*عرض يروم التحرر من القوالب الجاهزة ويحول المتفرج إلى شريك فاعل
تونس- الصباح
تحتضن قاعة الأوبيرا بمدينة الثقافة بالعاصمة اليوم عرضا من نوعية موسيقية مغايرة لصاحبه كريم ثليبي بعنوان "غدا يوم القيامة" وهو ترجمة موسيقية لرواية الكاتب محسن بن نفيسة. وتحل الفنانة ووزيرة الثقافة السابقة سنيا مبارك ضيفة شرف على العرض ويرافقها في الآداء كل من ناي البرغوثي ويسرى زكري ومحمد على شبيل وهيثم الحضيري وسامي بن ضو وسيرين هرابي وصابر رضواني إلى جانب زياد الزواري وحسين بن وميلود ايمن بن صالح وحمدي الجموسي وهم من بين أبرز الأصوات الطربية أو المختصة في الآداء الاوبيرالي في تونس.
والعرض هو انتاج مشترك مع مؤسسة مسرح الأوبرا، وهو حسب ما تم التأكيد عليه خلال تقديمه للاعلام اول عــرض لسيكودراما موســيقية في الوطن العربي، حيث توظف العديــد مــن العناصــر الفنيــة لتقديــم "طاقــة نفســية" حسب وضعيات دراميــة محددة.
وقد تولى الاوركستر السمفوني التونسي والكورال الوطني بقيادة المايسترو محمد بوسلامة تنفيذ العمل الذي اعد له الشريط السينمائي عبد الحميد بوشناق وأمضى السينوغرافيا صبري العتروس والملابس من ابداع صالح بركة.
ويتميزهــذا المشــروع وفق ما تمت الاشارة له خلال اللقاء الاعلامي الخاص بالعمل ( يوم الاربعاء بمدينة الثقافة بالعاصمة) إلــى أنه يروم التحرر من الأنماط والقوالــب الجاهزة وهو يقوم على فكرة العمل الجماعي حتى أن المتفرج يصبح شريكا في العمل.
وتقوم فلسفة العرض على المزج بين الموروث الموسيقي والتجريب. ويتحدث صاحب العرض حول ذلك فيقول: لقد حاولنا دراسة مســألة الارتجــال فــي الموســيقى التونســية عمومــا وفــي موروثنــا الموســيقي علــى وجــه الخصــوص لنقتــرح صيغــا وجماليــات جديــدة فرديــة وجماعيــة، حواريــة دراميــة وتطويريــة نفســية مــع الاركاســتر.... ولكــن هــل تفــرز أجســادنا اليــوم تلــك الموســيقى! وإذا كان لابــد مــن دراســة اللهجــة الخاصــة بالجســد ومــا ينتجــه ومــا يتقاطــع لديــه مــن تلــك الاصــوات فــإن تلــك الاجســاد المؤديــة لابــد لهــا أن تخضــع لترويــض مســرحي وأن تكــون للفرجــة معنــا نفســيا دراميــا، قاصــدا وعارفــا".
ووفق ما فهمنا من تقديم العمل فإن العرض لن يقدم بالشكل المعتاد، أي أن يؤدي فنان اغانيه أمــام المصــدح ومــن ورائه الاوركســترا، وانما بطريقة مغايرة ويفسر صاحب هذا الاختيار الأمر بالرغبة في الخروج كما قلنا عن القوالب الجاهزة وحتــى لا يقبــع العــرض في تراكيب شــكلية جامدة، لينفلت جســد المــؤدي فــي الفضــاء حســب قصديــة تعبيريــة محــددة، فــي إطــار جمالــي مســرحي باحث. والكلام لكريم الثليبي.
وللمؤثرات الصوتية أهميتها في هذا العرض، وقد قام فريق العمل ببحث واسع في هذا الاطار حتى تكون المؤثرات الصوتية المرافقة مدروسة حسب قصدية كل قطعة موسيقية.
وقد تم استغلال ما تتيحه الســينما مــن امكانيات وذلك قصد جعل الصــورة واللــون والابعــاد الاخــرى للفرجــة عناصــر أساســية في هــذا العــرض.
وتجربــة البســيكودراما الموســيقية وفق نفس المتحدث تتطلب بحثــا نفســيا وجهــدا فرديــا وجماعيــا خاصــا جــدا.
وعن سؤال كيف يترجم ذلك على الركح، كانت الاجابة أن العرض يوظــف العديــد مــن العناصــر الفنيــة لتقديــم «طاقــة نفســيّة وحالــة دراميّــة» تســعى مضامينهــا الجماليــة للنفــاذ إلــى عمــق واقــع الآخر فــي إطـار صــراع الجســد مــع إرثــه المنهــك بالوجــع والتصــدع.
وقد تم اختيار مفهــوم «الوحــدة والعزلــة» مــن خــلال وجهــات نظــر نفســية موســيقيّة مختلفــة للاشتغال عليه في هذا العرض حيث تم البحث فــي صــراع الاضــداد مــن خــلال عــدة مفاهيــم صوتيّــة ولحنيــة ليقــدّم هــذا العــرض الموســيقي مــن وجهــة نظــر دراميــة انفعاليــة.
الكل يسعى في هذا العرض لنقــل «اللّحظــة» مــن خــلال الاصــوات والالات والاركاســتر والكــورال الذيــن يســعون إلــى تحويــل الرؤيــة العامــة لــكل مشــهد إلــى طاقــة ركحيــة فنيــة، كل ذلك في اطار البحث عن خطــاب موســيقي ناقــل لجماليــات الذّاكــرة الشّــعبية بعيدا عــن المســألة التاريخيــة أو الفلكلوريــة حتــى تتجلــى شــحناتها وطاقتهــا التّعبيريّــة بشــكل أكثــر انســجاما مــع لهجــة الجســد وعمقــه، وذلك وفق ما يشدد عليه اصحاب هذا المشروع الفني.
مع العلم أن كريم الثليبي قد سعى – وقد اكد على ذلك بنفسه في اللقاء الاعلامي- مــن خــلال بحوثه العلميــة ســواء فــي الماجيســتر أو فــي رســالة الدكتــوراه التطــرق إلــى العديــد مــن العناصــر الموســيقية المخبريــة والتجريبيــة المتصلــة بمســألة الاداء الفــردي والجماعــي المتنــاول فــي الموســيقى التونســية عمومــا وذلــك مــن خــلال المقاصــد والمضاميــن وأشــكال ايصالهــا وأطرهــا، ويعتبر عرض " غدا يوم القيامة" عبارة عن ترجمة لهذه الأفكار أو هذا البحث وذلك من خلال عمله على تقديــم الاصــوات التونســية معبر نمــط وشــكل الارتجــال فــي موروثنــا وقد استعان في ذلك بدراســات نفســية ودراميــة مختصــة فــي الجانــب الانمائــي والتطويــري لتلــك التعبيــرات وكل مــا يحيــط بمســألة التجلــي وربــط اللحظــة الجماليــة بالابعــاد القصديــة الدراميــة.
وهو يعبر عن ذلك بوضوح عندما يقول : نحــن الان بصــدد بلــورة مــا ترتــب عــن العمليــة المخبريــة المخاطبــة لانفعــال النفســي الادائــي حســب محــور درامــي مرتــب ومحــدد".
س ت
* سنية مبارك ضيفة شرف بالعرض
*عرض يروم التحرر من القوالب الجاهزة ويحول المتفرج إلى شريك فاعل
تونس- الصباح
تحتضن قاعة الأوبيرا بمدينة الثقافة بالعاصمة اليوم عرضا من نوعية موسيقية مغايرة لصاحبه كريم ثليبي بعنوان "غدا يوم القيامة" وهو ترجمة موسيقية لرواية الكاتب محسن بن نفيسة. وتحل الفنانة ووزيرة الثقافة السابقة سنيا مبارك ضيفة شرف على العرض ويرافقها في الآداء كل من ناي البرغوثي ويسرى زكري ومحمد على شبيل وهيثم الحضيري وسامي بن ضو وسيرين هرابي وصابر رضواني إلى جانب زياد الزواري وحسين بن وميلود ايمن بن صالح وحمدي الجموسي وهم من بين أبرز الأصوات الطربية أو المختصة في الآداء الاوبيرالي في تونس.
والعرض هو انتاج مشترك مع مؤسسة مسرح الأوبرا، وهو حسب ما تم التأكيد عليه خلال تقديمه للاعلام اول عــرض لسيكودراما موســيقية في الوطن العربي، حيث توظف العديــد مــن العناصــر الفنيــة لتقديــم "طاقــة نفســية" حسب وضعيات دراميــة محددة.
وقد تولى الاوركستر السمفوني التونسي والكورال الوطني بقيادة المايسترو محمد بوسلامة تنفيذ العمل الذي اعد له الشريط السينمائي عبد الحميد بوشناق وأمضى السينوغرافيا صبري العتروس والملابس من ابداع صالح بركة.
ويتميزهــذا المشــروع وفق ما تمت الاشارة له خلال اللقاء الاعلامي الخاص بالعمل ( يوم الاربعاء بمدينة الثقافة بالعاصمة) إلــى أنه يروم التحرر من الأنماط والقوالــب الجاهزة وهو يقوم على فكرة العمل الجماعي حتى أن المتفرج يصبح شريكا في العمل.
وتقوم فلسفة العرض على المزج بين الموروث الموسيقي والتجريب. ويتحدث صاحب العرض حول ذلك فيقول: لقد حاولنا دراسة مســألة الارتجــال فــي الموســيقى التونســية عمومــا وفــي موروثنــا الموســيقي علــى وجــه الخصــوص لنقتــرح صيغــا وجماليــات جديــدة فرديــة وجماعيــة، حواريــة دراميــة وتطويريــة نفســية مــع الاركاســتر.... ولكــن هــل تفــرز أجســادنا اليــوم تلــك الموســيقى! وإذا كان لابــد مــن دراســة اللهجــة الخاصــة بالجســد ومــا ينتجــه ومــا يتقاطــع لديــه مــن تلــك الاصــوات فــإن تلــك الاجســاد المؤديــة لابــد لهــا أن تخضــع لترويــض مســرحي وأن تكــون للفرجــة معنــا نفســيا دراميــا، قاصــدا وعارفــا".
ووفق ما فهمنا من تقديم العمل فإن العرض لن يقدم بالشكل المعتاد، أي أن يؤدي فنان اغانيه أمــام المصــدح ومــن ورائه الاوركســترا، وانما بطريقة مغايرة ويفسر صاحب هذا الاختيار الأمر بالرغبة في الخروج كما قلنا عن القوالب الجاهزة وحتــى لا يقبــع العــرض في تراكيب شــكلية جامدة، لينفلت جســد المــؤدي فــي الفضــاء حســب قصديــة تعبيريــة محــددة، فــي إطــار جمالــي مســرحي باحث. والكلام لكريم الثليبي.
وللمؤثرات الصوتية أهميتها في هذا العرض، وقد قام فريق العمل ببحث واسع في هذا الاطار حتى تكون المؤثرات الصوتية المرافقة مدروسة حسب قصدية كل قطعة موسيقية.
وقد تم استغلال ما تتيحه الســينما مــن امكانيات وذلك قصد جعل الصــورة واللــون والابعــاد الاخــرى للفرجــة عناصــر أساســية في هــذا العــرض.
وتجربــة البســيكودراما الموســيقية وفق نفس المتحدث تتطلب بحثــا نفســيا وجهــدا فرديــا وجماعيــا خاصــا جــدا.
وعن سؤال كيف يترجم ذلك على الركح، كانت الاجابة أن العرض يوظــف العديــد مــن العناصــر الفنيــة لتقديــم «طاقــة نفســيّة وحالــة دراميّــة» تســعى مضامينهــا الجماليــة للنفــاذ إلــى عمــق واقــع الآخر فــي إطـار صــراع الجســد مــع إرثــه المنهــك بالوجــع والتصــدع.
وقد تم اختيار مفهــوم «الوحــدة والعزلــة» مــن خــلال وجهــات نظــر نفســية موســيقيّة مختلفــة للاشتغال عليه في هذا العرض حيث تم البحث فــي صــراع الاضــداد مــن خــلال عــدة مفاهيــم صوتيّــة ولحنيــة ليقــدّم هــذا العــرض الموســيقي مــن وجهــة نظــر دراميــة انفعاليــة.
الكل يسعى في هذا العرض لنقــل «اللّحظــة» مــن خــلال الاصــوات والالات والاركاســتر والكــورال الذيــن يســعون إلــى تحويــل الرؤيــة العامــة لــكل مشــهد إلــى طاقــة ركحيــة فنيــة، كل ذلك في اطار البحث عن خطــاب موســيقي ناقــل لجماليــات الذّاكــرة الشّــعبية بعيدا عــن المســألة التاريخيــة أو الفلكلوريــة حتــى تتجلــى شــحناتها وطاقتهــا التّعبيريّــة بشــكل أكثــر انســجاما مــع لهجــة الجســد وعمقــه، وذلك وفق ما يشدد عليه اصحاب هذا المشروع الفني.
مع العلم أن كريم الثليبي قد سعى – وقد اكد على ذلك بنفسه في اللقاء الاعلامي- مــن خــلال بحوثه العلميــة ســواء فــي الماجيســتر أو فــي رســالة الدكتــوراه التطــرق إلــى العديــد مــن العناصــر الموســيقية المخبريــة والتجريبيــة المتصلــة بمســألة الاداء الفــردي والجماعــي المتنــاول فــي الموســيقى التونســية عمومــا وذلــك مــن خــلال المقاصــد والمضاميــن وأشــكال ايصالهــا وأطرهــا، ويعتبر عرض " غدا يوم القيامة" عبارة عن ترجمة لهذه الأفكار أو هذا البحث وذلك من خلال عمله على تقديــم الاصــوات التونســية معبر نمــط وشــكل الارتجــال فــي موروثنــا وقد استعان في ذلك بدراســات نفســية ودراميــة مختصــة فــي الجانــب الانمائــي والتطويــري لتلــك التعبيــرات وكل مــا يحيــط بمســألة التجلــي وربــط اللحظــة الجماليــة بالابعــاد القصديــة الدراميــة.
وهو يعبر عن ذلك بوضوح عندما يقول : نحــن الان بصــدد بلــورة مــا ترتــب عــن العمليــة المخبريــة المخاطبــة لانفعــال النفســي الادائــي حســب محــور درامــي مرتــب ومحــدد".