بعد أن راح ضحيتها أكثر من 110 فلسطينيين ومئات الجرحى، لم تتوقف التنديدات الدولية بمجزرة وادي النابلسي التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، صباح الخميس، في قطاع غزة المحاصر رغم تملصها من الاعتراف.
تنديدات دولية
فقد أثارت تقارير بشأن إطلاق إسرائيل النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات في شارع الرشيد بالقرب من مدينة غزة، موجة تنديد دولية واسعة، طالبت إثرها الولايات المتحدة بأجوبة واضحة حول ما جرى.
وقال البيت الأبيض، إنه يبحث في التقارير بشأن ما حصل، واصفا ذلك بأنه "حادث خطير".
فيما أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة تتحقق، مضيفا أن من شأن ما حصل أن يعقّد مفاوضات وقف إطلاق النار.
بدوره، استنكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحداث التي قادت لمقتل أكثر من 100 فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية تسليم مساعدات في شمال غزة.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك "لا نعرف تحديدا ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية، أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات، فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع"، مضيفا أن الواقعة جرت في "ظروف مروعة".
وأوضح أن طواقم الأمم المتحدة لم تكن حاضرة خلال توزيع هذه المساعدات.
فيما وصفت تركيا الأحداث بأنها "جريمة جديدة ضد الإنسانية". وقالت وزارة خارجيتها في بيان، إن إسرائيل أضافت جريمة جديدة إلى جرائمها ضد الإنسانية.
فيما دعا وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مطالبا إسرائيل بحماية السكان الفلسطينيين.
أما فرنسا، فأكدت أن إطلاق النار على أكثر من 100 فلسطيني في أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات "غير مبرر" ويجب إظهار الحقائق المتعلقة بالحادث.
ورأت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، أن مقتل عشرات الأشخاص الذين كانوا ينتظرون قافلة مساعدات في غزة "كابوس" ودعت إلى إنهاء القتال في القطاع.
كذلك ندد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بالحادث، وقال عبر منصة إكس إن الطبيعة غير المقبولة لما حدث في غزة، حيث يموت العشرات من المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، تؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار.
صور من موقع الهجوم الإسرائيلي الذي أوقع أكثر من 150 شهيدا ومئات الجرحى عند دوار النابلسي
مجزرة في غزة
يشار إلى أن قصفاً إسرائيلياً استهدف دوار النابلسي شمال قطاع غزة إلى استشهاد أكثر من 100 مدني فلسطيني الخميس، وإصابة نحو 760 آخرين.
إلا أن متحدثا باسم الحكومة الإسرائيلية زعم أن سقوط الضحايا الفلسطينيين جاء أثناء توزيع المساعدات ونتج عن اندفاع سائقي التوصيل وسط الحشد المتزايد.
في حين نفت حركة حماس تماما المزاعم الإسرائيلية، وذكرت في بيان أن إسرائيل كانت لديها "النية المبيتة" لإيقاع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، مشيرة إلى أنهم جميعا كانت إصاباتهم مباشرة بالرصاص وكذلك القذائف.
وقالت إن الجيش الإسرائيلي أقدم على ذلك بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة، وفق البيان.
وكان مراسل "العربية/الحدث" أكد إطلاق القوات الإسرائيلية للنار بشكل مباشر على بعض المدنيين أثناء انتظارهم المساعدات.
وأوضح أن أعدادا كبيرة من الجرحى نقلوا إلى مستشفى الشفاء، ما فاق قدرة الطاقم الطبي على التعامل معهم، كما نُقل عدد من الجثامين والمصابين إلى مستشفيي المعمداني في مدينة غزة، وكمال عدوان في جباليا. العربية.نت