنين، داعية "جميع الجهات المسلحة إلى الالتزام باحترام وحماية المدنيين وممتلكاتهم".
وعربيا، أدان مجلس التعاون الخليجي، في بيان، "استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة"، داعيا المجتمع الدولي للتدخل ضد ما يحدث للشعب الفلسطيني.
كما أدانت جامعة الدول العربية "اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لجنين"، محذرة من تداعيات "الصمت الدولي" حيال ما يحدث في فلسطين.
وشددت رابطة العالم الإسلامي، في بيان، على أن "اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لجنين انتهاك خطر لكل القوانين واعتداء سافر"، داعية "المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لمنع أي تصعيد".
وعلى مستوى الحركات، أكدت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، في بيانين، أن "العدوان الصهيوني يمثل جريمة حرب"، داعية لعدم الصمت على ما يحدث و"وقف التطبيع".
كما نددت فصائل فلسطينية، بينها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بالعملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين.
وتوعّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، إسرائيل بـ"دفع ثمن المجزرة التي ارتكبتها في جنين"، مشددا على أن "رد المقاومة لن يتأخر".
وحذّرت حركة "الجهاد الإسلامي" من "اندلاع معركة قريبة ومفتوحة في قطاع غزة، في حال لم تتوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين".
الاناضول