إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي.. أسلحة ستفتك بالعالم وتغيّر وجه الحروب للأبد

د.محمد العرب

أكاديمي وباحث في الذكاء الاصطناعي

@malarab1

في عالم يشهد تطوراً تقنياً متسارعاً ومرعباً ، يتغير مفهوم الحرب التقليدية بشكل جذري، حيث لم تعد الصراعات العسكرية تعتمد فقط على الجنود والمدرعات، بل أصبحت التكنولوجيا المتقدمة هي المحرك الرئيسي لحروب المستقبل، الذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية يشكلان أسلحة خفية يمكن أن تحدث تأثيراً مدمراً يفوق كل ما عهدته البشرية في الحروب السابقة، مما يثير تساؤلات خطيرة حول مستقبل الأمن العالمي وإمكانية السيطرة على هذه التقنيات الفتاكة.

الذكاء الاصطناعي بات يلعب دوراً محورياً في تعزيز القدرات العسكرية الحديثة، إذ يمكنه تحليل البيانات الهائلة لاتخاذ قرارات قتالية في أجزاء من الثانية، وتوجيه الطائرات المسيّرة لتنفيذ عمليات هجومية بدقة متناهية دون الحاجة إلى تدخل بشري ، الجيوش التي كانت تعتمد في السابق على القادة الميدانيين أصبحت تتجه نحو أتمتة قراراتها الحاسمة، مما يثير مخاوف من انزلاق الحروب نحو سيناريوهات غير متوقعة، خاصة إذا أصبحت هذه الأنظمة الذكية عرضة للأخطاء البرمجية أو حتى للاختراق من قبل أطراف معادية.

التقنيات النانوية تُحدث أيضاً تحولاً جذرياً ومفصلياً في مجال تطوير الأسلحة، حيث تتيح تصنيع مواد متطورة ذات خصائص غير تقليدية، مثل المتانة الشديدة أو القدرة على التلاشي من أجهزة الرصد ، الأسلحة النانوية تتجاوز حدود الأسلحة التقليدية، إذ يمكن استخدامها لتطوير (ذخائر نانوية) تستهدف الخلايا الحية بدقة جزيئية، مما يفتح الباب أمام هجمات بيولوجية متناهية الصغر لا يمكن اكتشافها بسهولة وهذه الأسلحة قادرة على الفتك بالخصوم عبر نشر جزيئات متناهية الصغر في الهواء أو المياه، لتتحول إلى (أشباح قاتلة) غير مرئية تهاجم العدو دون أن يدرك مصدر الخطر.

يمتد هذا التأثير إلى المجال السيبراني أيضاً ، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز الهجمات الإلكترونية بشكل غير مسبوق، من خلال تعطيل البنى التحتية الحيوية مثل شبكات الطاقة وأنظمة الاتصالات، وحتى التلاعب بالأنظمة المالية لإحداث فوضى شاملة وعندما يتم دمج الذكاء الاصطناعي مع التقنيات النانوية، يصبح من الممكن تطوير تقنيات تسلل جديدة على المستوى الذري، ما يجعل عمليات التخريب غير قابلة للاكتشاف إلا بعد وقوع الكارثة.

هذه التقنيات، إذا لم يتم تنظيمها دولياً وفرض رقابة صارمة على استخدامها، قد تؤدي إلى صراعات لا يمكن السيطرة عليها. في الوقت الذي تتسابق فيه الدول نحو التفوق التكنولوجي العسكري، يبقى السؤال الملح: هل سيكون المستقبل محكومًا بأيدي البشر أم ستديره آلات ذكية وأساليب لا تُرى بالعين المجردة؟

رأي.. أسلحة ستفتك بالعالم وتغيّر وجه الحروب للأبد

د.محمد العرب

أكاديمي وباحث في الذكاء الاصطناعي

@malarab1

في عالم يشهد تطوراً تقنياً متسارعاً ومرعباً ، يتغير مفهوم الحرب التقليدية بشكل جذري، حيث لم تعد الصراعات العسكرية تعتمد فقط على الجنود والمدرعات، بل أصبحت التكنولوجيا المتقدمة هي المحرك الرئيسي لحروب المستقبل، الذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية يشكلان أسلحة خفية يمكن أن تحدث تأثيراً مدمراً يفوق كل ما عهدته البشرية في الحروب السابقة، مما يثير تساؤلات خطيرة حول مستقبل الأمن العالمي وإمكانية السيطرة على هذه التقنيات الفتاكة.

الذكاء الاصطناعي بات يلعب دوراً محورياً في تعزيز القدرات العسكرية الحديثة، إذ يمكنه تحليل البيانات الهائلة لاتخاذ قرارات قتالية في أجزاء من الثانية، وتوجيه الطائرات المسيّرة لتنفيذ عمليات هجومية بدقة متناهية دون الحاجة إلى تدخل بشري ، الجيوش التي كانت تعتمد في السابق على القادة الميدانيين أصبحت تتجه نحو أتمتة قراراتها الحاسمة، مما يثير مخاوف من انزلاق الحروب نحو سيناريوهات غير متوقعة، خاصة إذا أصبحت هذه الأنظمة الذكية عرضة للأخطاء البرمجية أو حتى للاختراق من قبل أطراف معادية.

التقنيات النانوية تُحدث أيضاً تحولاً جذرياً ومفصلياً في مجال تطوير الأسلحة، حيث تتيح تصنيع مواد متطورة ذات خصائص غير تقليدية، مثل المتانة الشديدة أو القدرة على التلاشي من أجهزة الرصد ، الأسلحة النانوية تتجاوز حدود الأسلحة التقليدية، إذ يمكن استخدامها لتطوير (ذخائر نانوية) تستهدف الخلايا الحية بدقة جزيئية، مما يفتح الباب أمام هجمات بيولوجية متناهية الصغر لا يمكن اكتشافها بسهولة وهذه الأسلحة قادرة على الفتك بالخصوم عبر نشر جزيئات متناهية الصغر في الهواء أو المياه، لتتحول إلى (أشباح قاتلة) غير مرئية تهاجم العدو دون أن يدرك مصدر الخطر.

يمتد هذا التأثير إلى المجال السيبراني أيضاً ، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز الهجمات الإلكترونية بشكل غير مسبوق، من خلال تعطيل البنى التحتية الحيوية مثل شبكات الطاقة وأنظمة الاتصالات، وحتى التلاعب بالأنظمة المالية لإحداث فوضى شاملة وعندما يتم دمج الذكاء الاصطناعي مع التقنيات النانوية، يصبح من الممكن تطوير تقنيات تسلل جديدة على المستوى الذري، ما يجعل عمليات التخريب غير قابلة للاكتشاف إلا بعد وقوع الكارثة.

هذه التقنيات، إذا لم يتم تنظيمها دولياً وفرض رقابة صارمة على استخدامها، قد تؤدي إلى صراعات لا يمكن السيطرة عليها. في الوقت الذي تتسابق فيه الدول نحو التفوق التكنولوجي العسكري، يبقى السؤال الملح: هل سيكون المستقبل محكومًا بأيدي البشر أم ستديره آلات ذكية وأساليب لا تُرى بالعين المجردة؟

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews