إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لأول مرة منذ 20 عاما : سعر اليورو يتساوى امام الدولار

 

 

* روسيا "تقلب" الطاولة على اوروبا وصعود الروبل أمام الدولار واليورو !

تونس- الصباح

سجلت امس عملة الاورو ولاول مرة منذ 20 عاما، تراجعا لافتا لتبلغ دولارًا واحدًا، في مستوى لم يسبق منذ طُرحت العملة الاوروبية ، في المقابل واصل الروبل الروسي ارتفاعه أمام كلا العملتين ، ليقع تداوله امس في حدود 60 روبل للاورو، و58 روبل امام الدولار، وياتي هذا التراجع في العملة الاوروبية، في ظل المخاطر الناجمة عن قطع إمدادات الغاز الروسي على الاقتصاد الأوروبي.

وبلغت قيمة اليورو دولارًا واحدًا نحو الساعة 09,50 ت غ لفترة وجيزة، في سابقة منذ ديسمبر 2002، قبل أن ترتفع مجدّدًا بشكل طفيف.ويخيّم القلق على الأسواق بسبب أزمة طاقة كبيرة في القارة العجوز، إذ تسري شكوك بشأن إذا كانت روسيا ستستأنف تسليم الغاز بعد تعليقه لإجراء أعمال صيانة في أنبوبَي غاز نورد ستريم 1 ، ويزيد هذا الوضع المخاوف من ركود في أوروبا.

ويرى المحللون الاقتصاديون أن موارد الطاقة الروسية هي "في قلب العاصفة في أوروبا" وإعلان كندا السبت إعادتها لألمانيا توربينات مخصصة لأنبوب غاز نورد ستريم لتخفيف حدة أزمة الطاقة مع روسيا "كان بدون تأثير إيجابي".

وبدأت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة الاثنين الماضي فترة صيانة لأنبوب نورد ستريم 1 تستمرّ 10 أيام ، وتنتظر ألمانيا ودول أوروبية أخرى لمعرفة ما إذا كانت روسيا ستستأنف تسليم الغاز بعد هذه الفترة.

مخاطر محتملة

ويعتبر الخبراء الاوروبيين أن "المسألة الرئيسية هي معرفة ما إذا كان الغاز الروسي سيستأنف بعد 21 جويلية "، الامر الذي دفع بأسواق المال الى استباق الأحداث، معتبرين أن وقف تسليم الغاز الروسي لأوروبا "سيسبب ركودًا في كل منطقة اليورو مع انكماش اقتصادي لثلاثة فصول متتالية".

وتراجع اليورو ليوازي سعر الدولار الأمريكي، مع دخول أكبر خط أنابيب منفرد ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا في فترة الصيانة السنوية، وتوقع توقف التدفقات لمدة عشرة أيام.

ووفقاً لموقع «انفستينغ»، العالمي تم تداول سعر صرف اليورو أمس، الإثنين، الموافق لـ 11 جويلية مقابل الدولار الأمريكي عند 1.007 هبوطًا بأكثر من 1% في الـ 24 ساعة الأخيرة، ليصبح اليورو مساويًا للدولار، وهو المستوى الأكثر انخفاضًا لليورو مقابل الدولار منذ نوفمبر 2002.

وحسب ما رصدته "الصباح" من تبعات محتملة حول تساوي الاورو امام الدولار وخطرها على باقي دول العالم ومن بينها تونس ، فإنه من المحتمل أن يحدث تأثيرًا مهمًا على الاستثمار وأسواق المال والعملات في العالم، في وقت تسعى فيه البنوك المركزية فى العالم الى السيطرة على التضخم، والذي يعنى ارتفاع الأسعار عن طريق رفع أسعار الفائدة، علما وان البنك المركزى الأمريكي رفع الفائدة 3 مرات حتى الآن في 2022 بنسبة 1.5% لتسجل الفائدة على الدولار 1.75% ،مما أعطى مزيدًا من القوة للعملة الأمريكية وسط توقعات باستمرار سياسة رفع أسعار الفائدة إلى مستوى 4% حتى نهاية العام المقبل.

انخفاض جل العملات امام الدولار

ومن المرجح ان يسجل سعر العملة الوطنية التونسية، تراجعا مقابل الدولار ، وذلك بسبب صعود العملة الأمريكية، إذ سجل الدولار ارتفاعاً في أسعار تداوله خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا والارتدادات التي أحدثتها في السوق المالية العالمية، وقد اتخذ الدولار منحى تصاعدياً مقارنة باليورو.

واكد المدير العام السابق للسياسة النقدية بالبنك المركزي التونسي محمد صالح سويلم إلى أن جل العملات شهدت انخفاضاً تجاه الدولار بسبب ارتفاع سعره والإقبال عليه، بينما سجل الدينار التونسي استقراراً تجاه اليورو.

ويعد الانخفاض في سعر صرف العملة الوطنية التونسية طفيفاً مقارنة بعملات وطنية أخرى ، والتي تأثرت بسبب ارتفاع الدولار مثل مصر وتركيا، والمغرب، في حين تحتاج تونس دعماً من المؤسسات المالية الدولية لمواجهة ارتدادات الحرب الروسية-الاوكرانية ، وذلك لضمان احتياطي البلاد من العملة الصعبة من التآكل.

في المقابل ستواصل الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة فى التأثير السلبي على اقتصاديات دول أوروبا نظرًا لأنها تستورد 40% من الطاقة من روسيا، مما ادى الى ارتفاع التضخم فى أوروبا لأكثر من 8% في بعض الدول بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وتأخر البنك المركزى الأوروبى في رفع أسعار الفائدة أدى إلى تراجع اليورو.

ويشعر المستثمرون في اوروبا بقلق كبير من احتمال تمديد الإغلاق بسبب الحرب في أوكرانيا، مما يقيد إمدادات الغاز الأوروبية بشكل أكبر ويدفع اقتصاد منطقة اليورو المتعثر إلى الركود.

وانخفضت العملة الموحدة اليورو، في آخر مرة بنسبة 0.8٪ عند 1.0105 دولار أمريكي بفضل المكاسب الكبيرة للدولار، ومن المرجح أن يرتفع اليورو بمجرد تحسن التوقعات الاقتصادية الأوروبية وإذا تضاءل نطاق الزيادات العنيفة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بحسب «انفستينع .«

* سفيان المهداوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لأول مرة منذ 20 عاما :  سعر اليورو يتساوى امام الدولار

 

 

* روسيا "تقلب" الطاولة على اوروبا وصعود الروبل أمام الدولار واليورو !

تونس- الصباح

سجلت امس عملة الاورو ولاول مرة منذ 20 عاما، تراجعا لافتا لتبلغ دولارًا واحدًا، في مستوى لم يسبق منذ طُرحت العملة الاوروبية ، في المقابل واصل الروبل الروسي ارتفاعه أمام كلا العملتين ، ليقع تداوله امس في حدود 60 روبل للاورو، و58 روبل امام الدولار، وياتي هذا التراجع في العملة الاوروبية، في ظل المخاطر الناجمة عن قطع إمدادات الغاز الروسي على الاقتصاد الأوروبي.

وبلغت قيمة اليورو دولارًا واحدًا نحو الساعة 09,50 ت غ لفترة وجيزة، في سابقة منذ ديسمبر 2002، قبل أن ترتفع مجدّدًا بشكل طفيف.ويخيّم القلق على الأسواق بسبب أزمة طاقة كبيرة في القارة العجوز، إذ تسري شكوك بشأن إذا كانت روسيا ستستأنف تسليم الغاز بعد تعليقه لإجراء أعمال صيانة في أنبوبَي غاز نورد ستريم 1 ، ويزيد هذا الوضع المخاوف من ركود في أوروبا.

ويرى المحللون الاقتصاديون أن موارد الطاقة الروسية هي "في قلب العاصفة في أوروبا" وإعلان كندا السبت إعادتها لألمانيا توربينات مخصصة لأنبوب غاز نورد ستريم لتخفيف حدة أزمة الطاقة مع روسيا "كان بدون تأثير إيجابي".

وبدأت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة الاثنين الماضي فترة صيانة لأنبوب نورد ستريم 1 تستمرّ 10 أيام ، وتنتظر ألمانيا ودول أوروبية أخرى لمعرفة ما إذا كانت روسيا ستستأنف تسليم الغاز بعد هذه الفترة.

مخاطر محتملة

ويعتبر الخبراء الاوروبيين أن "المسألة الرئيسية هي معرفة ما إذا كان الغاز الروسي سيستأنف بعد 21 جويلية "، الامر الذي دفع بأسواق المال الى استباق الأحداث، معتبرين أن وقف تسليم الغاز الروسي لأوروبا "سيسبب ركودًا في كل منطقة اليورو مع انكماش اقتصادي لثلاثة فصول متتالية".

وتراجع اليورو ليوازي سعر الدولار الأمريكي، مع دخول أكبر خط أنابيب منفرد ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا في فترة الصيانة السنوية، وتوقع توقف التدفقات لمدة عشرة أيام.

ووفقاً لموقع «انفستينغ»، العالمي تم تداول سعر صرف اليورو أمس، الإثنين، الموافق لـ 11 جويلية مقابل الدولار الأمريكي عند 1.007 هبوطًا بأكثر من 1% في الـ 24 ساعة الأخيرة، ليصبح اليورو مساويًا للدولار، وهو المستوى الأكثر انخفاضًا لليورو مقابل الدولار منذ نوفمبر 2002.

وحسب ما رصدته "الصباح" من تبعات محتملة حول تساوي الاورو امام الدولار وخطرها على باقي دول العالم ومن بينها تونس ، فإنه من المحتمل أن يحدث تأثيرًا مهمًا على الاستثمار وأسواق المال والعملات في العالم، في وقت تسعى فيه البنوك المركزية فى العالم الى السيطرة على التضخم، والذي يعنى ارتفاع الأسعار عن طريق رفع أسعار الفائدة، علما وان البنك المركزى الأمريكي رفع الفائدة 3 مرات حتى الآن في 2022 بنسبة 1.5% لتسجل الفائدة على الدولار 1.75% ،مما أعطى مزيدًا من القوة للعملة الأمريكية وسط توقعات باستمرار سياسة رفع أسعار الفائدة إلى مستوى 4% حتى نهاية العام المقبل.

انخفاض جل العملات امام الدولار

ومن المرجح ان يسجل سعر العملة الوطنية التونسية، تراجعا مقابل الدولار ، وذلك بسبب صعود العملة الأمريكية، إذ سجل الدولار ارتفاعاً في أسعار تداوله خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا والارتدادات التي أحدثتها في السوق المالية العالمية، وقد اتخذ الدولار منحى تصاعدياً مقارنة باليورو.

واكد المدير العام السابق للسياسة النقدية بالبنك المركزي التونسي محمد صالح سويلم إلى أن جل العملات شهدت انخفاضاً تجاه الدولار بسبب ارتفاع سعره والإقبال عليه، بينما سجل الدينار التونسي استقراراً تجاه اليورو.

ويعد الانخفاض في سعر صرف العملة الوطنية التونسية طفيفاً مقارنة بعملات وطنية أخرى ، والتي تأثرت بسبب ارتفاع الدولار مثل مصر وتركيا، والمغرب، في حين تحتاج تونس دعماً من المؤسسات المالية الدولية لمواجهة ارتدادات الحرب الروسية-الاوكرانية ، وذلك لضمان احتياطي البلاد من العملة الصعبة من التآكل.

في المقابل ستواصل الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة فى التأثير السلبي على اقتصاديات دول أوروبا نظرًا لأنها تستورد 40% من الطاقة من روسيا، مما ادى الى ارتفاع التضخم فى أوروبا لأكثر من 8% في بعض الدول بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وتأخر البنك المركزى الأوروبى في رفع أسعار الفائدة أدى إلى تراجع اليورو.

ويشعر المستثمرون في اوروبا بقلق كبير من احتمال تمديد الإغلاق بسبب الحرب في أوكرانيا، مما يقيد إمدادات الغاز الأوروبية بشكل أكبر ويدفع اقتصاد منطقة اليورو المتعثر إلى الركود.

وانخفضت العملة الموحدة اليورو، في آخر مرة بنسبة 0.8٪ عند 1.0105 دولار أمريكي بفضل المكاسب الكبيرة للدولار، ومن المرجح أن يرتفع اليورو بمجرد تحسن التوقعات الاقتصادية الأوروبية وإذا تضاءل نطاق الزيادات العنيفة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بحسب «انفستينع .«

* سفيان المهداوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews