قدّم رئيس الجمهوريّة قيس سعيد خلال اشرافه أمس الأربعاء 16 أفريل 2025 على مجلس خصص لقطاع التربية والتعليم، تعازيه لعائلات التلاميذ الذين توفوا بسبب سقوط جزء من سور معهد بالمزونة، من ولاية سيدي بوزيد، وترحّم على أرواحهم..
وقال رئيس الدولة في فيديو نشرته رئاسة الجمهورية أن التلاميذ هم ضحايا الإهمال والفساد.
وقال:" ألتقي اليوم بأعضاء المجلس الأعلى التربية والتعليم لنتعرض للأوضاع المتصلة بالمؤسسات التربوية والتعليمية على وجه الخصوص."
وأضاف :" أبدأ هذا الاجتماع بالترحّم على أرواح التلاميذ الذين توفاهم الله أول أمس الإثنين بعد سقوط جزء من جدار معهد بالمزونة."
وقال ايضا "اترحم على أرواح التلاميذ الذين ذهبوا ضحية إهمال فضلا عن الفساد بهذه المؤسسات لسنوات طويلة."
وتابع "أتقدم إلى ذوي كل من التلميذ المرحوم محمد أمين المسعي، التلميذ المرحوم محمد صالح غانمي، والتلميذ المرحوم عبد القادر الذهبي، بأخلص التعازي إثر هذا المصاب الجلل والقلب يعتصر ألما داعيا العزيز القدير أن يسكنهم فسيح جنانه مع النبيّين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا."
وتمنى رئيس الدولة الشفاء العاجل للتلميذين محمد أمين بن عمر، وطه ياسين دلالة المتواجدين بمستشفى الحبيب بورڨيبة بصفاقس، وأكد أنه يتابع كل ساعة تطور وضعهما الصحي الذي يبعث على الاطمئنان بعد تلقي العلاجات اللاّزمة.
كما عبّر عن ارتياحه لتشافي التلميذات هبة عمري، ونسرين فرج، ورؤى لشهب، بعد الصدمة التي تلقيناها إثر انهيار جزء من جدار المعهد الذي كان آيلا للسقوط.. وقال في هذا الصدد :" عديدة هي الجدران الآيلة للسقوط لا في المزونة فقط ولكن بكل أنحاء الجمهورية."
وأضاف :" نلتقي اليوم للحديث عن الإجراءات العاجلة التي يجب أن لا تتأخر للتعهد بكل المؤسسات التربوية سواء بمعهد المزونة أو سائر المؤسسات التي تستدعي التدخل السريع العاجل لصيانتها أو لإزالة الخطر، ومنع المرور أمامها او إزالتها تماما إن كانت تشكل خطرا على التلاميذ أو المارة.."
وأوضح رئيس الجمهورية أن جزءا من سور معهد المزونة كان ايلا للسقوط منذ سنتين على الأقل وربما أكثر والأمر مماثل في كثير من المدن التونسية وحتى بالعاصمة، فالأمر لا يتعلق فقط بسيدي بوزيد أو القصرين وعدد من المدن الأخرى بل بعديد المؤسسات نتيجة لعدم صيانتها والتعهد بها على الوجه المطلوب."
وشدّد على أن "الإجراءات العاجلة لا بد أن نتخذها اليوم ويجب ان تطبق ولا يجب أن نتعلل بالإجراءات، والقوانين يجب أن لا تمثل حاجزا أمام التدخل العاجل للحفاظ على حياة التونسيين والتونسيات".
وقال "نتابع الوضع عن كثب وعلى مدار الساعة تقريبا". وشدد على أن عبارة " حقرة" يجب أن تغيب تماما من تونس، فكل التونسيين والتونسيات سواء وحقهم مضمون لا بالنص الدستوري وسائر النصوص الأخرى فقط، ولكن يجب أن يكون هذا الحق مضمونا في حيز الواقع والتنفيذ."
واضاف قائلا: " التونسيون والتونسيات حتى إن كانوا في أوضاع اقتصادية صعبة لا يتأخرون أبدا حين يدعوهم الواجب الوطني أن يشدوا ازر بعضهم البعض."
وذكر كيف أنه في وقت سابق من سنة 2016، قام بمحاولة بحي التضامن بالعاصمة للتعهد ببعض المدارس، بمعية طلبة متطوعون، وتوجه لمعتمد المنطقة لمده بقائمة المدارس التي تستدعي التدخل، كما توجه كمواطن للسلطة الجهوية آنذاك وطلب السماح للمواطنين والمواطنات التدخل لا بالأموال ولكن بالتعهد كالنجارة والحدادة وغيرها..
وتابع :" لكن للأسف في تلك الفترة رغم إقبال المواطنين ورغم حالتهم الاقتصادية الضعيفة واستعدادهم للتطوع، لم يتم التعهد.."
كما ذكر كيف تعهد المواطنون بمدينة عوسجة من ولاية بنزرت بإحدى المدارس بامكانياتهم الذاتية..
وقال " يجب على الدولة أن تقوم بدورها كاملا ولا مجال للعودة إلى الوراء ولا مجال لترك المؤسسات تتهاوى أمامنا.. مبرزا ان من ببن الأسباب التي أدت الي سقوط جدار معهد المزونة نتيجة ريح عاتية..
قطوقال :" قدر الله وما شاء فعل لكن أسبابا أدت إلى وفاة التلاميذ.. والوضعية يجب معالجتها بصفة آنية لا يمكن أن نبقى في مجال الإجراءات نحن هنا نتحمل المسؤولية الوطنية ويجب ان نتحملها كاملة حتى لا تتكرر لا في المؤسسات التربوية، بل في سائر المؤسسات الأخرى حتى نحمي مواطنينا ومواطناتنا وحتى يشعر التونسي في كل مكان أنه محترم ولا يقول أن هناك "حقرة"..
وقال :" من يحتقر تونس في الداخل والخارج اعتداء على الوطن وعلى التونسيين والتونسيات، والتونسيون في الداخل والخارج يجب أن يكونوا مرفوعي الرأس."
واكد على ضرورة النظر في هذه الإجراءات حتى قبل تركيز المجلس الأعلى للتربية والتعليم.
وقال :" وليطمإن التونسيون والتونسيات اننا نتابع أدق التفاصيل ونحيط بهم في كل مكان في تونس وفي خارج تونس تلك أمانة نحملها وسنحملها حتى النهاية ويجب العمل على تطوير التدخلات بسرعة.."
وأضاف:" اليوم سنتدخل بامكانياتنا وإن كان هناك عقبات قانونية يتعلق بها البعض لعدم التدخل فهذه العقبات لا بد من إزالتها.."
وذكر كيف أن مدرسة المرحومة نهى القضقاضي بفرنانة ورغم انه رصدت لها اعتمادات ب250 الف دينار لبناء جسر صغير حتى يتمكن التلاميذ من المرور بين ضفتي الوادي لكن لا أحد تدخل، وحين تدخلت المؤسسة العسكرية في تلك الفترة اعادوا بناء الجسر والمدرسة وجميع مرافقها واعادوا تبليط الطريق المؤدية للمدرسة، كل ذلك بمبلغ لم يتجاوز تسعون الف دينار.
وقال رئيس الدولة:" نحن في سباق ضد الساعة وكل ساعة تمر دون إنجاز هي ساعة ضائعة ولا بد من العمل أكثر بروح نضالية وبروح مشبعة لأننا في حرب تحرير ولا بد أن نخرج منتصرين ولا نقبل الا بالانتصار.. سننظر في هذه الإجراءات العاجلة سيتم لكل الجهات المعنية والوزارت وسيتم توفير الأموال الكافية حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي..نريد أن يعيش التونسيون والتونسيات آمنين في كل مكان وأن يعيشوا محفوظي الكرامة، وهذا العمل مستمر آناء الليل وأطراف النهار، وكل مسؤول يخل بمسؤوليته فليبدأ بحزم حقائبه منذ الآن ليغادر المسؤولية التي تولاها لأنه ليس أهلا لها.."