أحيى الفنان المصري حمزة نمرة ليلة امس حفلا بمسرح قرطاج الدولي في إطار الدورة 58، وكان للجمهور الذي توافد بأعداد محترمة موعد مع ابرز أغاني المؤلف الموسيقي وعازف الجيتار الذي تعلم أصول التأليف الموسيقي والتلحين على يد الفنان الكبير نبيل البقلي..
ببساطته وتلقائيته المعهودتان اعتلى حمزة ركح قرطاج واستهل السهرة بأغنية "رايق" وسط تفاعل الحضور كلمة ولحنا.. ثم وكما كان منتظرا أبدع في غناء أشهر الأغاني على غرار "رياح الحياة" والتي تعد من أهم الأعمال باعتبار عمق ودلالات الكلمة: تهبي يا رياح الحياة دايما بما لا أشتهيه.. والي السنين مقدماه غير الي قولت نفسي فيه.. يلاقي قلبي فين دواه.. والي اذاه اقرب ما ليه ده جرح بيعلم.. وصعب تسكن الٱلام واخرج من اللي فات سليم.. وصعب لما اروح انام مفضلش اراجع القديم.. طلع مكلف العلام.. وخدت درس في الصميم ولسة بتعلم".. تلتها اغنية "فاضي شوية" والتي دغدغت المشاعر وجعلت الجماهير بمختلف الفئات العمرية يغنونها مستندين الى إضاءة هواتفهم في كل أرجاء الفضاء مما أضفى على المسرح اجواء رومنسية رائعة..
أما الأغنية الحدث والتي رددها الجمهور عن ظهر قلب فهي "عالم كذابة" حيث تقول كلماتها : "شافوا عندي حاجة حلوة حبوا منها يخطفوا.. قربوا مني زيادة وطبلولي وسقفوا.. ولما أخدوا كل حاجة ومني شبعوا واكتفوا.. اختفوا.. اختفوا.. عيش وملح.. اصول وعشرة كل دول اتبخروا.. واللي ياما جريت عشانهم.. عني هما اتأخروا.. ده يلقى واحد أصيل في الزمان ده بقدره.. ويبخروا.. ٱه يا ناس مش صافية جبتولنا الكافية.. ضمايركم بعافية.."
لعل تطابق الكلمة على واقعنا المعيش القائم في مجمله على النفاق والبغضاء والكراهية كانت وراء كل ذلك التفاعل مع الفنان حمزة نمرة..
المبدع المصري لم يكتف بأغانيه الحديثة -وإن كانت قليلة- إذ عمد ليلة أمس إهداء فلسطين الحبيبة أغنيتي "هدي يا بحر" و"يا خفيف الظل" وهما من بين أعمال الفلكلور الفلسطيني الساحر والخالد، رافعا علم العزة علم فلسطين على الاعناق وسط هتافات الجماهير..
أما مفاجأة السهرة فكانت ظهور فنان "الراب" أرماستا والذي سبق أن تعامل معه في بعض الأعمال سابقا، ليغنيا معا على ركح قرطاج "قمر الغربة" حيث أبدى الفنان المصري إتقانا واضحا على مستوى إتقان اللهجة التونسية، وأكد ذلك للجميع من خلال اغنية الفنان الشعبي الراحل لطفي جرمانة "سري في بالي تخبر" ..فضلا عن اداء اغان من المالوف التونسي..
تنوع كبير على مستوى انتقاء الأغاني في حفل ليلة أمس يثبت من جديد أن الفنان المصري حمزة نمرة مجتهد وباحث في التراث العربي، ذلك أنه غالبا ما يسعى إلى تقديم البعض من تراث أي بلد يقيم فيه حفلا..
إجمالا كان حفل قرطاج ناجحا على مستوى البرمجة والاداء والعزف على ٱلات موسيقية مختلفة، لكن حمزة نمرة كان بإمكانه تقديم أفضل مما كان لأن عراقة مسرح قرطاج تقتضي ذلك ولأن الفنان المصري نظرا لثقافته الموسيقية الواسعة جدير بأن يحقق نجاحات تليق بمسيرة في طور الرقي والتطور..
وليد عبداللاوي
تصوير: منير بن ابراهيم
أحيى الفنان المصري حمزة نمرة ليلة امس حفلا بمسرح قرطاج الدولي في إطار الدورة 58، وكان للجمهور الذي توافد بأعداد محترمة موعد مع ابرز أغاني المؤلف الموسيقي وعازف الجيتار الذي تعلم أصول التأليف الموسيقي والتلحين على يد الفنان الكبير نبيل البقلي..
ببساطته وتلقائيته المعهودتان اعتلى حمزة ركح قرطاج واستهل السهرة بأغنية "رايق" وسط تفاعل الحضور كلمة ولحنا.. ثم وكما كان منتظرا أبدع في غناء أشهر الأغاني على غرار "رياح الحياة" والتي تعد من أهم الأعمال باعتبار عمق ودلالات الكلمة: تهبي يا رياح الحياة دايما بما لا أشتهيه.. والي السنين مقدماه غير الي قولت نفسي فيه.. يلاقي قلبي فين دواه.. والي اذاه اقرب ما ليه ده جرح بيعلم.. وصعب تسكن الٱلام واخرج من اللي فات سليم.. وصعب لما اروح انام مفضلش اراجع القديم.. طلع مكلف العلام.. وخدت درس في الصميم ولسة بتعلم".. تلتها اغنية "فاضي شوية" والتي دغدغت المشاعر وجعلت الجماهير بمختلف الفئات العمرية يغنونها مستندين الى إضاءة هواتفهم في كل أرجاء الفضاء مما أضفى على المسرح اجواء رومنسية رائعة..
أما الأغنية الحدث والتي رددها الجمهور عن ظهر قلب فهي "عالم كذابة" حيث تقول كلماتها : "شافوا عندي حاجة حلوة حبوا منها يخطفوا.. قربوا مني زيادة وطبلولي وسقفوا.. ولما أخدوا كل حاجة ومني شبعوا واكتفوا.. اختفوا.. اختفوا.. عيش وملح.. اصول وعشرة كل دول اتبخروا.. واللي ياما جريت عشانهم.. عني هما اتأخروا.. ده يلقى واحد أصيل في الزمان ده بقدره.. ويبخروا.. ٱه يا ناس مش صافية جبتولنا الكافية.. ضمايركم بعافية.."
لعل تطابق الكلمة على واقعنا المعيش القائم في مجمله على النفاق والبغضاء والكراهية كانت وراء كل ذلك التفاعل مع الفنان حمزة نمرة..
المبدع المصري لم يكتف بأغانيه الحديثة -وإن كانت قليلة- إذ عمد ليلة أمس إهداء فلسطين الحبيبة أغنيتي "هدي يا بحر" و"يا خفيف الظل" وهما من بين أعمال الفلكلور الفلسطيني الساحر والخالد، رافعا علم العزة علم فلسطين على الاعناق وسط هتافات الجماهير..
أما مفاجأة السهرة فكانت ظهور فنان "الراب" أرماستا والذي سبق أن تعامل معه في بعض الأعمال سابقا، ليغنيا معا على ركح قرطاج "قمر الغربة" حيث أبدى الفنان المصري إتقانا واضحا على مستوى إتقان اللهجة التونسية، وأكد ذلك للجميع من خلال اغنية الفنان الشعبي الراحل لطفي جرمانة "سري في بالي تخبر" ..فضلا عن اداء اغان من المالوف التونسي..
تنوع كبير على مستوى انتقاء الأغاني في حفل ليلة أمس يثبت من جديد أن الفنان المصري حمزة نمرة مجتهد وباحث في التراث العربي، ذلك أنه غالبا ما يسعى إلى تقديم البعض من تراث أي بلد يقيم فيه حفلا..
إجمالا كان حفل قرطاج ناجحا على مستوى البرمجة والاداء والعزف على ٱلات موسيقية مختلفة، لكن حمزة نمرة كان بإمكانه تقديم أفضل مما كان لأن عراقة مسرح قرطاج تقتضي ذلك ولأن الفنان المصري نظرا لثقافته الموسيقية الواسعة جدير بأن يحقق نجاحات تليق بمسيرة في طور الرقي والتطور..