إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مدير عام المرصد الوطني للرياضة لـ"الصباح": 83 % من التونسيين لايمارسون الرياضة ولاتوازن بين الجهات في المنشآت

كشف المسح الميداني الثاني الذي أعده المرصد الوطني للرياضة بالشراكة مع المعهد الوطني للإحصاء، حول الممارسات الرياضية والبدنية لدى التونسيين سنة 2020 أن 83,2% من التونسيين لا يمارسون الأنشطة الرياضية والبدنية، حيث أكد المسؤولون بوزارة الشباب والرياضة على ضرورة التدخل العاجل للترفيع من نسبة الاقبال على ممارسة الرياضة وترسيخها لدى كل الفئات لما لها من انعكاسات إيجابية على صحة المواطن ومساهمتها في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي. وفي هذا الاطار قامت "الصباح" بلقاء صحفي مع مدير عام المرصد الوطني للرياضة، نزار السويسي، تحدث فيه عن نتائج المسح الميداني وأبرز الحلول لتعزيز ثقافة الممارسة الرياضية في تونس.

 
 
* ما هي أهم نتائج المسح الميداني وأسبابها؟
 
" هذه النسبة تحير وتقلق كثيرا خاصة وأن هناك اشكال كبير في المجتمع التونسي من تفشي لظاهرة العنف والتطرف في مختلف الفضاءات ومنها الفضاءات الرياضية التي من دورها المساهمة في تقليض نسب العنف ونشر ثقافة التسامح والروح الرياضية، ومن دور المرصد الوطني للرياضة التركيز على الجانب الايجابي من الرياضة فالأنشطة البدنية لها دور كبير في الادماج الاجتماعي لكل الفئات وتقليص العنف، وفي تونس بلغت نسبة الممارسة الرياضية بالشكل الكافي 8% فقط وبشكل غير كافي أكثر من 8% وهي نسب ضعيفة جدا من كل النواحي منها الناحية الاجتماعية والاهم من ذلك الناحية الصحية وهو ما أكدته دراسات لوزارة الصحة أن 26% من التونسيين يعانون من مؤض السمنة وقرابة 28% يعانون من ارتفاع ضغط الدم وما يزيد عن 15% لديهم أمراض مزمنة والسبب الرئيسي في هذه الاشكاليات الصحيّة الخمول البدني مما يعني وجود مجتمع مريض ولا يمارس الرياضة، وهذا المسح هو الثاني من نوعه بعد المسح الأول الذي أنجز سنتي 2009/ 2010 بالشراكة مع المعهد الوطني للاحصاء بهدف التوصل الى أرقام واحصائيات دقيقة اذ لم يحدث أي تغيير ايجابي في ما يتعلق بالممارسات الرياضة خلال عقد من الزمن حيث كانت نسبة من يممارسون الرياضة في حدود 17% وتراجعت النسبة في سنة 2020 الى 16.8%، ووفقا لمنظمة الصحافة العالمية لا بد من أن يمارس أي شخص سنه ما بين 6 و 15 سنة على الأقل ساعة رياضة يوميا والفئة العمرية الأكبر من 18 سنة لا بد من القيام بقرابة 150 دقيقة في الأسبوع وكبار السن الأكثر من 60 سنة القيام بساعة مشي يوميا يعتبر نشاط رياضي كافي لهم".
 
* هل تعبر أن هناك توازن في خريطة المنشآت الرياضية بالبلاد التونسية؟
 
" لا يوجد توازن بين الجهات في توفر المنشآت الرياضية وهي أخطاء منذ سنوات تفسرها عديد النتائج حاليا منها هذا المسح بالرغم من وجود عديد الطاقات والكفاءات الرياضية في كل الولايات وحتى الولايات والمناطق التي يوجد فيها منشآت رياضية تعاني بدورها من الاهمال وعدم الصيانة منذ سنوات، الا أن هذا غير مبرر لعدم ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية اذ لا تتطلب الممارسة مجهود كبير فرياضة المشي مصنفة الثانية الان في تونس بعد رياضة كرة القدم وهو ما عززته أكثر ثقافة الرحلات الاستكشافية والبيئية حيث عرفت رياضة "الروندوني Randonnée" إقبالا كبيرا من قبل الشباب التونسي بعد سنة 2011، كذلك عدد المسالك الصحية في تونس صغير جدا مقارنة بعدد المتساكنين، وقد انطلقت وزارة الشباب والرياضة في انجاز مسح حول المناطق التي لا يوجد فيها أي منشاة رياضية أو فضاء رياضي بهدف توفير وانشاء فضاءات رياضية فيها"
 
* ما هو دور المرصد الوطني للرياضة لتوعية وحث التونسين لممارسة الأنشطة الرياضية؟
 
" دورنا الأساسي في التوعية ودعوة التونسيين على ممارسة الرياضة من خلال الحملات الاعلامية بالتعاون مع المؤسسات الاعلامية بالاعلان عن مثل هذه الدراسات والتوعية بخطورة نتائج مثل هذا المسح، فالتحسيس من شأنه أن ينبه التونسي بنتائج العزوف عن النشاطات الرياضية، ومن بين الاسئلة التي تم طرحها في المسح نذكر "ماذا تفعل عند عدم القيام بالرياضة؟ وتم التوصل الى أن التونسي يقوم بدرجة أولى مشاهدة التلفاز وثانيا الابحار على الانترنت وثالثا الجلوس في المقاهي ورابعا الألعاب الالكترونية، وهي العوائق الأربعة التي تم تفسر عزوف التونسي عن الرياضة، فالشاشات الالكترونية أصبحت اليوم بمثابة الحاجز عند الأطفال والتي يقوم باستعمالها لساعات طويلة يوميا مما يتسبب في عزوفه عن ممارسة الرياضة وكذلك احداث خلل في التنشئة الاجتماعية للطفل نظرا لما في الألعاب الالكترونية من عنف وانعكاسات سلبية على الصحة وتراجع ساعات النوم وهو ما يؤثر على التحصيل العلمي وعديد المجالات الأخرى، كما كشف المسح أن نسبة ممارسة الأطفال للمسرح والمطالعة والموسيقى لا تتجاوز نسبة 1% مجتمعة معا أي أن الأطفال الأقل من 16 سنة لايقومون بأي نشاط رياضي أو ثقافي. وفي سنة 2010 اذ كانت نسبة 35% من الأطفال يقومون بنشاط بدني للتراجع النسبة الى 12% سنة 2020..."
 
* ما هو الحل حسب رأيك؟
 
"الحل يتمثل في التوجه بالنشاط البدني الى المؤسسات التربوية أين يوجد الأطفال فساعتين أو ساعة أسبوعيا لممارسة الرياضة في المؤسسات التربوية غير كافي بتاتا، حيث أن هذه الفئة (الأطفال) تحتاج الى ساعة رياضة يوميا، وممارسة التربية البدنية تبدأ في الخامسة ابتدائي ان وجدت وهناك بعض المدارس لا يوجد فيها أساتذة مختصين في النشاط الرياضي، اذ أن التربية البدنية غير كافية اليوم للأطفال بهدف ممارسة النشاط الرياضي والبدني وهو ما يتطلب اعطاء الموارد المخصصة لنشر الثقافة الرياضية والوعي الثقافي لوزارة التربية كونها هي الطرف المباشر للأطفال والتلاميذ. اضافة الى ضرورة ادخال الثقافة الرياضية والممارسة الرياضية داخل المؤسسات التشغيلية كذلك وهو ما سيعمل عليه المرصد الوطني للرياضة من خلال برنامج بالشراكة مع مختلف الأطراف المتداخلة لارساء الممارسة الرياضية في المؤسسات وداخل العمال والموظفين من خلال القيام بنوادي رياضية وفضاءات رياضية في أماكن العمل..." .
 
* في ظل الانتشار المكثف للقاعات والأكاديميات الرياضية الخاصة والملاعب الخاصة، أي دور للمرصد في تأطير هذه الأنشطة ومراقبتها وما هو رأيك في عمل هذه المؤسسات؟
 
" بالنسبة للقاعات للقاعات والأكاديميات الرياضية الخاصة التي شهدت انتشار بشكل كثيف سواء في المناطق الشعبية أو المناطق الراقية لها تأثر سلبي على الممارسات الرياضية في تونس خاصة منها الأكاديميات الرياضية الخاصة والتي خلقت نوع من الطبقية الرياضية وجعل الرياضة كنشاط ربحي وليس رياضي بالأساس، ومهم أن نشير ايضا الى أن كراس شروط القاعات الرياضية في حي راقي مثلها مثل كراس شروط في حي شعبي وهو ما انعكس على الأعار وجعلها في كل المناطق مرتفعة وهو ما يتطلب ضرورة دعم الدولة للقاعات الرياضية والأكاديميات الرياضية الخاصة في الأحياء الشعبية من أجل تشجيع الاقبال عليها أكثر، وهناك تجارب ناجحة مثلا في منطقة الجبل الأحمر اذ يوجد اكاديميات هدفها الاساسي رياضي اجتماعي وليس ربحي بالاساس، وأدعو في هذا المجال المجتمع المدني الى تعزيز نشاطه في المجال الرياضي من خلال الأنشطة الممتالية ومتابعتها والقيام بمبادرات توعية تطوعية في النشاط الرياضي بالاضافة الى ضرورة مراجعة الدولة لسياستها في المجال الرياضي..."
 
* البطالة في صفوف خريجي المعاهد الرياضة في ارتفاع هل هناك توجه للانتدابات وسد الشغورات؟
 
" يوجد في تونس أربعة معاهد عليا للرياضة والتربية البدنية (المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بقصر السعيد، المعهد العالي للرياضة و التربية البدنية بقفصة، المعهد العالي للرّياضة والتربية البدنية بالكاف، المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بصفاقس) يتخرج منهم سنويا ما يقارب 1000 أستاذ/ة رياض وتربية بدنية سنويا، والاشكال أنه من سنة 2010 هناك تعطل كبير في الانتداب بالرغم من وجود عديد الشغورات في جل المجالات وليس فقط في قطاع الرياضة والتربية البدنية، وهو ما تسبب في بطالة لما يزيد عن 10 الاف خريج، والحل اليوم دمج القطاع الخاص مع القطاع العام في هذا المجال وعدم الاقتصار على التعليم فقط في المجال الرياضي خاصة وأن سوق الشغل في القطاع الرياضي في تونس محدودة، والحل يتمثل حاليا في خلق مناخ استثمار رياضي بالتوازي مع ايجاد حلول للعزوف عن الرياضة وهو ما ذكرته مثلا كضرورة دمج النشاط الرياضي في النشاط المهني أي داخل المؤسسات بتأطير من مختصين وهم خريجي المعاهد العليا للرياضة و التربية البدنية..."
 
*دعوتك للتونسيين لتعزيز الممارسة الرياضية
" أتوجه بدعوة لكل التونسيين الى ممارسة الرياضة مهما كان نوعها نظرا لما فيها من أثار ايجابية ومنافع على الصحة حاضرا ومستقبلا ولما فيها من منافع على التنشئة الاجتماعية للفرد والتقليل من نسب العنف والممارسات الضارة، كما أدعو المسؤولين في المجال الرياضي الى نشر الثقافة الرياضية والأنشطة البدنية والتوجه الى التونسي أينما كان اما عامل أو تلميذ وطالب وعاطلين عن العمل وهو ما ستكون له نتائج وأثار ايجابية على الانسان..."
 
حاوره: صلاح الدين كريمي
مدير عام المرصد الوطني للرياضة لـ"الصباح": 83 % من التونسيين لايمارسون الرياضة ولاتوازن بين الجهات في المنشآت

كشف المسح الميداني الثاني الذي أعده المرصد الوطني للرياضة بالشراكة مع المعهد الوطني للإحصاء، حول الممارسات الرياضية والبدنية لدى التونسيين سنة 2020 أن 83,2% من التونسيين لا يمارسون الأنشطة الرياضية والبدنية، حيث أكد المسؤولون بوزارة الشباب والرياضة على ضرورة التدخل العاجل للترفيع من نسبة الاقبال على ممارسة الرياضة وترسيخها لدى كل الفئات لما لها من انعكاسات إيجابية على صحة المواطن ومساهمتها في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي. وفي هذا الاطار قامت "الصباح" بلقاء صحفي مع مدير عام المرصد الوطني للرياضة، نزار السويسي، تحدث فيه عن نتائج المسح الميداني وأبرز الحلول لتعزيز ثقافة الممارسة الرياضية في تونس.

 
 
* ما هي أهم نتائج المسح الميداني وأسبابها؟
 
" هذه النسبة تحير وتقلق كثيرا خاصة وأن هناك اشكال كبير في المجتمع التونسي من تفشي لظاهرة العنف والتطرف في مختلف الفضاءات ومنها الفضاءات الرياضية التي من دورها المساهمة في تقليض نسب العنف ونشر ثقافة التسامح والروح الرياضية، ومن دور المرصد الوطني للرياضة التركيز على الجانب الايجابي من الرياضة فالأنشطة البدنية لها دور كبير في الادماج الاجتماعي لكل الفئات وتقليص العنف، وفي تونس بلغت نسبة الممارسة الرياضية بالشكل الكافي 8% فقط وبشكل غير كافي أكثر من 8% وهي نسب ضعيفة جدا من كل النواحي منها الناحية الاجتماعية والاهم من ذلك الناحية الصحية وهو ما أكدته دراسات لوزارة الصحة أن 26% من التونسيين يعانون من مؤض السمنة وقرابة 28% يعانون من ارتفاع ضغط الدم وما يزيد عن 15% لديهم أمراض مزمنة والسبب الرئيسي في هذه الاشكاليات الصحيّة الخمول البدني مما يعني وجود مجتمع مريض ولا يمارس الرياضة، وهذا المسح هو الثاني من نوعه بعد المسح الأول الذي أنجز سنتي 2009/ 2010 بالشراكة مع المعهد الوطني للاحصاء بهدف التوصل الى أرقام واحصائيات دقيقة اذ لم يحدث أي تغيير ايجابي في ما يتعلق بالممارسات الرياضة خلال عقد من الزمن حيث كانت نسبة من يممارسون الرياضة في حدود 17% وتراجعت النسبة في سنة 2020 الى 16.8%، ووفقا لمنظمة الصحافة العالمية لا بد من أن يمارس أي شخص سنه ما بين 6 و 15 سنة على الأقل ساعة رياضة يوميا والفئة العمرية الأكبر من 18 سنة لا بد من القيام بقرابة 150 دقيقة في الأسبوع وكبار السن الأكثر من 60 سنة القيام بساعة مشي يوميا يعتبر نشاط رياضي كافي لهم".
 
* هل تعبر أن هناك توازن في خريطة المنشآت الرياضية بالبلاد التونسية؟
 
" لا يوجد توازن بين الجهات في توفر المنشآت الرياضية وهي أخطاء منذ سنوات تفسرها عديد النتائج حاليا منها هذا المسح بالرغم من وجود عديد الطاقات والكفاءات الرياضية في كل الولايات وحتى الولايات والمناطق التي يوجد فيها منشآت رياضية تعاني بدورها من الاهمال وعدم الصيانة منذ سنوات، الا أن هذا غير مبرر لعدم ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية اذ لا تتطلب الممارسة مجهود كبير فرياضة المشي مصنفة الثانية الان في تونس بعد رياضة كرة القدم وهو ما عززته أكثر ثقافة الرحلات الاستكشافية والبيئية حيث عرفت رياضة "الروندوني Randonnée" إقبالا كبيرا من قبل الشباب التونسي بعد سنة 2011، كذلك عدد المسالك الصحية في تونس صغير جدا مقارنة بعدد المتساكنين، وقد انطلقت وزارة الشباب والرياضة في انجاز مسح حول المناطق التي لا يوجد فيها أي منشاة رياضية أو فضاء رياضي بهدف توفير وانشاء فضاءات رياضية فيها"
 
* ما هو دور المرصد الوطني للرياضة لتوعية وحث التونسين لممارسة الأنشطة الرياضية؟
 
" دورنا الأساسي في التوعية ودعوة التونسيين على ممارسة الرياضة من خلال الحملات الاعلامية بالتعاون مع المؤسسات الاعلامية بالاعلان عن مثل هذه الدراسات والتوعية بخطورة نتائج مثل هذا المسح، فالتحسيس من شأنه أن ينبه التونسي بنتائج العزوف عن النشاطات الرياضية، ومن بين الاسئلة التي تم طرحها في المسح نذكر "ماذا تفعل عند عدم القيام بالرياضة؟ وتم التوصل الى أن التونسي يقوم بدرجة أولى مشاهدة التلفاز وثانيا الابحار على الانترنت وثالثا الجلوس في المقاهي ورابعا الألعاب الالكترونية، وهي العوائق الأربعة التي تم تفسر عزوف التونسي عن الرياضة، فالشاشات الالكترونية أصبحت اليوم بمثابة الحاجز عند الأطفال والتي يقوم باستعمالها لساعات طويلة يوميا مما يتسبب في عزوفه عن ممارسة الرياضة وكذلك احداث خلل في التنشئة الاجتماعية للطفل نظرا لما في الألعاب الالكترونية من عنف وانعكاسات سلبية على الصحة وتراجع ساعات النوم وهو ما يؤثر على التحصيل العلمي وعديد المجالات الأخرى، كما كشف المسح أن نسبة ممارسة الأطفال للمسرح والمطالعة والموسيقى لا تتجاوز نسبة 1% مجتمعة معا أي أن الأطفال الأقل من 16 سنة لايقومون بأي نشاط رياضي أو ثقافي. وفي سنة 2010 اذ كانت نسبة 35% من الأطفال يقومون بنشاط بدني للتراجع النسبة الى 12% سنة 2020..."
 
* ما هو الحل حسب رأيك؟
 
"الحل يتمثل في التوجه بالنشاط البدني الى المؤسسات التربوية أين يوجد الأطفال فساعتين أو ساعة أسبوعيا لممارسة الرياضة في المؤسسات التربوية غير كافي بتاتا، حيث أن هذه الفئة (الأطفال) تحتاج الى ساعة رياضة يوميا، وممارسة التربية البدنية تبدأ في الخامسة ابتدائي ان وجدت وهناك بعض المدارس لا يوجد فيها أساتذة مختصين في النشاط الرياضي، اذ أن التربية البدنية غير كافية اليوم للأطفال بهدف ممارسة النشاط الرياضي والبدني وهو ما يتطلب اعطاء الموارد المخصصة لنشر الثقافة الرياضية والوعي الثقافي لوزارة التربية كونها هي الطرف المباشر للأطفال والتلاميذ. اضافة الى ضرورة ادخال الثقافة الرياضية والممارسة الرياضية داخل المؤسسات التشغيلية كذلك وهو ما سيعمل عليه المرصد الوطني للرياضة من خلال برنامج بالشراكة مع مختلف الأطراف المتداخلة لارساء الممارسة الرياضية في المؤسسات وداخل العمال والموظفين من خلال القيام بنوادي رياضية وفضاءات رياضية في أماكن العمل..." .
 
* في ظل الانتشار المكثف للقاعات والأكاديميات الرياضية الخاصة والملاعب الخاصة، أي دور للمرصد في تأطير هذه الأنشطة ومراقبتها وما هو رأيك في عمل هذه المؤسسات؟
 
" بالنسبة للقاعات للقاعات والأكاديميات الرياضية الخاصة التي شهدت انتشار بشكل كثيف سواء في المناطق الشعبية أو المناطق الراقية لها تأثر سلبي على الممارسات الرياضية في تونس خاصة منها الأكاديميات الرياضية الخاصة والتي خلقت نوع من الطبقية الرياضية وجعل الرياضة كنشاط ربحي وليس رياضي بالأساس، ومهم أن نشير ايضا الى أن كراس شروط القاعات الرياضية في حي راقي مثلها مثل كراس شروط في حي شعبي وهو ما انعكس على الأعار وجعلها في كل المناطق مرتفعة وهو ما يتطلب ضرورة دعم الدولة للقاعات الرياضية والأكاديميات الرياضية الخاصة في الأحياء الشعبية من أجل تشجيع الاقبال عليها أكثر، وهناك تجارب ناجحة مثلا في منطقة الجبل الأحمر اذ يوجد اكاديميات هدفها الاساسي رياضي اجتماعي وليس ربحي بالاساس، وأدعو في هذا المجال المجتمع المدني الى تعزيز نشاطه في المجال الرياضي من خلال الأنشطة الممتالية ومتابعتها والقيام بمبادرات توعية تطوعية في النشاط الرياضي بالاضافة الى ضرورة مراجعة الدولة لسياستها في المجال الرياضي..."
 
* البطالة في صفوف خريجي المعاهد الرياضة في ارتفاع هل هناك توجه للانتدابات وسد الشغورات؟
 
" يوجد في تونس أربعة معاهد عليا للرياضة والتربية البدنية (المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بقصر السعيد، المعهد العالي للرياضة و التربية البدنية بقفصة، المعهد العالي للرّياضة والتربية البدنية بالكاف، المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بصفاقس) يتخرج منهم سنويا ما يقارب 1000 أستاذ/ة رياض وتربية بدنية سنويا، والاشكال أنه من سنة 2010 هناك تعطل كبير في الانتداب بالرغم من وجود عديد الشغورات في جل المجالات وليس فقط في قطاع الرياضة والتربية البدنية، وهو ما تسبب في بطالة لما يزيد عن 10 الاف خريج، والحل اليوم دمج القطاع الخاص مع القطاع العام في هذا المجال وعدم الاقتصار على التعليم فقط في المجال الرياضي خاصة وأن سوق الشغل في القطاع الرياضي في تونس محدودة، والحل يتمثل حاليا في خلق مناخ استثمار رياضي بالتوازي مع ايجاد حلول للعزوف عن الرياضة وهو ما ذكرته مثلا كضرورة دمج النشاط الرياضي في النشاط المهني أي داخل المؤسسات بتأطير من مختصين وهم خريجي المعاهد العليا للرياضة و التربية البدنية..."
 
*دعوتك للتونسيين لتعزيز الممارسة الرياضية
" أتوجه بدعوة لكل التونسيين الى ممارسة الرياضة مهما كان نوعها نظرا لما فيها من أثار ايجابية ومنافع على الصحة حاضرا ومستقبلا ولما فيها من منافع على التنشئة الاجتماعية للفرد والتقليل من نسب العنف والممارسات الضارة، كما أدعو المسؤولين في المجال الرياضي الى نشر الثقافة الرياضية والأنشطة البدنية والتوجه الى التونسي أينما كان اما عامل أو تلميذ وطالب وعاطلين عن العمل وهو ما ستكون له نتائج وأثار ايجابية على الانسان..."
 
حاوره: صلاح الدين كريمي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews