تحت شعار "لننجز الانتقال الرقمي حتى نستمر في العيش" (ترانسفورم تو سورفايف)، أعطيت مساء اليوم الاربعاء بفضاء المدينة ياسيمين الحمامات، إشارة انطلاق أعمال المنتدى الثامن لمديري أنظمة المعلومات في إفريقيا، والذي يتواصل من 26 إلى 29 أكتوبر الجاري، بحضور نحو 600 مشارك بين مسؤولين وخبراء في التكنولوجيا الرقمية من 25 دولة إفريقية، من بينها موريطانيا، ضيفة شرف المنتدى، ومن بلدان أوروبية.
وأشار وزير تكنولوجيات الاتصال، نزار بن ناجي، في الكلمة الافتتاحية للمنتدى، إلى أن الانتقال الرقمي بات ضرورة ملحة لكل المؤسسات والبلدان، خاصة وأن مواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة أضحى مقياسا للتقدم ورافدا لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاديات.
وأكد أن الاستفادة من الفرص الكبيرة التي تتحيها الثورة الرقمية يحتاج إلى إنجاز الانتقال الرقمي، والذي يحتاج بدوره إلى تطوير البيئة الرقمية بمختلف أبعادها وليشمل الانتقال الرقمي الإدارة والمؤسسة وطرق العمل والتفكير، بما يمكن من تطوير خدمات رقمية جديدة لفائدة المستعملين.
وبين أن تونس انطلقت في العمل من أجل رفع تحدي الانتقال الرقمي، من خلال وضعها ل"الاستراتجية الوطنية للرقمنة"، والتي تقوم على جملة من المحاور، من أبرزها، تطوير البنية التحتية الرقمية، وتحيين الإطار التشريعي المنظم للقطاع الرقمي وتحسينه، وتحسين الخدمات المسداة للمواطن، وتحسين الإدماج الاجتماعي الرقمي والإدماج المالي الرقمي، فضلا عن العمل على ضمان سلامة الفضاء السيبرني الوطني، وتطوير الكفاءات والمهن في المجال الرقمي، من أجل تعزيز إشعاع تونس وجعلها أرضا لدفع المبادرات الرقمية.
وبخصوص الأمن السيبرني، أوضح نزار بن ناجي أن الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبرني تركز بالخصوص على الإجراءات الاستباقية لتفادي المخاطر، وعلى تكثيف إجراءات التوقي، عبر تدقيق الأنظمة وقواعد البيانات الوطنية وإجراءات التفطن السريع للحوادث والهجمات السيبرنية ومعالجة الأزمات والمخاطر بطريقة سريعة.
وأفاد بأن تلك الاستراتجية تشمل كذلك تعزيز الانتقال الرقمي للإدارة التونسية، خاصة من خلال تطوير بوابات موحدة للخدمات، لا سيما وأن نجاح الانتقال الرقمي لا يتحقق إلا برقمنة الخدمات المسداة للمؤسسات وللمواطنين، مبينا، في هذا الصدد، أن تونس انطلقت بعد في وضع اللبنات الأولى لهذا المشروع، من خلال إطلاق الهوية الرقمية لفائدة المواطنين منذ 3 أوت الفارط، والتي تسمح بالتعامل مع البوابات الحكومية بكل سلامة، وتتتيح التوقيع الرقمي للوثائق.
وأشار إلى أن هذه الخدمة التي تعززت بإطلاق البريد الالكتروني الرسمي يوم 21 أكتوبر "اي بريد"، ستتعزز الثقة في التعامل الرقمي مع البوابات الحكومية، وستمكن في ذات الوقت الهياكل الحكومية من الانفتاح أكثر على الانترنات وعلى الخدمات الرقمية، في إطار سليم لتبادل المعطيات.
من ناحيته، اعتبر رئيس لجنة تنظيم المنتدى الدولي الثامن لمسؤولي أنظمة المعلومات، الناصر كشو، في تصريح ل"وات"، أن المنتدى يمثل فرصة كبيرة لتعميق الوعي باهمية الانتقال الرقمي وضرورة انخراط المؤسسة الاقتصادية في هذا التحول الرقمي لضمان استمراريتها وتعزيز قدرتها التنافسية.
وبين أن جدول أعمال المنتدى يتضمن 10 ندوات وأكثر من 20 ورشة عمل، ستتوج بإصدار جملة من التوصيات والمقترحات حول السبل الكفيلة بمساعدة المؤسسات التونسية والإفريقية على الانخراط في التحول الرقمي ومواكبة التطورات المتسارعة للتحولات التكنولوجية. وات