"قلو هاكا العرف منين؟ قلو من هكا الشجرة".. مثل شعبي يحيلنا -قطعا- الى سيرة عبد الحميد بوشناق المخرج الشاب والممثل المثقف المبتكر صاحب الأفكار الغريبة عن التقليد والانتاجات المتفردة..لأنه ببساطة ابن الفنان الكبير لطفي بوشناق..ثم لأنه أثبت قدرته الفائقة على الإبداع من خلال ثلة من الاعمال الفنية التي أثارت الكثير من الانتقادات المتباينة والإيجابية في مجملها رغم أن أعماله على غرار "دشرة" وفرططو ذهب" و"النوبة" و"كان يا ماكانش" كانت بالنسبة للجمهور التونسي ولكل ماهو سائد، نقلة نوعية في الدراما التونسية وبمثابة "موندو" جديد من حيث الطرح والخرافة والإخراج..
وليس من باب الصدفة أن يحقق عبد الحميد بوشناق نجاحا باهرا رغم صغر سنه (37سنة) وأن يحظى باهتمام كبير على المستوى المحلي والعربي أو حتى العالمي، وهو المؤمن بأن كل عمل فني يمكن أن يكون "un œuvre d'art " حتى المسلسلات..
لقد آمن بنفسه وبأحلامه، كطفل صغير.. لا يعترف بالقيود ويمقت الحواجز والمسلمات.. كان أمينا ومبدعا وصادقا في نقل أفكاره ومشاعره..إذ غالبا ما كان يصرح بأن "سالي" و"الكابتن ماجد" و"بلانش ناج" و"سسوكي" و"ريمي بدون عائلة" وغيرها كان لها الفضل الكبير في نحت شخصيات أعماله..
ثم من منا لم يٌفتن بنوستالجيا التسعينات من خلال مسلسل "النوبة1-2، عشاق الدنيا"-والحال أن سبر الآراء وردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي اكدت أن نسبة ضئيلة من الجمهور لم يستهوها العمل-..
فالمتمعن في احداث "نوبة" يستشعر بان المخرج الشاب عبد الحميد بوشناق بصدد استحضار "برايف" "نوارة العاشقة " في قرطاج رفقة ابيه الفنان وانور براهم ونبيهة الكراولي أو عرض "النوبة".. أو استحضار عروض فاطمة التركي وليليا الدهماني وصالح الفرزيط واسماعيل الحطاب وفاطمة بوساحة.. وهو ما جعله يتفرد في توظيف شخصيات مركبة مثل "داندي"(فتحي الهداوي) أو "برينقا" (الشاذلي العرفاوي) وغيرها من الشخصيات المعقدة..شخصيات تقاطع فيها الكوميدي بالتراجيدي.. الإخلاص بالخيانة والحب بالكره..وعكست عبقرية عبد الحميد بوشناق التي بدت واضحة وجلية من خلال الإخراج والكاستينغ المتميزين..
سلسلة "كان يا ما كانش" لعبد الحميد بوشناق هي كذلك سابقة في تاريخ الكوميديا التونسية باعتبارها تمثل تقويضا لقناعاتنا السابقة شكلا ومضمونا.. ولا يمكن تصنيفها ضمن أعمال "الضمار السهل".. سلسلة تنم عن ثقافة واسعة ودراية كبيرة بخصائص المجتمع التونسي المعقدة.. "كان يا ماكانش" تطرقت إلى الجانب الاجتماعي كما الجانب السياسي لتكون مبطنة بالرسائل وسبيلا إلى التفكر والتأويل.. بأسلوب طريف ومتفرد..
سلسلة أراد من خلالها بوشناق -كما صرح ذات يوم في إحدى الاذاعات الخاصة- أن "يحيي الصغار الي فينا ويعدي des valeurs كبرنا عليهم" ..
عبد الحميد بوشناق كان أمينا أيضا في إسقاط الواقع على أطوار "كان يا ماكانش" المستلهمة من السياسي المستبد.. من أفراد الحاشية الانتهازيين وجور الاحزاب السياسية الفاشلة.. ليجد المتفرج نفسه إزاء كوميديا سوداء من شأنها أن تثير العديد من التساؤلات وإعادة النظر في العديد من المسائل الجوهرية..
عبد الحميد بوشناق.. رغم الانتقادات المتواصلة لا يزال مصرا على الحفاظ على تلك الصورة الناصعة لآل بوشناق.. آخذا بعين الاعتبار مسيرة والده الحافلة بالنجاحات.. ثائرا ضد كل ماهو أجوف غير مؤهل بأن ينفع الآخر..رافضا "التكرار القاتل"..منكر أعداء النجاح والإبداع...
وليد عبداللاوي
"قلو هاكا العرف منين؟ قلو من هكا الشجرة".. مثل شعبي يحيلنا -قطعا- الى سيرة عبد الحميد بوشناق المخرج الشاب والممثل المثقف المبتكر صاحب الأفكار الغريبة عن التقليد والانتاجات المتفردة..لأنه ببساطة ابن الفنان الكبير لطفي بوشناق..ثم لأنه أثبت قدرته الفائقة على الإبداع من خلال ثلة من الاعمال الفنية التي أثارت الكثير من الانتقادات المتباينة والإيجابية في مجملها رغم أن أعماله على غرار "دشرة" وفرططو ذهب" و"النوبة" و"كان يا ماكانش" كانت بالنسبة للجمهور التونسي ولكل ماهو سائد، نقلة نوعية في الدراما التونسية وبمثابة "موندو" جديد من حيث الطرح والخرافة والإخراج..
وليس من باب الصدفة أن يحقق عبد الحميد بوشناق نجاحا باهرا رغم صغر سنه (37سنة) وأن يحظى باهتمام كبير على المستوى المحلي والعربي أو حتى العالمي، وهو المؤمن بأن كل عمل فني يمكن أن يكون "un œuvre d'art " حتى المسلسلات..
لقد آمن بنفسه وبأحلامه، كطفل صغير.. لا يعترف بالقيود ويمقت الحواجز والمسلمات.. كان أمينا ومبدعا وصادقا في نقل أفكاره ومشاعره..إذ غالبا ما كان يصرح بأن "سالي" و"الكابتن ماجد" و"بلانش ناج" و"سسوكي" و"ريمي بدون عائلة" وغيرها كان لها الفضل الكبير في نحت شخصيات أعماله..
ثم من منا لم يٌفتن بنوستالجيا التسعينات من خلال مسلسل "النوبة1-2، عشاق الدنيا"-والحال أن سبر الآراء وردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي اكدت أن نسبة ضئيلة من الجمهور لم يستهوها العمل-..
فالمتمعن في احداث "نوبة" يستشعر بان المخرج الشاب عبد الحميد بوشناق بصدد استحضار "برايف" "نوارة العاشقة " في قرطاج رفقة ابيه الفنان وانور براهم ونبيهة الكراولي أو عرض "النوبة".. أو استحضار عروض فاطمة التركي وليليا الدهماني وصالح الفرزيط واسماعيل الحطاب وفاطمة بوساحة.. وهو ما جعله يتفرد في توظيف شخصيات مركبة مثل "داندي"(فتحي الهداوي) أو "برينقا" (الشاذلي العرفاوي) وغيرها من الشخصيات المعقدة..شخصيات تقاطع فيها الكوميدي بالتراجيدي.. الإخلاص بالخيانة والحب بالكره..وعكست عبقرية عبد الحميد بوشناق التي بدت واضحة وجلية من خلال الإخراج والكاستينغ المتميزين..
سلسلة "كان يا ما كانش" لعبد الحميد بوشناق هي كذلك سابقة في تاريخ الكوميديا التونسية باعتبارها تمثل تقويضا لقناعاتنا السابقة شكلا ومضمونا.. ولا يمكن تصنيفها ضمن أعمال "الضمار السهل".. سلسلة تنم عن ثقافة واسعة ودراية كبيرة بخصائص المجتمع التونسي المعقدة.. "كان يا ماكانش" تطرقت إلى الجانب الاجتماعي كما الجانب السياسي لتكون مبطنة بالرسائل وسبيلا إلى التفكر والتأويل.. بأسلوب طريف ومتفرد..
سلسلة أراد من خلالها بوشناق -كما صرح ذات يوم في إحدى الاذاعات الخاصة- أن "يحيي الصغار الي فينا ويعدي des valeurs كبرنا عليهم" ..
عبد الحميد بوشناق كان أمينا أيضا في إسقاط الواقع على أطوار "كان يا ماكانش" المستلهمة من السياسي المستبد.. من أفراد الحاشية الانتهازيين وجور الاحزاب السياسية الفاشلة.. ليجد المتفرج نفسه إزاء كوميديا سوداء من شأنها أن تثير العديد من التساؤلات وإعادة النظر في العديد من المسائل الجوهرية..
عبد الحميد بوشناق.. رغم الانتقادات المتواصلة لا يزال مصرا على الحفاظ على تلك الصورة الناصعة لآل بوشناق.. آخذا بعين الاعتبار مسيرة والده الحافلة بالنجاحات.. ثائرا ضد كل ماهو أجوف غير مؤهل بأن ينفع الآخر..رافضا "التكرار القاتل"..منكر أعداء النجاح والإبداع...