إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سمير صبري ونهاية رحلة حياتية وفنية ثرية انتقاله للعيش في نفس العمارة مع عبد الحليم حافظ ساعد على احترافه الفن

 

توتس- الصباح 

اعلن أمس في مصر عن رحيل النجم المعروف سمير صبري عن سن ناهزت 85 سنة. وكان سمير صبري الذي توفي في أحد فنادق القاهرة يعاني من مشاكل صحية وكان يعاني خاصة من مشاكل في القلب وكان من المفروض وفق وسائل اعلام مصرية أن يجري عملية جراحية غير أن الأطباء فضلوا التريث حتى تستقر صحته وذلك قبل أن توافيه المنية يوم أمس 20 ماي  ليلتحق بعدد من نجوم زمن الفن الجميل في مصر الذين اشتغل مع الكثيرين منهم ولعل آخرهم الممثل الكوميدي سمير غانم الذي كان قد رحل منذ عام متأثرا باصابته بفيروس كورونا. وكان سمير صبري وسمير غانم قد قدما معا عشرات الأعمال. 

وقد كان سمير  صبري، ( مولود في ديسمبر 1936) متعدد المواهب فقد  كان يغني وكون فرقة قدمت عروضا عديدة  على المسارح المصرية بالخصوص، وهو  ممثل معروف  وإعلامي أيضا وقد  قدم برامج إذاعية وتلفزيونية ناجحة. وقد نقلت الصحافة المصريه أنه قدم منذ ايام حلقة جديدة من برنامجه " ذكرياتي " وشددت على أنه اشرف على الحصة بنفسه. 

اللغات الاجنبية وراء دخوله عالم الاذاعة والتلفزيون 

نشأ سمير صبري في اسرة مولعة بالفن ولقد ساهم لقاءه بالعندليب الاسمر وسكنه بنفس العمارة  التي كان يقطنها عبد الحليم حافظ بالقاهرة ( انتقل سمير صبري من الاسكندرية إلى القاهرة بعد انفصال والديه وعاش مع والده) في احترافه الفن. 

فقد ظهر سمير صبري في مشهد صامت في أغنية لعبد الحليم حافظ بفيلم "حكاية حب". كما تقول سيرته الفنية أن عبد الحليم  قدمه للممثلة لبنة عبد العزيز التي كانت تقدم برنامجا اذاعيا للطفل باللغة الانقليزية وبما أن سمير صبري كان يحذق الانقليزية ولغات أجنبية أخرى فقد انضم لفريق البرنامج ونجح في ذلك كما قدم برامج اخرى تحول بعضها إلى التلفزيون على غرار "النادي الدولي" وقد استضاف سمير صبري العديد من نجوم الفن والسياسة في برامجه وكان محاورا جيدا ولبقا. 

ومن ضيوفه يمكن أن نذكر كل من عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم ووردة وسعاد حسني وذلك إلى جانب رموز عالم السياسة ومن بينهم السلطان قابوس. 

وفي التمثيل انطلق سمير صبري بأدوار صغيرة  في أفلام سينمائية مثل  "زقاق المدق" و"هارب من الأيام" وكانت انطلاقته الحقيقة مع الفيلم الكوميدي "شباب مجنون جدا" أمام سعاد حسني، وحصل اثر ذلك على فرصة هامة من خلال دور البطولة مع عادل إمام في فيلم "البحث عن فضيحة".

ولئن قدم سمير صبري العديد من الأنماط التمثيلية، ذلك أنه قدم مثلا، دورا تراجيديا في فيلم لحسن الإمام بعنوان " وبالوالدين احسانا"،  فإنه برز بالخصوص في أدوار الكوميديا والاستعراض، وكان يتميز بمظهر جميل وكان خفيف الظل ورشيقا في حركاته مما جعله يحوز على اهتمام محبي الافلام الكوميدية والاستعراضية. أضف إلى ذلك أنه كان يجمع احيانا بين الاستعراض والغناء وقد كان فنانا متكاملا الأمر الذي مكنه من أن يقدم أدوارا أمام أبرز نجمات مصر  على غرار نجلاء فتحي وشادية، و نيللي.

ورغم النجاح الفني لسمير صبري الذي مكنه من تسلق سلم النجومية ومن الانتشار عربيا فهو قد ترك ما لا يقل عن  217 عملا فنيا ما بين السينما والمسرح والدراما، وقد عمل مع ابرز  الفنانين مثل  عادل إمام ونور الشريف وفؤاد المهندس وشويكار ولبنى عبد العزيز دون أن ننسى طبعا عبد الحليم حافظ وخاصة في فيلم " أبي فوق الشجرة" كما أنه شارك في مجموعة من المسلسلات من  بينها "حضرة المتهم أبي، أم كلثوم، كاريوكا، ملكة في المنفى، فلانتينو، حق مشروع، قضية رأي عام، هارب من الأيام، سامحني يا زمن ونوارد جحا المصري وغيرها، فإن ابرز شيء يؤكد عليه زملاءه عند الحديث عنه هو جوانبه الانسانية. 

فنانا بفنه وبأخلاقه

فهو فنان في عمله وفي حياته وفي أخلاقه. فهو مثلا أول من يؤازر أهل المهنة وهو أول من يسأل عن احوال الفنانين ويزورهم ويعايدهم في المستشفى حتى أنه روي عنه أنه كان يسافر إلى لندن لزيارة سعاد حسني في مرضها وظل يسعى عبر برامجه الاذاعية والتلفزيونية إلى اثبات أن موت سعاد حسني لم يكن نتيجة انتحار وانما  نتيجة اشياء أخرى. وكان لا يبخل عن الفنانين الكبار الذي واجهوا محنة الفقر والمرض وكان يرعاهم ماديا.  وقد  قال نور الشريف مثلا وفق ما نقلته عنه مصادر اعلامية مصرية أنه لما واجه أزمة كبيرة خلال مسيرته الفنية لم يجد غير سمير صبري  ليقف معه في هذه المحنة. 

ومع ذلك لم تكن حياة سمير صبري سهلة. فقد انفصل والده  وهو طفل وحرم من والدته إذ عاش مع والده وزوجته ويبدو أنه قد تأثر كثيرا بذلك، كما أنه فقد شقيقه في حرب أكتوبر سنة 1973، كما أن زواجه من فتاة اجنبية لم يكتب له النجاح، لكن من حسن حظه ومن جمال الاقدار بالنسبة له أنه لما انتقل للقاهرة جاور الفنان عبد الحليم حافظ ويالها طبعا من جيرة جميلة ومن صدفة  حاسمة في حياته. 

رحل إذن سمير صبري بعد مسيرة طويلة وحافلة وقد أثر خبر رحيله في زملائه كثيرا اذ سرعان ما انتقل عدد منهم إلى الفندق الذي يوجد به الراحل ومن المنتظر أن يدفن اليوم السبت في الاسكندرية مسقط رأسه. 

وبفقدان  سمير صبري تكون الساحة الفنية المصرية قد فقدت علما هاما من زمن الفن الجميل يصعب ايجاد بديل له.  فقد ولى  على ما يبدو ذلك الزمن ولن يتكرر. 

 ح س 

   سمير صبري ونهاية رحلة حياتية وفنية ثرية انتقاله للعيش في نفس العمارة مع عبد الحليم حافظ ساعد على احترافه الفن

 

توتس- الصباح 

اعلن أمس في مصر عن رحيل النجم المعروف سمير صبري عن سن ناهزت 85 سنة. وكان سمير صبري الذي توفي في أحد فنادق القاهرة يعاني من مشاكل صحية وكان يعاني خاصة من مشاكل في القلب وكان من المفروض وفق وسائل اعلام مصرية أن يجري عملية جراحية غير أن الأطباء فضلوا التريث حتى تستقر صحته وذلك قبل أن توافيه المنية يوم أمس 20 ماي  ليلتحق بعدد من نجوم زمن الفن الجميل في مصر الذين اشتغل مع الكثيرين منهم ولعل آخرهم الممثل الكوميدي سمير غانم الذي كان قد رحل منذ عام متأثرا باصابته بفيروس كورونا. وكان سمير صبري وسمير غانم قد قدما معا عشرات الأعمال. 

وقد كان سمير  صبري، ( مولود في ديسمبر 1936) متعدد المواهب فقد  كان يغني وكون فرقة قدمت عروضا عديدة  على المسارح المصرية بالخصوص، وهو  ممثل معروف  وإعلامي أيضا وقد  قدم برامج إذاعية وتلفزيونية ناجحة. وقد نقلت الصحافة المصريه أنه قدم منذ ايام حلقة جديدة من برنامجه " ذكرياتي " وشددت على أنه اشرف على الحصة بنفسه. 

اللغات الاجنبية وراء دخوله عالم الاذاعة والتلفزيون 

نشأ سمير صبري في اسرة مولعة بالفن ولقد ساهم لقاءه بالعندليب الاسمر وسكنه بنفس العمارة  التي كان يقطنها عبد الحليم حافظ بالقاهرة ( انتقل سمير صبري من الاسكندرية إلى القاهرة بعد انفصال والديه وعاش مع والده) في احترافه الفن. 

فقد ظهر سمير صبري في مشهد صامت في أغنية لعبد الحليم حافظ بفيلم "حكاية حب". كما تقول سيرته الفنية أن عبد الحليم  قدمه للممثلة لبنة عبد العزيز التي كانت تقدم برنامجا اذاعيا للطفل باللغة الانقليزية وبما أن سمير صبري كان يحذق الانقليزية ولغات أجنبية أخرى فقد انضم لفريق البرنامج ونجح في ذلك كما قدم برامج اخرى تحول بعضها إلى التلفزيون على غرار "النادي الدولي" وقد استضاف سمير صبري العديد من نجوم الفن والسياسة في برامجه وكان محاورا جيدا ولبقا. 

ومن ضيوفه يمكن أن نذكر كل من عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم ووردة وسعاد حسني وذلك إلى جانب رموز عالم السياسة ومن بينهم السلطان قابوس. 

وفي التمثيل انطلق سمير صبري بأدوار صغيرة  في أفلام سينمائية مثل  "زقاق المدق" و"هارب من الأيام" وكانت انطلاقته الحقيقة مع الفيلم الكوميدي "شباب مجنون جدا" أمام سعاد حسني، وحصل اثر ذلك على فرصة هامة من خلال دور البطولة مع عادل إمام في فيلم "البحث عن فضيحة".

ولئن قدم سمير صبري العديد من الأنماط التمثيلية، ذلك أنه قدم مثلا، دورا تراجيديا في فيلم لحسن الإمام بعنوان " وبالوالدين احسانا"،  فإنه برز بالخصوص في أدوار الكوميديا والاستعراض، وكان يتميز بمظهر جميل وكان خفيف الظل ورشيقا في حركاته مما جعله يحوز على اهتمام محبي الافلام الكوميدية والاستعراضية. أضف إلى ذلك أنه كان يجمع احيانا بين الاستعراض والغناء وقد كان فنانا متكاملا الأمر الذي مكنه من أن يقدم أدوارا أمام أبرز نجمات مصر  على غرار نجلاء فتحي وشادية، و نيللي.

ورغم النجاح الفني لسمير صبري الذي مكنه من تسلق سلم النجومية ومن الانتشار عربيا فهو قد ترك ما لا يقل عن  217 عملا فنيا ما بين السينما والمسرح والدراما، وقد عمل مع ابرز  الفنانين مثل  عادل إمام ونور الشريف وفؤاد المهندس وشويكار ولبنى عبد العزيز دون أن ننسى طبعا عبد الحليم حافظ وخاصة في فيلم " أبي فوق الشجرة" كما أنه شارك في مجموعة من المسلسلات من  بينها "حضرة المتهم أبي، أم كلثوم، كاريوكا، ملكة في المنفى، فلانتينو، حق مشروع، قضية رأي عام، هارب من الأيام، سامحني يا زمن ونوارد جحا المصري وغيرها، فإن ابرز شيء يؤكد عليه زملاءه عند الحديث عنه هو جوانبه الانسانية. 

فنانا بفنه وبأخلاقه

فهو فنان في عمله وفي حياته وفي أخلاقه. فهو مثلا أول من يؤازر أهل المهنة وهو أول من يسأل عن احوال الفنانين ويزورهم ويعايدهم في المستشفى حتى أنه روي عنه أنه كان يسافر إلى لندن لزيارة سعاد حسني في مرضها وظل يسعى عبر برامجه الاذاعية والتلفزيونية إلى اثبات أن موت سعاد حسني لم يكن نتيجة انتحار وانما  نتيجة اشياء أخرى. وكان لا يبخل عن الفنانين الكبار الذي واجهوا محنة الفقر والمرض وكان يرعاهم ماديا.  وقد  قال نور الشريف مثلا وفق ما نقلته عنه مصادر اعلامية مصرية أنه لما واجه أزمة كبيرة خلال مسيرته الفنية لم يجد غير سمير صبري  ليقف معه في هذه المحنة. 

ومع ذلك لم تكن حياة سمير صبري سهلة. فقد انفصل والده  وهو طفل وحرم من والدته إذ عاش مع والده وزوجته ويبدو أنه قد تأثر كثيرا بذلك، كما أنه فقد شقيقه في حرب أكتوبر سنة 1973، كما أن زواجه من فتاة اجنبية لم يكتب له النجاح، لكن من حسن حظه ومن جمال الاقدار بالنسبة له أنه لما انتقل للقاهرة جاور الفنان عبد الحليم حافظ ويالها طبعا من جيرة جميلة ومن صدفة  حاسمة في حياته. 

رحل إذن سمير صبري بعد مسيرة طويلة وحافلة وقد أثر خبر رحيله في زملائه كثيرا اذ سرعان ما انتقل عدد منهم إلى الفندق الذي يوجد به الراحل ومن المنتظر أن يدفن اليوم السبت في الاسكندرية مسقط رأسه. 

وبفقدان  سمير صبري تكون الساحة الفنية المصرية قد فقدت علما هاما من زمن الفن الجميل يصعب ايجاد بديل له.  فقد ولى  على ما يبدو ذلك الزمن ولن يتكرر. 

 ح س 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews