إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إقبالهم على العيادات ارتفع بـ15 بالمائة.. تزايد عدد المصابين بأمراض نفسية ودماغية عصبية!!

 

تونس – الصباح

أكدت عديد المعطيات والأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية والمختصة التزايد المسجل في عدد المرضى النفسانيين في تونس وتزايد الإقبال على عيادات الأطباء المختصين في المجال في القطاعين العمومي والخاص لتسجل العيادات الخارجية لمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية بين 10و15 % في سنوات ما بعد الأزمة الصحية "كوفيد 19".

وتنظم الإدارة الجهوية للصحة بتونس مبادرة اليوم الجمعة تتمثل في تنظيم يوم مفتوح للتقصي عن الأمراض النفسية والدماغية بفضاء نادي الطفل بالمرسى بمشاركة أطباء مختصين في المجال. ونزّل د. طارق بن ناصر بصفته طبيبا رئيسا ومديرا جهويا للصحة بتونس، هذه المبادرة الصحية في إطار إستراتجية وزارة الصحة واستنادا إلى توجيهات المختصين والهياكل الناشطة والمؤسسات المختصة في هذه الأمراض، لتعميم وتعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية والتحسيس بضرورة إيلاء هذه النوعية من الأمراض الاهتمام اللازم لدى المواطن التونسي كغيرها من بقية الأمراض الأخرى والسعي لنشر ثقافة التداوي والعلاج النفسي والدماغي والعصبي لدى مختلف الشرائح العمرية. وبين في تصريحه لـ"الصباح" أن وزارة الصحة ممثلة في الإدارة الجهوية للصحة بتونس تنظم هذا اليوم المفتوح بمقر نادي الطفل بالضاحية الشمالية للعاصمة ويمتد من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة التاسعة ليلا بالشراكة مع بلدية المرسى وبالتعاون مع المجتمع المدني، وذلك تحت شعار "معا من أجل صحة نفسية ودماغية أفضل". مبينا أن هذه المبادرة تندرج في سياق برنامج موسع لوزارة الصحة لتنظيم أيام مفتوحة للتقصي عن نفس الأمراض بعدة دوائر صحية بتونس على غرار باردو وسيدي حسين السيجومي وحي الخضراء وقرطاج وباب سويقة وغيرها. موضحا أن سلطة الإشراف أعدت برنامجا موسعا في الغرض وذلك بعد تلقي عدد كبير من أطباء الصف الأول العاملين بالمستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات المحلية لتكوين مستمر في الاختصاص بالمدرسة الصيفية للصحة النفسية والدماغية من قبل أطباء مختصين في المجال وذلك بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية الأساسية وتأهيل هذه الكفاءات داخل الأحياء والمناطق النهائية والجهات لمعالجة مثل هذه النوعية من الأمراض التي تعد خطيرة وفق تقديره، وتسهيل مهمة التقصي وتشخيص الحالات المرضية بصفة مبكرة. وأضاف قائلا: "صحيح أن الأرقام تبين تزايد عدد المرضى المسجل في السنوات الأخيرة بما يتجاوز طاقة استيعاب مستشفى الرازي للحالات الضرورية". مضيفا "أنه رغم ذلك يظل الإقبال على العلاج النفسي والدماغي محتشما مقارنة ولا يعكس الحالات الموجودة في المجتمع لأن عدد كبير من التونسيين لا يعطون أهمية للعلاج والطب النفسي لذلك فإن لتخصيص أيام مفتوحة في أوقات متبعادة وأماكن مختلفة عدة مزايا قد يساهم في الحد في تفاقم الظاهرة الصحية والمرضية".

وبين أن مثل هذه الأيام المفتوحة من شأنها أن تشجع الجميع على الإقبال على العلاج النفسي والدماغي والكشف والتقصي المبكر عن أمراض "الزهامير" الذي يصيب كبار السن بدرجة أولى، وفق تقدير" الدكتور بن ناصر، وأيضا أمراض فقدان الذاكرة والانفصام في الشخصية وغيرها من الأمراض النفسية.

ويذكر أنه وفقا لدراسة أعدتها الجمعية التونسية للأطباء النفسانيين ومستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية بينت أن أكثر من خمسة آلاف تونسي يعانون من الاضطرابات الناتجة عن الاكتئاب وأن هناك أكثر من 9 آلاف ونصف مقيم من المرضى الذين يعانون من الأمراض النفسية والعصبية في السنتين الأخيرتين فيما كان العدد في حدود 4500 مقيم فقط في سنة 2011. وبينت نفس الدراسة أن المرأة تعد الأكثر عرضة لمثل هذه الأمراض. وتطرقت جهات أخرى إلى تزايد عدد المصابين بمرض "الفصام" أو الانفصام في الشخصية في تونس ليتجاوز العدد 60 ألف.

علما أن إدارة مستشفى الرازي سبق أن ناشدت السلط الرسمية التدخل من أجل الحد من الضغوط التي يعيشها المستشفى جراء وتزايد الإقبال على المؤسسة الوحيدة المختصة في المجال في الجمهورية تجاوز عدد المقيمين طاقة الاستيعاب بما يصل أحيانا إلى ضعف ما هو مسوح به.

الحد من المخاطر

ودعا محدثنا الجميع إلى ضرورة العمل على نشر ثقافة العلاج النفسي في مختلف الأوساط الاجتماعية ليتم التعامل معها كبقية الأمراض السارية بما يسهل إمكانية العلاج ويوفر أوفر الفرص للتعافي. وأضاف قائلا: "صحيح أن أغلب الحالات الموجودة بمستشفى الرازي أو غيرها من الحالات المصابة بأمراض نفسية ودماغية عصبية في مراحل متقدمة ولكن يمكن بفضل التقصي المبكر التغلب على المرض والحد من قدر الممكن من خطورة الوضع الصحي للمريض. لأنه بالإمكان السيطرة على المرض وتكون التكلفة أقل وتمكن من تجنب تدهور الحالة الصحية للمريض بأقل المصاريف".

كما شدد د. طارق بن ناصر على أهمية التقصي وتلقي العلاج مبكرا بما يجنب الجميع مصاريف إضافية وضغوط مضاعفة للمريض والعائلة لاسيما في ظل ارتفاع أسعار الأدوية وتكاليف العلاج من ناحية وعدم توفر بعض الأنواع الأخرى لأسباب عالمية. ويعتبر مثل هذه الحملات المجانية بقدر ما تمكن البعض من التقصي مبكرا عن مثل هذه النوعية من الأمراض التي عادة يصعب على الشخص العادي التفطن لها، بقدر ما تساهم في توسيع دائرة المهتمين بثقافة العلاج النفسي.

إذ يعتبر د. بن ناصر توفر جملة من العوامل في السنوات الأخيرة ساهمت في تزايد عدد المصابين بالأمراض النفسية والدماغية بعد الأزمة الصحية لـ"كوفيد 19" وما خلفه الحجر الصحي من تداعيات على الصحة النفسية للأشخاص من مختلف الشرائح العمرية. موضحا أن الجهات المختصة أكدت تزايد عدد الأطفال الذين يلجؤون إلى عيادات الطب النفسي في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى وذلك بسبب تداعيات الضغوط التي يعيشها الأولياء على الصحة النفسية للأطفال.

وقد بينت عديد القراءات لمتابعين ومختصين في مجالات نفسية واجتماعية تداعيات الضغوط الاجتماعية والتطورات التي عرفتها بلادنا في السنوات الأخيرة بعد تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتراجع المقدرة الشرائية بسبب ارتفاع أسعار كل مقومات العيش وتأثير الصراعات السياسية وكل تلك الأزمات على الحالة النفسية للمواطنين.

نزيهة الغضباني

 

 

 

إقبالهم على العيادات ارتفع بـ15 بالمائة.. تزايد عدد المصابين بأمراض نفسية ودماغية عصبية!!

 

تونس – الصباح

أكدت عديد المعطيات والأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية والمختصة التزايد المسجل في عدد المرضى النفسانيين في تونس وتزايد الإقبال على عيادات الأطباء المختصين في المجال في القطاعين العمومي والخاص لتسجل العيادات الخارجية لمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية بين 10و15 % في سنوات ما بعد الأزمة الصحية "كوفيد 19".

وتنظم الإدارة الجهوية للصحة بتونس مبادرة اليوم الجمعة تتمثل في تنظيم يوم مفتوح للتقصي عن الأمراض النفسية والدماغية بفضاء نادي الطفل بالمرسى بمشاركة أطباء مختصين في المجال. ونزّل د. طارق بن ناصر بصفته طبيبا رئيسا ومديرا جهويا للصحة بتونس، هذه المبادرة الصحية في إطار إستراتجية وزارة الصحة واستنادا إلى توجيهات المختصين والهياكل الناشطة والمؤسسات المختصة في هذه الأمراض، لتعميم وتعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية والتحسيس بضرورة إيلاء هذه النوعية من الأمراض الاهتمام اللازم لدى المواطن التونسي كغيرها من بقية الأمراض الأخرى والسعي لنشر ثقافة التداوي والعلاج النفسي والدماغي والعصبي لدى مختلف الشرائح العمرية. وبين في تصريحه لـ"الصباح" أن وزارة الصحة ممثلة في الإدارة الجهوية للصحة بتونس تنظم هذا اليوم المفتوح بمقر نادي الطفل بالضاحية الشمالية للعاصمة ويمتد من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة التاسعة ليلا بالشراكة مع بلدية المرسى وبالتعاون مع المجتمع المدني، وذلك تحت شعار "معا من أجل صحة نفسية ودماغية أفضل". مبينا أن هذه المبادرة تندرج في سياق برنامج موسع لوزارة الصحة لتنظيم أيام مفتوحة للتقصي عن نفس الأمراض بعدة دوائر صحية بتونس على غرار باردو وسيدي حسين السيجومي وحي الخضراء وقرطاج وباب سويقة وغيرها. موضحا أن سلطة الإشراف أعدت برنامجا موسعا في الغرض وذلك بعد تلقي عدد كبير من أطباء الصف الأول العاملين بالمستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات المحلية لتكوين مستمر في الاختصاص بالمدرسة الصيفية للصحة النفسية والدماغية من قبل أطباء مختصين في المجال وذلك بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية الأساسية وتأهيل هذه الكفاءات داخل الأحياء والمناطق النهائية والجهات لمعالجة مثل هذه النوعية من الأمراض التي تعد خطيرة وفق تقديره، وتسهيل مهمة التقصي وتشخيص الحالات المرضية بصفة مبكرة. وأضاف قائلا: "صحيح أن الأرقام تبين تزايد عدد المرضى المسجل في السنوات الأخيرة بما يتجاوز طاقة استيعاب مستشفى الرازي للحالات الضرورية". مضيفا "أنه رغم ذلك يظل الإقبال على العلاج النفسي والدماغي محتشما مقارنة ولا يعكس الحالات الموجودة في المجتمع لأن عدد كبير من التونسيين لا يعطون أهمية للعلاج والطب النفسي لذلك فإن لتخصيص أيام مفتوحة في أوقات متبعادة وأماكن مختلفة عدة مزايا قد يساهم في الحد في تفاقم الظاهرة الصحية والمرضية".

وبين أن مثل هذه الأيام المفتوحة من شأنها أن تشجع الجميع على الإقبال على العلاج النفسي والدماغي والكشف والتقصي المبكر عن أمراض "الزهامير" الذي يصيب كبار السن بدرجة أولى، وفق تقدير" الدكتور بن ناصر، وأيضا أمراض فقدان الذاكرة والانفصام في الشخصية وغيرها من الأمراض النفسية.

ويذكر أنه وفقا لدراسة أعدتها الجمعية التونسية للأطباء النفسانيين ومستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية بينت أن أكثر من خمسة آلاف تونسي يعانون من الاضطرابات الناتجة عن الاكتئاب وأن هناك أكثر من 9 آلاف ونصف مقيم من المرضى الذين يعانون من الأمراض النفسية والعصبية في السنتين الأخيرتين فيما كان العدد في حدود 4500 مقيم فقط في سنة 2011. وبينت نفس الدراسة أن المرأة تعد الأكثر عرضة لمثل هذه الأمراض. وتطرقت جهات أخرى إلى تزايد عدد المصابين بمرض "الفصام" أو الانفصام في الشخصية في تونس ليتجاوز العدد 60 ألف.

علما أن إدارة مستشفى الرازي سبق أن ناشدت السلط الرسمية التدخل من أجل الحد من الضغوط التي يعيشها المستشفى جراء وتزايد الإقبال على المؤسسة الوحيدة المختصة في المجال في الجمهورية تجاوز عدد المقيمين طاقة الاستيعاب بما يصل أحيانا إلى ضعف ما هو مسوح به.

الحد من المخاطر

ودعا محدثنا الجميع إلى ضرورة العمل على نشر ثقافة العلاج النفسي في مختلف الأوساط الاجتماعية ليتم التعامل معها كبقية الأمراض السارية بما يسهل إمكانية العلاج ويوفر أوفر الفرص للتعافي. وأضاف قائلا: "صحيح أن أغلب الحالات الموجودة بمستشفى الرازي أو غيرها من الحالات المصابة بأمراض نفسية ودماغية عصبية في مراحل متقدمة ولكن يمكن بفضل التقصي المبكر التغلب على المرض والحد من قدر الممكن من خطورة الوضع الصحي للمريض. لأنه بالإمكان السيطرة على المرض وتكون التكلفة أقل وتمكن من تجنب تدهور الحالة الصحية للمريض بأقل المصاريف".

كما شدد د. طارق بن ناصر على أهمية التقصي وتلقي العلاج مبكرا بما يجنب الجميع مصاريف إضافية وضغوط مضاعفة للمريض والعائلة لاسيما في ظل ارتفاع أسعار الأدوية وتكاليف العلاج من ناحية وعدم توفر بعض الأنواع الأخرى لأسباب عالمية. ويعتبر مثل هذه الحملات المجانية بقدر ما تمكن البعض من التقصي مبكرا عن مثل هذه النوعية من الأمراض التي عادة يصعب على الشخص العادي التفطن لها، بقدر ما تساهم في توسيع دائرة المهتمين بثقافة العلاج النفسي.

إذ يعتبر د. بن ناصر توفر جملة من العوامل في السنوات الأخيرة ساهمت في تزايد عدد المصابين بالأمراض النفسية والدماغية بعد الأزمة الصحية لـ"كوفيد 19" وما خلفه الحجر الصحي من تداعيات على الصحة النفسية للأشخاص من مختلف الشرائح العمرية. موضحا أن الجهات المختصة أكدت تزايد عدد الأطفال الذين يلجؤون إلى عيادات الطب النفسي في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى وذلك بسبب تداعيات الضغوط التي يعيشها الأولياء على الصحة النفسية للأطفال.

وقد بينت عديد القراءات لمتابعين ومختصين في مجالات نفسية واجتماعية تداعيات الضغوط الاجتماعية والتطورات التي عرفتها بلادنا في السنوات الأخيرة بعد تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتراجع المقدرة الشرائية بسبب ارتفاع أسعار كل مقومات العيش وتأثير الصراعات السياسية وكل تلك الأزمات على الحالة النفسية للمواطنين.

نزيهة الغضباني

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews