إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

على وقع طبول الحرب الأهلية.. هل يشهد العراق تدخلا دوليا لحل الأزمة السياسية؟

تونس-الصباح

باتت بوادر الحرب الأهلية تلوح في الأفق في العراق بعد أن وصلت الأزمة السياسية في البلاد إلى طريق مسدود مع عدم تفاهم القوى السياسية على السلطة، في الوقت الذي تسعى فيه بغداد إلى التعافي من حرب وعقوبات دولية وفساد على امتداد سنوات عديدة.

ويرى مراقبون أنه نتيجة لتأزم الأوضاع في البلاد تطالب أطراف داخلية وخارجية بالتدخل الدولي باعتبار ان الفصائل في العراق غير قادرة على إيجاد حلول للأزمة في البلاد خاصة وان الخلافات بين القوى السياسية، لاسيما الشيعية منها، لم تتفق على اسم رئيس جديد للحكومة، إضافة إلى فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد منذ انتخابات أكتوبر 2021.

ويتطلع البعض الى التدخل الدولي في العراق كحل  للازمة الراهنة خاصة بعد أن وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن بداية العام الحالي على "استمرار وضع العراق تحت قانون الطوارئ لعدم توافر الأمن والاستقرار واستمرار الميليشيات بانتهاك حقوق الشعب العراقي في حياة آمنة ومستقرة، مما يتيح المجال للمجتمع الدولي للتدخل دبلوماسياً أو عسكرياً لإنقاذ الشعب العراقي".

فالشعب العراقي يسعى إلى الخروج من بوتقة اليأس واستشراء الفساد لسنوات وإنهاء تدخل إيران في شؤون بلادهم من خلال فصائلها وأتباعها.

وقد تعمقت الأزمة في البلاد  بعد فشل إيران في التقريب بين مقتدى الصدر والإطار التنسيقي بزعامة نوري المالكي. وهو ما دفع  بالزعيم الشيعي انسحابه من المشهد السياسي العراقي وإعلانه الاعتزال وهو قرار قال إنه جاء رداً على تقاعس زعماء وأحزاب شيعية أخرى عن إصلاح نظام حكم يصفه بالفاسد والمهترئ.

ويطالب الصدر الذي يعتصم الآلاف من أنصاره منذ قرابة الشهر داخل مبنى البرلمان وحوله، بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاح.

وعقب قرار الصدر تحولت ساحة المنطقة الخضراء إلى ساحة حرب حقيقية رغم إعلان الدولة الثلاثاء عن حظر تجوال.

وتسببت الاشتباكات في مقتل 33 شخصا معظمهم من أنصار الصدر إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى وهو ما دفع بالصدر إلى الخروج عن صمته بعد قرار اعتزاله مهددا  أنصاره بالتبرؤ منهم إذا لم ينسحبوا من أمام مبنى البرلمان بالمنطقة الخضراء خلال ستين دقيقة حقنا لدماء العراقيين.

وقال الصدر في مؤتمر صحافي عقده في النجف "إذا لم ينسحب كل أعضاء التيار الصدري خلال ستين دقيقة من كل مكان، حتى من الاعتصام، أنا أبرأ منهم ... بغض النظر من كان البادئ أمس، أمشي مطأطأ الرأس وأعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد مما يحدث".

فور انتهاء ندائه، بدأ أنصاره ينسحبون من المنطقة الخضراء في العاصمة التي تضمّ المؤسسات الرسمية والسفارات، وسبق أن انسحب الصدر من السياسة والحكومة وحل الفصائل الموالية له، لكنه يحتفظ بنفوذ واسع داخل مؤسسات الدولة.

وفي أول ردود الأفعال الخارجية، قال البيت الأبيض إن الاضطرابات التي يشهدها العراق بعد انسحاب الصدر من الحياة السياسية "تثير القلق"، ودعا إلى "الحوار" للتخفيف من حدة الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.

كما طالبت بعثة الأمم المتحدة في العراق بضبط النفس والهدوء باعتبارهما ضروريين لكي يسود العقل.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة في البلاد، أكد الرئيس العراقي برهم صالح، الثلاثاء، أن الجهود القائمة لدعم مسارات الحوار بين القوى السياسية في البلاد، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

ونقلت الوكالة عن صالح قوله خلال الاتصال أن "الجهود القائمة لدعم مسارات الحوار بين القوى السياسية وصولاً إلى حلول تضمن سلامة العراق والعراقيين".

من جهته، دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي عبر بيان  إلى ضرورة الاحتكام للدستور لإخراج البلاد من مأزقها، وحذر من أن استمرار هذه الأزمة قد يؤدي إلى عدم اعتراف دولي بكامل العملية السياسية وهيكلية الدولة ومخرجاتها، وهو ما يشير خطر الأزمة الحالية على السلم والأمن في البلاد.

منال العابدي

على وقع طبول الحرب الأهلية.. هل يشهد العراق تدخلا دوليا لحل الأزمة السياسية؟

تونس-الصباح

باتت بوادر الحرب الأهلية تلوح في الأفق في العراق بعد أن وصلت الأزمة السياسية في البلاد إلى طريق مسدود مع عدم تفاهم القوى السياسية على السلطة، في الوقت الذي تسعى فيه بغداد إلى التعافي من حرب وعقوبات دولية وفساد على امتداد سنوات عديدة.

ويرى مراقبون أنه نتيجة لتأزم الأوضاع في البلاد تطالب أطراف داخلية وخارجية بالتدخل الدولي باعتبار ان الفصائل في العراق غير قادرة على إيجاد حلول للأزمة في البلاد خاصة وان الخلافات بين القوى السياسية، لاسيما الشيعية منها، لم تتفق على اسم رئيس جديد للحكومة، إضافة إلى فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد منذ انتخابات أكتوبر 2021.

ويتطلع البعض الى التدخل الدولي في العراق كحل  للازمة الراهنة خاصة بعد أن وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن بداية العام الحالي على "استمرار وضع العراق تحت قانون الطوارئ لعدم توافر الأمن والاستقرار واستمرار الميليشيات بانتهاك حقوق الشعب العراقي في حياة آمنة ومستقرة، مما يتيح المجال للمجتمع الدولي للتدخل دبلوماسياً أو عسكرياً لإنقاذ الشعب العراقي".

فالشعب العراقي يسعى إلى الخروج من بوتقة اليأس واستشراء الفساد لسنوات وإنهاء تدخل إيران في شؤون بلادهم من خلال فصائلها وأتباعها.

وقد تعمقت الأزمة في البلاد  بعد فشل إيران في التقريب بين مقتدى الصدر والإطار التنسيقي بزعامة نوري المالكي. وهو ما دفع  بالزعيم الشيعي انسحابه من المشهد السياسي العراقي وإعلانه الاعتزال وهو قرار قال إنه جاء رداً على تقاعس زعماء وأحزاب شيعية أخرى عن إصلاح نظام حكم يصفه بالفاسد والمهترئ.

ويطالب الصدر الذي يعتصم الآلاف من أنصاره منذ قرابة الشهر داخل مبنى البرلمان وحوله، بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاح.

وعقب قرار الصدر تحولت ساحة المنطقة الخضراء إلى ساحة حرب حقيقية رغم إعلان الدولة الثلاثاء عن حظر تجوال.

وتسببت الاشتباكات في مقتل 33 شخصا معظمهم من أنصار الصدر إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى وهو ما دفع بالصدر إلى الخروج عن صمته بعد قرار اعتزاله مهددا  أنصاره بالتبرؤ منهم إذا لم ينسحبوا من أمام مبنى البرلمان بالمنطقة الخضراء خلال ستين دقيقة حقنا لدماء العراقيين.

وقال الصدر في مؤتمر صحافي عقده في النجف "إذا لم ينسحب كل أعضاء التيار الصدري خلال ستين دقيقة من كل مكان، حتى من الاعتصام، أنا أبرأ منهم ... بغض النظر من كان البادئ أمس، أمشي مطأطأ الرأس وأعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد مما يحدث".

فور انتهاء ندائه، بدأ أنصاره ينسحبون من المنطقة الخضراء في العاصمة التي تضمّ المؤسسات الرسمية والسفارات، وسبق أن انسحب الصدر من السياسة والحكومة وحل الفصائل الموالية له، لكنه يحتفظ بنفوذ واسع داخل مؤسسات الدولة.

وفي أول ردود الأفعال الخارجية، قال البيت الأبيض إن الاضطرابات التي يشهدها العراق بعد انسحاب الصدر من الحياة السياسية "تثير القلق"، ودعا إلى "الحوار" للتخفيف من حدة الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.

كما طالبت بعثة الأمم المتحدة في العراق بضبط النفس والهدوء باعتبارهما ضروريين لكي يسود العقل.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة في البلاد، أكد الرئيس العراقي برهم صالح، الثلاثاء، أن الجهود القائمة لدعم مسارات الحوار بين القوى السياسية في البلاد، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

ونقلت الوكالة عن صالح قوله خلال الاتصال أن "الجهود القائمة لدعم مسارات الحوار بين القوى السياسية وصولاً إلى حلول تضمن سلامة العراق والعراقيين".

من جهته، دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي عبر بيان  إلى ضرورة الاحتكام للدستور لإخراج البلاد من مأزقها، وحذر من أن استمرار هذه الأزمة قد يؤدي إلى عدم اعتراف دولي بكامل العملية السياسية وهيكلية الدولة ومخرجاتها، وهو ما يشير خطر الأزمة الحالية على السلم والأمن في البلاد.

منال العابدي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews