مرة أخرى تواجه التعيينات في سلك الولاة انتقادات ورفض من عديد الأطراف ممن يعتبرونها تمت على أساس الموالاة وليس الكفاءة والجدارة، لا سيما وأنها في كل مرة تضم عددا من أنصار حملة الرئيس الانتخابية ونشطاء تنسيقياته الجهوية.
آخر الانتقادات تزامنت مع الحركة الجديدة للولاة التي أسفرت عن تعيين 13 واليا جديدا يباشرون اليوم مهامهم بعد أداء اليمين أول أمس أمام رئيس الجمهورية، حيث أعرب أمس الاتحاد الجهوي للشغل بقابس عن رفضه القاطع للتعيينات الأخيرة في صفوف الولاة معتبرا أنها "تعيينات غير مدروسة".
وتحدث الاتحاد في مراسلة لرئيسة الحكومة نجلاء بودن عن تحميلها مسؤولية تداعيات هذا القرار مشددا على أن "الجهة تشهد تراكم الملفات على المستوى البيئي والصحي إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة وتهاوي البنية التحتية رغم الثقل الاقتصادي والاجتماعي الذي تحظي به"، وبذلك يعتبر ضمنيا الاتحاد الجهوي للشغل بقابس أن الوالي الجديد ليست له الأهلية والكفاءة اللازمة للاضطلاع بمهامه على رأس الولاية.
الولاء لا الكفاءة
ويعتبر مصباح كردمين الوالي الجديد لقابس احد الناشطين في حملة قيس سعيد الرئاسية مما عرضه لجملة من الانتقادات على اعتبار أن اختياره تم على أساس الولاء للرئيس كما يرى البعض أن تعيينه مخالف للأعراف المتبعة لأنه ابن الجهة.
تواجه أيضا بعض الأسماء الأخرى في قائمة الولاة الجدد تحفظات لأن اختيارها كان على أساس العلاقة والقرب من الرئيس قيس سعيد ويعتبر معارضو الرئيس أن هذا التوجه في اختيار الولاة والمسؤولين في الدولة والذي سجل سابقا في اختيار والي بنزرت وبن عروس وغيرهما هو عبارة عن محاولة "تمكين" من مفاصل الدولة لحراك 25 جويلية استعدادا للمحطات الانتخابية القادمة. ويقول أصحاب هذا الرأي أن أغلب الأسماء المختارة تنقصها الخبرة الكافية لإدارة دواليب تلك الجهات التي يشهد أغلبها وضعا معقدا وصعبا على أكثر من صعيد اجتماعي وبيئي وتنموي وأمني.
كما يعتبر معارضو الرئيس انه يقوم اليوم بما كان ينتقده هو وأنصاره سابقا قبل 25 جويلية، يذكر في هذا الصدد أن وزير الداخلية توفيق شرف الدين صرح سابقا في 2020 خلال مناقشة مشروع ميزانية الوزارة أنه من الضروري توفير الإطار القانوني الذي ينظم سلك المعتمدين والعمد والولاة لتحييده عن التجاذبات والمحاصصات الحزبية.
وأكد الوزير حينها أن سلك المعتمدين والعمد والولاة في حاجة للمراجعة ومن غير المعقول أن يتم اختيار العمد والمعتمدين بطريقة غير واضحة.
مضيفا أنه اقترح تعيين الولاة حسب الاختصاص بعد تكوينهم في اختصاص الشؤون الجهوية لضمان وجود أشخاص مستقلين...".
وجهة نظر الرئيس
في المقابل لا يبدو الرئيس عابئا بما يقال وبكل الانتقادات السابقة والراهنة وكان رئيس الجمهورية قد رد سابقا على منتقديه بخصوص التعيينات ومقاييس الاختيار عندما قال:''يجتمعون صباحا مساء ويتحدثون عن بعض من يقدّمونهم كفاءات عليا، نحن بحاجة إلى الكفاءات، لكننا في حاجة قبل الكفاءات إلى الصادقين المخلصين للوطن''.
وتابع القول ''الكفاءة عندهم في الخمارات والمطاعم وتهريب الأموال وتجاوز القانون..الكفاءة عندنا هي الوطنية وخدمة الشعب ومطالبه''.
يذكر أن التعيينات الجديد للولاة شملت :
- منذر بن سيك علي، والي ولاية المنستير
- خالد النوري، والي ولاية أريانة
- محمّد العشّ، والي ولاية زغوان
- رضا الركباني، والي ولاية القصرين
- حافظ الفيتوري، والي ولاية تطاوين
- عبد الحليم حمدي، والي ولاية سيدي بوزيد
- سمير كوكة، والي ولاية جندوبة
- صباح ملاك، والية ولاية نابل
- مصباح كردمين، والي ولاية قابس
- وليد العباسي، والي ولاية سليانة
- فاخر الفخفاخ، والي ولاية صفاقس
- محمد الطيب الخليفي، والي ولاية قبلي
- نبيل الفرجاني والي سوسة
م.ي
تونس-الصباح
مرة أخرى تواجه التعيينات في سلك الولاة انتقادات ورفض من عديد الأطراف ممن يعتبرونها تمت على أساس الموالاة وليس الكفاءة والجدارة، لا سيما وأنها في كل مرة تضم عددا من أنصار حملة الرئيس الانتخابية ونشطاء تنسيقياته الجهوية.
آخر الانتقادات تزامنت مع الحركة الجديدة للولاة التي أسفرت عن تعيين 13 واليا جديدا يباشرون اليوم مهامهم بعد أداء اليمين أول أمس أمام رئيس الجمهورية، حيث أعرب أمس الاتحاد الجهوي للشغل بقابس عن رفضه القاطع للتعيينات الأخيرة في صفوف الولاة معتبرا أنها "تعيينات غير مدروسة".
وتحدث الاتحاد في مراسلة لرئيسة الحكومة نجلاء بودن عن تحميلها مسؤولية تداعيات هذا القرار مشددا على أن "الجهة تشهد تراكم الملفات على المستوى البيئي والصحي إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة وتهاوي البنية التحتية رغم الثقل الاقتصادي والاجتماعي الذي تحظي به"، وبذلك يعتبر ضمنيا الاتحاد الجهوي للشغل بقابس أن الوالي الجديد ليست له الأهلية والكفاءة اللازمة للاضطلاع بمهامه على رأس الولاية.
الولاء لا الكفاءة
ويعتبر مصباح كردمين الوالي الجديد لقابس احد الناشطين في حملة قيس سعيد الرئاسية مما عرضه لجملة من الانتقادات على اعتبار أن اختياره تم على أساس الولاء للرئيس كما يرى البعض أن تعيينه مخالف للأعراف المتبعة لأنه ابن الجهة.
تواجه أيضا بعض الأسماء الأخرى في قائمة الولاة الجدد تحفظات لأن اختيارها كان على أساس العلاقة والقرب من الرئيس قيس سعيد ويعتبر معارضو الرئيس أن هذا التوجه في اختيار الولاة والمسؤولين في الدولة والذي سجل سابقا في اختيار والي بنزرت وبن عروس وغيرهما هو عبارة عن محاولة "تمكين" من مفاصل الدولة لحراك 25 جويلية استعدادا للمحطات الانتخابية القادمة. ويقول أصحاب هذا الرأي أن أغلب الأسماء المختارة تنقصها الخبرة الكافية لإدارة دواليب تلك الجهات التي يشهد أغلبها وضعا معقدا وصعبا على أكثر من صعيد اجتماعي وبيئي وتنموي وأمني.
كما يعتبر معارضو الرئيس انه يقوم اليوم بما كان ينتقده هو وأنصاره سابقا قبل 25 جويلية، يذكر في هذا الصدد أن وزير الداخلية توفيق شرف الدين صرح سابقا في 2020 خلال مناقشة مشروع ميزانية الوزارة أنه من الضروري توفير الإطار القانوني الذي ينظم سلك المعتمدين والعمد والولاة لتحييده عن التجاذبات والمحاصصات الحزبية.
وأكد الوزير حينها أن سلك المعتمدين والعمد والولاة في حاجة للمراجعة ومن غير المعقول أن يتم اختيار العمد والمعتمدين بطريقة غير واضحة.
مضيفا أنه اقترح تعيين الولاة حسب الاختصاص بعد تكوينهم في اختصاص الشؤون الجهوية لضمان وجود أشخاص مستقلين...".
وجهة نظر الرئيس
في المقابل لا يبدو الرئيس عابئا بما يقال وبكل الانتقادات السابقة والراهنة وكان رئيس الجمهورية قد رد سابقا على منتقديه بخصوص التعيينات ومقاييس الاختيار عندما قال:''يجتمعون صباحا مساء ويتحدثون عن بعض من يقدّمونهم كفاءات عليا، نحن بحاجة إلى الكفاءات، لكننا في حاجة قبل الكفاءات إلى الصادقين المخلصين للوطن''.
وتابع القول ''الكفاءة عندهم في الخمارات والمطاعم وتهريب الأموال وتجاوز القانون..الكفاءة عندنا هي الوطنية وخدمة الشعب ومطالبه''.
