انتظم بالمركب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت مساء يوم الجمعة 7 جوان 2024 ندوة تقديم كتاب " قراءة في تاريخ الحركة الطلابية و الاتحاد العام لطلبة تونس للمؤرخ علي الجلولي و الناشط السابق بالحركة الطلابية أواخر الثمانينات و اوائل التسعينات .
قدم الكتاب المناضل اليساري و السجين السياسي السابق محمد صالح بن فليس الذي عايش كمناضل الحركة الطلابية التونسية في ذروة نضالها ضد النظام البورقيبي أواخر الستينات و بداية السبعينات و نقل بعض الشهادات من عصره .
عرض مؤلف الكتاب اهم فصوله و التي تلخصت حول تاريخ الحركة الطلابية ما قبل تأسيس الاتحاد العام لطلبة تونس في 1952 و أوضاع التعليم في تونس في الحقبة الاستعمارية .
ثم تناول بالخصوص مؤتمرات الاتحاد العام لطلبة تونس بعد الاستقلال و سيطرة الحبيب بورقيبة على مقاليد الحكم حيث تشهد المؤتمرات الوطنية للاتحاد العام لطلبة تونس اثناء تلك الفترة سيطرة للنظام عليها و يفسرها بسبب حداثة تأسيس الجامعة التونسية و عدم كثرة عدد الطلبة ، لكن ما ان لبثت اواسط الستينات مع تأسيس منظمة آفاق اليسارية في المهجر ان ظهرت نواة معارضة للنظام ، و ترفض الالحاق و التبعية ،و ستبرز مع ربيع الحركة الطلابية في مارس 1968 و الصدامات بين الطلبة و بعض الأساتذة الجامعيين المساندين لهم و الآلة القمعية للنظام التي ردت بحملة اعتقالات و محاكمات طالت مناضلي الاتحاد ، و التي لا تفي بتوفير ضمانات حق الدفاع للمتهمين من المناضلين ، من خلال القانون الذي يظبط تركيبة و صلاحيات محكمة أمن الدولة الاستثنائية .
تستمر جهود الحركة الطلابية في سبيل تحرير المنظمة الطلابية للاتحاد العام لطلبة تونس، لتصل ذروتها مع حركة 5 فيفري 1972 التي تلت مؤتمر قربة الذي شهد فيه ضعف طلبة الحزب الحاكم ، و تشكل وعي طلابي صلب يدفع بالحركة الطلابية ان تكون شريك في قيادة الحركة الشعبية نحو بديل وطني و مواطني ديمقراطي و لتحدث القطيعة الفعلية بين النظام و الحركة الطلابية بقيادة الهياكل النقابية المؤقتة و التي سيمنعها من إنجاز المؤتمر 18 خارق للعادة لمدة عقد و نصف استخدم فيها اسلوب الاعتقالات و المحاكمات و الفصل و الطرد ، تظهر بالتوازي في تلك الفترة جسم طلابي جديد يمثل التيار الإسلامي يختلف حول ظروف تاسيسه سيتصادم مع الاتحاد العام لطلبة تونس. و تنتهي تلك الفترة بمجيئ بن علي للسلطة في نوفمبر 1987 . حيث أبدى انفتاح ديمقراطي جزئيا و مكن الاتحاد العام لطلبة تونس من إنجاز المؤتمر 18 خارق للعادة ، لكن ذلك الانفتاح في مسألة حرية التنظم النقابي و السياسي سيتم الانقلاب عليه ، مع حل المنظمة الطلابية للتيار الإسلامي التي اعترف بها النظام، ثم تدشين حملة الاعتقالات بحق مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس. و ركز المؤلف على فترة بن علي و الانقسام الذي طال المنظمة وصولا الى الثورة .
عقب عرض الكتاب نقاش من مختصين في التاريخ و مناضلين سابقين بالاتحاد العام لطلبة تونس ، حيث فتحت المناسبة فرصة للحديث عن فترات السبعينات و الثمانينات و التسعينات و قدم كل متدخل شهادته على العصر حول طبيعة تعامل السلطة مع نضالاتهم و مختلف الممارسات النضالية التي اتخذتها هذه المنظمة الوطنية العتيدة .
في الختام عبر البعض عن اسفهم لتردي واقع المنظمة و غياب الطالب النوعي الذي يربط الجانب السياسي الممارس بالجانب النظري و الثقافي حيث يؤطر البعد الثاني البعد الأول .
خليل القادري
انتظم بالمركب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت مساء يوم الجمعة 7 جوان 2024 ندوة تقديم كتاب " قراءة في تاريخ الحركة الطلابية و الاتحاد العام لطلبة تونس للمؤرخ علي الجلولي و الناشط السابق بالحركة الطلابية أواخر الثمانينات و اوائل التسعينات .
قدم الكتاب المناضل اليساري و السجين السياسي السابق محمد صالح بن فليس الذي عايش كمناضل الحركة الطلابية التونسية في ذروة نضالها ضد النظام البورقيبي أواخر الستينات و بداية السبعينات و نقل بعض الشهادات من عصره .
عرض مؤلف الكتاب اهم فصوله و التي تلخصت حول تاريخ الحركة الطلابية ما قبل تأسيس الاتحاد العام لطلبة تونس في 1952 و أوضاع التعليم في تونس في الحقبة الاستعمارية .
ثم تناول بالخصوص مؤتمرات الاتحاد العام لطلبة تونس بعد الاستقلال و سيطرة الحبيب بورقيبة على مقاليد الحكم حيث تشهد المؤتمرات الوطنية للاتحاد العام لطلبة تونس اثناء تلك الفترة سيطرة للنظام عليها و يفسرها بسبب حداثة تأسيس الجامعة التونسية و عدم كثرة عدد الطلبة ، لكن ما ان لبثت اواسط الستينات مع تأسيس منظمة آفاق اليسارية في المهجر ان ظهرت نواة معارضة للنظام ، و ترفض الالحاق و التبعية ،و ستبرز مع ربيع الحركة الطلابية في مارس 1968 و الصدامات بين الطلبة و بعض الأساتذة الجامعيين المساندين لهم و الآلة القمعية للنظام التي ردت بحملة اعتقالات و محاكمات طالت مناضلي الاتحاد ، و التي لا تفي بتوفير ضمانات حق الدفاع للمتهمين من المناضلين ، من خلال القانون الذي يظبط تركيبة و صلاحيات محكمة أمن الدولة الاستثنائية .
تستمر جهود الحركة الطلابية في سبيل تحرير المنظمة الطلابية للاتحاد العام لطلبة تونس، لتصل ذروتها مع حركة 5 فيفري 1972 التي تلت مؤتمر قربة الذي شهد فيه ضعف طلبة الحزب الحاكم ، و تشكل وعي طلابي صلب يدفع بالحركة الطلابية ان تكون شريك في قيادة الحركة الشعبية نحو بديل وطني و مواطني ديمقراطي و لتحدث القطيعة الفعلية بين النظام و الحركة الطلابية بقيادة الهياكل النقابية المؤقتة و التي سيمنعها من إنجاز المؤتمر 18 خارق للعادة لمدة عقد و نصف استخدم فيها اسلوب الاعتقالات و المحاكمات و الفصل و الطرد ، تظهر بالتوازي في تلك الفترة جسم طلابي جديد يمثل التيار الإسلامي يختلف حول ظروف تاسيسه سيتصادم مع الاتحاد العام لطلبة تونس. و تنتهي تلك الفترة بمجيئ بن علي للسلطة في نوفمبر 1987 . حيث أبدى انفتاح ديمقراطي جزئيا و مكن الاتحاد العام لطلبة تونس من إنجاز المؤتمر 18 خارق للعادة ، لكن ذلك الانفتاح في مسألة حرية التنظم النقابي و السياسي سيتم الانقلاب عليه ، مع حل المنظمة الطلابية للتيار الإسلامي التي اعترف بها النظام، ثم تدشين حملة الاعتقالات بحق مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس. و ركز المؤلف على فترة بن علي و الانقسام الذي طال المنظمة وصولا الى الثورة .
عقب عرض الكتاب نقاش من مختصين في التاريخ و مناضلين سابقين بالاتحاد العام لطلبة تونس ، حيث فتحت المناسبة فرصة للحديث عن فترات السبعينات و الثمانينات و التسعينات و قدم كل متدخل شهادته على العصر حول طبيعة تعامل السلطة مع نضالاتهم و مختلف الممارسات النضالية التي اتخذتها هذه المنظمة الوطنية العتيدة .
في الختام عبر البعض عن اسفهم لتردي واقع المنظمة و غياب الطالب النوعي الذي يربط الجانب السياسي الممارس بالجانب النظري و الثقافي حيث يؤطر البعد الثاني البعد الأول .