إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"الصباح" تفتح ملف موقوفي احتجاجات جانفي وفيفري

تنظم‭ ‬عائلات‭ ‬الموقوفين‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬التحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬بداية‭ ‬جانفي‭ ‬الماضي،‭ ‬وقفة‭ ‬احتجاجية‭ ‬غدا‭ ‬الاثنين‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬اريانة‭ ‬ستكون‭ ‬مشفوعة‭ ‬بمسيرة‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬مقر‭ ‬محكمة‭ ‬اريانة‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التحرك‭ ‬للمطالبة‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬أبنائهم‭ ‬الموقوفين‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬الثلاثة‭ ‬اشهر‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬ملفاتهم‭ ‬المودعة‭ ‬لدى‭ ‬دائرة‭ ‬التحقيق‭ ‬الرابع‭ ‬او‭ ‬معرفة‭ ‬أي‭ ‬مستجد‭ ‬فيما‭ ‬يهم‭ ‬مصيرهم‭.‬

وتضم‭ ‬قائمة‭ ‬الموقوفين‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬حي‭ ‬التضامن‭ ‬وحي‭ ‬التحرير‭ ‬وحي‭ ‬سيدي‭ ‬ثابت،‭ ‬وكانت‭ ‬في‭ ‬جلها‭ ‬إيقافات‭ ‬عشوائية‭ ‬وتعسفية‭ ‬ودون‭ ‬تمكين‭ ‬الموقوفين‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬محام‭ ‬عند‭ ‬البحث‭ ‬مع‭ ‬ارغامهم‭ ‬على‭ ‬الامضاء،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬تعد‭ ‬صارخ‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬5‭ ‬لسنة‭ ‬2016‭ ‬المتعلق‭ ‬بضمانات‭ ‬المحتفظ‭ ‬بهم‭ ‬أمام‭ ‬باحث‭ ‬البداية،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬محامي‭ ‬عائلات‭ ‬الموقوفين‭ ‬رياض‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭.‬

تباين‭ ‬الأرقام

وتباينت‭ ‬الأرقام‭ ‬في‭ ‬شان‭ ‬عدد‭ ‬الموقوفين‭ ‬وكانت‭ ‬الرابطة‭ ‬التونسية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬الطرف‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬إحصاءات‭ ‬تقريبية‭ ‬عن‭ ‬التجاوزات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الامن‭ ‬والقضاء‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬على‭ ‬وقعها‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬جانفي‭ ‬2021‭ ‬والى‭ ‬غاية‭ ‬نهاية‭ ‬فيفري‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬السنة‭.‬

وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الموقوفين‭ ‬حسب‭ ‬إحصاءات‭ ‬تقريبية‭ ‬للرابطة‭ ‬1680‭ ‬موقوفا،‭ ‬نسبة‭ ‬هامة‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬القصر‭. ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تقول‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬انه‭ ‬وبتاريخ‭ ‬12‭ ‬مارس‭ ‬2021‭ ‬فان‭ ‬عدد‭ ‬المودعين‭ ‬البالغين‭)‬سنهم‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق‭( ‬والمتعلقة‭ ‬بهم‭ ‬قضايا‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬بالاحتجاجات‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الــ879‭ ‬سجينا،‭ ‬أفرج‭ ‬عن‭ ‬670‭ ‬منهم،‭ ‬ليبقى‭ ‬209‭ ‬مودعين‭ ‬حاليا‭ ‬بالسجن‭ ‬157‭ ‬منهم‭ ‬موقوفين‭ ‬و52‭ ‬صادرة‭ ‬في‭ ‬حقهم‭ ‬أحكام‭.‬

اما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأطفال‭ ‬القصر‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬ايقافهم‭ ‬بدورهم‭ ‬خلال‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الأخيرة‭ ‬فتقوق‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬ان‭ ‬عددهم‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الــ141‭ ‬طفلا،‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬على‭ ‬128‭ ‬منهم‭ ‬ليبقى‭ ‬13‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إيقاف‭.‬

وبالتالي‭ ‬واستنادا‭ ‬للإحصائيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬1038‭ ‬طفلا‭ ‬وشابا‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬التحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬التي‭ ‬امتد‭ ‬على‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ونصف‭ ‬وشملت‭ ‬تقريبا‭ ‬كل‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬والى‭ ‬غاية‭ ‬اليوم‭ ‬يوجد‭ ‬170‭ ‬شابا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إيقاف‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬اشهر‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬التحركات‭ ‬الأخيرة‭ ‬منهم‭ ‬13‭ ‬سنهم‭ ‬دون‭ ‬الـ18‭ ‬عاما‭.‬

الأحكام‭ ‬الصادرة

ويقول‭ ‬رياض‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭ ‬بان‭ ‬الأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬شان‭ ‬من‭ ‬تم‭ ‬ايقافهم‭ ‬من‭ ‬القصر‭ ‬قد‭ ‬تراوحت‭ ‬بين‭ ‬الـ50‭ ‬دينارا‭ ‬كخطية‭ ‬إلى‭ ‬عقوبات‭ ‬بالسجن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬سنوات‭.‬

كما‭ ‬سجلت‭ ‬خلال‭ ‬الاحداث‭ ‬الأخيرة‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التجاوزات‭ ‬الخطيرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التعذيب‭ ‬وسوء‭ ‬المعاملة‭ ‬وانتزاع‭ ‬الاعترافات‭ ‬بالقوة‭ ‬ومداهمة‭ ‬المنازل‭ ‬دون‭ ‬إذن‭ ‬قضائي‭ ‬وتوجيه‭ ‬تهم‭ ‬سياسية‭ ‬كيدية‭.‬

ومن‭ ‬ابرز‭ ‬ما‭ ‬تمت‭ ‬معاينته‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬التهديد‭ ‬بالاغتصاب‭ ‬لقاصر‭ ‬وحصل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬المهدية‭ ‬والتعذيب‭ ‬بسكب‭ ‬الماء‭ ‬على‭ ‬الموقوفين‭ ‬وضربهم‭ ‬بالماتراك‭ ‬وحصل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬صفاقس‭.  ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬اعتداء‭ ‬بالعنف‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬موقوفين‭ ‬حاملين‭ ‬لإعاقات‭ ‬ذهنية‭ ‬والاعتداء‭ ‬بالعنف‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬القصر‭ ‬اثناء‭ ‬المداهمات‭.‬

إحالات‭ ‬خطيرة

ويشير‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬المحاضر‭ ‬تقريبا‭ ‬قد‭ ‬استنسخت‭ ‬نفس‭ ‬نصوص‭ ‬الإحالات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬بلوغ‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬قاسية‭ ‬وذكر‭ ‬منها‭ ‬مثالا‭ ‬الفصول‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعصيان‭ ‬المدني‭ ) ‬116‭ ‬الى‭ ‬121‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭( ‬والفصول‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاعتداء‭ ‬على‭ ‬امن‭ ‬الدولة‭ ‬الداخلي‭ ) ‬71‭ ‬وما‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭(.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاحالات‭ ‬على‭ ‬اساس‭ ‬قانون‭  ‬مهجور‭ ‬ومخالف‭ ‬للدستور‭ ‬وهو‭ ‬الامر‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬02‭/‬04‭/‬1953‭ ‬المتعلق‭ ‬بزجر‭ ‬الاعتداءات‭ ‬المدبرة‭ ‬ضد‭ ‬الجولان‭ ‬بالطرقات‭ )‬قانون‭ ‬استعماري‭(. ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬على‭ ‬الامر‭ ‬عدد‭ ‬26‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬26‭/‬01‭/‬1978‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ )‬سن‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬إحداث‭ ‬جانفي‭ (‬1978‭.‬

النظر‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬أطفال

وأوضح‭ ‬محامي‭ ‬عائلات‭ ‬الموقوفين‭ ‬رياض‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭  ‬انه‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬اليوم‭ ‬مازالت‭ ‬المحاكم‭ ‬تنظر‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬أطفال‭ ‬وشباب‭ ‬محالين‭ ‬بحالة‭ ‬سراح‭ ‬بالطور‭ ‬الابتدائي‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬نظرا‭ ‬انه‭ ‬تم‭ ‬تعليق‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الجناحية‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬المتهمين‭ ‬بحالة‭ ‬سراح‭ ‬بسبب‭ ‬البروتوكول‭ ‬الصحي‭ ‬التي‭ ‬اتخذته‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭. ‬أما‭ ‬بخصوص‭ ‬الموقوفين‭ ‬فقد‭ ‬قاموا‭ ‬باستئناف‭ ‬في‭ ‬الاحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬ضدهم‭. ‬في‭ ‬نفس‭ ‬بين‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭ ‬انه‭ ‬و‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬عديد‭ ‬القضايا‭ ‬لموقوفين‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬الان‭ ‬تعين‭ ‬جلسة‭ ‬استئنافية‭ ‬لهم‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬شانهم‭ ‬مر‭ ‬عليه‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬شهرين‭.‬

ويجدر‭ ‬التذكير‭ ‬أن‭ ‬ائتلاف‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬قد‭ ‬استنكر‭ ‬وندد‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬سابقة‭ ‬بالتعامل‭ ‬الأمني‭ ‬والقضائي‭ ‬مع‭ ‬الحراك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وحجم‭ ‬الانتهاكات‭ ‬اللاانسانية‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الموقوفين‭ ‬وخاصة‭ ‬منهم‭ ‬الأطفال‭.. ‬طالب‭ ‬بعضها‭ ‬باستقالة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬بالنيابة‭ ‬ورئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬هشام‭ ‬مشيشي‭ ‬من‭ ‬منصبه‭. ‬واعتبر‭ ‬رمضان‭ ‬بن‭ ‬عمر‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬المنتدى‭ ‬التونسي‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ان‭ ‬المطلب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬استقالة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬بالنيابة‭ ‬ورئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬بل‭ ‬الوضع‭ ‬يتطلب‭ ‬متابعة‭ ‬قضائية‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬ما‭ ‬سجل‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬مشين‭ ‬ومفرط‭ ‬للحرمات‭ ‬الجسدية‭ ‬للموقوفين‭ ‬وكل‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭. ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬اعلن‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للرابطة‭ ‬التونسية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬بشير‭ ‬العبيدي‭ ‬ان‭ ‬المنظمة‭ ‬قد‭ ‬تقدمت‭ ‬بأربع‭ ‬قضايا‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬النقابات‭ ‬الأمنية‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬الان‭.‬

◗‭ ‬ريم‭ ‬سوودي

تنظم‭ ‬عائلات‭ ‬الموقوفين‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬التحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬بداية‭ ‬جانفي‭ ‬الماضي،‭ ‬وقفة‭ ‬احتجاجية‭ ‬غدا‭ ‬الاثنين‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬اريانة‭ ‬ستكون‭ ‬مشفوعة‭ ‬بمسيرة‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬مقر‭ ‬محكمة‭ ‬اريانة‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التحرك‭ ‬للمطالبة‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬أبنائهم‭ ‬الموقوفين‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬الثلاثة‭ ‬اشهر‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬ملفاتهم‭ ‬المودعة‭ ‬لدى‭ ‬دائرة‭ ‬التحقيق‭ ‬الرابع‭ ‬او‭ ‬معرفة‭ ‬أي‭ ‬مستجد‭ ‬فيما‭ ‬يهم‭ ‬مصيرهم‭.‬

وتضم‭ ‬قائمة‭ ‬الموقوفين‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬حي‭ ‬التضامن‭ ‬وحي‭ ‬التحرير‭ ‬وحي‭ ‬سيدي‭ ‬ثابت،‭ ‬وكانت‭ ‬في‭ ‬جلها‭ ‬إيقافات‭ ‬عشوائية‭ ‬وتعسفية‭ ‬ودون‭ ‬تمكين‭ ‬الموقوفين‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬محام‭ ‬عند‭ ‬البحث‭ ‬مع‭ ‬ارغامهم‭ ‬على‭ ‬الامضاء،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬تعد‭ ‬صارخ‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬5‭ ‬لسنة‭ ‬2016‭ ‬المتعلق‭ ‬بضمانات‭ ‬المحتفظ‭ ‬بهم‭ ‬أمام‭ ‬باحث‭ ‬البداية،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬محامي‭ ‬عائلات‭ ‬الموقوفين‭ ‬رياض‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭.‬

تباين‭ ‬الأرقام

وتباينت‭ ‬الأرقام‭ ‬في‭ ‬شان‭ ‬عدد‭ ‬الموقوفين‭ ‬وكانت‭ ‬الرابطة‭ ‬التونسية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬الطرف‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬إحصاءات‭ ‬تقريبية‭ ‬عن‭ ‬التجاوزات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الامن‭ ‬والقضاء‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬على‭ ‬وقعها‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬جانفي‭ ‬2021‭ ‬والى‭ ‬غاية‭ ‬نهاية‭ ‬فيفري‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬السنة‭.‬

وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الموقوفين‭ ‬حسب‭ ‬إحصاءات‭ ‬تقريبية‭ ‬للرابطة‭ ‬1680‭ ‬موقوفا،‭ ‬نسبة‭ ‬هامة‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬القصر‭. ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تقول‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬انه‭ ‬وبتاريخ‭ ‬12‭ ‬مارس‭ ‬2021‭ ‬فان‭ ‬عدد‭ ‬المودعين‭ ‬البالغين‭)‬سنهم‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق‭( ‬والمتعلقة‭ ‬بهم‭ ‬قضايا‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬بالاحتجاجات‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الــ879‭ ‬سجينا،‭ ‬أفرج‭ ‬عن‭ ‬670‭ ‬منهم،‭ ‬ليبقى‭ ‬209‭ ‬مودعين‭ ‬حاليا‭ ‬بالسجن‭ ‬157‭ ‬منهم‭ ‬موقوفين‭ ‬و52‭ ‬صادرة‭ ‬في‭ ‬حقهم‭ ‬أحكام‭.‬

اما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأطفال‭ ‬القصر‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬ايقافهم‭ ‬بدورهم‭ ‬خلال‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الأخيرة‭ ‬فتقوق‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬ان‭ ‬عددهم‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الــ141‭ ‬طفلا،‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬على‭ ‬128‭ ‬منهم‭ ‬ليبقى‭ ‬13‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إيقاف‭.‬

وبالتالي‭ ‬واستنادا‭ ‬للإحصائيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬1038‭ ‬طفلا‭ ‬وشابا‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬التحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬التي‭ ‬امتد‭ ‬على‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ونصف‭ ‬وشملت‭ ‬تقريبا‭ ‬كل‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬والى‭ ‬غاية‭ ‬اليوم‭ ‬يوجد‭ ‬170‭ ‬شابا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إيقاف‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬اشهر‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬التحركات‭ ‬الأخيرة‭ ‬منهم‭ ‬13‭ ‬سنهم‭ ‬دون‭ ‬الـ18‭ ‬عاما‭.‬

الأحكام‭ ‬الصادرة

ويقول‭ ‬رياض‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭ ‬بان‭ ‬الأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬شان‭ ‬من‭ ‬تم‭ ‬ايقافهم‭ ‬من‭ ‬القصر‭ ‬قد‭ ‬تراوحت‭ ‬بين‭ ‬الـ50‭ ‬دينارا‭ ‬كخطية‭ ‬إلى‭ ‬عقوبات‭ ‬بالسجن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬سنوات‭.‬

كما‭ ‬سجلت‭ ‬خلال‭ ‬الاحداث‭ ‬الأخيرة‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التجاوزات‭ ‬الخطيرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التعذيب‭ ‬وسوء‭ ‬المعاملة‭ ‬وانتزاع‭ ‬الاعترافات‭ ‬بالقوة‭ ‬ومداهمة‭ ‬المنازل‭ ‬دون‭ ‬إذن‭ ‬قضائي‭ ‬وتوجيه‭ ‬تهم‭ ‬سياسية‭ ‬كيدية‭.‬

ومن‭ ‬ابرز‭ ‬ما‭ ‬تمت‭ ‬معاينته‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬التهديد‭ ‬بالاغتصاب‭ ‬لقاصر‭ ‬وحصل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬المهدية‭ ‬والتعذيب‭ ‬بسكب‭ ‬الماء‭ ‬على‭ ‬الموقوفين‭ ‬وضربهم‭ ‬بالماتراك‭ ‬وحصل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬صفاقس‭.  ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬اعتداء‭ ‬بالعنف‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬موقوفين‭ ‬حاملين‭ ‬لإعاقات‭ ‬ذهنية‭ ‬والاعتداء‭ ‬بالعنف‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬القصر‭ ‬اثناء‭ ‬المداهمات‭.‬

إحالات‭ ‬خطيرة

ويشير‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬المحاضر‭ ‬تقريبا‭ ‬قد‭ ‬استنسخت‭ ‬نفس‭ ‬نصوص‭ ‬الإحالات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬بلوغ‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬قاسية‭ ‬وذكر‭ ‬منها‭ ‬مثالا‭ ‬الفصول‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعصيان‭ ‬المدني‭ ) ‬116‭ ‬الى‭ ‬121‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭( ‬والفصول‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاعتداء‭ ‬على‭ ‬امن‭ ‬الدولة‭ ‬الداخلي‭ ) ‬71‭ ‬وما‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬المجلة‭ ‬الجزائية‭(.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاحالات‭ ‬على‭ ‬اساس‭ ‬قانون‭  ‬مهجور‭ ‬ومخالف‭ ‬للدستور‭ ‬وهو‭ ‬الامر‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬02‭/‬04‭/‬1953‭ ‬المتعلق‭ ‬بزجر‭ ‬الاعتداءات‭ ‬المدبرة‭ ‬ضد‭ ‬الجولان‭ ‬بالطرقات‭ )‬قانون‭ ‬استعماري‭(. ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬على‭ ‬الامر‭ ‬عدد‭ ‬26‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬26‭/‬01‭/‬1978‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ )‬سن‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬إحداث‭ ‬جانفي‭ (‬1978‭.‬

النظر‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬أطفال

وأوضح‭ ‬محامي‭ ‬عائلات‭ ‬الموقوفين‭ ‬رياض‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭  ‬انه‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬اليوم‭ ‬مازالت‭ ‬المحاكم‭ ‬تنظر‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬أطفال‭ ‬وشباب‭ ‬محالين‭ ‬بحالة‭ ‬سراح‭ ‬بالطور‭ ‬الابتدائي‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬نظرا‭ ‬انه‭ ‬تم‭ ‬تعليق‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الجناحية‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬المتهمين‭ ‬بحالة‭ ‬سراح‭ ‬بسبب‭ ‬البروتوكول‭ ‬الصحي‭ ‬التي‭ ‬اتخذته‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭. ‬أما‭ ‬بخصوص‭ ‬الموقوفين‭ ‬فقد‭ ‬قاموا‭ ‬باستئناف‭ ‬في‭ ‬الاحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬ضدهم‭. ‬في‭ ‬نفس‭ ‬بين‭ ‬بن‭ ‬حميدة‭ ‬انه‭ ‬و‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬عديد‭ ‬القضايا‭ ‬لموقوفين‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬الان‭ ‬تعين‭ ‬جلسة‭ ‬استئنافية‭ ‬لهم‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬شانهم‭ ‬مر‭ ‬عليه‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬شهرين‭.‬

ويجدر‭ ‬التذكير‭ ‬أن‭ ‬ائتلاف‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬قد‭ ‬استنكر‭ ‬وندد‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬سابقة‭ ‬بالتعامل‭ ‬الأمني‭ ‬والقضائي‭ ‬مع‭ ‬الحراك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وحجم‭ ‬الانتهاكات‭ ‬اللاانسانية‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الموقوفين‭ ‬وخاصة‭ ‬منهم‭ ‬الأطفال‭.. ‬طالب‭ ‬بعضها‭ ‬باستقالة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬بالنيابة‭ ‬ورئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬هشام‭ ‬مشيشي‭ ‬من‭ ‬منصبه‭. ‬واعتبر‭ ‬رمضان‭ ‬بن‭ ‬عمر‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬المنتدى‭ ‬التونسي‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ان‭ ‬المطلب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬استقالة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬بالنيابة‭ ‬ورئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬بل‭ ‬الوضع‭ ‬يتطلب‭ ‬متابعة‭ ‬قضائية‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬ما‭ ‬سجل‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬مشين‭ ‬ومفرط‭ ‬للحرمات‭ ‬الجسدية‭ ‬للموقوفين‭ ‬وكل‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭. ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬اعلن‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للرابطة‭ ‬التونسية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬بشير‭ ‬العبيدي‭ ‬ان‭ ‬المنظمة‭ ‬قد‭ ‬تقدمت‭ ‬بأربع‭ ‬قضايا‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬النقابات‭ ‬الأمنية‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬الان‭.‬

◗‭ ‬ريم‭ ‬سوودي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews