*هل يمكن ان تضمن الصين مستقبلا مشرقا للبشرية بعد مآسي العولمة؟
**"الحلم الصيني" حقيقة وليس خيالا والنهوض العظيم للأمة الصينية قريب
***من حق كل البلدان الناشئة دخول الاسواق العالمية ومنصات مواقع صنع القرار العالمي
تونس – الصباح
تعرض مكتبة معارف شرقية للنشر والتوزيع بتونس هذه الايام اصدارا صينيا جديدا بعنوان "الصين والحوكمة العالمية .. الاختيار التاريخي" كتبه البروفيسور والدبلوماسي الصيني خه يافي وترجمته من اللغة الصينية الى اللغة العربية د.سماح محمد قرشي عبد القادر وريهام محمد دشيش. ويوضح الكتاب فكرة "هيكل الحوكمة العالمية والعلاقات الدولية" بعد ما عاشه العالم من تعدد الأقطاب والعولمة الاقتصادية والتنوع الثقافي وثورة المعلومات، وبعد دخول عدد من القوى العالمية الناشئة كلاعبين اضافيين في المسرح العالمي، ومن بينهم الصين.. الصين التي اصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية و تلعب في الساحة الدولية دورا تزداد أهميته يوما بعد يوم مما يجعله -أي الكتاب- مرجعا اساسيا للباحثين في الحوكمة العالمية والقضايا الدولية والدراسات الصينية والعلاقات الدولية.
ويبدو ان مؤلف الكتاب البروفسور خه يافي استفاد كثير من عمله الديبلوماسي ومن شغله لمنصب نائب لوزير خارجية بلده الصين وقد شملت مسؤولياته: أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا ، المنظمات والمؤتمرات الدولية ، مراقبة التسلح ، البروتوكول ، هونغ كونغ وماكاو والشؤون الخارجية المتعلقة بتايوان، وعندما مثّل الصين خلال مفاوضات اتفاقية كوبنهاغن في ديسمبر 2009. كما استفاد في كتابه البحثي هذا من عمله كسفير لبلده بين عامي 2010 و2012 في مكتب الأمم المتحدة في جنيف وكممثل للمنظمات الدولية الأخرى في سويسرا. ومن عمله في الامانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك . وقد تبلورت هذه الاستفادة فأكدت قدرة على تجميع المعلومات والوثائق وحنكة في ايراد الشهادة الشخصية المناسبة للحدث والفكرة المناسبة.. شهادات شخصية حية وتجارب تكونت لديه اثناء ادائه لمهامه الديبلوماسية تخير منها ما اثرى بها الكتاب فأعطته الكثير من المصداقية..
خه يافي استاذ مميز في اكاديمية ينشينغ بجامعة بيكين ، كاتب وديبلوماسي صيني من مواليد 1955 ، في مقاطعة تشجيانغ الصينية. أكمل دراسته في المعهد العالي للدراسات الدولية في جنيف بسويسرا وحصل على درجة الماجستير. اهتم خه يافي بقضايا بحثية عديدة ولكن قضية الحوكمة العالمية والعلاقات الصينية الامريكية والعلاقات الديبلوماسية المتعددة الاقطاب كانت من اهمها على الاطلاق لذا الف كتاب " الصين والحوكمة العالمية ..الاختيار التاريخي الذي صدر باللغتين الانقيزية والصينية علما بأنه ايضا مبدع الّف روايات نذكر من بينها مثلا " الرياح والسحب ... " وطرح فيها رؤية لهذا العالم المتغير ، كما سبق له ان الّف كتاب "عالم مضطرب" ويتمحور حول: الفرصة والتحديات التي تواجه الصين في عصر تطور العولمة ... وخه يافي مختص في الكتابة عن الشؤون الدولية وصاحب عمود في اكثر من جريدة ومجلة عالمية ومحلية مثل صحيفة "الشعب اليومية و" البحث عن الحقيقة " و" صحيفة الصينيين المغتربين في الولايات المتحدة الامريكية" وصحيفة "اخبار الصين" الاسبوعية وغيرها ...
حقائق يهملها الاعلام أو يتلافاها وتحفظها الشهادات
وزع المؤلف مادة كتابه على 8 أبواب حلّل فيها اصول افكار ونظريات الحوكمة العالمية وتطور الياتها والتحديات والمشاكل التي تواجهها مؤكدا على العلاقات التفاعلية بين الصين والمشاركين الاخرين في نظام الحوكمة العالمية .
وركز في الاربعة ابواب الاولى على التطور التاريخي والوضع الراهن للحوكمة العالمية وقال في الصفحة 32 ان الحديث عن اصل فكرة الحوكمة العالمية غير ممكن قبل التعرف على ظهور فكر العولمة وتطبيقه وتطوره لأنه مرتبط بها ارتباطا وثيقا وأشار الى ان :"... فكرة العولمة قد تم اقتراحها من قبل "اللجنة الثلاثية " للأمن القومي الامريكي بقيادة ديفيد روكفلروزبغنيوبريجنسكي وهي ناد دولي لراس المال الاحتكاري يدير ويستغل الاقتصاد العالمي والأسواق العالمية من اجل الحفاظ على الارباح العالمية في ايدي عدد قليل من البلدان ... وجوهر العولمة هو تحرير راس المال ... وهو التدفق الحر لراس المال ".اما الحوكمة العالمية فقد نشا مفهومها في نهاية الحرب الباردة أي في تسعينات القرن العشرين ويمثل مفهوم الحوكمة العالمية تحديا مباشرا للنظرية التقليدية للعلاقات الدولية فوفقا لهذه النظرية يصبح المجتمع المحلي منفصلا تماما عن المجتمع الدولي ولا تربطهما اية صلة اما الحوكمة العالمية فهي حكم العالم وإدارته ككيان واحد، حيث ركز علماء الحوكمة العالمية من الغربيين على دور المنظمات غير الحكومية والشركات متعددة الجنسيات والمجتمع المدني ووسائل الاعلام ، بدلا من دور الدول التقليدي .ص 33وسرد في الباب الثاني مراحل الممارسة العلمية للحوكمة العالمية وهي ثلاث بداية من الامم المتحدة كمنصة رئيسية الى مجموعة السبع وصول الى مجموعة العشرين وبدء عهد جديد للحوكمة العالمية .
وجاء في الصفحة 55 انه خلال الدورة الاولى لمجموعة العشرين والتي عقدت بواشنطن في نوفمبر 2008 بدأت الصين ومجموعة من الدول الناشئة في دخول دائرة صنع القرارات الاساسية للحوكمة العالمية ..فالدول النامية ولا سيما الصين وغيرها من الدول الناشئة الاخرى قد احتلت بالفعل حصة كبيرة من الاقتصاد العالمي ، مما يتطلب منحها الكلام وسلطة اتخاذ القرار فمن عام 2008 حتى عام 2013 ساهمت الصين بنحو 52 بالمائة من نمو الناتج المحلي الاجمالي العالمي . وفي الوقت نفسه، كان حل المشاكل الهيكلية للنظام الاقتصادي والمالي العالمي يتطلب التعاون بين جميع الدول وخاصة الدول النامية .
الحوكمة العالمية : مخاطر وتحديات ونظام عالمي جديد
وخصص الكاتب البابالثالث لتوضيح تأثير الثقافة والفكرعلى الحوكمة العالمية وتحدث عن التنافس الحاد بين الصين والولايات المتحدة الامريكية في كل المجالات حتى الثقافية والقيمية منها ص 97 . وفي الباب الرابع عدد خه يافي المخاطر والتحديات التي تواجه اصلاح الحوكمة العالمية مؤكدا على صعوبة اصلاح اليات الحوكمة العالمية . وتدرج في بقية الابواب في استعراض تاريخ ومراحل مشاركة الصين في الحوكمة العالمية وكيف تم ادراجها قسرا في نظام الحوكمة العالمية الذي تهيمن عليه القوى الغربية وكيف مرت من مشاركة سلبية ومحدودة الى اجابية وشاملة ثم الى دخول دائرة صنع القرار .وقدم في الباب الثامن والأخير"الحوكمة العالمية وإقامة نظام دولي جديد " ص 235 مقترحات بشان السياسات الصينية للقيام بدور قيادي في اصلاح الحوكمة العالمية وتحسين قدرتها على تحديد قضايا وجداول اعمال الحوكمة العالمية وتنفيذ تعاون شامل وواسع النطاق لتعزيزها.وأوصى بتعزيز الجذب الثقافي لأنه العنصر الاساسي في القوة الناعمة اذ يقول في الصفحة 278 : " من يتمتع بثقافة اكثر جاذبية هو من يستطيع ان يتحكم بشكل افضل في حق ابداء الرأي واخذ زمام المبادرة في ساحة الحوكمة العالمية " وختم خه يافي في الصفحة 299 قائلا :"ان اصلاح الحوكمة العالمية وتحديث انظمة وقدرات حوكمة الدولة مسؤولية تاريخية تواجه الصين كما انها السبيل الوحيد لتحقيق " الحلم الصيني " المتمثل في النهوض العظيم للأمة الصينية . وبما ان التاريخ قد اختار الصين ، فالصين ملتزمة بواجبها، والمضي قدما وبذل جهود حثيثة من اجل مستقبل البشرية المشرق في القرن الحادي والعشرين."
اشتملت هذه الابواب والأجزاءعلى حديث وموقف ورأي في اهم القضايا العالمية الراهنة مثل ظهور الانترنيت في حياة الشعوب وكيف وفرت ابعادا ومساحات جديدة للحوكمة العالمية وكيف ساهم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الفوضى والاضطرابات الاجتماعية في الكثير من الدول مما ادى الى ما يسمي بثورات الربيع العربي التي تحولت الى شتاء عربي جلب الكوارث وسبب المزيد من المعاناة لشعوب دول غرب اسيا وشمال افريقيا.
من يقرا الكتاب وهو مترجم الى العربية سيلاحظ ثراء المعلومة والربط الوثيق بين مستجدات الاحداث وكواليسها ونهاياتها ويجد ما يغفل الاعلام او يتغافل عن ذكره في خصوص الحوكمة العالمية .. وسيعرف صفحة بعد صفحةبان "الحلم الصيني" حقيقة وليس خيالا وانه لكل البلدان الناشئة والنامية الحق في حلم التطور والنمو ودخول الاسواق العالمية ومنصات مواقع صنع القرار العالمي..وسيجد صعوبة في التخلي عن قراءته إلا اذا انتهى على امل الرجوع اليه لإثراء بحث او دراسة عن هيمنة القوى الغربية على البلدان النامية والفقيرة وغياب العدالة في التعامل معها.
علياء بن نحيلة
"الصين والحوكمة العالمية ..
*هل يمكن ان تضمن الصين مستقبلا مشرقا للبشرية بعد مآسي العولمة؟
**"الحلم الصيني" حقيقة وليس خيالا والنهوض العظيم للأمة الصينية قريب
***من حق كل البلدان الناشئة دخول الاسواق العالمية ومنصات مواقع صنع القرار العالمي
تونس – الصباح
تعرض مكتبة معارف شرقية للنشر والتوزيع بتونس هذه الايام اصدارا صينيا جديدا بعنوان "الصين والحوكمة العالمية .. الاختيار التاريخي" كتبه البروفيسور والدبلوماسي الصيني خه يافي وترجمته من اللغة الصينية الى اللغة العربية د.سماح محمد قرشي عبد القادر وريهام محمد دشيش. ويوضح الكتاب فكرة "هيكل الحوكمة العالمية والعلاقات الدولية" بعد ما عاشه العالم من تعدد الأقطاب والعولمة الاقتصادية والتنوع الثقافي وثورة المعلومات، وبعد دخول عدد من القوى العالمية الناشئة كلاعبين اضافيين في المسرح العالمي، ومن بينهم الصين.. الصين التي اصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية و تلعب في الساحة الدولية دورا تزداد أهميته يوما بعد يوم مما يجعله -أي الكتاب- مرجعا اساسيا للباحثين في الحوكمة العالمية والقضايا الدولية والدراسات الصينية والعلاقات الدولية.
ويبدو ان مؤلف الكتاب البروفسور خه يافي استفاد كثير من عمله الديبلوماسي ومن شغله لمنصب نائب لوزير خارجية بلده الصين وقد شملت مسؤولياته: أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا ، المنظمات والمؤتمرات الدولية ، مراقبة التسلح ، البروتوكول ، هونغ كونغ وماكاو والشؤون الخارجية المتعلقة بتايوان، وعندما مثّل الصين خلال مفاوضات اتفاقية كوبنهاغن في ديسمبر 2009. كما استفاد في كتابه البحثي هذا من عمله كسفير لبلده بين عامي 2010 و2012 في مكتب الأمم المتحدة في جنيف وكممثل للمنظمات الدولية الأخرى في سويسرا. ومن عمله في الامانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك . وقد تبلورت هذه الاستفادة فأكدت قدرة على تجميع المعلومات والوثائق وحنكة في ايراد الشهادة الشخصية المناسبة للحدث والفكرة المناسبة.. شهادات شخصية حية وتجارب تكونت لديه اثناء ادائه لمهامه الديبلوماسية تخير منها ما اثرى بها الكتاب فأعطته الكثير من المصداقية..
خه يافي استاذ مميز في اكاديمية ينشينغ بجامعة بيكين ، كاتب وديبلوماسي صيني من مواليد 1955 ، في مقاطعة تشجيانغ الصينية. أكمل دراسته في المعهد العالي للدراسات الدولية في جنيف بسويسرا وحصل على درجة الماجستير. اهتم خه يافي بقضايا بحثية عديدة ولكن قضية الحوكمة العالمية والعلاقات الصينية الامريكية والعلاقات الديبلوماسية المتعددة الاقطاب كانت من اهمها على الاطلاق لذا الف كتاب " الصين والحوكمة العالمية ..الاختيار التاريخي الذي صدر باللغتين الانقيزية والصينية علما بأنه ايضا مبدع الّف روايات نذكر من بينها مثلا " الرياح والسحب ... " وطرح فيها رؤية لهذا العالم المتغير ، كما سبق له ان الّف كتاب "عالم مضطرب" ويتمحور حول: الفرصة والتحديات التي تواجه الصين في عصر تطور العولمة ... وخه يافي مختص في الكتابة عن الشؤون الدولية وصاحب عمود في اكثر من جريدة ومجلة عالمية ومحلية مثل صحيفة "الشعب اليومية و" البحث عن الحقيقة " و" صحيفة الصينيين المغتربين في الولايات المتحدة الامريكية" وصحيفة "اخبار الصين" الاسبوعية وغيرها ...
حقائق يهملها الاعلام أو يتلافاها وتحفظها الشهادات
وزع المؤلف مادة كتابه على 8 أبواب حلّل فيها اصول افكار ونظريات الحوكمة العالمية وتطور الياتها والتحديات والمشاكل التي تواجهها مؤكدا على العلاقات التفاعلية بين الصين والمشاركين الاخرين في نظام الحوكمة العالمية .
وركز في الاربعة ابواب الاولى على التطور التاريخي والوضع الراهن للحوكمة العالمية وقال في الصفحة 32 ان الحديث عن اصل فكرة الحوكمة العالمية غير ممكن قبل التعرف على ظهور فكر العولمة وتطبيقه وتطوره لأنه مرتبط بها ارتباطا وثيقا وأشار الى ان :"... فكرة العولمة قد تم اقتراحها من قبل "اللجنة الثلاثية " للأمن القومي الامريكي بقيادة ديفيد روكفلروزبغنيوبريجنسكي وهي ناد دولي لراس المال الاحتكاري يدير ويستغل الاقتصاد العالمي والأسواق العالمية من اجل الحفاظ على الارباح العالمية في ايدي عدد قليل من البلدان ... وجوهر العولمة هو تحرير راس المال ... وهو التدفق الحر لراس المال ".اما الحوكمة العالمية فقد نشا مفهومها في نهاية الحرب الباردة أي في تسعينات القرن العشرين ويمثل مفهوم الحوكمة العالمية تحديا مباشرا للنظرية التقليدية للعلاقات الدولية فوفقا لهذه النظرية يصبح المجتمع المحلي منفصلا تماما عن المجتمع الدولي ولا تربطهما اية صلة اما الحوكمة العالمية فهي حكم العالم وإدارته ككيان واحد، حيث ركز علماء الحوكمة العالمية من الغربيين على دور المنظمات غير الحكومية والشركات متعددة الجنسيات والمجتمع المدني ووسائل الاعلام ، بدلا من دور الدول التقليدي .ص 33وسرد في الباب الثاني مراحل الممارسة العلمية للحوكمة العالمية وهي ثلاث بداية من الامم المتحدة كمنصة رئيسية الى مجموعة السبع وصول الى مجموعة العشرين وبدء عهد جديد للحوكمة العالمية .
وجاء في الصفحة 55 انه خلال الدورة الاولى لمجموعة العشرين والتي عقدت بواشنطن في نوفمبر 2008 بدأت الصين ومجموعة من الدول الناشئة في دخول دائرة صنع القرارات الاساسية للحوكمة العالمية ..فالدول النامية ولا سيما الصين وغيرها من الدول الناشئة الاخرى قد احتلت بالفعل حصة كبيرة من الاقتصاد العالمي ، مما يتطلب منحها الكلام وسلطة اتخاذ القرار فمن عام 2008 حتى عام 2013 ساهمت الصين بنحو 52 بالمائة من نمو الناتج المحلي الاجمالي العالمي . وفي الوقت نفسه، كان حل المشاكل الهيكلية للنظام الاقتصادي والمالي العالمي يتطلب التعاون بين جميع الدول وخاصة الدول النامية .
الحوكمة العالمية : مخاطر وتحديات ونظام عالمي جديد
وخصص الكاتب البابالثالث لتوضيح تأثير الثقافة والفكرعلى الحوكمة العالمية وتحدث عن التنافس الحاد بين الصين والولايات المتحدة الامريكية في كل المجالات حتى الثقافية والقيمية منها ص 97 . وفي الباب الرابع عدد خه يافي المخاطر والتحديات التي تواجه اصلاح الحوكمة العالمية مؤكدا على صعوبة اصلاح اليات الحوكمة العالمية . وتدرج في بقية الابواب في استعراض تاريخ ومراحل مشاركة الصين في الحوكمة العالمية وكيف تم ادراجها قسرا في نظام الحوكمة العالمية الذي تهيمن عليه القوى الغربية وكيف مرت من مشاركة سلبية ومحدودة الى اجابية وشاملة ثم الى دخول دائرة صنع القرار .وقدم في الباب الثامن والأخير"الحوكمة العالمية وإقامة نظام دولي جديد " ص 235 مقترحات بشان السياسات الصينية للقيام بدور قيادي في اصلاح الحوكمة العالمية وتحسين قدرتها على تحديد قضايا وجداول اعمال الحوكمة العالمية وتنفيذ تعاون شامل وواسع النطاق لتعزيزها.وأوصى بتعزيز الجذب الثقافي لأنه العنصر الاساسي في القوة الناعمة اذ يقول في الصفحة 278 : " من يتمتع بثقافة اكثر جاذبية هو من يستطيع ان يتحكم بشكل افضل في حق ابداء الرأي واخذ زمام المبادرة في ساحة الحوكمة العالمية " وختم خه يافي في الصفحة 299 قائلا :"ان اصلاح الحوكمة العالمية وتحديث انظمة وقدرات حوكمة الدولة مسؤولية تاريخية تواجه الصين كما انها السبيل الوحيد لتحقيق " الحلم الصيني " المتمثل في النهوض العظيم للأمة الصينية . وبما ان التاريخ قد اختار الصين ، فالصين ملتزمة بواجبها، والمضي قدما وبذل جهود حثيثة من اجل مستقبل البشرية المشرق في القرن الحادي والعشرين."
اشتملت هذه الابواب والأجزاءعلى حديث وموقف ورأي في اهم القضايا العالمية الراهنة مثل ظهور الانترنيت في حياة الشعوب وكيف وفرت ابعادا ومساحات جديدة للحوكمة العالمية وكيف ساهم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الفوضى والاضطرابات الاجتماعية في الكثير من الدول مما ادى الى ما يسمي بثورات الربيع العربي التي تحولت الى شتاء عربي جلب الكوارث وسبب المزيد من المعاناة لشعوب دول غرب اسيا وشمال افريقيا.
من يقرا الكتاب وهو مترجم الى العربية سيلاحظ ثراء المعلومة والربط الوثيق بين مستجدات الاحداث وكواليسها ونهاياتها ويجد ما يغفل الاعلام او يتغافل عن ذكره في خصوص الحوكمة العالمية .. وسيعرف صفحة بعد صفحةبان "الحلم الصيني" حقيقة وليس خيالا وانه لكل البلدان الناشئة والنامية الحق في حلم التطور والنمو ودخول الاسواق العالمية ومنصات مواقع صنع القرار العالمي..وسيجد صعوبة في التخلي عن قراءته إلا اذا انتهى على امل الرجوع اليه لإثراء بحث او دراسة عن هيمنة القوى الغربية على البلدان النامية والفقيرة وغياب العدالة في التعامل معها.