تدور منذ 13 مارس الماضي في العاصمة القطرية الدوحة جولات عديدة من الحوار بين المجلس العسكري الحاكم في التشاد ومعارضيه،وهدف تلك الحوارات هو إبرام اتفاق سلام نهائي ودائم والقطع مع عقود من الاقتتال والصراعات، ويُعد المشروع الثاني للسلام والناسخ للمشروع الأول والذي سحبه القطريون بعد يومين من مد أطراف الحوار به، خطوة أولية لحسم الخلافات،وكل ما سبق يعني وجود سيناريوهات عدة مرتقبة لنتائج هذا الحوار التمهيدي ولكل المشهد السياسي التشادي في أفق نهاية سنة 2022 في بلد لم يعرف الهدوء أوالسكينة السياسية والاجتماعية والعسكرية منذ استقلاله سنة 1960 وخاصة بعد مقتل الرئيس "ادريس ديبي"في افريل 2021، فما هي تلك السيناريوهات خاصة وأنها مهمة في تحديد مستقبل الأوضاع في كل دول منطقتي "شمال" و"غرب افريقيا" وأيضا في كل دول الساحل والصحراء خاصة وأن هذه الأخيرة أصبحت في حالة تحول كبيرة بناء على استراتيجيا الفرنسيين وخاصة بعد خروجهم/اخراجهم من "مالي" وفي ظل تمدد أنشطة التنظيمات الإرهابية؟
1- أولا، قدّم الوسيط القطري يوم 29 جوان الماضي مشروع اتفاق جديد لتحقيق السلام في تشاد إلى وفدي كل من الحكومة ومجموعات المعارضة الثلاث (والتي تمثل الحركات السياسية والعسكرية المشاركة في حوار الدوحة وهي تقريبا 52 فصيلا من بينها 12 لها أجنحة عسكرية ومدنية في آن واحد)، ويأتي مشروع الوساطة الجديد والذي طلب القطريون من الطرفين دراسته والرد عليه خلال عدة أيام، بعد رفض الطرفين للمشروع الأول، وقد بدأ الطرفان بدراسة المشروع الجديد وتقديم رؤيتهما فيه منذ بداية شهر جويلية/يوليو الحالي بل وبدآفي تقديم ردودهما عليه وطبعا المطلوب هو تقديم حلول توافقية للبنود التي اعتُرِض عليها في المشروع السابق...
2- ثانيا، فعليا بهدف الحوار التمهيدي أو بالأحرى حوار اتفاق السلام الجاري النقاش حوله التوصل إلى اتفاق سلام أولي ينهي عقوداً من الحروب، ويمكّن حركات المعارضة من المشاركة في الحوار الوطني الشامل لتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد، وإجراء انتخابات حرة يشارك فيها الجميع، بعد فترة انتقالية يجري الاتفاق على مدتها وخاصة في ظل بحث المجلس العسكري الى تمديد المرحلة الانتقالية المحددة سابقا بـ 18 شهرا بدء من 21/04/2021...
3- ثالثا، معلوم أن الفرنسيين وبعد دفعهم إلى الخروج من "مالي"هم الآن بصدد البحث عن مواصلة التعاون مع النيجر ودول أخرى في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، ولكنهم واقعيا يعتمدون سياسة التكتم لضمان القبول بذلك، ومن هنا فان باريس لن تترك أي مجال لتواجد روسي في التشاد حتى لا يتكرر لها المثال المالي مجددا ومن ثم فهي ساعية سعيا دؤوبا لنجاح الحوار التشادي/التشادي بجولتيه (في الدوحة ونجامينا) وحتى لا تفقد مصالحها في البلد الذي ارتبطت فيه بقوة بالحاكم السابق أي "ادريس ديبي"، والثابت ان الملف التشادي سيُعالج فرنسيا من تلك الزاوية بل أنه واعتبارا من الآن، سيقدم الجيش الفرنسي دعمه من دون أن يكون في الواجهة، وهي طريقة لتقليص إمكانية رؤية تحركاته التي تشكل مصدر استياء للمجتمعات الأفريقية، مع الحفاظ على وجوده في منطقة نفوذ فرنسا التاريخية هذه، ومعلوم أنه إلى جانب المساعدة على احتواء عنف التنظيمات "الجهادية" والارهابية والذي يهدد بالامتداد إلى خليج غينيا، يتمثل رهان باريس في الحفاظ على وجود عسكري فرنسي في تجنب عملية إبعاد على الصعيد الاستراتيجي، وهنا يمكن الجزم أن الفرنسيين يتبعون في التشاد بالذات منطق دعم الحوار وبدء مرحلة استقرار لترتيب اوراقهم ولكنهم أيضا يحذرون من استراتيجيات مستقبلية روسية لتكرار السيناريو المالي بل هم يؤكدون أن تلك الاستراتيجيات تتجاوز مالي وتشاد وتنتشر في كل أفريقيا"...
4- رابعا، معطيات النقطة السابقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك محورية دور باريس في ملف التشاد وهي التي تُراقب التطورات وتدرس فسيفساء المعارضة (وخاصة التي لها أجنحة عسكرية وقوى مساندة لها على الأرض)، وهي - أي باريس- تعرف كل مفردات وتفاصيل المشهد التشادي بل هي حاليا تراقب تطورات الحوار وورقاته ولكن دورها سيكون متصاعد خلال الأشهر المقبلة ولكن بتكتم كبير وخاصة في المرحلة الثانية من الحوار- أي في جولة نجامينا- وهي أقرب للمجلس العسكري ولكنها ليست ببعيدة عن اغلب فصائل المعارضة ويهمها الوصول لنتائج ولكن بما لا يمس بمصالحها الاستراتيجية والمستقبلية خاصة وانها الشريك الاقتصادي الأول للتشاد (بل ولأغلب دول شمال وغرب افريقيا)، ومع ذلك فهي واعية بالغضب الشعبي التشادي منها وهي تعتقد ان صراع النفوذ في افريقيا دفع بالبعض وخاصة الروس على الوقوف غير المباشر وراء تلك الاحداث والاحتجاجات مثلما تعرف من يقف وراء عسكريي مالي الحاليين ومواقفهم وتوجهاتهم الجديدة وان بطريقة غير مباشرة طبعا...
5- خامسا، الحوار والموسم بالتمهيدي والذي يتم منذ أشهر في الدوحة ستكون مآلاته النهائية إما نجاحه في الترتيب لحوار وطني جامع ونهائي في العاصمة "نجامينا" أو في وصوله لمنطقة انسداد كبرى بين طرفي الصراع بحيث يرفض أحد الطرفين الامضاء وهو أمر مرتقب بنسب معينة من الوفد الحكومي او أيضا من المعارضة وهذه الأخيرة هي مشتتة أولا ومخترقة ثانيا وبعض فصائلها هي بين السودان وليبيا والنيجر وباريس والدوحة وافريقيا الوسطى وبقية دول وبلدان أخرى، وفي الخلاصة هناك أربع سيناريوهات مرتقبة في افق الأسابيع والأشهر القادمة، وهي:
• السيناريو الأول، ويتمثلفي أن ينجح الحوار التمهيدي في الدوحة ويتحول المشروع الثاني بعد إعادة صياغته وتعديله لاتفاق أولي ويتم تحديد موعد الحوار في نجامينا وتحديد الشروط بل وخارطة الطريق وهوية أطراف حماية الحوار في الداخل التشادي على غرار تكفل بعض دول بذلك (الجزائر –أنغولا-روندا ...)، ومن ثم يتم في النهاية امضاء اتفاق نهائي ليتم المضي في خارطة طريق للانتقال الديمقراطي في التشاد ويتم تدريجيا استيعاب كل المحاربين في الجيش الجديد وبقيادة جديدة عمليا...
• السيناريو الثاني، ويتمثل في أن تنجح الخطوتين الأولى والثانية في السيناريو الأول ولكن تتعثر الخطوة الثانية اثناء جلسة الحوار في نجامينا ومن ثم يتراجع أحد الوفدين (الوفد الحكومي أقرب لذلك موضوعيا)، وعندئذ ستنقسم المعارضة التشادية الحالية الى ثلاث مكونات، طرف أول ينحاز للحكومة وثان يزداد راديكالية ويكفر بالمفاوضات والحوارات وطرف ثالث سيلتجأ الى وسائل للضغط بأشكال مختلفة على الطرف الحكومي واعادته لمربع المفوضات سواء بالعودة للدوحة او أي وسيط ثان أو عبر اللجوء لخيارات سياسية بديلة في الضغط...
• السيناريو الثالث، وهو ان ينجح الحوارين التمهيد والنهائي ولكن تعمد الحكومة الى تنزيل بطيء جدا للمتوافق عليه ومن ثم تنقلب الدولة العميقة واساسا أطراف في قبيلة "زغاوة" على كل مربعات ما تم التوافق عليه ومن ثم يتم الرجوع للنقطة صفر ولكن الحكومة في تلك الحالة ستربح أشواطا زمنية مهمة ولكن ذلك مرتبط من حيث التجسيد بطبيعة التطورات في الإقليم وخاصة تطورات ما يجري في شمال وغرب افريقيا ومدى تمدد التنظيمات الإرهابية ومدى انقسام المجلس العسكري الحالي من عدمه...
السيناريو الأربع والأخير، وهو أن يعمد الطرف الحكومي أو المعارضة لإفشال الحوار التمهيدي في الدوحة في اللحظات الأخيرة ومن هنا يصبح الوسيط القطر مضطرا إما لتأجيل الحوار التمهيدي أو التسليم بفشله وخاصة ان القطريين محاصرين بأولوية ضرورة إنجاح كاس العالم في نوفمبر القادم وبملفات أخرى عديدة وفي هذه الحالة سيعود المعارضون الى مربعاتهم في السودان وليبيا ودول أخرى وسيصبح النظام الحالي في وضع لا يُحسد عليه لأنه هو من يتحمل مسؤولية نجاح الحوارات التمهيدية من عدمها...
(*) محلل سياسي مختص في الشؤون الافريقية
بقلم: علي اللافي(*)
تدور منذ 13 مارس الماضي في العاصمة القطرية الدوحة جولات عديدة من الحوار بين المجلس العسكري الحاكم في التشاد ومعارضيه،وهدف تلك الحوارات هو إبرام اتفاق سلام نهائي ودائم والقطع مع عقود من الاقتتال والصراعات، ويُعد المشروع الثاني للسلام والناسخ للمشروع الأول والذي سحبه القطريون بعد يومين من مد أطراف الحوار به، خطوة أولية لحسم الخلافات،وكل ما سبق يعني وجود سيناريوهات عدة مرتقبة لنتائج هذا الحوار التمهيدي ولكل المشهد السياسي التشادي في أفق نهاية سنة 2022 في بلد لم يعرف الهدوء أوالسكينة السياسية والاجتماعية والعسكرية منذ استقلاله سنة 1960 وخاصة بعد مقتل الرئيس "ادريس ديبي"في افريل 2021، فما هي تلك السيناريوهات خاصة وأنها مهمة في تحديد مستقبل الأوضاع في كل دول منطقتي "شمال" و"غرب افريقيا" وأيضا في كل دول الساحل والصحراء خاصة وأن هذه الأخيرة أصبحت في حالة تحول كبيرة بناء على استراتيجيا الفرنسيين وخاصة بعد خروجهم/اخراجهم من "مالي" وفي ظل تمدد أنشطة التنظيمات الإرهابية؟
1- أولا، قدّم الوسيط القطري يوم 29 جوان الماضي مشروع اتفاق جديد لتحقيق السلام في تشاد إلى وفدي كل من الحكومة ومجموعات المعارضة الثلاث (والتي تمثل الحركات السياسية والعسكرية المشاركة في حوار الدوحة وهي تقريبا 52 فصيلا من بينها 12 لها أجنحة عسكرية ومدنية في آن واحد)، ويأتي مشروع الوساطة الجديد والذي طلب القطريون من الطرفين دراسته والرد عليه خلال عدة أيام، بعد رفض الطرفين للمشروع الأول، وقد بدأ الطرفان بدراسة المشروع الجديد وتقديم رؤيتهما فيه منذ بداية شهر جويلية/يوليو الحالي بل وبدآفي تقديم ردودهما عليه وطبعا المطلوب هو تقديم حلول توافقية للبنود التي اعتُرِض عليها في المشروع السابق...
2- ثانيا، فعليا بهدف الحوار التمهيدي أو بالأحرى حوار اتفاق السلام الجاري النقاش حوله التوصل إلى اتفاق سلام أولي ينهي عقوداً من الحروب، ويمكّن حركات المعارضة من المشاركة في الحوار الوطني الشامل لتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد، وإجراء انتخابات حرة يشارك فيها الجميع، بعد فترة انتقالية يجري الاتفاق على مدتها وخاصة في ظل بحث المجلس العسكري الى تمديد المرحلة الانتقالية المحددة سابقا بـ 18 شهرا بدء من 21/04/2021...
3- ثالثا، معلوم أن الفرنسيين وبعد دفعهم إلى الخروج من "مالي"هم الآن بصدد البحث عن مواصلة التعاون مع النيجر ودول أخرى في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، ولكنهم واقعيا يعتمدون سياسة التكتم لضمان القبول بذلك، ومن هنا فان باريس لن تترك أي مجال لتواجد روسي في التشاد حتى لا يتكرر لها المثال المالي مجددا ومن ثم فهي ساعية سعيا دؤوبا لنجاح الحوار التشادي/التشادي بجولتيه (في الدوحة ونجامينا) وحتى لا تفقد مصالحها في البلد الذي ارتبطت فيه بقوة بالحاكم السابق أي "ادريس ديبي"، والثابت ان الملف التشادي سيُعالج فرنسيا من تلك الزاوية بل أنه واعتبارا من الآن، سيقدم الجيش الفرنسي دعمه من دون أن يكون في الواجهة، وهي طريقة لتقليص إمكانية رؤية تحركاته التي تشكل مصدر استياء للمجتمعات الأفريقية، مع الحفاظ على وجوده في منطقة نفوذ فرنسا التاريخية هذه، ومعلوم أنه إلى جانب المساعدة على احتواء عنف التنظيمات "الجهادية" والارهابية والذي يهدد بالامتداد إلى خليج غينيا، يتمثل رهان باريس في الحفاظ على وجود عسكري فرنسي في تجنب عملية إبعاد على الصعيد الاستراتيجي، وهنا يمكن الجزم أن الفرنسيين يتبعون في التشاد بالذات منطق دعم الحوار وبدء مرحلة استقرار لترتيب اوراقهم ولكنهم أيضا يحذرون من استراتيجيات مستقبلية روسية لتكرار السيناريو المالي بل هم يؤكدون أن تلك الاستراتيجيات تتجاوز مالي وتشاد وتنتشر في كل أفريقيا"...
4- رابعا، معطيات النقطة السابقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك محورية دور باريس في ملف التشاد وهي التي تُراقب التطورات وتدرس فسيفساء المعارضة (وخاصة التي لها أجنحة عسكرية وقوى مساندة لها على الأرض)، وهي - أي باريس- تعرف كل مفردات وتفاصيل المشهد التشادي بل هي حاليا تراقب تطورات الحوار وورقاته ولكن دورها سيكون متصاعد خلال الأشهر المقبلة ولكن بتكتم كبير وخاصة في المرحلة الثانية من الحوار- أي في جولة نجامينا- وهي أقرب للمجلس العسكري ولكنها ليست ببعيدة عن اغلب فصائل المعارضة ويهمها الوصول لنتائج ولكن بما لا يمس بمصالحها الاستراتيجية والمستقبلية خاصة وانها الشريك الاقتصادي الأول للتشاد (بل ولأغلب دول شمال وغرب افريقيا)، ومع ذلك فهي واعية بالغضب الشعبي التشادي منها وهي تعتقد ان صراع النفوذ في افريقيا دفع بالبعض وخاصة الروس على الوقوف غير المباشر وراء تلك الاحداث والاحتجاجات مثلما تعرف من يقف وراء عسكريي مالي الحاليين ومواقفهم وتوجهاتهم الجديدة وان بطريقة غير مباشرة طبعا...
5- خامسا، الحوار والموسم بالتمهيدي والذي يتم منذ أشهر في الدوحة ستكون مآلاته النهائية إما نجاحه في الترتيب لحوار وطني جامع ونهائي في العاصمة "نجامينا" أو في وصوله لمنطقة انسداد كبرى بين طرفي الصراع بحيث يرفض أحد الطرفين الامضاء وهو أمر مرتقب بنسب معينة من الوفد الحكومي او أيضا من المعارضة وهذه الأخيرة هي مشتتة أولا ومخترقة ثانيا وبعض فصائلها هي بين السودان وليبيا والنيجر وباريس والدوحة وافريقيا الوسطى وبقية دول وبلدان أخرى، وفي الخلاصة هناك أربع سيناريوهات مرتقبة في افق الأسابيع والأشهر القادمة، وهي:
• السيناريو الأول، ويتمثلفي أن ينجح الحوار التمهيدي في الدوحة ويتحول المشروع الثاني بعد إعادة صياغته وتعديله لاتفاق أولي ويتم تحديد موعد الحوار في نجامينا وتحديد الشروط بل وخارطة الطريق وهوية أطراف حماية الحوار في الداخل التشادي على غرار تكفل بعض دول بذلك (الجزائر –أنغولا-روندا ...)، ومن ثم يتم في النهاية امضاء اتفاق نهائي ليتم المضي في خارطة طريق للانتقال الديمقراطي في التشاد ويتم تدريجيا استيعاب كل المحاربين في الجيش الجديد وبقيادة جديدة عمليا...
• السيناريو الثاني، ويتمثل في أن تنجح الخطوتين الأولى والثانية في السيناريو الأول ولكن تتعثر الخطوة الثانية اثناء جلسة الحوار في نجامينا ومن ثم يتراجع أحد الوفدين (الوفد الحكومي أقرب لذلك موضوعيا)، وعندئذ ستنقسم المعارضة التشادية الحالية الى ثلاث مكونات، طرف أول ينحاز للحكومة وثان يزداد راديكالية ويكفر بالمفاوضات والحوارات وطرف ثالث سيلتجأ الى وسائل للضغط بأشكال مختلفة على الطرف الحكومي واعادته لمربع المفوضات سواء بالعودة للدوحة او أي وسيط ثان أو عبر اللجوء لخيارات سياسية بديلة في الضغط...
• السيناريو الثالث، وهو ان ينجح الحوارين التمهيد والنهائي ولكن تعمد الحكومة الى تنزيل بطيء جدا للمتوافق عليه ومن ثم تنقلب الدولة العميقة واساسا أطراف في قبيلة "زغاوة" على كل مربعات ما تم التوافق عليه ومن ثم يتم الرجوع للنقطة صفر ولكن الحكومة في تلك الحالة ستربح أشواطا زمنية مهمة ولكن ذلك مرتبط من حيث التجسيد بطبيعة التطورات في الإقليم وخاصة تطورات ما يجري في شمال وغرب افريقيا ومدى تمدد التنظيمات الإرهابية ومدى انقسام المجلس العسكري الحالي من عدمه...
السيناريو الأربع والأخير، وهو أن يعمد الطرف الحكومي أو المعارضة لإفشال الحوار التمهيدي في الدوحة في اللحظات الأخيرة ومن هنا يصبح الوسيط القطر مضطرا إما لتأجيل الحوار التمهيدي أو التسليم بفشله وخاصة ان القطريين محاصرين بأولوية ضرورة إنجاح كاس العالم في نوفمبر القادم وبملفات أخرى عديدة وفي هذه الحالة سيعود المعارضون الى مربعاتهم في السودان وليبيا ودول أخرى وسيصبح النظام الحالي في وضع لا يُحسد عليه لأنه هو من يتحمل مسؤولية نجاح الحوارات التمهيدية من عدمها...