موسيقي يحمل على كتفه عصا الترحال الدائم بين تونس العديد من الدول الأوروبية والافريقية ناثرا موسيقاه وابداعاته الفنية صادحا بآرائه ومواقفه التي تستشرف المستقبل في المجال الفني أشرف الشرقي الذي ادار في 2018 دورة أيام قرطاج الموسيقية قبل ان يهزه الحنين الى الترحال من جديد لكن ذلك لم يمنعه من التواصل مع الوطن ومواكبة المشهد الموسيقي فيه بعين الناقد والذي يطرح بصدق وحب الحلول الناجعة من أجل ان تستعيد الموسيقى التونسية بريقها وتكسب رهان الانتشار العالمي أشرف الشرقي اليوم من اشد المدافعين عن وضعية الفنان الهشة وله في ذلك أكثر من حل.
أشرف الشرقي لماذا اصبح قليل الظهور في تونس منذ ادارته أيام قرطاج الموسيقية في 2018؟
انا منذ انطلاقي في تأسيس مسيرتي الموسيقية ، كثير الترحال والتنقل بين تونس والعديد من دول العالم على اعتبار ان مسيرتي وضعت أسسها الثابتة خارج حدود ارض الوطن ، وهذا لا يعني البتة انقطاع الصلة بارض الطفولة فقد كان لي شرف الاشراف في تونس على عديد التظاهرات الموسيقية منها مهرجان فنون البحيرة في 2016 وموسيقى العالم في الجم 2017 ومهرجان ليالي الصالحية ومهرجان " هيبي تونس " في صحراء دوز وهو مهرجان خاص بالموسيقى الالكترونية في الصحراء دون ان انسى اشرافي في 2018 على دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية، وحاليا مستشار فني في العديد من المهرجانات الموسيقية العالمية بالكوديفوار ومالي والكامرون، والى جانب انتخابي ضمن منظمة حقوق التأليف قمت بتربص في القوانين الأساسية وحقوق التأليف
ماذا بقي في الذاكرة من دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية التي كنت مديرا لها؟
خرجت باستنتاج هام وهو ان الإدارة والاشراف على مهرجانات تمولها الدولة ليست ولن تكون غايتها ربحية وتجارية لذا فهي بذلك تمارس رقابة ما على الذوق والتي أرى انه أصبح اليوم من الضروري مراجعتها من خلال تمكين مثل هذه المهرجانات بالاستقلالية وبذلك يمكن لها الاعتماد على ذاتها في توفير الاعتمادات والعمل بجدية بعيدا عن عين الرقيب في صنع والتأسيس لموسيقات جديدة . ثم هناك امر هام وانا جد فخور به في دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية حيث جسدنا شعار "هنالك مكان للجميع " من خلال الانفتاح على السجون من خلال اشراك 49 مشروعا موسيقيا من ضمن 246 ترشحوا للمهرجان، وهي مشاريع فنية حملت امضاء مساجين وقد خصص لهم المهرجان مسابقات وجوائز لقد عملنا واجتهدنا في دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية على تمكين الجميع من فرصة المشاركة بإبداعاتهم الفنية والموسيقية في المهرجان علاوة على الورشات التي اهتمت بكل ما له علاقة بالقطاع الموسيقى والندوات العلمية العالمية، ومعرض الصناعات الموسيقية كما مثلت تلك الدورة فرصة للقاء والتحاور مع العديد من المهتمين بالشأن الموسيقى على المستوى العالمي من منتجين ومديري مهرجانات. وموزعين.
كنت راضيا إذن على المستوى الذي ظهرت عليه دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية التي أشرفت عليها؟
نعم كنت راضيا على ما قدمته دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية رغم ظروف العمل الصعبة والتي أمكن لها التعاطي والتعامل بهدوء ودون تشنج حتى بلوغها شاطئ الأمان.
تنطلق السبت 21 جانفي الجاري الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية ماهي قراءتك الأولية لبرنامجها؟
فيما يخص أيام قرطاج الموسيقية لهذه السنة فنحن نستغرب الغاء المسابقات التي تعطي صبغة تنافسية وتدفع الموسيقيين من تونس وغيره من بلدان أجنبية لتقديم أفضل ما لديهم من انتاجات فنية وللأسف نرى مجددا حضورا للعروض الاجنبية أكثر من العروض التونسية والتي لها أولوية أكثر للظهور مع غياب الدورة السابقة خاصة للعروض الموسيقية للجهات. وتراني اعود الى دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية التي أشرفت عليها والتي كان من اهم أهدافها الترويج للموسيقى التونسية بجميع اصنافها وخاصة منها التقليدية وموسيقى التراث من خلال مسابقات بنفس الاعتمادات التي رصدت لمهرجان الاغنية التونسية حاليا واكثر من ذلك هو الاشعاع العالمي والترويج للموسيقى التونسية في العالم من خلال ضيوف الدورة بكل اهتماماتهم وحتى وان كانت الظروف الصحية اليوم لا تسمح بقدوم هؤلاء الفنانين من خارج البلاد أقول شكرا للتكنولوجيا التي تلعب دورا هاما لتسهيل عملية الترويج وفي الأخير نحن نتمنى حظا موفقا لفريق عمل هذه الدورة.
مهرجان الاغنية التونسية عاد هو الاخر بجديده المتمثل في تخصيص مسابقة لموسيقى " الراب" و" الهيب هوب" وهو ما اثار حفيظة الكثير من الفنانين فما هي نظرتك للمسالة؟
لا أخفي سرا اذا قلت ان إدارة مهرجان الاغنية شانه في ذلك شان إدارة أيام قرطاج الموسيقية تتسم بالارتجال في قراراتها والقطع مع تجارب الدورات السابقة، إن هذه التظاهرات تخضع لكراس شروط وقانون واضح ينظمها وعندما نرى ارتجالات من نوع ادخال موسيقى الهيب هوب على مهرجان الأغنية التونسية الذي يهدف أساسا للنهوض بالموروث الموسيقي التونسي وإعطاء الفرصة لاكتشاف مواهب من خريجي المعاهد الموسيقية العليا والخاصة ولذلك يبقى هذا التوجه في ادراج موسيقى الهيب هوب في مهرجان الأغنية اعتباطي وغير مدروس بجدية. أن هذا النمط الموسيقي له منصاته وجمهوره ويمكن إدراجه في أيام قرطاج الموسيقية كما قمنا بذلك في الدورة الخامسة لسنة 2018
كثرة ترحالك لا تمنعك حتما من مواكبة الوضع الفني والثقافي التونسي اليوم؟
أقول بكل الم ان الوضع الفني في تونس كارثي.. فالفنان اليوم يعيش اسوا وضع له في ظل عدم وجود لمشروع ورؤية واضحة للسياسة الثقافية في البلاد التونسية. على أمل أن تتغير الأوضاع المزرية التي يعاني منها القطاع نذكر مثلا مشروع قانون الفنان الذي بقي في رفوف مجلس الشعب المنحل حقوق التأليف التي تمثل أهم مورد رزق للفنانين في البلدان المجاورة لا وجود لها في بلادنا عمادة للفنانين التي لم تر النور بعد. مدينة الثقافة التي ستتحول إلى مركز تجاري صالون تجميل وحلاقة محل للملابس الجاهزة وغيره من المهن التي لا تمت للفن والثقافة بشيء لا من قريب ولا من بعيد في وقت تعاني فيه المهن الفنية بتعددها وتنوعها وفي كل الاختصاصات من تهميش ولا مبالاة .. إطلاق الدعوات للمشاركة في التظاهرات الموسيقية الصيفية التي هي في نظري أكبر مثال يجسد عدم التكافؤ في الفرص بين الجهات أذكر على سبيل المثال الفرق الكبير في الاعتمادات التي ترصد من قبل الوزارة والمؤسسة الوطنية لتنمية التظاهرات الفنية والثقافية لكل من مهرجان قرطاج الدولي وغيره من المهرجانات الموجودة في كامل تراب الجمهورية كسبيطلة والجم والكاف وغيره... وذلك يحرمها بشكل أو بآخر من التعريف بها والاشعاع بخصوصياتها محليا وعالميا.
ماهو الحل من منظورك الخاص؟
في نظري الحل هو في الجلوس مع أهل الاختصاص ودعوتهم لتقديم رؤية والشروع في تنفيذها عمليا مع توفير جميع الآليات اللازمة لذلك بشكل يتماشى مع متطلبات العصر وتغيراته اجتماعيا وتكنولوجيا.
حوار: محسن بن أحمد
تونس- الصباح
موسيقي يحمل على كتفه عصا الترحال الدائم بين تونس العديد من الدول الأوروبية والافريقية ناثرا موسيقاه وابداعاته الفنية صادحا بآرائه ومواقفه التي تستشرف المستقبل في المجال الفني أشرف الشرقي الذي ادار في 2018 دورة أيام قرطاج الموسيقية قبل ان يهزه الحنين الى الترحال من جديد لكن ذلك لم يمنعه من التواصل مع الوطن ومواكبة المشهد الموسيقي فيه بعين الناقد والذي يطرح بصدق وحب الحلول الناجعة من أجل ان تستعيد الموسيقى التونسية بريقها وتكسب رهان الانتشار العالمي أشرف الشرقي اليوم من اشد المدافعين عن وضعية الفنان الهشة وله في ذلك أكثر من حل.
أشرف الشرقي لماذا اصبح قليل الظهور في تونس منذ ادارته أيام قرطاج الموسيقية في 2018؟
انا منذ انطلاقي في تأسيس مسيرتي الموسيقية ، كثير الترحال والتنقل بين تونس والعديد من دول العالم على اعتبار ان مسيرتي وضعت أسسها الثابتة خارج حدود ارض الوطن ، وهذا لا يعني البتة انقطاع الصلة بارض الطفولة فقد كان لي شرف الاشراف في تونس على عديد التظاهرات الموسيقية منها مهرجان فنون البحيرة في 2016 وموسيقى العالم في الجم 2017 ومهرجان ليالي الصالحية ومهرجان " هيبي تونس " في صحراء دوز وهو مهرجان خاص بالموسيقى الالكترونية في الصحراء دون ان انسى اشرافي في 2018 على دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية، وحاليا مستشار فني في العديد من المهرجانات الموسيقية العالمية بالكوديفوار ومالي والكامرون، والى جانب انتخابي ضمن منظمة حقوق التأليف قمت بتربص في القوانين الأساسية وحقوق التأليف
ماذا بقي في الذاكرة من دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية التي كنت مديرا لها؟
خرجت باستنتاج هام وهو ان الإدارة والاشراف على مهرجانات تمولها الدولة ليست ولن تكون غايتها ربحية وتجارية لذا فهي بذلك تمارس رقابة ما على الذوق والتي أرى انه أصبح اليوم من الضروري مراجعتها من خلال تمكين مثل هذه المهرجانات بالاستقلالية وبذلك يمكن لها الاعتماد على ذاتها في توفير الاعتمادات والعمل بجدية بعيدا عن عين الرقيب في صنع والتأسيس لموسيقات جديدة . ثم هناك امر هام وانا جد فخور به في دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية حيث جسدنا شعار "هنالك مكان للجميع " من خلال الانفتاح على السجون من خلال اشراك 49 مشروعا موسيقيا من ضمن 246 ترشحوا للمهرجان، وهي مشاريع فنية حملت امضاء مساجين وقد خصص لهم المهرجان مسابقات وجوائز لقد عملنا واجتهدنا في دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية على تمكين الجميع من فرصة المشاركة بإبداعاتهم الفنية والموسيقية في المهرجان علاوة على الورشات التي اهتمت بكل ما له علاقة بالقطاع الموسيقى والندوات العلمية العالمية، ومعرض الصناعات الموسيقية كما مثلت تلك الدورة فرصة للقاء والتحاور مع العديد من المهتمين بالشأن الموسيقى على المستوى العالمي من منتجين ومديري مهرجانات. وموزعين.
كنت راضيا إذن على المستوى الذي ظهرت عليه دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية التي أشرفت عليها؟
نعم كنت راضيا على ما قدمته دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية رغم ظروف العمل الصعبة والتي أمكن لها التعاطي والتعامل بهدوء ودون تشنج حتى بلوغها شاطئ الأمان.
تنطلق السبت 21 جانفي الجاري الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية ماهي قراءتك الأولية لبرنامجها؟
فيما يخص أيام قرطاج الموسيقية لهذه السنة فنحن نستغرب الغاء المسابقات التي تعطي صبغة تنافسية وتدفع الموسيقيين من تونس وغيره من بلدان أجنبية لتقديم أفضل ما لديهم من انتاجات فنية وللأسف نرى مجددا حضورا للعروض الاجنبية أكثر من العروض التونسية والتي لها أولوية أكثر للظهور مع غياب الدورة السابقة خاصة للعروض الموسيقية للجهات. وتراني اعود الى دورة 2018 لأيام قرطاج الموسيقية التي أشرفت عليها والتي كان من اهم أهدافها الترويج للموسيقى التونسية بجميع اصنافها وخاصة منها التقليدية وموسيقى التراث من خلال مسابقات بنفس الاعتمادات التي رصدت لمهرجان الاغنية التونسية حاليا واكثر من ذلك هو الاشعاع العالمي والترويج للموسيقى التونسية في العالم من خلال ضيوف الدورة بكل اهتماماتهم وحتى وان كانت الظروف الصحية اليوم لا تسمح بقدوم هؤلاء الفنانين من خارج البلاد أقول شكرا للتكنولوجيا التي تلعب دورا هاما لتسهيل عملية الترويج وفي الأخير نحن نتمنى حظا موفقا لفريق عمل هذه الدورة.
مهرجان الاغنية التونسية عاد هو الاخر بجديده المتمثل في تخصيص مسابقة لموسيقى " الراب" و" الهيب هوب" وهو ما اثار حفيظة الكثير من الفنانين فما هي نظرتك للمسالة؟
لا أخفي سرا اذا قلت ان إدارة مهرجان الاغنية شانه في ذلك شان إدارة أيام قرطاج الموسيقية تتسم بالارتجال في قراراتها والقطع مع تجارب الدورات السابقة، إن هذه التظاهرات تخضع لكراس شروط وقانون واضح ينظمها وعندما نرى ارتجالات من نوع ادخال موسيقى الهيب هوب على مهرجان الأغنية التونسية الذي يهدف أساسا للنهوض بالموروث الموسيقي التونسي وإعطاء الفرصة لاكتشاف مواهب من خريجي المعاهد الموسيقية العليا والخاصة ولذلك يبقى هذا التوجه في ادراج موسيقى الهيب هوب في مهرجان الأغنية اعتباطي وغير مدروس بجدية. أن هذا النمط الموسيقي له منصاته وجمهوره ويمكن إدراجه في أيام قرطاج الموسيقية كما قمنا بذلك في الدورة الخامسة لسنة 2018
كثرة ترحالك لا تمنعك حتما من مواكبة الوضع الفني والثقافي التونسي اليوم؟
أقول بكل الم ان الوضع الفني في تونس كارثي.. فالفنان اليوم يعيش اسوا وضع له في ظل عدم وجود لمشروع ورؤية واضحة للسياسة الثقافية في البلاد التونسية. على أمل أن تتغير الأوضاع المزرية التي يعاني منها القطاع نذكر مثلا مشروع قانون الفنان الذي بقي في رفوف مجلس الشعب المنحل حقوق التأليف التي تمثل أهم مورد رزق للفنانين في البلدان المجاورة لا وجود لها في بلادنا عمادة للفنانين التي لم تر النور بعد. مدينة الثقافة التي ستتحول إلى مركز تجاري صالون تجميل وحلاقة محل للملابس الجاهزة وغيره من المهن التي لا تمت للفن والثقافة بشيء لا من قريب ولا من بعيد في وقت تعاني فيه المهن الفنية بتعددها وتنوعها وفي كل الاختصاصات من تهميش ولا مبالاة .. إطلاق الدعوات للمشاركة في التظاهرات الموسيقية الصيفية التي هي في نظري أكبر مثال يجسد عدم التكافؤ في الفرص بين الجهات أذكر على سبيل المثال الفرق الكبير في الاعتمادات التي ترصد من قبل الوزارة والمؤسسة الوطنية لتنمية التظاهرات الفنية والثقافية لكل من مهرجان قرطاج الدولي وغيره من المهرجانات الموجودة في كامل تراب الجمهورية كسبيطلة والجم والكاف وغيره... وذلك يحرمها بشكل أو بآخر من التعريف بها والاشعاع بخصوصياتها محليا وعالميا.
ماهو الحل من منظورك الخاص؟
في نظري الحل هو في الجلوس مع أهل الاختصاص ودعوتهم لتقديم رؤية والشروع في تنفيذها عمليا مع توفير جميع الآليات اللازمة لذلك بشكل يتماشى مع متطلبات العصر وتغيراته اجتماعيا وتكنولوجيا.