نظمت تأمينات كومار مساء أمس لقاء إعلاميا مع المتوجين في الدورة السادسة والعشرين للجوائز الأدبية "كومار الذهبي" لمناقشة الأعمال الفائزة وتسليط الضوء على كتّاب جدد قدمتهم كومار للساحة الأدبية في تونس.. اللقاء كان رائعا تطرق فيه الحاضرون إلى أهمية الراوية ودورها في نحت شخصية الكاتب أو القارئ في نفس الوقت وكان هناك إجماع على ان النفوس لا ترتقي إلا بالقراءة وان التطور والتقدم يمر عبر الكتاب فقط.. لذلك يجب ان يستعيد مكانته لدى الجميع..
الأمسية حضرها الكتاب المتوجون عن رواياتهم الناطقة بالفرنسية وهم آمنة بلحاج يحي ومليكة بن رجب ولمين القلال فيما غاب المتوجون عن الروايات الناطقة بالعربية وهم: وليد الفرشيشي وسلمى اليانقي محمد فطومي وعبد الجليل الدايخي.. بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم ليدور نقاش جد ثري تمحور حول الروايات الفائزة وأيضا الراويات العربية التي شاركت في المسابقة وكان عددها 48 رواية وهو رقم قياسي جديد يبشر باستعادة الرواية مكانتها الطبيعية ومنزلتها الرفيعة ضمن الأجناس الأدبية.. فيما بلغ عدد الروايات الناطقة بالفرنسية 17 رواية ليكون بذلك العدد الجملي 65 عملا أدبيا مع العلم ان حضور المرأة كان دون المأمول اذ حمل 16 كتاب فقط توقيع امرأة ولكنهن كنا حاضرات على منصة التتويج بنسبة جيدة فقد توجت 3 كاتبات من اصل 7 ..
روايات تخلصت من المواضيع الكلاسيكية
المتابع للروايات الفائزة مع "كومار" هذه السنة يلحظ أنها تخلصت من المواضيع الكلاسيكية وخاصة من الحديث عن الثورة والتي فرضت نفسها في الأعمال سابقة سواء بالتمجيد أو بالنقد والهجاء.. وقد تطرقت إلى مواضيع يمكن القول أنها حديثة من حيث الطرح والتناول.. رواية المجاهدة للمين القلال تحدثت عن امرأة جزائرية تعيش تحت وطأة الحرب وتناضل من اجل الحياة الكريمة بعث من خلالها الكاتب عدة رسائل للمتلقي وخاصة للشباب وقال انه جد متعلق بالجزائر وبشعبها ورأى انه من الضروري الحديث عنها في رواية كتكريم لها .. أما سلمى قولسم بن رجب فقد عادت الى جذورها التركية لتتحدث من خلال روايتها التاريخية "اميرة من اسنبطول الى تركيا " عن اميرة اختطفة من اسنبول ووجدت نفسها في قصور البايات وتعيش قصة حب وتعترضها أحداث غريبة توصلها الى بداية الوعي بالقضية التونسية .. رواية حاولت من خلالها مليكة قولسم بن رجب اعادة الاعتبار الى البورجوازية التونسية وكشفت عن مساهمتها في الحركة الوطنية ..
اما رواية آمنة بلحاج يحي "في بلاد متعطش" والتي فازت بالكومار الذهبي تحكي عن قرن من تاريخ البلاد والتطور الحاصل من جيل الى جيل وصولا الى اليوم رواية تذهب بك الى الواقع المعيش وتكشف بالم عما وصلنا اليه اليوم من ضياع وتراجع كبير على مستوى التعليم الذي يكون عبر اصلاحه صلاح البلاد والعباد.. رواية لا تقوم على جدلية الخير والشر المتعارف عليه ولكنها تكتب بمراراة عن واقع مؤلم نعيشه اليوم..
بالنسبة للروايات المكتوبة بالعربية فان رواية كرنفال القرود الثلاثة لوليد الفرشيشي وهي العمل الاول له فانها تقوم على ما يسمى بالشذرات لا الفصول ولا بنية زمنية فيها هي تقوم على التتابع وهي خليط من الاجناس تروي حادثة راود ومحاصرة بيت يتحصن فيه عدد من الارهابين قتل ستة من منهم وتم ايقاف السابع بل الرواية احد الذين قتلوا يطل على الكاتب ويدور بينهم حوار.. كرنفال القرود الثلاثة رواية تدعوك للتفكير ..
اما رواية سلم اليانقي مكعب روبيك وهي رواية بوليسة اجتماعية فتنطلق بموت مستراب تليها عملية تحقيق صعبة للكشف عن اطوار الجريمة تستعمل فيها مكعبات الروبيك والوانه للدلالة على الاشخاص.. الراوية فيها اجتهاد كبير وتشويق اكبر..
الرواية الثالثة التي فازت بالكومار الذهبي لمحمد فطومي عنوانها الاسوياء تسلط الضوء على فئة من المجتمع وهم مرضى التوحد وكيف تخلص البطل من المرض وتفوق في الدراسة واستعاد عافيته ليعيش حياة عادية يتزوج وينجب ويعمل في مؤسسة هامة يقع استقطابه للمشاركة في عملية فساد فيرفض ومن هنا تفتح عليه ابواب الجحيم وتنقلب حياته رأسا على عقب ليعيده المجتمع الى حالته الاولى مريض التوحد الذي يسحق تحت طاحونة المجتمع وهو بريء..
الرواية الاخيرة التي فازت هي الاخرى بالكومار الذهبي مناصفة مع روياة الاسوياء هي "كونبطا" لعبد الجليل الدايخي تتحدث عن قرية في ربوع الشمال الغربي اسمها سيدي بورويس زمن الاستمعار تقرر ان تنشأ فيها محطة قطار منحتها روحا جديدة وجليت لها جالية من الايطاليين والفرنسيين والالمان.. يجتمع الاهالي ذات يوم لمشاهدة القطار يحمل "كونبطا " الى العاصمة لتنفيذ حكم الاعدام فيه.. رواية تتمع بحبكة درامية و باسلوب ممتع يجعلك لا تسارع لمطالعة الأحداث المتسارعة فيها والتي تكشف عن نجاة "الكونبطا" من الإعدام ومواكبة الاستقلال حيث انتظر ان يعامل كبطل من قبل من قبل السلطات ولكنه وجد اللامباراة فاحس بمرارة جعلته يقرر اللجوء السياسي .. رواية فيها محاسبة للنظام السابق الذي قام بعد الاستقلال مباشرة..
"كومار" نقطة مضيئة في سماء الادب
اسدل الستار على النسخة السادسة والعشرون من جوائز كومار الادبية وستظل الاعمال المقدمة شاهدة على مشروع ضخم خلقته كومار وأوفت بوعودها في مجال دعم العمل الثقافي والتشجيع على الانخراط في عالم الكتابة والقراءة معا واكدت على سعيها لترسيخ تقاليد الابداع الفكري فكانت نقطة مضيئة في عالم الرواية وعبدت طريق الانتشار والشهرة لكتّاب ينتظر ان يكون لهم موقع هام جدا في عالم الادب والرواية المحلية والعربية والعالمية ذلك ان بعض الاعمال وجدت طريقها الى الترجمة على غرار احد انتاجات الكاتبة امنة بلحاج يحيى..
اسمهان العبيدي
نظمت تأمينات كومار مساء أمس لقاء إعلاميا مع المتوجين في الدورة السادسة والعشرين للجوائز الأدبية "كومار الذهبي" لمناقشة الأعمال الفائزة وتسليط الضوء على كتّاب جدد قدمتهم كومار للساحة الأدبية في تونس.. اللقاء كان رائعا تطرق فيه الحاضرون إلى أهمية الراوية ودورها في نحت شخصية الكاتب أو القارئ في نفس الوقت وكان هناك إجماع على ان النفوس لا ترتقي إلا بالقراءة وان التطور والتقدم يمر عبر الكتاب فقط.. لذلك يجب ان يستعيد مكانته لدى الجميع..
الأمسية حضرها الكتاب المتوجون عن رواياتهم الناطقة بالفرنسية وهم آمنة بلحاج يحي ومليكة بن رجب ولمين القلال فيما غاب المتوجون عن الروايات الناطقة بالعربية وهم: وليد الفرشيشي وسلمى اليانقي محمد فطومي وعبد الجليل الدايخي.. بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم ليدور نقاش جد ثري تمحور حول الروايات الفائزة وأيضا الراويات العربية التي شاركت في المسابقة وكان عددها 48 رواية وهو رقم قياسي جديد يبشر باستعادة الرواية مكانتها الطبيعية ومنزلتها الرفيعة ضمن الأجناس الأدبية.. فيما بلغ عدد الروايات الناطقة بالفرنسية 17 رواية ليكون بذلك العدد الجملي 65 عملا أدبيا مع العلم ان حضور المرأة كان دون المأمول اذ حمل 16 كتاب فقط توقيع امرأة ولكنهن كنا حاضرات على منصة التتويج بنسبة جيدة فقد توجت 3 كاتبات من اصل 7 ..
روايات تخلصت من المواضيع الكلاسيكية
المتابع للروايات الفائزة مع "كومار" هذه السنة يلحظ أنها تخلصت من المواضيع الكلاسيكية وخاصة من الحديث عن الثورة والتي فرضت نفسها في الأعمال سابقة سواء بالتمجيد أو بالنقد والهجاء.. وقد تطرقت إلى مواضيع يمكن القول أنها حديثة من حيث الطرح والتناول.. رواية المجاهدة للمين القلال تحدثت عن امرأة جزائرية تعيش تحت وطأة الحرب وتناضل من اجل الحياة الكريمة بعث من خلالها الكاتب عدة رسائل للمتلقي وخاصة للشباب وقال انه جد متعلق بالجزائر وبشعبها ورأى انه من الضروري الحديث عنها في رواية كتكريم لها .. أما سلمى قولسم بن رجب فقد عادت الى جذورها التركية لتتحدث من خلال روايتها التاريخية "اميرة من اسنبطول الى تركيا " عن اميرة اختطفة من اسنبول ووجدت نفسها في قصور البايات وتعيش قصة حب وتعترضها أحداث غريبة توصلها الى بداية الوعي بالقضية التونسية .. رواية حاولت من خلالها مليكة قولسم بن رجب اعادة الاعتبار الى البورجوازية التونسية وكشفت عن مساهمتها في الحركة الوطنية ..
اما رواية آمنة بلحاج يحي "في بلاد متعطش" والتي فازت بالكومار الذهبي تحكي عن قرن من تاريخ البلاد والتطور الحاصل من جيل الى جيل وصولا الى اليوم رواية تذهب بك الى الواقع المعيش وتكشف بالم عما وصلنا اليه اليوم من ضياع وتراجع كبير على مستوى التعليم الذي يكون عبر اصلاحه صلاح البلاد والعباد.. رواية لا تقوم على جدلية الخير والشر المتعارف عليه ولكنها تكتب بمراراة عن واقع مؤلم نعيشه اليوم..
بالنسبة للروايات المكتوبة بالعربية فان رواية كرنفال القرود الثلاثة لوليد الفرشيشي وهي العمل الاول له فانها تقوم على ما يسمى بالشذرات لا الفصول ولا بنية زمنية فيها هي تقوم على التتابع وهي خليط من الاجناس تروي حادثة راود ومحاصرة بيت يتحصن فيه عدد من الارهابين قتل ستة من منهم وتم ايقاف السابع بل الرواية احد الذين قتلوا يطل على الكاتب ويدور بينهم حوار.. كرنفال القرود الثلاثة رواية تدعوك للتفكير ..
اما رواية سلم اليانقي مكعب روبيك وهي رواية بوليسة اجتماعية فتنطلق بموت مستراب تليها عملية تحقيق صعبة للكشف عن اطوار الجريمة تستعمل فيها مكعبات الروبيك والوانه للدلالة على الاشخاص.. الراوية فيها اجتهاد كبير وتشويق اكبر..
الرواية الثالثة التي فازت بالكومار الذهبي لمحمد فطومي عنوانها الاسوياء تسلط الضوء على فئة من المجتمع وهم مرضى التوحد وكيف تخلص البطل من المرض وتفوق في الدراسة واستعاد عافيته ليعيش حياة عادية يتزوج وينجب ويعمل في مؤسسة هامة يقع استقطابه للمشاركة في عملية فساد فيرفض ومن هنا تفتح عليه ابواب الجحيم وتنقلب حياته رأسا على عقب ليعيده المجتمع الى حالته الاولى مريض التوحد الذي يسحق تحت طاحونة المجتمع وهو بريء..
الرواية الاخيرة التي فازت هي الاخرى بالكومار الذهبي مناصفة مع روياة الاسوياء هي "كونبطا" لعبد الجليل الدايخي تتحدث عن قرية في ربوع الشمال الغربي اسمها سيدي بورويس زمن الاستمعار تقرر ان تنشأ فيها محطة قطار منحتها روحا جديدة وجليت لها جالية من الايطاليين والفرنسيين والالمان.. يجتمع الاهالي ذات يوم لمشاهدة القطار يحمل "كونبطا " الى العاصمة لتنفيذ حكم الاعدام فيه.. رواية تتمع بحبكة درامية و باسلوب ممتع يجعلك لا تسارع لمطالعة الأحداث المتسارعة فيها والتي تكشف عن نجاة "الكونبطا" من الإعدام ومواكبة الاستقلال حيث انتظر ان يعامل كبطل من قبل من قبل السلطات ولكنه وجد اللامباراة فاحس بمرارة جعلته يقرر اللجوء السياسي .. رواية فيها محاسبة للنظام السابق الذي قام بعد الاستقلال مباشرة..
"كومار" نقطة مضيئة في سماء الادب
اسدل الستار على النسخة السادسة والعشرون من جوائز كومار الادبية وستظل الاعمال المقدمة شاهدة على مشروع ضخم خلقته كومار وأوفت بوعودها في مجال دعم العمل الثقافي والتشجيع على الانخراط في عالم الكتابة والقراءة معا واكدت على سعيها لترسيخ تقاليد الابداع الفكري فكانت نقطة مضيئة في عالم الرواية وعبدت طريق الانتشار والشهرة لكتّاب ينتظر ان يكون لهم موقع هام جدا في عالم الادب والرواية المحلية والعربية والعالمية ذلك ان بعض الاعمال وجدت طريقها الى الترجمة على غرار احد انتاجات الكاتبة امنة بلحاج يحيى..