مواكبة للواقعة التي كانت جدت منذ يومين بأحد المعاهد بجهة الزهراء بولاية بن عروس والتي تمثلت في إقدام تلميذ على الاعتداء على أستاذه بواسطة سكين وساطور مخلفا له عدة إصابات بليغة على مستوى جسده؛ اتصلت "الصباح نيوز" بالدكتور بديع القاسمي المختص في الطب النفسي للأطفال لمحاولة تفسير الواقعة من الجانب النفسي.
وقد ذكر الدكتور القاسمي أن ما سجل أمر يمكن أن يفهم منه استقالة دور الوالدين الذي بات يقتصر على الرعاية المادية فقط للأبناء من توفير اللباس والأكل.
وواصل الدكتور القاسمي حديثه إلينا معرجا على مسالة موالية وهي وظيفة التعليم التي صارت تقتصر أيضا على مجرد تمرير للمعلومات لا غير مقابل غياب أي سلطة معنوية للأستاذ على تلاميذه وارجع ذلك الى التراكمات من العهد السابق.
وبخصوص ما سجل من إقدام التلميذ على الاعتداء على أستاذه وتوخي العنف كوسيلة، أكد ان الثقافة السائدة في مجتمعنا اليوم هي ثقافة العنف و"الصعاليك" و"الفصايل" من خلال مثلا ما يبث عبر الشاشات هذه الثقافة التي اعتبرها محدثنا تحظى بقيمة هامة لدى العائلات.
وذكر محدثنا ضمن، ذات السياق، ان تسامح الوسط العائلي والمجتمع مع "ثقافة العنف والانحراف" حيث ان "نجوم الإجرام" أصبحوا هم "النجوم" (على غرار أولاد مفيدة وشورب الخ) وهو ما يحيل الى اننا مررنا من ثقافة التفاهة (الراب) إلى ثقافة الإجرام ("داعش" وجرائم البراكاج والقتل الخ..) حيث ان الشباب يبحث عن معنى وجودي نحن كمجتمع وعائلة ودولة لم نعد نعطيه إياه وبالتالي فان المنحي الإجرامي يمنحه ذلك المعنى الفردي لحياته ووجوده مع الأسف.
وبالعودة للواقعة وفي ما يتعلق بسن التلميذ الذي يبلغ 16عاما، أوضح ان ما ارتكبه من اعمال عنف يندرج في اطار منحه معنى وجودي لحياته؛ ذلك ان المجتمع والأولياء والمربين وحتى السلطة لم توفر له ذلك.
وأشار محدثنا في ذات السياق الى ان الواقع الافتراضي مقابل استقالة الوالدين والسلطة والمؤسسة التربوية زيادة على الثقافة السائدة فان الطفل لا يجد أي معنى لوجوده الا من خلال ممارسة العنف خاصة وانه لا يوجد في المقابل اي بديل.
وحول ما تم تداوله اليوم من ان التلميذ خطط لارتكاب فعلته مسبقا، أوضح محدثنا ان هناك قابلية بحكم ما سبق ذكره فضلا عن ان صورته التي تم تنزيلها ببعض الصفحات والمواقع توحي بأنه لم يشعر بأي ذنب بعد ارتكابه لفعلته بل بالعكس فان الإحساس الطاغي هو شعور بالبطولة وبالتالي يمكن التأكيد ان الخط الفاصل بين الواقع الافتراضي والواقع الحقيقي لم يعد واضحا وان البطولة في كليهما صارت سواء..
وعن الحلول التي يقترحها أكد الدكتور القاسمي انه بات من الضروري ترسيخ ثقافة اللاعنف والعمل على تكريسها بتضافر جميع الأطراف المتداخلة كي تكون تلك الثقافة سائدة مع تحمل جميع الأطراف لمسؤوليتهم.
سعيدة الميساوي
* اليوم مررنا من ثقافة التفاهة إلى ثقافة الإجرام
مواكبة للواقعة التي كانت جدت منذ يومين بأحد المعاهد بجهة الزهراء بولاية بن عروس والتي تمثلت في إقدام تلميذ على الاعتداء على أستاذه بواسطة سكين وساطور مخلفا له عدة إصابات بليغة على مستوى جسده؛ اتصلت "الصباح نيوز" بالدكتور بديع القاسمي المختص في الطب النفسي للأطفال لمحاولة تفسير الواقعة من الجانب النفسي.
وقد ذكر الدكتور القاسمي أن ما سجل أمر يمكن أن يفهم منه استقالة دور الوالدين الذي بات يقتصر على الرعاية المادية فقط للأبناء من توفير اللباس والأكل.
وواصل الدكتور القاسمي حديثه إلينا معرجا على مسالة موالية وهي وظيفة التعليم التي صارت تقتصر أيضا على مجرد تمرير للمعلومات لا غير مقابل غياب أي سلطة معنوية للأستاذ على تلاميذه وارجع ذلك الى التراكمات من العهد السابق.
وبخصوص ما سجل من إقدام التلميذ على الاعتداء على أستاذه وتوخي العنف كوسيلة، أكد ان الثقافة السائدة في مجتمعنا اليوم هي ثقافة العنف و"الصعاليك" و"الفصايل" من خلال مثلا ما يبث عبر الشاشات هذه الثقافة التي اعتبرها محدثنا تحظى بقيمة هامة لدى العائلات.
وذكر محدثنا ضمن، ذات السياق، ان تسامح الوسط العائلي والمجتمع مع "ثقافة العنف والانحراف" حيث ان "نجوم الإجرام" أصبحوا هم "النجوم" (على غرار أولاد مفيدة وشورب الخ) وهو ما يحيل الى اننا مررنا من ثقافة التفاهة (الراب) إلى ثقافة الإجرام ("داعش" وجرائم البراكاج والقتل الخ..) حيث ان الشباب يبحث عن معنى وجودي نحن كمجتمع وعائلة ودولة لم نعد نعطيه إياه وبالتالي فان المنحي الإجرامي يمنحه ذلك المعنى الفردي لحياته ووجوده مع الأسف.
وبالعودة للواقعة وفي ما يتعلق بسن التلميذ الذي يبلغ 16عاما، أوضح ان ما ارتكبه من اعمال عنف يندرج في اطار منحه معنى وجودي لحياته؛ ذلك ان المجتمع والأولياء والمربين وحتى السلطة لم توفر له ذلك.
وأشار محدثنا في ذات السياق الى ان الواقع الافتراضي مقابل استقالة الوالدين والسلطة والمؤسسة التربوية زيادة على الثقافة السائدة فان الطفل لا يجد أي معنى لوجوده الا من خلال ممارسة العنف خاصة وانه لا يوجد في المقابل اي بديل.
وحول ما تم تداوله اليوم من ان التلميذ خطط لارتكاب فعلته مسبقا، أوضح محدثنا ان هناك قابلية بحكم ما سبق ذكره فضلا عن ان صورته التي تم تنزيلها ببعض الصفحات والمواقع توحي بأنه لم يشعر بأي ذنب بعد ارتكابه لفعلته بل بالعكس فان الإحساس الطاغي هو شعور بالبطولة وبالتالي يمكن التأكيد ان الخط الفاصل بين الواقع الافتراضي والواقع الحقيقي لم يعد واضحا وان البطولة في كليهما صارت سواء..
وعن الحلول التي يقترحها أكد الدكتور القاسمي انه بات من الضروري ترسيخ ثقافة اللاعنف والعمل على تكريسها بتضافر جميع الأطراف المتداخلة كي تكون تلك الثقافة سائدة مع تحمل جميع الأطراف لمسؤوليتهم.