إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

وفق دراسة حول "التضليل المعلوماتي السياسي" | تحذير من مخاطر التلاعب بالمعلومات والأخبار

 

الصادق الحمامي لـ"الصباح": التضليل المعلوماتي أصبح خطيرا في تونس و"المجموعات الفايسبوكية" السبب الرئيسي

تونس-الصباح

نظمت منظمة مراقبون والمنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية DRI ومعهد الصحافة وعلوم الإخبار ندوة صحفية لعرض نتائج دراسة "التضليل المعلوماتي السياسي المقاربات النظرية والفاعلون والتكتيكات في السياق التونسي"، التي أنجزها فريق من الباحثين من معهد الصحافة وعلوم الإخبار في إطار مشروع LAB'TRACK تتناول هذه الدراسة مسألة التضليل المعلوماتي باعتبارها ظاهرة مركبة تتداخل في تشكيلها عدة عناصر وديناميكيات سياسية وتكنولوجية. وتسعى الدراسة إلى تأسيس إطار نظري شامل يتناول ظاهرة التضليل المعلوماتي السياسي في السياق التونسي باعتبارها موضوعا بحثيا.

وتضمنت الدراسة خمسة فصول يتناول الفصل الأول العناصر المؤسسة للإطار النظري لدراسة ظاهرة الاضطراب المعلوماتي ويطرح هذا الفصل فرضية "التضليل المعلوماتي الشامل" التي تسعى لفهم التأثير الشامل لعمليات التلاعب بالمعلومات والأخبار ونتائجها على تشكيل الرأي العام في السياق التونسي.. كما يسعى هذا الفصل إلى تشخيص مصادر الفاعلين في التضليل المعلوماتي الشامل. ويطرح الفصل الثاني دراسة المفاهيم النظرية الكبرى المتصلة بالاضطراب المعلوماتي على غرار التضليل بواسطة المعلومات الخاطئة mésinformation والمضللة désinformation والضارة mal information إضافة إلى غرف الصدى chambres d'échos و"الفقاعات المعرفية filtres de bulles ونتائج الخوارزميات على تعرض المستخدمين للمعلومات. وفي الفصل الثالث تعالج الدراسة الشبكة الاجتماعية فايسبوك من منظور مفاهيم علوم الإعلام والاتصال والعلوم السياسية بطرح مختلف الأبعاد المتصلة بالفايسبوك باعتباره فضاء عموميا وأدواره في بناء الرأي العام. كما سعت الدراسة في الفصل الرابع وهو الأهم إلى تطوير منهجية مخصوصة لدراسة تكتيكات التلاعب بالرأي العام بواسطة الأخبار المضللة أو بالأحرى "صناعة الكذب".

وفي الفصل النهائي تناولت الدراسة أهم التوصيات التي يمكن أن توجه إلى كل الأطراف وخاصة المؤسسات التي لها علاقة بظاهرة صناعة التضليل المعلوماتي والتصدي لنتائجها على الحياة السياسية والمجتمع على غرار الحكومة والمؤسسات الصحفية والفاعلين السياسيين ...

نتائج الدراسة

ومن أهم نتائج الدراسة التصنيف الدقيق لأهم تقنيات وأساليب وتكتيكات التضليل المعلوماتي بناء شبكات منظمة للترويج للمضامين ذاتها في صفحات ومجموعات، إدارة الصفحات من الخارج لتجاوز الآليات القانونية، تمويل صفحات من أطراف أخرى لصالح السياسيين أو الأحزاب، تغيير طبيعة الصفحات في السياقات الانتخابية على وجه الخصوص. خلق حسابات من الخارج والترويج لها باعتبارها صفحات تدار من الداخل، إنشاء وإدارة صفحات سياسية ودعائية والترويج لها على أنها صفحات إخبارية أو الترويج لها باعتبارها خدمات إخبارية، إنشاء صفحات ذات مضمون مماثل مع تغيير الشكل، إنشاء صفحات وقتية يتم حجبها بعد الاستفادة منها في الحملات السياسية وتقليد الخدمات الإخبارية والمؤسسات الإعلامية.

بالإضافة إلى استخدام تقنيات الإثارة والمشاعر، والتضخيم لخلق الشعور بصدقية المضمون، استخدام أسلوب السخرية في إطار حملات دعائية، استخدام الصور النمطية والكليشهات، وتوظيف خبراء مزيفين مع التلاعب بالإحصائيات والأرقام، والمزج بين الإخباري والاشهاري..

وقال الأستاذ في معهد الصحافة وعلوم الإخبار، الصادق الحمامي في تصريح لـ"الصباح"، أن هذه الدراسة تهدف إلى دراسة واقع الأخبار الزائفة والتضليل المعلوماتي، كما أن هذه الدراسة تهم صانعي القرار في الدولة إذ أن السياسات العمومية من دورها التصدي للأخبار الزائفة.

وأضاف الحمامي، أن التضليل المعلوماتي أصبح خطيرا وأصبح الرأي العام يتأثر بشكل كبير بهذه العملية ومرده أن التونسيين يستخدموه شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير والإعلام أصبح يعيش أزمات عديدة ولا تتوفر له الإمكانيات ليكون بديلا عن الأخبار الزائفة...

وأكد الصادق الحمامي، أن المجموعات الفايسبوكية والتطبيقات مثل Tiktok وفايسبوك خاصة أصبحت كلها فضاء تنتعش فيه الأخبار الزائفة، وهو ما يتطلب التصدي لهذه الظواهر وفق استراتيجيات عمومية قائمة على معايير دولية خاصة وأن الجميع يستفيد والجميع ضحية من هذا التضليل والأخبار الزائفة...

من جهته الأستاذ بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار، خليل الجلاصي، أفاد في تصريح لـ"الصباح"، أنه بات من الضروري اليوم طرح نقاش عام حول مسألة التضليل الإعلامي والمعلوماتي في تونس خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي...

وشدد محدثنا على ضرورة تدريس التربية الرقمية والإعلامية في تونس مما من شأنه أن يحمي البيئة الرقمية، بالإضافة إلى دعم صحافة الجودة لتكون قادرة على مناهضة التضليل المعلوماتي والمد الكبير من الأخبار الزائفة خاصة في ظل هذه المرحلة الحالية في تونس التي تشهد تحولات سياسية مهمة ...

يذكر أن عديد الدراسات أكدت أن فرص انتشار الأخبار الزائفة أكبر بكثير من الأخبار الصحيحة، حيث تتحول الأخبار الزائفة إلى أداة بيد المؤثرين والطامحين لزيادة متابعاتهم والتفاعل معهم على مواقع التواصل، ويجري استخدامها بالفعل على نطاق واسع، ويذكر أن دراسة أجراها أكاديميون في جامعة أوكسفورد البريطانية أكدت أن القصص "غير المرغوب فيها والأخبار المضللة أو الزائفة على منصة فيسبوك في أوروبا، تتفوق بشكل كبير على الأخبار الاحترافية التي مصدرها وسائل الإعلام الدارجة من حيث عدد المشاركات والإعجابات والتعليقات.

صلاح الدين كريمي

 

 

 

 

 

 

 

 

 وفق دراسة حول "التضليل المعلوماتي السياسي" | تحذير من مخاطر التلاعب بالمعلومات والأخبار

 

الصادق الحمامي لـ"الصباح": التضليل المعلوماتي أصبح خطيرا في تونس و"المجموعات الفايسبوكية" السبب الرئيسي

تونس-الصباح

نظمت منظمة مراقبون والمنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية DRI ومعهد الصحافة وعلوم الإخبار ندوة صحفية لعرض نتائج دراسة "التضليل المعلوماتي السياسي المقاربات النظرية والفاعلون والتكتيكات في السياق التونسي"، التي أنجزها فريق من الباحثين من معهد الصحافة وعلوم الإخبار في إطار مشروع LAB'TRACK تتناول هذه الدراسة مسألة التضليل المعلوماتي باعتبارها ظاهرة مركبة تتداخل في تشكيلها عدة عناصر وديناميكيات سياسية وتكنولوجية. وتسعى الدراسة إلى تأسيس إطار نظري شامل يتناول ظاهرة التضليل المعلوماتي السياسي في السياق التونسي باعتبارها موضوعا بحثيا.

وتضمنت الدراسة خمسة فصول يتناول الفصل الأول العناصر المؤسسة للإطار النظري لدراسة ظاهرة الاضطراب المعلوماتي ويطرح هذا الفصل فرضية "التضليل المعلوماتي الشامل" التي تسعى لفهم التأثير الشامل لعمليات التلاعب بالمعلومات والأخبار ونتائجها على تشكيل الرأي العام في السياق التونسي.. كما يسعى هذا الفصل إلى تشخيص مصادر الفاعلين في التضليل المعلوماتي الشامل. ويطرح الفصل الثاني دراسة المفاهيم النظرية الكبرى المتصلة بالاضطراب المعلوماتي على غرار التضليل بواسطة المعلومات الخاطئة mésinformation والمضللة désinformation والضارة mal information إضافة إلى غرف الصدى chambres d'échos و"الفقاعات المعرفية filtres de bulles ونتائج الخوارزميات على تعرض المستخدمين للمعلومات. وفي الفصل الثالث تعالج الدراسة الشبكة الاجتماعية فايسبوك من منظور مفاهيم علوم الإعلام والاتصال والعلوم السياسية بطرح مختلف الأبعاد المتصلة بالفايسبوك باعتباره فضاء عموميا وأدواره في بناء الرأي العام. كما سعت الدراسة في الفصل الرابع وهو الأهم إلى تطوير منهجية مخصوصة لدراسة تكتيكات التلاعب بالرأي العام بواسطة الأخبار المضللة أو بالأحرى "صناعة الكذب".

وفي الفصل النهائي تناولت الدراسة أهم التوصيات التي يمكن أن توجه إلى كل الأطراف وخاصة المؤسسات التي لها علاقة بظاهرة صناعة التضليل المعلوماتي والتصدي لنتائجها على الحياة السياسية والمجتمع على غرار الحكومة والمؤسسات الصحفية والفاعلين السياسيين ...

نتائج الدراسة

ومن أهم نتائج الدراسة التصنيف الدقيق لأهم تقنيات وأساليب وتكتيكات التضليل المعلوماتي بناء شبكات منظمة للترويج للمضامين ذاتها في صفحات ومجموعات، إدارة الصفحات من الخارج لتجاوز الآليات القانونية، تمويل صفحات من أطراف أخرى لصالح السياسيين أو الأحزاب، تغيير طبيعة الصفحات في السياقات الانتخابية على وجه الخصوص. خلق حسابات من الخارج والترويج لها باعتبارها صفحات تدار من الداخل، إنشاء وإدارة صفحات سياسية ودعائية والترويج لها على أنها صفحات إخبارية أو الترويج لها باعتبارها خدمات إخبارية، إنشاء صفحات ذات مضمون مماثل مع تغيير الشكل، إنشاء صفحات وقتية يتم حجبها بعد الاستفادة منها في الحملات السياسية وتقليد الخدمات الإخبارية والمؤسسات الإعلامية.

بالإضافة إلى استخدام تقنيات الإثارة والمشاعر، والتضخيم لخلق الشعور بصدقية المضمون، استخدام أسلوب السخرية في إطار حملات دعائية، استخدام الصور النمطية والكليشهات، وتوظيف خبراء مزيفين مع التلاعب بالإحصائيات والأرقام، والمزج بين الإخباري والاشهاري..

وقال الأستاذ في معهد الصحافة وعلوم الإخبار، الصادق الحمامي في تصريح لـ"الصباح"، أن هذه الدراسة تهدف إلى دراسة واقع الأخبار الزائفة والتضليل المعلوماتي، كما أن هذه الدراسة تهم صانعي القرار في الدولة إذ أن السياسات العمومية من دورها التصدي للأخبار الزائفة.

وأضاف الحمامي، أن التضليل المعلوماتي أصبح خطيرا وأصبح الرأي العام يتأثر بشكل كبير بهذه العملية ومرده أن التونسيين يستخدموه شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير والإعلام أصبح يعيش أزمات عديدة ولا تتوفر له الإمكانيات ليكون بديلا عن الأخبار الزائفة...

وأكد الصادق الحمامي، أن المجموعات الفايسبوكية والتطبيقات مثل Tiktok وفايسبوك خاصة أصبحت كلها فضاء تنتعش فيه الأخبار الزائفة، وهو ما يتطلب التصدي لهذه الظواهر وفق استراتيجيات عمومية قائمة على معايير دولية خاصة وأن الجميع يستفيد والجميع ضحية من هذا التضليل والأخبار الزائفة...

من جهته الأستاذ بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار، خليل الجلاصي، أفاد في تصريح لـ"الصباح"، أنه بات من الضروري اليوم طرح نقاش عام حول مسألة التضليل الإعلامي والمعلوماتي في تونس خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي...

وشدد محدثنا على ضرورة تدريس التربية الرقمية والإعلامية في تونس مما من شأنه أن يحمي البيئة الرقمية، بالإضافة إلى دعم صحافة الجودة لتكون قادرة على مناهضة التضليل المعلوماتي والمد الكبير من الأخبار الزائفة خاصة في ظل هذه المرحلة الحالية في تونس التي تشهد تحولات سياسية مهمة ...

يذكر أن عديد الدراسات أكدت أن فرص انتشار الأخبار الزائفة أكبر بكثير من الأخبار الصحيحة، حيث تتحول الأخبار الزائفة إلى أداة بيد المؤثرين والطامحين لزيادة متابعاتهم والتفاعل معهم على مواقع التواصل، ويجري استخدامها بالفعل على نطاق واسع، ويذكر أن دراسة أجراها أكاديميون في جامعة أوكسفورد البريطانية أكدت أن القصص "غير المرغوب فيها والأخبار المضللة أو الزائفة على منصة فيسبوك في أوروبا، تتفوق بشكل كبير على الأخبار الاحترافية التي مصدرها وسائل الإعلام الدارجة من حيث عدد المشاركات والإعجابات والتعليقات.

صلاح الدين كريمي

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews