إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

منتدى الصباح: في أهمية الانفتاح على الأفكار الآسيوية....البانجاسيلا الاندونيسية نموذجا.

 

بقلم:هشام الحاجي

عديدة هي المؤشرات والشواهد التي تؤكد أن معركة تصفية الاستعمار وتركته متواصلة .ولا شك أن بقاء فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني والغزو الأمريكي للعراق إلى جانب ما أدى إليه " الربيع العربي " من مزيد إضعاف مبدأ " السيادة الوطنية " تمثل دليلا على أن الفكر الأوروبي المهيمن لم يتخلص من النزعة الاستعمارية وأنه يسعى ، بعد أن فرض علينا " ماضيا مركبا" فيه استغلال ثرواتنا تحت غطاء شعارات التطور والتقدم، إلى أن يجعلنا نقبل" ماضيا مفروضا " فيه قراءته الحصرية للتاريخ حتى لا ننظر خارج " نموذجه" الذي لا يخلو من ايجابيات ولكن له أيضا سلبياته التي لم تعد خافية على أحد. ولا يمكن، في تقديري، أن نتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تونس دون انفتاح على التجربة الآسيوية. حققت الدول الآسيوية تطورا لافتا وتكفي الإشارة هنا إلى ما حققته كل من الصين واندونسيا واليابان وكوريا الجنوبية من تقدم علاوة على أن هذه الدول تمثل مجتمعة سوقا مهمة لأن عدد سكانها يقارب ملياري نسمة. وغالبا ما نتجاهل أن التجارب الاسيوية الناجحة تمكنت من تحقيق ملاءمة خلاقة بين أسس الثقافة الأصلية ذات الامتداد في الماضي السحيق مع ما تفرضه معركة الحداثة من تبني قيم جديدة و" وافدة" . هناك جهد بذل في الإطلاع على الكونفوشيوسية وكيفية توظيفها في بناء الصين الجديدة وهو جهد ايجابي .ولكن ، للأسف، لم تبذل لحد الآن جهودا كافية للانفتاح على الثقافة الإندونيسية إذا ما استثنينا ما تقوم به جامعة سوسة والاستاذ منصف بن عبد الجليل لخلق جسور تواصل بين الشعبين الشقيقين في تونس وتونس واندونسيا. انعدام الجهد وفي افضل الحالات ضعفه لا يفسره بعد المسافة فقط بل، إلى حد كبير، أن المتحكمين في آلة " الماضي المفروض " يحاولون أن يجعلوا الشعب التونسي يتناسى الدور الهام الذي لعبه الزعيم أحمد سوكارنو في دعم نضال الشعب التونسي من أجل الاستقلال إذ فتح في جاكرتا مكتبا للحركة الوطنية التونسية وخصص سنة 1951 استقبالا شعبيا ورسميا للزعيم الحبيب بورقيبة وكانت جاكارتا نقطة تعريف هامة بالقضية التونسية. ولا نرى ما قام به الزعيم أحمد سوكارنو من دعم فعلي لنضال الشعب التونسي من أجل الاستقلال بمعزل عن دوره في نضال بلاده من أجل التخلص من الاستعمار الهولندي ومن رؤيته للعلاقات بين الدول والأمم والتي تجسدت في تنظيمه مؤتمر باندونغ سنة 1955 لتوحيد صفوف الدول الإفريقية والأسيوية وفي اسهامه الواضح في تأسيس حركة عدم الانحياز سنة 1961 والتي أراد أهم مؤسسيها( سوكارنو وتيتو وجمال عبد الناصر) أن ترسم طريقا ثالثا خارج صراع المعسكر الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي. ينص الدستور الاندونيسي بصريح العبارة على أن " الاستقلال حق جميع الأمم ولهذا يجب إلغاء الاستعمار في العالم لأنه لا يتوافق مع مبادئ الانسانية والعدالة " وتستند هذه العبارات إلى خلفية أعمق وهي ايديولوجيا البانجاسيلا التي اعلن مؤسس اندونسيا الحديثة أحمد سوكارنو عن مبادئها يوم غرة جوان 1945. وقبل التعرض إلى أهم المبادئ التي تقوم عليها البانجاسيلا من الضروري الإشارة إلى ضرورة إعادة النظر في مفهوم " الأب المؤسس للامة" الذي استهدفه الفكر الأوروبي من أجل تحقيق غايتين احداهما عامة وهي الترويج لفكرة " مجتمعات بدون أب " التي تبدو سلبياتها أكثر بما لا يقارن من ايجابياتها. والغاية الثانية تهم المجتمعات التي حققت الاستقلال السياسي ولكنها تواصل معركة الاستقلال الاقتصادي والثقافي لأن في القتل الرمزي للاب المؤسس تفكيكا لبعض مكونات الوعي بالتاريخ والمصير ولا شك أن استعادة الحبيب بورقيبة بوصفه "الأب المؤسس لتونس الحديثة" في السنوات الأخيرة يمثل دليلا على أهمية استحضار ايجابيات مسيرتهم في ايقاف التدهور والانحطاط خاصة وان للاباء المؤسسين وعيا بتعقيدات الحاضر وخاصة قدرة على وضع معالم لبناء المستقبل. كان أحمد سوكارنو يدرك أن تحديات ما بعد التخلص من الاستعمار الهولندي تفوق بما لا يقاس تحديات المرحلة السابقة خاصة وأن اندونيسيا مترامية الأطراف وتكاد تمثل من حيث المساحة والتمدد المكاني قارة كاملة علاوة على أن تتوزع ترابيا على ما يقارب 17500 جزيرة .ويضاف إلى ذلك أن السكان يمثلون 1330 مجموعة عرقية ويتكلمون قرابة الف لهجة هذا دون أن ننسى التعدد الديني. كل هذه المعطيات تعكس صعوبة " بناء أمة حديثة" تتغلب فيها مظاهر التوحد وأسبابه على عوامل الانقسام والتشرذم ودواعيه. ابتكرأحمد سوكارنو انطلاقا من مكونات الثقافة الإندونيسية القديمة ومتطلبات ما يتعين انجازه لتقدم الشعب الاندونيسي ايديولوجيا البانجاسيلا التي لا تقوم على غرق في متاهة التنظير المعقد بل على مبادئ بسيطة ولكنها جامعة وعميقة من حيث ما تحيل إليه من قيم وما تفرضه من سلوك . تقوم البانجاسيلا على المبادئ الخمسة التالية:

- الوطنية من خلال الايمان بالانتماء لاندونسيا .

- العالمية وذلك بالايمان بحقوق الإنسان ومناهضة الفاشية والنازية وكل الأيديولوجيات العنصرية لأنها تقوم على التفوق العرقي وتضرب مبدأ المساواة الانطولوجية بين بني الإنسان.

- الديمقراطية كأداة لتنظيم العلاقات داخل الفضاء العمومي من أجل الوصول إلى التوافق وثمّن أحمد سوكارنو هنا تقاليد التشاور التي اعتبر أنها تساعد على تجذير الديمقراطية في التربة الاندونيسية.

- العدالة الاجتماعية التي تمثل العمود الفقري للعملية الاقتصادية وللاستقرار السياسي ولتعميق الشعور بالمسؤولية والمواطنة .

- الايمان بالله وهو مبدأ أساسي لتكريس الحرية الدينية وحرية الاختيار خاصة وان اندونسيا تمثل ملتقى عدة ديانات وحاليا تقدم اندونسيا نموذجا في تكريس الحرية الدينية وتجسيد التعدد في الاعتقاد .

لا شك أن البانجاسيلا تمثل " منتوجا اندونيسيا " بامتياز يصعب استنباته في بيئة أخرى خاصة وان الشعب الاندونيسي ليس ميالا إلى " تصدير الأيديولوجيات " بقدر ما هو راغب في التعاون المتكافئ وهو المناهض لكل أشكال الهيمنة والسيطرة والاستعمار. ولكن يمكن أن نتعلم من الشعب الاندونيسي أن البساطة لا تنفي التعقيد والتوجه نحو الإنجاز وأن مبادئ واضحة أفضل من دساتير معقدة وغامضة لكنها تبقى مجرد نصوص لا تحمي من النصوص. لا يمكن إنهاء هذا التقديم السريع للبانجاسيلا دون الإشارة إلى معطيات قد لا تكون معلومة من الجميع وهي أن:

- اندونسيا هي عضو في مجموعة العشرين لافضل اقتصاديات في العالم وتحتل المرتبة 11 تحديدا وهناك توقعات بان تكون قريبا في المرتبة التاسعة .

- يملك الشعب الاندونيسي خامس قدرة شرائية في العالم.

- لا تفرض اندونسيا تأشيرة دخول لأراضيها في حين تفرض تونس تاشيرات دخول على الاندونسيين.

- تونس هي ثالث دولة عربية من حيث حجم صادرتها إلى اندونسيا بعد المملكة العربية السعودية ومصر ويمكن أن تزداد الصادرات التونسية إلى اندونسيا إذا ما توفرت لدى الجانب التونسي ارادة كافية لذلك.

- يسافر الاندونسيون كثيرا ويرغب عدد كبير منهم في زيارة تونس والسياح الاندونيسيون معروفون بأنهم ينفقون جيدا ولكن كسل المشرفين على السياحة في تونس وربما اعتبارات أخرى يحرم بلادنا من سوق سياحية واعدة ومتطورة.

 (*) إعلامي وناشط مجتمعي

 

 

منتدى الصباح: في أهمية الانفتاح على الأفكار الآسيوية....البانجاسيلا الاندونيسية نموذجا.

 

بقلم:هشام الحاجي

عديدة هي المؤشرات والشواهد التي تؤكد أن معركة تصفية الاستعمار وتركته متواصلة .ولا شك أن بقاء فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني والغزو الأمريكي للعراق إلى جانب ما أدى إليه " الربيع العربي " من مزيد إضعاف مبدأ " السيادة الوطنية " تمثل دليلا على أن الفكر الأوروبي المهيمن لم يتخلص من النزعة الاستعمارية وأنه يسعى ، بعد أن فرض علينا " ماضيا مركبا" فيه استغلال ثرواتنا تحت غطاء شعارات التطور والتقدم، إلى أن يجعلنا نقبل" ماضيا مفروضا " فيه قراءته الحصرية للتاريخ حتى لا ننظر خارج " نموذجه" الذي لا يخلو من ايجابيات ولكن له أيضا سلبياته التي لم تعد خافية على أحد. ولا يمكن، في تقديري، أن نتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تونس دون انفتاح على التجربة الآسيوية. حققت الدول الآسيوية تطورا لافتا وتكفي الإشارة هنا إلى ما حققته كل من الصين واندونسيا واليابان وكوريا الجنوبية من تقدم علاوة على أن هذه الدول تمثل مجتمعة سوقا مهمة لأن عدد سكانها يقارب ملياري نسمة. وغالبا ما نتجاهل أن التجارب الاسيوية الناجحة تمكنت من تحقيق ملاءمة خلاقة بين أسس الثقافة الأصلية ذات الامتداد في الماضي السحيق مع ما تفرضه معركة الحداثة من تبني قيم جديدة و" وافدة" . هناك جهد بذل في الإطلاع على الكونفوشيوسية وكيفية توظيفها في بناء الصين الجديدة وهو جهد ايجابي .ولكن ، للأسف، لم تبذل لحد الآن جهودا كافية للانفتاح على الثقافة الإندونيسية إذا ما استثنينا ما تقوم به جامعة سوسة والاستاذ منصف بن عبد الجليل لخلق جسور تواصل بين الشعبين الشقيقين في تونس وتونس واندونسيا. انعدام الجهد وفي افضل الحالات ضعفه لا يفسره بعد المسافة فقط بل، إلى حد كبير، أن المتحكمين في آلة " الماضي المفروض " يحاولون أن يجعلوا الشعب التونسي يتناسى الدور الهام الذي لعبه الزعيم أحمد سوكارنو في دعم نضال الشعب التونسي من أجل الاستقلال إذ فتح في جاكرتا مكتبا للحركة الوطنية التونسية وخصص سنة 1951 استقبالا شعبيا ورسميا للزعيم الحبيب بورقيبة وكانت جاكارتا نقطة تعريف هامة بالقضية التونسية. ولا نرى ما قام به الزعيم أحمد سوكارنو من دعم فعلي لنضال الشعب التونسي من أجل الاستقلال بمعزل عن دوره في نضال بلاده من أجل التخلص من الاستعمار الهولندي ومن رؤيته للعلاقات بين الدول والأمم والتي تجسدت في تنظيمه مؤتمر باندونغ سنة 1955 لتوحيد صفوف الدول الإفريقية والأسيوية وفي اسهامه الواضح في تأسيس حركة عدم الانحياز سنة 1961 والتي أراد أهم مؤسسيها( سوكارنو وتيتو وجمال عبد الناصر) أن ترسم طريقا ثالثا خارج صراع المعسكر الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي. ينص الدستور الاندونيسي بصريح العبارة على أن " الاستقلال حق جميع الأمم ولهذا يجب إلغاء الاستعمار في العالم لأنه لا يتوافق مع مبادئ الانسانية والعدالة " وتستند هذه العبارات إلى خلفية أعمق وهي ايديولوجيا البانجاسيلا التي اعلن مؤسس اندونسيا الحديثة أحمد سوكارنو عن مبادئها يوم غرة جوان 1945. وقبل التعرض إلى أهم المبادئ التي تقوم عليها البانجاسيلا من الضروري الإشارة إلى ضرورة إعادة النظر في مفهوم " الأب المؤسس للامة" الذي استهدفه الفكر الأوروبي من أجل تحقيق غايتين احداهما عامة وهي الترويج لفكرة " مجتمعات بدون أب " التي تبدو سلبياتها أكثر بما لا يقارن من ايجابياتها. والغاية الثانية تهم المجتمعات التي حققت الاستقلال السياسي ولكنها تواصل معركة الاستقلال الاقتصادي والثقافي لأن في القتل الرمزي للاب المؤسس تفكيكا لبعض مكونات الوعي بالتاريخ والمصير ولا شك أن استعادة الحبيب بورقيبة بوصفه "الأب المؤسس لتونس الحديثة" في السنوات الأخيرة يمثل دليلا على أهمية استحضار ايجابيات مسيرتهم في ايقاف التدهور والانحطاط خاصة وان للاباء المؤسسين وعيا بتعقيدات الحاضر وخاصة قدرة على وضع معالم لبناء المستقبل. كان أحمد سوكارنو يدرك أن تحديات ما بعد التخلص من الاستعمار الهولندي تفوق بما لا يقاس تحديات المرحلة السابقة خاصة وأن اندونيسيا مترامية الأطراف وتكاد تمثل من حيث المساحة والتمدد المكاني قارة كاملة علاوة على أن تتوزع ترابيا على ما يقارب 17500 جزيرة .ويضاف إلى ذلك أن السكان يمثلون 1330 مجموعة عرقية ويتكلمون قرابة الف لهجة هذا دون أن ننسى التعدد الديني. كل هذه المعطيات تعكس صعوبة " بناء أمة حديثة" تتغلب فيها مظاهر التوحد وأسبابه على عوامل الانقسام والتشرذم ودواعيه. ابتكرأحمد سوكارنو انطلاقا من مكونات الثقافة الإندونيسية القديمة ومتطلبات ما يتعين انجازه لتقدم الشعب الاندونيسي ايديولوجيا البانجاسيلا التي لا تقوم على غرق في متاهة التنظير المعقد بل على مبادئ بسيطة ولكنها جامعة وعميقة من حيث ما تحيل إليه من قيم وما تفرضه من سلوك . تقوم البانجاسيلا على المبادئ الخمسة التالية:

- الوطنية من خلال الايمان بالانتماء لاندونسيا .

- العالمية وذلك بالايمان بحقوق الإنسان ومناهضة الفاشية والنازية وكل الأيديولوجيات العنصرية لأنها تقوم على التفوق العرقي وتضرب مبدأ المساواة الانطولوجية بين بني الإنسان.

- الديمقراطية كأداة لتنظيم العلاقات داخل الفضاء العمومي من أجل الوصول إلى التوافق وثمّن أحمد سوكارنو هنا تقاليد التشاور التي اعتبر أنها تساعد على تجذير الديمقراطية في التربة الاندونيسية.

- العدالة الاجتماعية التي تمثل العمود الفقري للعملية الاقتصادية وللاستقرار السياسي ولتعميق الشعور بالمسؤولية والمواطنة .

- الايمان بالله وهو مبدأ أساسي لتكريس الحرية الدينية وحرية الاختيار خاصة وان اندونسيا تمثل ملتقى عدة ديانات وحاليا تقدم اندونسيا نموذجا في تكريس الحرية الدينية وتجسيد التعدد في الاعتقاد .

لا شك أن البانجاسيلا تمثل " منتوجا اندونيسيا " بامتياز يصعب استنباته في بيئة أخرى خاصة وان الشعب الاندونيسي ليس ميالا إلى " تصدير الأيديولوجيات " بقدر ما هو راغب في التعاون المتكافئ وهو المناهض لكل أشكال الهيمنة والسيطرة والاستعمار. ولكن يمكن أن نتعلم من الشعب الاندونيسي أن البساطة لا تنفي التعقيد والتوجه نحو الإنجاز وأن مبادئ واضحة أفضل من دساتير معقدة وغامضة لكنها تبقى مجرد نصوص لا تحمي من النصوص. لا يمكن إنهاء هذا التقديم السريع للبانجاسيلا دون الإشارة إلى معطيات قد لا تكون معلومة من الجميع وهي أن:

- اندونسيا هي عضو في مجموعة العشرين لافضل اقتصاديات في العالم وتحتل المرتبة 11 تحديدا وهناك توقعات بان تكون قريبا في المرتبة التاسعة .

- يملك الشعب الاندونيسي خامس قدرة شرائية في العالم.

- لا تفرض اندونسيا تأشيرة دخول لأراضيها في حين تفرض تونس تاشيرات دخول على الاندونسيين.

- تونس هي ثالث دولة عربية من حيث حجم صادرتها إلى اندونسيا بعد المملكة العربية السعودية ومصر ويمكن أن تزداد الصادرات التونسية إلى اندونسيا إذا ما توفرت لدى الجانب التونسي ارادة كافية لذلك.

- يسافر الاندونسيون كثيرا ويرغب عدد كبير منهم في زيارة تونس والسياح الاندونيسيون معروفون بأنهم ينفقون جيدا ولكن كسل المشرفين على السياحة في تونس وربما اعتبارات أخرى يحرم بلادنا من سوق سياحية واعدة ومتطورة.

 (*) إعلامي وناشط مجتمعي

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews