إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الانسحاب من تنظيم مهرجان "منارات".. "معركة كسر العظام ستضر السينما التونسية"

* رئيستا المهرجان والجمعية:" مجبرتان على الانسحاب متمسكتان باستمرارية المهرجان "

تونس – الصباح

تسبب تعليق وزارة الشؤون الثقافية العمل باتفاقية الشراكة المبرمة بين المركز الوطني للسينما والصورة وجمعية "منارات سينما للجميع" طبقا لتراتيب الفصليْن 3 و9 بالأمر عدد 5183 لسنة 2013 المؤرخ في 18 نوفمبر سنة 2013 في استياء كل من جمعية منارات "سينما للجميع" والهيئة المديرة لمهرجان السينما المتوسطية "منارات" ودفعهما الى اعلان  انسحابهما من تنظيم الدورة الثالثة للمهرجان وقد كان من الفروض تنظيمها من 1 إلى 7 جويلية 2022.                                                       

 الجمعية والهيئة اصدرتا بيانا جاء فيه بالخصوص أنه: "إثر محاولات عديدة لم تسفر عن نتيجة تذكر لإيجاد حلول لهذه الأزمة وأمام عجزنا على تنظيم دورة تفي بوعودها وفي مستوى الدورات التي سبقتها، وجدت كل من إدارة المهرجان وإدارة الجمعية نفسها مجبرة على الانسحاب قبل شهرين من الموعد المنتظر للدورة الثالثة".

تأسس هذا المهرجان سنة 2018 بهدف دعم التبادل السينمائي بين ضفتيْ البحر المتوسط وإنشاء منصة مهنية تجمع مختلف الفاعلين في القطاع السينمائي بالدول المتوسطية، وكذلك منح عشاق الفن السابع من التونسيين فرصة للانفتاح على الفنون والإبداعات المتوسطية ومن المؤسف ان تصل ادارته وشركاؤه ووزارة الشؤون الثقافية التي تشرف عليه الى هذه الطريق المسدودة بعد ان تم تنظيم دورتين ناجحتين.                                                                       

صحيح ان شيراز العتيري ودرة بوشوشة وعدتا بالتمسك باستمرارية المهرجان والتزمتا بإتمام كلّ إجراءات تسليم الأعمال المنجزة من برمجة فنية ومهنية للإدارة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة ولكن الانسحاب قبل شهرين فقط من موعد انطلاق المهرجان مسيء له وفيه ايذان بصعوبات قد تؤدي الى تعطيله او توقفه واندثاره.

هل حذف إسم الوزارة من المعلقة الرسمية للمهرجان في اطار حملة مغرضة ؟ 
وتبعا لهذا الانسحاب من تنظيم الدورة الثالثة من هذا المهرجان وضحت وزارة الشؤون الثقافية في بلاغ اصدرته يوم الاحد 1 ماي 2022 أن تعليق العمل كان مؤقتا بالاتفاقية ولا يعني إلغاءها وإنما يستدعي التثبت من مسائل إجرائية وتنظيمية وقانونية مرتبطة بالتظاهرة في حد ذاتها وبالاتفاقية المعنية وهي محل متابعة ستؤدي إلى اختيار الحلول الأنسب في هذا الظرف الوجيز والدقيق.
وأضافت الوزارة في بلاغها أنها حريصة على الإيفاء بالتزاماتها مع جميع الشركاء اعتمادا على تجربتها الطويلة وخبرتها في إدارة المحطات الثقافية الهامة والكبرى بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية عمومية كانت أو خاصة أو مدنية.
كما اكدت أنه اعتبارا للنجاح الذي حققته الدورتان السابقتان للمهرجان خارج إطار أي شراكة مع أي جمعية كانت، فان مقومات النجاح المتراكمة تعتبر كسبا هاما للمركز الوطني للسينما والصورة وهذا يمكنه من مواصلة تنظيم المهرجان الذي قام بتسجيله، ومن تطويره على الوجه المطلوب وأفضل بتضافر الجهود ودعم أكبر من الشركاء الرئيسيين وخاصة في هذا التوقيت بالذات.
وبينت وزارة الشؤون الثقافية أن العلاقة بين المركز الوطني للسينما والصورة والجمعية المعنية تضبطها اتفاقية شراكة، وكل قرار من الطرفين يخضع لبنود الاتفاقية ويتحمل كل طرف فيه مسؤولياته الأدبية والقانونية وتبعاته الاجتماعية والاقتصادية.                                                                              

 وأشارت الوزارة في نفس البلاغ إلى أن قرار انسحاب الشريك لا يعني تخلّي المركز عن دوره ومسؤوليته في تأمين حسن تنظيم التظاهرة التي أشرف عليها منذ انطلاقها وفي اختيار شركائه. واستنكرت ما اعتبرته منحى تشويهيا في حملة مغرضة ضد التوجه الإصلاحي الذي تنتهجه الوزارة وقد تجلت أولى بوادر هذه الحملة بحذف إسم الوزارة من المعلقة الرسمية للمهرجان، رغم أن المركز الوطني للسينما والصورة هو المنظم الرئيسي الباعث الأصلي له ليأتي لاحقا هذا الانسحاب المتسرّع وغير المبرر وهو ما لا يقبله كل غيور على سمعة السينما التونسية وصورتها في الداخل والخارج.
وذكّر نص البلاغ بحرص وزارة الشؤون الثقافية على إنارة الرأى العام بأنه تم تأسيس "جمعية منارات سينما للجميع" بداية سنة 2021 بتسمية مماثلة لاسم المهرجان "منارات"، ومن أهدافها تنظيم هذا المهرجان المسجل أصلا باسم المركز وذلك دون تنسيق مع الأطراف المعنية كما تبينه المعلقة الرسمية للمهرجان لسنة 2021 والمنشورة على الصفحة الرسمية لهذا المهرجان وجمعية منارات قبل امضاء اي اتفاقية للغرض مع المركز الوطني للسينما والصورة .

التشدد في الموقف ولي الاذرع في الاوقات الصعبة والقاتلة:" تخميرة"

مواجهة كسر العظام هذه بين هذا الثلاثي أي  وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط ومديرة مهرجان درة بوشوشة ورئيسة الجمعية شيراز العتيري استاء منها اهل السينما رجاله ونساؤه والفاعلون فيه واعتبروا انه مسمار جديد في نعش الثقافة الجادة والجيدة في تونس الآيلة الى مزيد الانحدار والتردي. وقد عبر الكثير من متابعي هذا الاشكال والمعنيين به مباشرة عن الاسف على ما سيؤول اليه هذا المهرجان -الذي اصبح منذ دورته الثانية منافسا عنيدا لأيام قرطاج السينمائية وجلب انتباه السينمائيين ومحبي السينما في تونس وخارجها- خاصة وانه الى يومنا هذا وقبل اقل من شهرين على موعد انعقاده لم يتلق ميزانيته من الجهتين المنظمتين وخاصة من وزارة الشؤون الثقافية.

وعلى كل ومهما كانت الظروف وحدة الاشكالات وخطورة المواقف العدمية في اغلبها والتي ستضر بالضرورة  بمصلحة تونس فنحن في انتظار ظهور القادر على راب الصدع بين هذا الثلاثي لإنقاذ هذه الدورة الثالثة من مهرجان السينما المتوسطية "منارات" والحد من التداعيات الخطيرة لهذا الاشكال مع درة بوشوشة عرابة السينما التونسية واحدى اهم الركائز التي تستند اليها السينما في بلادنا من ناحية وتمكن الوزارة من تنفيذ المسار الاصلاحي الذي رأته صالحا للمرحلة من ناحية ثانية -والمسار الاصلاحي لازم حسب رأينا لكل مجالات الثقافة في تونس وقطاعاتها- لإنقاذها مما تردت فيه من شعبوية وربوخات وفلكلور في معناه السلبي طبعا وتغن بالأولياء الصالحين والزوي والدعوة الى التخمّر في كل المناسبات والتظاهرات وللسينمائيين ايضا " تخميرتهم - والتخميرة لا نقصد بها الرقص بالضرورة وإنما التخمّر بجميع اشكاله ومظاهره بما في ذلك فرض الرأي والتشدد في الموقف ولي الاذرع في الاوقات الصعبة والقاتلة .

 

علياء بن نحيلة      

الانسحاب من تنظيم مهرجان "منارات".. "معركة كسر العظام ستضر السينما التونسية"

* رئيستا المهرجان والجمعية:" مجبرتان على الانسحاب متمسكتان باستمرارية المهرجان "

تونس – الصباح

تسبب تعليق وزارة الشؤون الثقافية العمل باتفاقية الشراكة المبرمة بين المركز الوطني للسينما والصورة وجمعية "منارات سينما للجميع" طبقا لتراتيب الفصليْن 3 و9 بالأمر عدد 5183 لسنة 2013 المؤرخ في 18 نوفمبر سنة 2013 في استياء كل من جمعية منارات "سينما للجميع" والهيئة المديرة لمهرجان السينما المتوسطية "منارات" ودفعهما الى اعلان  انسحابهما من تنظيم الدورة الثالثة للمهرجان وقد كان من الفروض تنظيمها من 1 إلى 7 جويلية 2022.                                                       

 الجمعية والهيئة اصدرتا بيانا جاء فيه بالخصوص أنه: "إثر محاولات عديدة لم تسفر عن نتيجة تذكر لإيجاد حلول لهذه الأزمة وأمام عجزنا على تنظيم دورة تفي بوعودها وفي مستوى الدورات التي سبقتها، وجدت كل من إدارة المهرجان وإدارة الجمعية نفسها مجبرة على الانسحاب قبل شهرين من الموعد المنتظر للدورة الثالثة".

تأسس هذا المهرجان سنة 2018 بهدف دعم التبادل السينمائي بين ضفتيْ البحر المتوسط وإنشاء منصة مهنية تجمع مختلف الفاعلين في القطاع السينمائي بالدول المتوسطية، وكذلك منح عشاق الفن السابع من التونسيين فرصة للانفتاح على الفنون والإبداعات المتوسطية ومن المؤسف ان تصل ادارته وشركاؤه ووزارة الشؤون الثقافية التي تشرف عليه الى هذه الطريق المسدودة بعد ان تم تنظيم دورتين ناجحتين.                                                                       

صحيح ان شيراز العتيري ودرة بوشوشة وعدتا بالتمسك باستمرارية المهرجان والتزمتا بإتمام كلّ إجراءات تسليم الأعمال المنجزة من برمجة فنية ومهنية للإدارة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة ولكن الانسحاب قبل شهرين فقط من موعد انطلاق المهرجان مسيء له وفيه ايذان بصعوبات قد تؤدي الى تعطيله او توقفه واندثاره.

هل حذف إسم الوزارة من المعلقة الرسمية للمهرجان في اطار حملة مغرضة ؟ 
وتبعا لهذا الانسحاب من تنظيم الدورة الثالثة من هذا المهرجان وضحت وزارة الشؤون الثقافية في بلاغ اصدرته يوم الاحد 1 ماي 2022 أن تعليق العمل كان مؤقتا بالاتفاقية ولا يعني إلغاءها وإنما يستدعي التثبت من مسائل إجرائية وتنظيمية وقانونية مرتبطة بالتظاهرة في حد ذاتها وبالاتفاقية المعنية وهي محل متابعة ستؤدي إلى اختيار الحلول الأنسب في هذا الظرف الوجيز والدقيق.
وأضافت الوزارة في بلاغها أنها حريصة على الإيفاء بالتزاماتها مع جميع الشركاء اعتمادا على تجربتها الطويلة وخبرتها في إدارة المحطات الثقافية الهامة والكبرى بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية عمومية كانت أو خاصة أو مدنية.
كما اكدت أنه اعتبارا للنجاح الذي حققته الدورتان السابقتان للمهرجان خارج إطار أي شراكة مع أي جمعية كانت، فان مقومات النجاح المتراكمة تعتبر كسبا هاما للمركز الوطني للسينما والصورة وهذا يمكنه من مواصلة تنظيم المهرجان الذي قام بتسجيله، ومن تطويره على الوجه المطلوب وأفضل بتضافر الجهود ودعم أكبر من الشركاء الرئيسيين وخاصة في هذا التوقيت بالذات.
وبينت وزارة الشؤون الثقافية أن العلاقة بين المركز الوطني للسينما والصورة والجمعية المعنية تضبطها اتفاقية شراكة، وكل قرار من الطرفين يخضع لبنود الاتفاقية ويتحمل كل طرف فيه مسؤولياته الأدبية والقانونية وتبعاته الاجتماعية والاقتصادية.                                                                              

 وأشارت الوزارة في نفس البلاغ إلى أن قرار انسحاب الشريك لا يعني تخلّي المركز عن دوره ومسؤوليته في تأمين حسن تنظيم التظاهرة التي أشرف عليها منذ انطلاقها وفي اختيار شركائه. واستنكرت ما اعتبرته منحى تشويهيا في حملة مغرضة ضد التوجه الإصلاحي الذي تنتهجه الوزارة وقد تجلت أولى بوادر هذه الحملة بحذف إسم الوزارة من المعلقة الرسمية للمهرجان، رغم أن المركز الوطني للسينما والصورة هو المنظم الرئيسي الباعث الأصلي له ليأتي لاحقا هذا الانسحاب المتسرّع وغير المبرر وهو ما لا يقبله كل غيور على سمعة السينما التونسية وصورتها في الداخل والخارج.
وذكّر نص البلاغ بحرص وزارة الشؤون الثقافية على إنارة الرأى العام بأنه تم تأسيس "جمعية منارات سينما للجميع" بداية سنة 2021 بتسمية مماثلة لاسم المهرجان "منارات"، ومن أهدافها تنظيم هذا المهرجان المسجل أصلا باسم المركز وذلك دون تنسيق مع الأطراف المعنية كما تبينه المعلقة الرسمية للمهرجان لسنة 2021 والمنشورة على الصفحة الرسمية لهذا المهرجان وجمعية منارات قبل امضاء اي اتفاقية للغرض مع المركز الوطني للسينما والصورة .

التشدد في الموقف ولي الاذرع في الاوقات الصعبة والقاتلة:" تخميرة"

مواجهة كسر العظام هذه بين هذا الثلاثي أي  وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط ومديرة مهرجان درة بوشوشة ورئيسة الجمعية شيراز العتيري استاء منها اهل السينما رجاله ونساؤه والفاعلون فيه واعتبروا انه مسمار جديد في نعش الثقافة الجادة والجيدة في تونس الآيلة الى مزيد الانحدار والتردي. وقد عبر الكثير من متابعي هذا الاشكال والمعنيين به مباشرة عن الاسف على ما سيؤول اليه هذا المهرجان -الذي اصبح منذ دورته الثانية منافسا عنيدا لأيام قرطاج السينمائية وجلب انتباه السينمائيين ومحبي السينما في تونس وخارجها- خاصة وانه الى يومنا هذا وقبل اقل من شهرين على موعد انعقاده لم يتلق ميزانيته من الجهتين المنظمتين وخاصة من وزارة الشؤون الثقافية.

وعلى كل ومهما كانت الظروف وحدة الاشكالات وخطورة المواقف العدمية في اغلبها والتي ستضر بالضرورة  بمصلحة تونس فنحن في انتظار ظهور القادر على راب الصدع بين هذا الثلاثي لإنقاذ هذه الدورة الثالثة من مهرجان السينما المتوسطية "منارات" والحد من التداعيات الخطيرة لهذا الاشكال مع درة بوشوشة عرابة السينما التونسية واحدى اهم الركائز التي تستند اليها السينما في بلادنا من ناحية وتمكن الوزارة من تنفيذ المسار الاصلاحي الذي رأته صالحا للمرحلة من ناحية ثانية -والمسار الاصلاحي لازم حسب رأينا لكل مجالات الثقافة في تونس وقطاعاتها- لإنقاذها مما تردت فيه من شعبوية وربوخات وفلكلور في معناه السلبي طبعا وتغن بالأولياء الصالحين والزوي والدعوة الى التخمّر في كل المناسبات والتظاهرات وللسينمائيين ايضا " تخميرتهم - والتخميرة لا نقصد بها الرقص بالضرورة وإنما التخمّر بجميع اشكاله ومظاهره بما في ذلك فرض الرأي والتشدد في الموقف ولي الاذرع في الاوقات الصعبة والقاتلة .

 

علياء بن نحيلة      

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews