إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الحزب الجديد للمكي "عمل وانجاز".. "حديقة خلفية" للنهضة أم إعادة تجربة حزب العدالة والتنمية التركي

 

 

تونس-الصباح

أعلن القيادي السابق والمستقيل من حركة النهضة عبد اللطيف المكي يوم السبت المنقضي عن ميلاد تجربة سياسية وحزبية جديدة تحت اسم "حزب عمل وانجاز".

وفي تقديم له لتجربته كتب المكي "على بركة الله وبتوفيق منه نشرع في بناء تجربة حزبية جديدة بعزائم وإرادة صادقة، نرسم من خلالها آليات أنجع في التعاطي مع القضايا الوطنية الحارقة، في سبيل تحقيق طموح وانتضارات كل التونسيين والتونسيات في العيش الكريم، في تنمية عادلة، ومن اجل تحقيق الانتظارات في التشغيل والصحة والتعليم والبحث العلمي والتكوين المهني، وما يتطلبه كل ذلك من خيارات وإصلاحات جذرية وعميقة في عديد القطاعات والمجالات".

مقدمة أضاف لها المكي أن انجاز وعمل "عنوان لتحقيق ما عجزت عنه التجارب الحزبية السابقة..، نَبنِي معًا على ما كان من نجاحات سابقة ونقطع مع ما كان من اخلالات وفساد في الخيارات والتوجهات والممارسات.. وأيدينا ممدودة لكل الخيرين والصادقين من أبناء شعبنا وهم كُثر".

ومنذ الساعات الأولى لإعلان التأسيس أثار هذا الحزب جدلا سيبرنيا لا بسبب برنامجه السياسي ورؤيته للواقع المهزوز والهشاشة الاقتصادية المسجلة بل بسبب مكوناته المؤسسة وشخصياته القيادية والتي يتقدمها عبد اللطيف المكي وعدد من الأعضاء السابقين لمجلس شورى حركة النهضة على غرار جميلة الكسكسي وغيرها.

وتكفلت قراءات بوصف التجربة السياسية الجديدة للمكي بكونها حديقة خلفية لحزبه الأم وإن "عمل وانجاز" ما هو إلا تغيير للعنوان الأصلي وتفريعة جديدة عن حركة النهضة.

كما اعتبرت ذات القراءات أن فكرة انجاز حزب المكي قد تكون نَقلة ستسبق ضرب النهضة وحلها كحزب بعد أن راكمت سلطة 25جويلية ملفات القضايا وآخرها ملف شركة "انستاليغو" والتي اتهمت فيها قيادات من النهضة بتبييض أموال والقيام بأمر موحش ضد رئيس الدولة.

وإذ تبدو هذه القراءة غير واقعية بعد أن تم الإفراج على قيادات من حزب "مونبليزير" على غرار القيادي عادل الدعداع وبشير اليوسفي بالإضافة إلى الصحفي لطفي الحيدوري فان ذلك لم يمنع خصوم النهضة من تثبيت بعض التهم الموجهة إليها.

مثال تركي؟؟

ويرى البعض أن تغيير العنوان من النهضة إلى حزب "انجاز وعمل" قد يكون نسخة لما عرفته أحزاب تركية مثل حزب الفضيلة الذي انبثق عنه حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد انسحابات وازنة من الحزب الأم.

ففي ديسمبر 1998 تم تأسيس حزب الفضيلة ليتم حظره سنة 2001 بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية العليا في أنقرة حكماً يوم 22جويلية 2001 يقضي بإغلاق الحزب وحظر نشاطه بعد اتهامه بانتهاك الدستور ليصبح رابع حزب له توجه إسلامي يحظر نشاطه خلال الثلاثين عاماً الماضية بعد حظر أحزاب النظام الوطني والرفاه التي كان يتزعمها جميعاً الزعيم الإسلامي نجم الدين أربكان.

مجموعة الـ100

وإذ تبدو معارك المكي ورفاقه سابقة لمهام التأسيس بما ينفي عن حزبه صبغة "النهضة مكرر" حيث كان الرجل ومجموعة كبيرة من النهضويين السابقين حذروا من مغبة الانشقاق داخل الحركة .

غير أن هذه التحذيرات انتهت إلى إعلان استقالة جماعية بتاريخ 25سبتمبر 2021 وبرر المستقيلون انسحابهم بسبب ما وصفوه "بإخفاقهم في معركة الإصلاح الداخلي للحزب"، وإقرارهم "بتحمل القيادة الحالية المسؤولية الكاملة في ما وصلت إليه الحركة من العزلة"، بحسب بيان نشره القيادي المستقيل بالحركة عبد اللطيف المكي.

كما أرجعوا استقالتهم إلى "تحمل القيادة الحالية قدرا هاما من المسؤولية في ما انتهى إليه الوضع العام بالبلاد من ترد فسح المجال للانقلاب على الدستور وعلى المؤسسات المنبثقة عنه".

ومن بين الموقعين على الاستقالة حينها عدد من قيادات الصف الأول وأعضاء في مجلس الشعب المنحل، وفي مقدمتهم عبد اللطيف المكي، وزير الصحة الأسبق بين 2011 و2014 وسمير ديلو، عضو مجلس النواب، ومحمد بن سالم وجميلة الكسيكسي والتومي الحمروني ورباب اللطيف ونسيبة بن علي.

لكن حركة النهضة أكدت في أكثر من مرة أن القرارات التي تتخذ داخل مؤسساتها وهياكلها هي قرارات "ديمقراطية" لتعرب لاحقا عن أسفها لاستقالة أبنائها.

في انتظار الندوة الصحفية

وفي محاولة منها لطرح كل ما تقدم من قراءات وتساؤلات على عبد اللطيف المكي، فانه خير التريث وقال في تصريح لـ "الصباح" انه يفضل الصمت عن التصريحات إلى حين انعقاد الندوة الصحفية الأولى لحزب عمل وانجاز".

خليل الحناشي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحزب الجديد للمكي "عمل وانجاز".. "حديقة خلفية" للنهضة أم إعادة تجربة حزب العدالة والتنمية التركي

 

 

تونس-الصباح

أعلن القيادي السابق والمستقيل من حركة النهضة عبد اللطيف المكي يوم السبت المنقضي عن ميلاد تجربة سياسية وحزبية جديدة تحت اسم "حزب عمل وانجاز".

وفي تقديم له لتجربته كتب المكي "على بركة الله وبتوفيق منه نشرع في بناء تجربة حزبية جديدة بعزائم وإرادة صادقة، نرسم من خلالها آليات أنجع في التعاطي مع القضايا الوطنية الحارقة، في سبيل تحقيق طموح وانتضارات كل التونسيين والتونسيات في العيش الكريم، في تنمية عادلة، ومن اجل تحقيق الانتظارات في التشغيل والصحة والتعليم والبحث العلمي والتكوين المهني، وما يتطلبه كل ذلك من خيارات وإصلاحات جذرية وعميقة في عديد القطاعات والمجالات".

مقدمة أضاف لها المكي أن انجاز وعمل "عنوان لتحقيق ما عجزت عنه التجارب الحزبية السابقة..، نَبنِي معًا على ما كان من نجاحات سابقة ونقطع مع ما كان من اخلالات وفساد في الخيارات والتوجهات والممارسات.. وأيدينا ممدودة لكل الخيرين والصادقين من أبناء شعبنا وهم كُثر".

ومنذ الساعات الأولى لإعلان التأسيس أثار هذا الحزب جدلا سيبرنيا لا بسبب برنامجه السياسي ورؤيته للواقع المهزوز والهشاشة الاقتصادية المسجلة بل بسبب مكوناته المؤسسة وشخصياته القيادية والتي يتقدمها عبد اللطيف المكي وعدد من الأعضاء السابقين لمجلس شورى حركة النهضة على غرار جميلة الكسكسي وغيرها.

وتكفلت قراءات بوصف التجربة السياسية الجديدة للمكي بكونها حديقة خلفية لحزبه الأم وإن "عمل وانجاز" ما هو إلا تغيير للعنوان الأصلي وتفريعة جديدة عن حركة النهضة.

كما اعتبرت ذات القراءات أن فكرة انجاز حزب المكي قد تكون نَقلة ستسبق ضرب النهضة وحلها كحزب بعد أن راكمت سلطة 25جويلية ملفات القضايا وآخرها ملف شركة "انستاليغو" والتي اتهمت فيها قيادات من النهضة بتبييض أموال والقيام بأمر موحش ضد رئيس الدولة.

وإذ تبدو هذه القراءة غير واقعية بعد أن تم الإفراج على قيادات من حزب "مونبليزير" على غرار القيادي عادل الدعداع وبشير اليوسفي بالإضافة إلى الصحفي لطفي الحيدوري فان ذلك لم يمنع خصوم النهضة من تثبيت بعض التهم الموجهة إليها.

مثال تركي؟؟

ويرى البعض أن تغيير العنوان من النهضة إلى حزب "انجاز وعمل" قد يكون نسخة لما عرفته أحزاب تركية مثل حزب الفضيلة الذي انبثق عنه حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد انسحابات وازنة من الحزب الأم.

ففي ديسمبر 1998 تم تأسيس حزب الفضيلة ليتم حظره سنة 2001 بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية العليا في أنقرة حكماً يوم 22جويلية 2001 يقضي بإغلاق الحزب وحظر نشاطه بعد اتهامه بانتهاك الدستور ليصبح رابع حزب له توجه إسلامي يحظر نشاطه خلال الثلاثين عاماً الماضية بعد حظر أحزاب النظام الوطني والرفاه التي كان يتزعمها جميعاً الزعيم الإسلامي نجم الدين أربكان.

مجموعة الـ100

وإذ تبدو معارك المكي ورفاقه سابقة لمهام التأسيس بما ينفي عن حزبه صبغة "النهضة مكرر" حيث كان الرجل ومجموعة كبيرة من النهضويين السابقين حذروا من مغبة الانشقاق داخل الحركة .

غير أن هذه التحذيرات انتهت إلى إعلان استقالة جماعية بتاريخ 25سبتمبر 2021 وبرر المستقيلون انسحابهم بسبب ما وصفوه "بإخفاقهم في معركة الإصلاح الداخلي للحزب"، وإقرارهم "بتحمل القيادة الحالية المسؤولية الكاملة في ما وصلت إليه الحركة من العزلة"، بحسب بيان نشره القيادي المستقيل بالحركة عبد اللطيف المكي.

كما أرجعوا استقالتهم إلى "تحمل القيادة الحالية قدرا هاما من المسؤولية في ما انتهى إليه الوضع العام بالبلاد من ترد فسح المجال للانقلاب على الدستور وعلى المؤسسات المنبثقة عنه".

ومن بين الموقعين على الاستقالة حينها عدد من قيادات الصف الأول وأعضاء في مجلس الشعب المنحل، وفي مقدمتهم عبد اللطيف المكي، وزير الصحة الأسبق بين 2011 و2014 وسمير ديلو، عضو مجلس النواب، ومحمد بن سالم وجميلة الكسيكسي والتومي الحمروني ورباب اللطيف ونسيبة بن علي.

لكن حركة النهضة أكدت في أكثر من مرة أن القرارات التي تتخذ داخل مؤسساتها وهياكلها هي قرارات "ديمقراطية" لتعرب لاحقا عن أسفها لاستقالة أبنائها.

في انتظار الندوة الصحفية

وفي محاولة منها لطرح كل ما تقدم من قراءات وتساؤلات على عبد اللطيف المكي، فانه خير التريث وقال في تصريح لـ "الصباح" انه يفضل الصمت عن التصريحات إلى حين انعقاد الندوة الصحفية الأولى لحزب عمل وانجاز".

خليل الحناشي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews