إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

نزيف"الحرقة" يضرب في كل السواحل التونسية..

 

تونس-الصباح

تواصلت إلى غاية يوم أمس الأربعاء- بالتوازي مع غلق الطريق الرئيسية على مستوى منطقة أولاد بوسيف ومفترق "البلاكات"-، عمليات البحث والتفتيش عن المفقودين في الفاجعة البحرية التي شهدتها سواحل المهدية في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد بمشاركة وحدات الحرس البحري والبحرية الوطنية والحماية المدنية بتعزيز من طائرة مروحية تابعة للجيش الوطني فيما يظل الوجع يمزق أهالي المفقودين والانتظار سيد الموقف بين المئات من أهالي شبان حلموا يوما بتحسين وضعهم الاجتماعي والمغامرة بركوب مراكب الموت باتجاه الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.

ووفق المعطيات التي تحصلت عليها "الصباح" فان الوحدات الأمنية والعسكرية بتعزيز من فرق الغواصين للحماية المدنية بالمهدية تمكنت من تحديد مكان غرق المركب ثم العثور على حطامه في عمق يفوق الخمسين مترا على بعد نحو سبعة أميال شرق ميناء الصيد البحري بالمهدية في انتظار الغوص في داخله وبمحيطه بحثا عن نحو عشرين مفقودا بينهم فتاة وأب واثنان من أبنائه القصّر، إضافة إلى 11 مفقودا من عمادة عميرة الفحول وتحديدا من منطقتي القراوة (9) وأولاد بوسيف(2) وهم لسعد ساسية واحمد ساسية وسامي عثمان وحمدي عثمان وسامي بن رضا عثمان وسيف الدين القعلول وفارس ساسية ومجدي عثمان وفادي عجاج ورامي بوفائد وبلال حسين وثلاثة شبان من منطقة الغناندة.

8 موقوفين

في سياق متصل تمكنت وحدات الحرس المتعهدة بالبحث من إلقاء القبض على مشتبه بهما آخرين ليرتفع عدد المحتفظ بهم إلى ثمانية بتهمة تكوين وفاق يهدف إلى اجتياز الحدود البحرية خلسة والناجم عنه الموت بينهم المظنون فيه الرئيسي واحد الوسطاء الرئيسيين وهو كهل أصيل نفس المنطقة التي ينحدر منها غالبية المشاركين في هذه "الحرقة".

حقائق صادمة

إلى ذلك كشف احد الناجين السبعة من هذه الفاجعة وهو مراهق عمره 17 سنة عن حقائق صادمة حول "فاجعة المهدية"، حيث أفاد بأنه نجا بأعجوبة من موت محقق بعد أن ظل طيلة نحو سبع ساعات يسبح ويقاوم الأمواج، وأضاف انه شارك في عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة المذكورة رفقة ثلاثين شخصا بينهم فتاة وطفلان.

وذكر انه تحول مساء يوم السبت من مسقط رأسه إلى مدينة المهدية حيث جلس في مقهى إلى أن قدم شخص في حدود الساعة السادسة مساء واصطحبه إلى شاطئ البغدادي ليبحر خلسة رفقة ثلاثين شخصا بينهم عدد من أبناء منطقته في حدود الساعة الثامنة مساء ولكن سرعان ما توقف المركب بعد أن علق في الشباك.

بعد نحو نصف ساعة أبحر المركب مجددا وكان الأمل في الوصول إلى ايطاليا يحدو الجميع، ولكن بعد نحو ساعتين من الإبحار ساءت العوامل الجوية واضطرب البحر، ويبدو أن "الرايس" غير متمرّس إذ ما أن ارتطم المركب بموجة أولى حتى امتلأ احد جانبيه بالماء ثم لطمته موجة ثانية فأغرقته ليعلو صياح وصراخ المشاركين.

وأضاف الناجي انه ظل يسبح رفقة ستة أشخاص آخرين ويقاوم الأمواج فيما خفتت أصوات الصراخ شيئا فشيء، ثم بدأ يبتعد عن الستة الآخرين ويسبح ويذكر الشهادتين باستمرار إلى أن لمح فجرا أضواء مراكب الصيد فانطلق نحوها بكل رباطة جأش رغم وضعيته الصحية والنفسية المتدهورة حتى تفطن لوجوده البحارة وأنقذوه من موت محقق، مشيرا إلى أن إحدى الخافرات تمكنت على ما يبدو من إنقاذ ستة مشاركين قبل ان تتمكن في اليوم الموالي من انتشال أربع جثث.

تواصل النزيف

إلى ذلك، ورغم هذه الفاجعة وغيرها فان نزيف عمليات اجتياز الحدود البحرية خلسة متواصل، وضرب مختلف السواحل التونسية وخاصة في ولايات صفاقس والمهدية والمنستير وبنزرت ونابل أمام تجند مصالح الحرس البحري والبحرية الوطنية للتصدي لهذه الظاهرة وإحباط عشرات العمليات وإنقاذ مئات المهاجرين غير النظاميين بينهم تونسيون وأفارقة ينحدرون من دول جنوب الصحراء.

إذ تمكّنت ظهر أمس الأول، الوحدات البحرية التابعة لإقليم الحرس البحري بالمهديّة من إحباط عمليتي هجرة غير نظاميّة وإنقاذ 25 مهاجرا من جنسيات إفريقية وتونسية كما نجحت وحدات بحرية تابعة لجيش البحر والحرس البحري في عملية مشتركة مساء أمس الأول في إنقاذ 53 مهاجرا غير نظامي كلهم تونسيون، طلبوا المساعدة بعد تعطب مركبهم بالموقع شمال شرق منطقة العطايا بجزيرة قرقنة على بعد 38 كلم من اليابسة.

وأركبت وحدات جيش البحر- وفق بلاغ لوزارة الدفاع- 41 منهم بينهم ست نساء وعشرة أطفال، تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر و53 سنة، فيما تكفل الحرس البحري بالبقية، وأفاد الناجون أنهم أبحروا من سواحل الشابة منذ يوم 17 أكتوبر الجاري بنية اجتياز الحدود البحرية خلسة في اتجاه السواحل الأوروبية إلا أن الربان لاذ بالفرار صباح يوم 19 أكتوبر الجاري على متن مركب آخر.

30"حرقة" !!

وتمكنت وحدات تابعة للأقاليم البحرية للحرس الوطني بالساحل والشمال والوسط خلال الليلة الفاصلة بين يومي 18 و19 أكتوبر الجاري من إحباط 18 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة وإنقاذ 340 مجتازا بينهم 193 شخصا يحملون جنسيات دول افريقية مختلفة بينهم أربعة مفتش عنهم أحدهم محل 17 منشور تفتيش ومحكوم غيابيا بالسجن لمدة  42 سنة.

كما تمكنت وحدات الحرس البحري يوم 17 أكتوبر الجاري من إحباط 12 عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة وإيقاف 220 مهاجرا غير نظامي يحملون الجنسية التونسية وجنسيات دول جنوب الصحراء بينهم 13 القي القبض عليهم بجهة ملولش و58 في قرقنة و92 مجتازا بسواحل اللواتة وخمسة في صفاقس وأربعة في المحرس، وأربعة آخرين بسواحل غنوش من ولاية قابس.

وأنقذت وحدات الحرس البحري 16 مهاجرا غير نظامي يحملون الجنسية التونسية بسواحل رأس انجلة ببنزرت الجنوبية من موت محقق بأعجوبة بعد تسرب المياه الى مركبهم كما أوقفت ثمانية مجتازين بسواحل المنستير وأربعة بسواحل المعمورة من ولاية نابل ما يرفع عدد المهاجرين غير النظاميين الذين تم التصدي لهم الى نحو 22 ألفا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري فيما بلغ عدد المفقودين حوالي 470 خلال نفس الفترة وفق معطيات تحصلت عليها "الصباح".

 

صابر المكشر

نزيف"الحرقة" يضرب في كل السواحل التونسية..

 

تونس-الصباح

تواصلت إلى غاية يوم أمس الأربعاء- بالتوازي مع غلق الطريق الرئيسية على مستوى منطقة أولاد بوسيف ومفترق "البلاكات"-، عمليات البحث والتفتيش عن المفقودين في الفاجعة البحرية التي شهدتها سواحل المهدية في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد بمشاركة وحدات الحرس البحري والبحرية الوطنية والحماية المدنية بتعزيز من طائرة مروحية تابعة للجيش الوطني فيما يظل الوجع يمزق أهالي المفقودين والانتظار سيد الموقف بين المئات من أهالي شبان حلموا يوما بتحسين وضعهم الاجتماعي والمغامرة بركوب مراكب الموت باتجاه الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.

ووفق المعطيات التي تحصلت عليها "الصباح" فان الوحدات الأمنية والعسكرية بتعزيز من فرق الغواصين للحماية المدنية بالمهدية تمكنت من تحديد مكان غرق المركب ثم العثور على حطامه في عمق يفوق الخمسين مترا على بعد نحو سبعة أميال شرق ميناء الصيد البحري بالمهدية في انتظار الغوص في داخله وبمحيطه بحثا عن نحو عشرين مفقودا بينهم فتاة وأب واثنان من أبنائه القصّر، إضافة إلى 11 مفقودا من عمادة عميرة الفحول وتحديدا من منطقتي القراوة (9) وأولاد بوسيف(2) وهم لسعد ساسية واحمد ساسية وسامي عثمان وحمدي عثمان وسامي بن رضا عثمان وسيف الدين القعلول وفارس ساسية ومجدي عثمان وفادي عجاج ورامي بوفائد وبلال حسين وثلاثة شبان من منطقة الغناندة.

8 موقوفين

في سياق متصل تمكنت وحدات الحرس المتعهدة بالبحث من إلقاء القبض على مشتبه بهما آخرين ليرتفع عدد المحتفظ بهم إلى ثمانية بتهمة تكوين وفاق يهدف إلى اجتياز الحدود البحرية خلسة والناجم عنه الموت بينهم المظنون فيه الرئيسي واحد الوسطاء الرئيسيين وهو كهل أصيل نفس المنطقة التي ينحدر منها غالبية المشاركين في هذه "الحرقة".

حقائق صادمة

إلى ذلك كشف احد الناجين السبعة من هذه الفاجعة وهو مراهق عمره 17 سنة عن حقائق صادمة حول "فاجعة المهدية"، حيث أفاد بأنه نجا بأعجوبة من موت محقق بعد أن ظل طيلة نحو سبع ساعات يسبح ويقاوم الأمواج، وأضاف انه شارك في عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة المذكورة رفقة ثلاثين شخصا بينهم فتاة وطفلان.

وذكر انه تحول مساء يوم السبت من مسقط رأسه إلى مدينة المهدية حيث جلس في مقهى إلى أن قدم شخص في حدود الساعة السادسة مساء واصطحبه إلى شاطئ البغدادي ليبحر خلسة رفقة ثلاثين شخصا بينهم عدد من أبناء منطقته في حدود الساعة الثامنة مساء ولكن سرعان ما توقف المركب بعد أن علق في الشباك.

بعد نحو نصف ساعة أبحر المركب مجددا وكان الأمل في الوصول إلى ايطاليا يحدو الجميع، ولكن بعد نحو ساعتين من الإبحار ساءت العوامل الجوية واضطرب البحر، ويبدو أن "الرايس" غير متمرّس إذ ما أن ارتطم المركب بموجة أولى حتى امتلأ احد جانبيه بالماء ثم لطمته موجة ثانية فأغرقته ليعلو صياح وصراخ المشاركين.

وأضاف الناجي انه ظل يسبح رفقة ستة أشخاص آخرين ويقاوم الأمواج فيما خفتت أصوات الصراخ شيئا فشيء، ثم بدأ يبتعد عن الستة الآخرين ويسبح ويذكر الشهادتين باستمرار إلى أن لمح فجرا أضواء مراكب الصيد فانطلق نحوها بكل رباطة جأش رغم وضعيته الصحية والنفسية المتدهورة حتى تفطن لوجوده البحارة وأنقذوه من موت محقق، مشيرا إلى أن إحدى الخافرات تمكنت على ما يبدو من إنقاذ ستة مشاركين قبل ان تتمكن في اليوم الموالي من انتشال أربع جثث.

تواصل النزيف

إلى ذلك، ورغم هذه الفاجعة وغيرها فان نزيف عمليات اجتياز الحدود البحرية خلسة متواصل، وضرب مختلف السواحل التونسية وخاصة في ولايات صفاقس والمهدية والمنستير وبنزرت ونابل أمام تجند مصالح الحرس البحري والبحرية الوطنية للتصدي لهذه الظاهرة وإحباط عشرات العمليات وإنقاذ مئات المهاجرين غير النظاميين بينهم تونسيون وأفارقة ينحدرون من دول جنوب الصحراء.

إذ تمكّنت ظهر أمس الأول، الوحدات البحرية التابعة لإقليم الحرس البحري بالمهديّة من إحباط عمليتي هجرة غير نظاميّة وإنقاذ 25 مهاجرا من جنسيات إفريقية وتونسية كما نجحت وحدات بحرية تابعة لجيش البحر والحرس البحري في عملية مشتركة مساء أمس الأول في إنقاذ 53 مهاجرا غير نظامي كلهم تونسيون، طلبوا المساعدة بعد تعطب مركبهم بالموقع شمال شرق منطقة العطايا بجزيرة قرقنة على بعد 38 كلم من اليابسة.

وأركبت وحدات جيش البحر- وفق بلاغ لوزارة الدفاع- 41 منهم بينهم ست نساء وعشرة أطفال، تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر و53 سنة، فيما تكفل الحرس البحري بالبقية، وأفاد الناجون أنهم أبحروا من سواحل الشابة منذ يوم 17 أكتوبر الجاري بنية اجتياز الحدود البحرية خلسة في اتجاه السواحل الأوروبية إلا أن الربان لاذ بالفرار صباح يوم 19 أكتوبر الجاري على متن مركب آخر.

30"حرقة" !!

وتمكنت وحدات تابعة للأقاليم البحرية للحرس الوطني بالساحل والشمال والوسط خلال الليلة الفاصلة بين يومي 18 و19 أكتوبر الجاري من إحباط 18 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة وإنقاذ 340 مجتازا بينهم 193 شخصا يحملون جنسيات دول افريقية مختلفة بينهم أربعة مفتش عنهم أحدهم محل 17 منشور تفتيش ومحكوم غيابيا بالسجن لمدة  42 سنة.

كما تمكنت وحدات الحرس البحري يوم 17 أكتوبر الجاري من إحباط 12 عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة وإيقاف 220 مهاجرا غير نظامي يحملون الجنسية التونسية وجنسيات دول جنوب الصحراء بينهم 13 القي القبض عليهم بجهة ملولش و58 في قرقنة و92 مجتازا بسواحل اللواتة وخمسة في صفاقس وأربعة في المحرس، وأربعة آخرين بسواحل غنوش من ولاية قابس.

وأنقذت وحدات الحرس البحري 16 مهاجرا غير نظامي يحملون الجنسية التونسية بسواحل رأس انجلة ببنزرت الجنوبية من موت محقق بأعجوبة بعد تسرب المياه الى مركبهم كما أوقفت ثمانية مجتازين بسواحل المنستير وأربعة بسواحل المعمورة من ولاية نابل ما يرفع عدد المهاجرين غير النظاميين الذين تم التصدي لهم الى نحو 22 ألفا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري فيما بلغ عدد المفقودين حوالي 470 خلال نفس الفترة وفق معطيات تحصلت عليها "الصباح".

 

صابر المكشر

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews