إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

فيما بلغت تعويضات الحرائق 107 مليون دينار.. أرقام مفزعة.. وأكثر من 16 ألف حريق سنة 2021

 

خبراء يحذرون من ارتفاع عدد حرائق الغابات بنسبة 50% مع نهاية القرن

 

تونس-الصباح

نظمت امس الجامعة التونسية لشركات التأمين يوما تحسيسيا حول الوقاية من مخاطر الحرائق تحت شعار "خطر الحريق، كلنا معنيون، كلنا ملتزمون"، بمقر المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، وتم خلال التظاهرة تقديم اخر المعطيات الإحصائية حول الحرائق في تونس مع عرض تشخيص لها خاصة على مستوى آثارها السلبية على القطاع الفلاحي والصناعي وحجم التعويضات المالية للحرائق التي تدفعها مؤسسات التأمين وإعادة التأمين.

وقد ارتفع المبلغ الإجمالي للتعويضات المدفوعة لصنف تأمين الحرائق من 25 مليون دينار سنة 2015 إلى107 مليون دينار سنة 2020 ، وهو ما يمثل معدل ارتفاع سنوي طيلة الخمس سنوات الماضية بنسبة 30%.

أرقام مفزعة

وشارك في اليوم التحسيسي كل من الديوان الوطني للحماية المدنية، وممثلين عن كل من وزارتي الفلاحة والصناعة، والهيئة العامة للتأمين، والاتحاد التونسي للفالحة

والصيد البحري، وخبراء مختصين في مجال الحرائق بالإضافة إلى ممثلين عن الجامعة التونسية للنزل والشركة التونسية للكهرباء والغاز...

ووصف رئيس الجامعة التونسية لشركات التأمين حبيب بن حسين، في تصريح إعلامي خلال الندوة أن الأرقام التي سجلتها الحماية المدنية بخصوص حرائق سنة 2021 "مفزعة" حيث تم تسجيل أكثر من 16 ألف حريقا سنة 2021.

وأضاف بن حسين، أن ارتفاع عدد الحرائق سنويا يعود إلى النقص الفادح في أساليب الوقاية من أخطار الحرائق ونقص في تكوين عمال الشركات، وكذلك غياب أدوات السلامة المهنية والحماية من حوادث الشغل داخل المؤسسات والشركات.. وأشار بن حسين بالعودة إلى نتائج دراسة قامت بها الجامعة التونسية لشركات التأمين، كشفت أن هناك نقصا في الوسائل التي تمكن من التدخل أثناء الحريق حيث تم تسجيل وجود نقطة مياه وحيدة لفائدة 193 مؤسسة في منطقة صناعية بالعاصمة، إضافة إلى غياب التنسيق بين الحماية المدنية والبلديات وأصحاب المؤسسات في المناطق الصناعية، وذلك  "بالرغم من إلزامية التأمين بالنسبة إلى الشركات الصناعية تبقى هناك عديد المؤسسات غير المأمنة بسبب ضعف المراقبة....".

وأكد المهندس الخبير لدى الجامعة التونسية لشركات التأمين، هشام سعيد، أن ” القيمة الجملية للتعويضات المقدمة للمتضررين من الحرائق شهدت ارتفاعا خلال السنوات الخمس الأخيرة لتنتقل من 23،8 مليون دينار في 2016، إلى 107،2 مليون دينار في 2020.

وأكد الخبير على أهمية تكريس ثقافة فعلية للتوقي والاستباق لمقاومة مخاطر الحرائق لدى المواطنين والمؤسسات وضمان نجاعة أفضل في مقاومتها .

كما ينبغي للمؤسسات الصناعية والتجارية والإدارية أن تتخذ جملة من التدابير بدءا من التصور الهندسي وصولا إلى تركيز التجهيزات اللازمة على غرار معدات إطفاء الحرائق.

وبالنسبة إلى المتساكنين، أفاد المتحدث ذاته، أن 70% من الحرائق القاتلة تندلع ليلا. ويعد الاختناق بدخان الحرائق أول سبب يؤدي إلى وفاة ضحايا الحرائق. وأوصى سعيد، بالحد من الحرائق عبر حرث حواشي الضيعات والمسالك المتاخمة للزّراعات قبل موسم الحصاد وتنظيفها من القوارير البلاستيكية الملقاة ومختلف العبوات المعدنية.

ويتسبب الإنسان في 90% من الحرائق في الغابات والأراضي المغروسة ( واحات، أشجار ) و80% من تلك الحرائق اندلعت في مناطق تبعد أقل من 50 مترا من المساكن. كما لاحظ الخبير” أنه بالإمكان تفادي 50% من اندلاع هذه الحرائق من خلال التطبيق الجيد لأفضل ممارسات التوقي بشكل يومي”.

زيادة تواتر الحرائق

وقد شهدت عدة جهات في تونس حرائق متزامنة خلال الأسبوع الماضي، حيث أفادت وزارة الداخلية، في بلاغ السبت، بأن الوحدات التّابعة للدّيوان الوطني للحماية المدنيّة قامت أمس بإجراء 109 عملية إطفاء حرائق.

حيث تم إخماد حريق بمساحة هكتارين مخصصة لزراعة القمح الصلب بمعتمدية القلعة من ولاية أريانة، كما تم إخماد حريق بمساحة 45 هكتار مخصصة لزراعة القمح الصلب و02 هكتارات أشجار زيتون بمعتمدية تبرسق من ولاية باجة. بالإضافة إلى إخماد حريق بمساحة 4 هكتار مخصصة لزراعة القمح الصلب بمعتمدية قرمبالية وحريق بمساحة 08 هكتار مخصصة لزراعة الشعير بمعتمدية منزل تميم من ولاية نابل. وإخماد حريق بمساحة هكتار صنوبر حلبي وأشجار بمعتمدية الكريب من ولاية سليانة.

تأثير الحرائق على البشر والحيوانات

تؤثر حرائق الغابات بشكل غير متناسب على أفقر دول العالم. مع تأثير يمتد لأيام وأسابيع وحتى سنوات بعد أن تهدأ النيران، وتعرقل التقدم نحو أهـداف التنمية المستدامة وتعمّق التفاوتات الاجتماعية.

وتتأثر صحة الناس بشكل مباشر من خلال استنشاق دخان حرائق الغابات، مما يتسبب في حدوث تأثيرات على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية ويضاعف الآثار الصحية للفئات الأكثر ضعفا. ويمكن أن تكون التكاليف الاقتصادية لإعادة البناء بعد اندلاع حرائق الغابات في المناطق بعيدة عن متناول البلدان منخفضة الدخل.

تتدهور حالة أحواض المياه بسبب ملوثات حرائق الغابات، كما يمكن أن تؤدي إلى تآكل التربة مما يسبب المزيد من المشاكل للممرات المائية. وغالبا ما تكون النفايات المتبقية شديدة التلوث وتتطلب التخلص المناسب منها.

ونادرا ما تنجو الحياة البرية وموائلها الطبيعية من حرائق الغابات، مما يتسبب بانقراض بعض أنواع الحيوانات والنباتات. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك، حرائق الغابات الأسترالية عام 2020، والتي تشير التقديرات إلى أنها قضت على المليارات من الحيوانات الأليفة والبرية، وفق ما ورد في موقع اخبار الأمم المتحدة.

وتتفاقم حرائق الغابات وتغير المناخ بشكل متبادل. إذ تزداد حرائق الغابات سوءا بسبب تغير المناخ عبر زيادة الجفاف وارتفاع سخونة الهواء وانخفاض الرطوبة النسبية والبرق والرياح القوية، مما يؤدي إلى مواسم حرائق أطول أكثر سخونة وجفافا. وفي الوقت نفسه، يزداد تغير المناخ سوءا بسبب حرائق الغابات، غالبا عن طريق تدمير النظم البيئية الحساسة والغنية بالكربون مثل أراضي الخث والأراضي المطيرة. وهذا يحوّل المناظر الطبيعية إلى علبة قدْح، مما يجعل من الصعب وقف ارتفاع درجات الحرارة.

وتعدّ استعادة النظم البيئية وسيلة مهمة للتخفيف من مخاطر حرائق الغابات قبل حدوثها وإعادة البناء بشكل أفضل في أعقابها. واستعادة الأراضي الرطبة وإعادة إدخال الأنواع مثل القنادس، واستعادة الأراضي الخثية، والبناء بعيدا عن الغطاء النباتي والحفاظ على المناطق العازلة المفتوحة هي بعض الأمثلة على الاستثمارات الأساسية في الوقاية والتأهب والتعافي.

 

صلاح الدين كريمي

فيما بلغت تعويضات الحرائق 107 مليون دينار.. أرقام مفزعة.. وأكثر من 16 ألف حريق سنة 2021

 

خبراء يحذرون من ارتفاع عدد حرائق الغابات بنسبة 50% مع نهاية القرن

 

تونس-الصباح

نظمت امس الجامعة التونسية لشركات التأمين يوما تحسيسيا حول الوقاية من مخاطر الحرائق تحت شعار "خطر الحريق، كلنا معنيون، كلنا ملتزمون"، بمقر المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، وتم خلال التظاهرة تقديم اخر المعطيات الإحصائية حول الحرائق في تونس مع عرض تشخيص لها خاصة على مستوى آثارها السلبية على القطاع الفلاحي والصناعي وحجم التعويضات المالية للحرائق التي تدفعها مؤسسات التأمين وإعادة التأمين.

وقد ارتفع المبلغ الإجمالي للتعويضات المدفوعة لصنف تأمين الحرائق من 25 مليون دينار سنة 2015 إلى107 مليون دينار سنة 2020 ، وهو ما يمثل معدل ارتفاع سنوي طيلة الخمس سنوات الماضية بنسبة 30%.

أرقام مفزعة

وشارك في اليوم التحسيسي كل من الديوان الوطني للحماية المدنية، وممثلين عن كل من وزارتي الفلاحة والصناعة، والهيئة العامة للتأمين، والاتحاد التونسي للفالحة

والصيد البحري، وخبراء مختصين في مجال الحرائق بالإضافة إلى ممثلين عن الجامعة التونسية للنزل والشركة التونسية للكهرباء والغاز...

ووصف رئيس الجامعة التونسية لشركات التأمين حبيب بن حسين، في تصريح إعلامي خلال الندوة أن الأرقام التي سجلتها الحماية المدنية بخصوص حرائق سنة 2021 "مفزعة" حيث تم تسجيل أكثر من 16 ألف حريقا سنة 2021.

وأضاف بن حسين، أن ارتفاع عدد الحرائق سنويا يعود إلى النقص الفادح في أساليب الوقاية من أخطار الحرائق ونقص في تكوين عمال الشركات، وكذلك غياب أدوات السلامة المهنية والحماية من حوادث الشغل داخل المؤسسات والشركات.. وأشار بن حسين بالعودة إلى نتائج دراسة قامت بها الجامعة التونسية لشركات التأمين، كشفت أن هناك نقصا في الوسائل التي تمكن من التدخل أثناء الحريق حيث تم تسجيل وجود نقطة مياه وحيدة لفائدة 193 مؤسسة في منطقة صناعية بالعاصمة، إضافة إلى غياب التنسيق بين الحماية المدنية والبلديات وأصحاب المؤسسات في المناطق الصناعية، وذلك  "بالرغم من إلزامية التأمين بالنسبة إلى الشركات الصناعية تبقى هناك عديد المؤسسات غير المأمنة بسبب ضعف المراقبة....".

وأكد المهندس الخبير لدى الجامعة التونسية لشركات التأمين، هشام سعيد، أن ” القيمة الجملية للتعويضات المقدمة للمتضررين من الحرائق شهدت ارتفاعا خلال السنوات الخمس الأخيرة لتنتقل من 23،8 مليون دينار في 2016، إلى 107،2 مليون دينار في 2020.

وأكد الخبير على أهمية تكريس ثقافة فعلية للتوقي والاستباق لمقاومة مخاطر الحرائق لدى المواطنين والمؤسسات وضمان نجاعة أفضل في مقاومتها .

كما ينبغي للمؤسسات الصناعية والتجارية والإدارية أن تتخذ جملة من التدابير بدءا من التصور الهندسي وصولا إلى تركيز التجهيزات اللازمة على غرار معدات إطفاء الحرائق.

وبالنسبة إلى المتساكنين، أفاد المتحدث ذاته، أن 70% من الحرائق القاتلة تندلع ليلا. ويعد الاختناق بدخان الحرائق أول سبب يؤدي إلى وفاة ضحايا الحرائق. وأوصى سعيد، بالحد من الحرائق عبر حرث حواشي الضيعات والمسالك المتاخمة للزّراعات قبل موسم الحصاد وتنظيفها من القوارير البلاستيكية الملقاة ومختلف العبوات المعدنية.

ويتسبب الإنسان في 90% من الحرائق في الغابات والأراضي المغروسة ( واحات، أشجار ) و80% من تلك الحرائق اندلعت في مناطق تبعد أقل من 50 مترا من المساكن. كما لاحظ الخبير” أنه بالإمكان تفادي 50% من اندلاع هذه الحرائق من خلال التطبيق الجيد لأفضل ممارسات التوقي بشكل يومي”.

زيادة تواتر الحرائق

وقد شهدت عدة جهات في تونس حرائق متزامنة خلال الأسبوع الماضي، حيث أفادت وزارة الداخلية، في بلاغ السبت، بأن الوحدات التّابعة للدّيوان الوطني للحماية المدنيّة قامت أمس بإجراء 109 عملية إطفاء حرائق.

حيث تم إخماد حريق بمساحة هكتارين مخصصة لزراعة القمح الصلب بمعتمدية القلعة من ولاية أريانة، كما تم إخماد حريق بمساحة 45 هكتار مخصصة لزراعة القمح الصلب و02 هكتارات أشجار زيتون بمعتمدية تبرسق من ولاية باجة. بالإضافة إلى إخماد حريق بمساحة 4 هكتار مخصصة لزراعة القمح الصلب بمعتمدية قرمبالية وحريق بمساحة 08 هكتار مخصصة لزراعة الشعير بمعتمدية منزل تميم من ولاية نابل. وإخماد حريق بمساحة هكتار صنوبر حلبي وأشجار بمعتمدية الكريب من ولاية سليانة.

تأثير الحرائق على البشر والحيوانات

تؤثر حرائق الغابات بشكل غير متناسب على أفقر دول العالم. مع تأثير يمتد لأيام وأسابيع وحتى سنوات بعد أن تهدأ النيران، وتعرقل التقدم نحو أهـداف التنمية المستدامة وتعمّق التفاوتات الاجتماعية.

وتتأثر صحة الناس بشكل مباشر من خلال استنشاق دخان حرائق الغابات، مما يتسبب في حدوث تأثيرات على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية ويضاعف الآثار الصحية للفئات الأكثر ضعفا. ويمكن أن تكون التكاليف الاقتصادية لإعادة البناء بعد اندلاع حرائق الغابات في المناطق بعيدة عن متناول البلدان منخفضة الدخل.

تتدهور حالة أحواض المياه بسبب ملوثات حرائق الغابات، كما يمكن أن تؤدي إلى تآكل التربة مما يسبب المزيد من المشاكل للممرات المائية. وغالبا ما تكون النفايات المتبقية شديدة التلوث وتتطلب التخلص المناسب منها.

ونادرا ما تنجو الحياة البرية وموائلها الطبيعية من حرائق الغابات، مما يتسبب بانقراض بعض أنواع الحيوانات والنباتات. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك، حرائق الغابات الأسترالية عام 2020، والتي تشير التقديرات إلى أنها قضت على المليارات من الحيوانات الأليفة والبرية، وفق ما ورد في موقع اخبار الأمم المتحدة.

وتتفاقم حرائق الغابات وتغير المناخ بشكل متبادل. إذ تزداد حرائق الغابات سوءا بسبب تغير المناخ عبر زيادة الجفاف وارتفاع سخونة الهواء وانخفاض الرطوبة النسبية والبرق والرياح القوية، مما يؤدي إلى مواسم حرائق أطول أكثر سخونة وجفافا. وفي الوقت نفسه، يزداد تغير المناخ سوءا بسبب حرائق الغابات، غالبا عن طريق تدمير النظم البيئية الحساسة والغنية بالكربون مثل أراضي الخث والأراضي المطيرة. وهذا يحوّل المناظر الطبيعية إلى علبة قدْح، مما يجعل من الصعب وقف ارتفاع درجات الحرارة.

وتعدّ استعادة النظم البيئية وسيلة مهمة للتخفيف من مخاطر حرائق الغابات قبل حدوثها وإعادة البناء بشكل أفضل في أعقابها. واستعادة الأراضي الرطبة وإعادة إدخال الأنواع مثل القنادس، واستعادة الأراضي الخثية، والبناء بعيدا عن الغطاء النباتي والحفاظ على المناطق العازلة المفتوحة هي بعض الأمثلة على الاستثمارات الأساسية في الوقاية والتأهب والتعافي.

 

صلاح الدين كريمي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews