يستقبل الفلسطينيون شهر رمضان في أجواء كئيبة وسط إجراءات أمنية مشددة من الشرطة الإسرائيلية وشبح الحرب والجوع في غزة، مع تعثر المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
ويبدو أن الآمال في التوصل لوقف لإطلاق النار، والذي كان من شأنه أن يضمن مرور شهر رمضان بسلام ويسمح بعودة بعض الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة البالغ عددهم 134، قد تضاءلت مع تعثر المحادثات في القاهرة على ما يبدو.
وقال مسؤول من حماس لرويترز إن الحركة منفتحة على مزيد من المفاوضات لكن على حد علمه لم تُحدد مواعيد لعقد مزيد من الاجتماعات مع الوسطاء في القاهرة.
وبحثت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش الوضع الإنساني مع إسماعيل هنية خلال زيارة إلى قطر أمس الأحد.
وذكر الصليب الأحمر أنها التقت أيضا مع مسؤولين قطريين في إطارجهود اللجنة لإجراء محادثات مباشرة مع جميع الأطراف.
صيام الجائعين
ووسط أنقاض غزة ذاتها، حيث تجمع نصف السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في مدينة رفح الجنوبية، وحيث يعيش الكثيرون منهم في خيام بلاستيكية ويواجهون نقصا حادا في الغذاء، كان المزاج العام كئيبا.
وقالت مها، وهي أم لخمسة أطفال، والتي كانت عادة تملأ منزلها بالزينة وثلاجتها بالإمدادات اللازمة لوجبة الإفطار "لم نقم بأي استعدادات لاستقبال شهر رمضان لأننا صيام منذ خمسة أشهر".
وقالت عبر تطبيق للتراسل من رفح حيث تقيم مع عائلتها "لا يوجد طعام، ليس لدينا سوى بعض المعلبات والأرز، وتباع معظم المواد الغذائية بأسعار مرتفعة خيالية".
وكتب فيليب لازاريني المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منشور على منصة إكس أنه يتعين "وقف إطلاق النار (في رمضان) لأولئك الذين يعانون أكثر من غيرهم" ولكن بالنسبة لسكان غزة "فإنه يأتي مع انتشار الجوع الشديد واستمرار النزوح والخوف والقلق وسط تهديدات بعملية عسكرية على رفح".
وفي بلدة المواصي بجنوب غزة، قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 13شخصا استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على منطقة خيام يحتمي بها آلاف النازحين.
ولم يصدر تعليق من إسرائيل حتى الآن.
وفي الضفة الغربية، التي شهدت أعمال عنف غير مسبوقة على مدى أكثر من عامين وتصاعدا آخر منذ الحرب في غزة، فإن المخاطر مرتفعة أيضا، حيث تستعد مدن مضطربة مثل جنين وطولكرم ونابلس لمزيد من الاشتباكات.
وفي إسرائيل، أدت المخاوف من تنفيذ فلسطينيين عمليات دهس أو هجمات طعن إلى تشديد الاستعدادات الأمنية.
وبالنسبة للكثيرين في غزة، ليس هناك بديل سوى أن يأملوا في السلام.
وقالت نهاد الجد التي نزحت مع عائلتها في غزة "رمضان شهر مبارك رغم أن هذا العام ليس مثل كل عام، ولكننا صامدون وصابرون، وسنستقبل شهر رمضان كعادتنا بالزينة والأغاني والدعاء والصيام".
وأضافت "في رمضان القادم، نتمنى أن تعود غزة، ونأمل أن يتغير كل الدمار والحصار في غزة، ويعود الجميع في حال أفضل".
تشديدات في القدس
ونُشر آلاف من أفراد الشرطة الإسرائيلية في الشوارع الضيقة بالبلدة القديمة في القدس حيث من المتوقع أن يصل عشرات الآلاف كل يوم لأداء الصلاة بالمسجد الأقصى.
وظلت التلة التي يقع عليها المسجد الأقصى نقطة اشتعال للعنف منذ فترة طويلة وكانت أيضا من أسباب اندلاع الحرب السابقة في عام2021 بين إسرائيل وحركة حماس التي تدير غزة.
ويتضاءل ذلك الصراع الذي استمر لعشرة أيام فقط مقارنة بالحرب الحالية التي دخلت الآن شهرها السادس.
وبدأت الحرب في السابع من أكتوبر عندما اقتحم آلاف من مقاتلي حماس إسرائيل التي تقول إن هجومهم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص.
وأثارت الحملة الإسرائيلية المتواصلة في غزة دون هوادة قلقا متزايدا على مستوى العالم، إذ يهدد تزايد خطر المجاعة بارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين الذي تجاوز بالفعل 31 ألفا. سكاي نيوز عربية