تعتبر تونس من اوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (UNFCCC) عام 1993 وميثاق كيوتو عام 2002 الذي يلزم الموقعين باستبدال مصادر الطاقة الملوثة بأخرى صديقة للبيئة، لكن على ارض الواقع ولانخفاض كلفته يتواصل استخدام الفحم البترولي في مصانع الاسمنت كما هو الحال في بنزرت فرغم اعتراض متساكني معتمديات منزل بورقيبة، وتينجة وبنزرت الجنوبية سنوات 2014-2015-2016 والاحتجاجات التي عمت مدينة قابس سنة 2019 بسبب الكارثة الصحية وعملية التسميم الجماعية دون حسيب او رقيب التي تعاني منها العديد من جهات.
الدخان الاسود يغمر مدينة بنزرت
ويبدو ان الكارثة قد حطت رحالها مجددا في بنزرت حيث تم توثيق انبعاث كميات غير معتادة من الدخان الاسود عبر مصفاة شركة الاسمنت تنقلت عبر سحب غطت منطقة المصيدة بنزرت ثم غمرت تدريجيا بمساعدة الرياح احياء البحيرة وبرج غماز بنزرت الشمالية واجزاء من معتمديات جرزونة ومنزل جميل ...وقد اثارت الصور ومقاطع الفيديو غضب المتابعين الذين طالبوا بالتدخل العاجل للجم انبعاثات السموم التي تؤثر على الثروة الحيوانية، وخصوبة الاراضي الفلاحية، كما يهدد تنوع الاحواض المائية وتتسبب على المدى الطويل في عدة انواع من السرطانات القاتلة وامراض الدم عافانا وعافاكم الله ...
وقد فرض الجدل القائم واتساع درجة الغضب توضيحا من الشركة التي اكدت يوم 31 ديسمبر 2021 " ان سياستها تراعي المحافظة على البيئة وانها قد انخرطت في مشروع تطهير بحيرة بنزرت واتمت في اطاره تركيز مصفاة للفرن الرئيسي التي قللت من نسبة الانبعاثات واضافت ان ما حدث خلال الايام السابقة سببه عطب ميكانيكي طرأ في ورشة رحي الفحم البترولي و يتوقف اصلاحه على توفر قطع غيار سيتم استلامها بعد اتمام الاجراءات الديوانية. وانهت الشركة انها قد قررت وقف عمليات الانتاج خلال الاسبوع الاول من شهر جانفي 2022 للحد من التلوث.
ولكن مر الاسبوع الاول من جانفي دون ان يتوقف الانتاج مما اثار مجددا المخاوف التي بددها اعلان الشركة السبت الماضي " انها ستغلق مصنعها من 10 الى 15 جانفي الجاري للقيام بعمليّات الإصلاح والصيانة الشاملة لمصفاة ورشة رحي فحم الكوك وإصلاح عطب ميكانيكي طرآ على مصفاة الأكياس تسبب في انبعاث سحب سوداء في الهواء. وأوضحت الشركة بأنّ قرار الغلق الوقائي لمصنعها يأتي في اطار “الحرص على احترام المحيط بعد ظهور هذه الانبعاثات على مستوى مصفاة ورشة رحي فحم الكوك وأنّها ستقوم بإصلاح المصفاة بعد استلام قطع الغيار الأساسية المستوردة التي بقيت رهينة الاجراءات الديوانية لمدة 15 يوما " كما نوهت الشركة في بلاغ صادر عنها" ان مشروع تركيز مصفاة الأكياس للفرن الرئيسي الذي تمّ انجازه في إطار البرنامج المندمج لإزالة التلوّث في بحيرة بنزرت يواصل تحقيق النجاح الشامل وان " نجاعة المعدّات التّي وقع إرسائها تجاوزت التوقعات الأوليّة محققة انبعاثات أقل بكثير من الحدود المرسومة في اطار المواصفات والاطار التشريعي الوطني "وفي تعليق فوري على بلاغ الشركة اكد وسام زروق رئيس جمعية Bizerte cleaner ان صيانة المصفاة ومراقبتها الدورية سيمكنان فعلا من تقليص الانبعاثات الى الحد المسموح به حسب المواصفات التونسية واضاف انه بإمكان " اسمنت بنزرت " ان تعتمد على شركات محلية مختصة في المجال "
اوضاع داخلية في حاجة للمراجعة
وفي انتظار وصول التجهيزات والتقليص من الانبعاثات السامة على ادارة شركة اسمنت ببنزرت ان ترتب الاوضاع داخل المصنع الذي شهد يوم 03 جانفي الجاري تجمعا عماليا اطرته النقابة الاساسية التي نقلت استياء الأعوان من الوضع الاجتماعي وظروف العمل ..ويأتي التحرك الاحتجاجي بعد 10 ايام من توجيه الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت مراسلة الى وزير الصناعة تضمنت طلب جلسة عمل للنظر في مواضيع اهمها وضعية المؤسسة ومستقبلها وظروف الصحة والسلامة المهنية ، سحب المنحة الخصوصية على جميع الاعوان ، والترفيع في قيمة وصولات الأكل، ومنحة عيد الاضحى، وتمتيع الاعوان بمنحة الانتاجية حسب ما ينص عليه النظام الاساسي للشركة مراجعة نظام التأجير بالمؤسسة ،تحديد نظام العمل لأعوان الحراسة،
ساسي الطرابلسي
بنزرت-الصباح
تعتبر تونس من اوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (UNFCCC) عام 1993 وميثاق كيوتو عام 2002 الذي يلزم الموقعين باستبدال مصادر الطاقة الملوثة بأخرى صديقة للبيئة، لكن على ارض الواقع ولانخفاض كلفته يتواصل استخدام الفحم البترولي في مصانع الاسمنت كما هو الحال في بنزرت فرغم اعتراض متساكني معتمديات منزل بورقيبة، وتينجة وبنزرت الجنوبية سنوات 2014-2015-2016 والاحتجاجات التي عمت مدينة قابس سنة 2019 بسبب الكارثة الصحية وعملية التسميم الجماعية دون حسيب او رقيب التي تعاني منها العديد من جهات.
الدخان الاسود يغمر مدينة بنزرت
ويبدو ان الكارثة قد حطت رحالها مجددا في بنزرت حيث تم توثيق انبعاث كميات غير معتادة من الدخان الاسود عبر مصفاة شركة الاسمنت تنقلت عبر سحب غطت منطقة المصيدة بنزرت ثم غمرت تدريجيا بمساعدة الرياح احياء البحيرة وبرج غماز بنزرت الشمالية واجزاء من معتمديات جرزونة ومنزل جميل ...وقد اثارت الصور ومقاطع الفيديو غضب المتابعين الذين طالبوا بالتدخل العاجل للجم انبعاثات السموم التي تؤثر على الثروة الحيوانية، وخصوبة الاراضي الفلاحية، كما يهدد تنوع الاحواض المائية وتتسبب على المدى الطويل في عدة انواع من السرطانات القاتلة وامراض الدم عافانا وعافاكم الله ...
وقد فرض الجدل القائم واتساع درجة الغضب توضيحا من الشركة التي اكدت يوم 31 ديسمبر 2021 " ان سياستها تراعي المحافظة على البيئة وانها قد انخرطت في مشروع تطهير بحيرة بنزرت واتمت في اطاره تركيز مصفاة للفرن الرئيسي التي قللت من نسبة الانبعاثات واضافت ان ما حدث خلال الايام السابقة سببه عطب ميكانيكي طرأ في ورشة رحي الفحم البترولي و يتوقف اصلاحه على توفر قطع غيار سيتم استلامها بعد اتمام الاجراءات الديوانية. وانهت الشركة انها قد قررت وقف عمليات الانتاج خلال الاسبوع الاول من شهر جانفي 2022 للحد من التلوث.
ولكن مر الاسبوع الاول من جانفي دون ان يتوقف الانتاج مما اثار مجددا المخاوف التي بددها اعلان الشركة السبت الماضي " انها ستغلق مصنعها من 10 الى 15 جانفي الجاري للقيام بعمليّات الإصلاح والصيانة الشاملة لمصفاة ورشة رحي فحم الكوك وإصلاح عطب ميكانيكي طرآ على مصفاة الأكياس تسبب في انبعاث سحب سوداء في الهواء. وأوضحت الشركة بأنّ قرار الغلق الوقائي لمصنعها يأتي في اطار “الحرص على احترام المحيط بعد ظهور هذه الانبعاثات على مستوى مصفاة ورشة رحي فحم الكوك وأنّها ستقوم بإصلاح المصفاة بعد استلام قطع الغيار الأساسية المستوردة التي بقيت رهينة الاجراءات الديوانية لمدة 15 يوما " كما نوهت الشركة في بلاغ صادر عنها" ان مشروع تركيز مصفاة الأكياس للفرن الرئيسي الذي تمّ انجازه في إطار البرنامج المندمج لإزالة التلوّث في بحيرة بنزرت يواصل تحقيق النجاح الشامل وان " نجاعة المعدّات التّي وقع إرسائها تجاوزت التوقعات الأوليّة محققة انبعاثات أقل بكثير من الحدود المرسومة في اطار المواصفات والاطار التشريعي الوطني "وفي تعليق فوري على بلاغ الشركة اكد وسام زروق رئيس جمعية Bizerte cleaner ان صيانة المصفاة ومراقبتها الدورية سيمكنان فعلا من تقليص الانبعاثات الى الحد المسموح به حسب المواصفات التونسية واضاف انه بإمكان " اسمنت بنزرت " ان تعتمد على شركات محلية مختصة في المجال "
اوضاع داخلية في حاجة للمراجعة
وفي انتظار وصول التجهيزات والتقليص من الانبعاثات السامة على ادارة شركة اسمنت ببنزرت ان ترتب الاوضاع داخل المصنع الذي شهد يوم 03 جانفي الجاري تجمعا عماليا اطرته النقابة الاساسية التي نقلت استياء الأعوان من الوضع الاجتماعي وظروف العمل ..ويأتي التحرك الاحتجاجي بعد 10 ايام من توجيه الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت مراسلة الى وزير الصناعة تضمنت طلب جلسة عمل للنظر في مواضيع اهمها وضعية المؤسسة ومستقبلها وظروف الصحة والسلامة المهنية ، سحب المنحة الخصوصية على جميع الاعوان ، والترفيع في قيمة وصولات الأكل، ومنحة عيد الاضحى، وتمتيع الاعوان بمنحة الانتاجية حسب ما ينص عليه النظام الاساسي للشركة مراجعة نظام التأجير بالمؤسسة ،تحديد نظام العمل لأعوان الحراسة،
