إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

م. ع. المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات: التشريعات والأطر التنظيمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي في تونس مازالت غير واضحة

أكّد مدير عام المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات في حوار لـ"الصباح" أن تونس قد بادرت بالاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي منذ حوالي عشر سنوات من خلال البحوث والدراسات التي أنجزتها مؤسسات البحث العلمي، وهي تواجه، على غرار العديد من الدول الأخرى العديد من التحديات في مجال الذكاء الاصطناعي والتي يجب أخذها بعين الاعتبار بصورة جدية من أجل إنجاح هذا المسار. وحتى تلتحق بالدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، عليها أن تتخذ عدة خطوات وقرارات.. وفي ما يلي  نص الحوار ..

*عقدت مؤخرا المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات الدورة الثانية من القمة الإقليمية   ipv6، فإلى أي مدى تُعد هذه القمة مهمة بالنسبة لتونس. وماهي أبرز التوصيات المنبثقة عنها؟

عقدت المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات الدورة الثانية من القمة الإقليمية للإصدار السادس لبروتوكول الانترنت، يوم 9 ماي 2023 بتونس. ويأتي تنظيم هذه القمة في إطار العمل على ضرورة التكيف مع التطوّر المطرد في عدد مستعملي شبكة الانترنت من جهة ونفاذ عناوين بروتوكول الإصدار الرابع من جهة أخرى.

وقد تمخضّت عن هذه القمّة توصيات مهمّة ومنها: ضرورة العمل المشترك من أجل المرور السريع والسلس إلى IPv6 سواء كان ذلك على مستوى السياسات أو التحديات التقنية وغيرها. بداية هذه القمّة هي مهمّة لكل الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ولكن أتصوّر أنها مهمة إلى تونس بصفة خاصّة على عدّة مستويات.

*فيما تتمثل هذه المستويات الخاصة بتونس؟

• على المستوى القصير: تنظيم هذه القمة بتونس وفر فرصا لإمكانية الحضور الهام من القطاعين العام والخاص وأيضا من الأكاديميين للتعرف أكثر عن آخر التطوّرات في هذا المجال وأيضا لمعرفة الدوافع والمزايا الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن يوفّرها الانتقال إلى الإصدار السادس لبروتوكول الانترنت. كما وفر الفرصة من أجل الخبراء والمسؤولين التونسيين من تقديم التجربة التونسية ومدى تقدم العمل على هذا الموضوع.

• على المستوى المتوسط والبعيد: نحن في المنظمة نعمل على إنجاز مشاريع وبرامج تضمن الاستدامة والنمو في التطوّر التكنولوجي في المنطقة العربية. وأحد هذه البرامج التي نعتبرها إستراتيجية هي مسألة الانتقال إلى الإصدار السادس لبروتوكول الانترنت حيث أن أحد أهم أهداف قمة IPv6 هي تحضير الأرضية من أجل ضمان استمرارية الانتفاع بالمزايا والفرص المذهلة للانترنت في المستقبل في المنطقة العربية، التي مازالت في خطواتها الأولى في مجال الانتقال إلى الإصدار السادس لبروتوكول الانترنت ومنها تونس.

وهنا أود أن أنوّه أنه خلال هذه القمّة، تمّ الإعلان عن إنشاء "المجلس العربي للإصدار السادس لبروتوكول الانترنت" Arab IPv6 council. من أجل العمل المتواصل لتقليص عدم التوازن في نشر بروتوكول الإصدار السادس بين الدول العربية ووضع المنطقة العربية على نفس مستوى كبار القادة في العالم ولما لا تحقيق الريادة في هذا المجال.

والجدير بالذكر هنا أن عضوية هذا الفريق تضم العديد من الكفاءات التونسية رفيعة المستوى وذات الخبرة العالية في مجال الـ IPv6 من القطاعين العام والخاص وأيضا من المجلس الوطني لـ IPv6 ، وأنا على يقين أن الإضافة والانتفاع المتبادل سوف يكون هام في هذا الإطار، وسوف يعطي دفع لتستعيد تونس مكانتها الرائدة في المجال من خلال كفاءاتها وانفتاحها للانخراط السريع والفعاّل في مسيرة التحوّلات التكنولوجية العالمية.

*أين تتموقع تونس في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنة بالدول العربية الأخرى؟

بداية أود أن أشير أن الذكاء الاصطناعي هو أحد الاتجاهات التكنولوجية التي برزت في الخمسينات كمجال دراسة وتطوير، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تطوّرا كبيرا للذكاء الاصطناعي ليشهد طفرة في الاستعمال من خلال بروز العديد من التقنيات المبتكرة التي ساهمت في تحقيق نتائج مذهلة، وتواصل هذا التطوّر من خلال بروز التطبيقات العمليّة للذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات مثل الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة وغيرها.

وقد بادرت تونس بالاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي منذ حوالي عشر سنوات من خلال البحوث والدراسات التي أنجزتها مؤسسات البحث العلمي.

وبخصوص تموقع تونس مقارنة بالدول العربية الأخرى، وحسب مؤشر "تحضير الحكومات للذكاء الاصطناعي" الذي أطلقته مؤسستي « Oxford Insights » والمركز الدولي للتطوير والبحوث، الذي تم تطويره سنة 2017 من أجل الإجابة عن السؤال التالي : كيف يمكن للحكومات أن تتموقع وتنتفع من التحولات التكنولوجيات المرتكزة على الذكاء الاصطناعي، فان تونس تحتل المركز التاسع في منطقة الشرق الأوسط والمركز الثاني في افريقيا والمركز السابع في المنطقة العربية بمعدّل 44.39 من الركائز التي يقيسها هذا المؤشر.

وهذا يمكننا من القول إن تونس تعتبر واحدة من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية بتفوّقها في بعض الجوانب، وذلك كان نتاج العمل الحثيث خلال السنوات الأخيرة من أجل تطوير قطاع الابتكار التكنولوجي وتعزيز قطاع الذكاء الاصطناعي على الصعيد الوطني وتطوير تطبيقاته في العديد من المجالات بما في ذلك التعليم والصناعة والتجارة والصحّة وغيرها.

وقد تم إطلاق العديد من المبادرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي نذكر منها:

مبادرة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال وضع فريق عمل الذكاء الاصطناعي Task Force IA سنة 2018 للعمل على إعداد الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي.

مبادرة وزارة الصناعة والشركات الصغرى والمتوسّطة سنة 2019 من أجل التحضير لخارطة طريق في مجال الذكاء الاصطناعي.

مبادرات مؤسسات التعليم العالي من أجل اعتماد شهائد ماسترز Masters في مجال الذكاء الاصطناعي ونذكر منها الاختصاصات التالية :

Mastère de Recherche en Robotique, Informatique et Systèmes de Communication -

Mastère Professionnel en Ingénierie en Intelligence Artificielle -

- Mastère professionnel en Ingénierie Avancée des Systèmes Robotisés et Intelligence Artificielle » (IASRIA)

Master de Mathématiques et Informatique également appelé Big-Data (IASD) -

- Mastère professionnel en intelligence artificielle et internet des objets

وغيرها من المبادرات الأخرى، ونتمنى أن تحمل الفترة القريبة المقبلة مبادرات أخرى وإطلاق للإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي من شأنها أن تساهم في بلورة العديد من المشاريع على أرض الواقع.

وما يميز تونس هو تنوع المشهد الذي يضم العديد من الأطراف بما في ذلك الحكومية، المؤسسات التعليمية وأيضا الجمعيات العلمية المتخصّصة والشركات الناشئة والباحثين.

 *ما هي التحديات التي تواجهها تونس في مجال الذكاء الاصطناعي؟

على غرار قطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات، يتأثر التطوّر في مجال الذكاء الاصطناعي بالعديد من العوامل: نذكر منها الاستثمار من أجل البحث والتطوير، توفير البنية التحتية التكنولوجية الملائمة، التعاون بين القطاعين العام والخاص وجميع أصحاب المصلحة وقبل كل شيء توفّر الكفاءات البشرية الماهرة.

ومما لا شك فيه أن تونس تواجه، على غرار العديد من الدول الأخرى العديد من التحديات في مجال الذكاء الاصطناعي والتي يجب أخذها بعين الاعتبار بصورة جدية من أجل إنجاح هذا المسار.

أولا التمويل اللازم : يعتبر تأمين التمويل اللازم للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي من أهم التحديات، خاصّة إذا ما تعلّق الأمر بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات الناشئة والباحثين في المجال .

ثانيا الأطر القانونية والتنظيمية: لا تزال التشريعات والأطر التنظيمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي غير واضحة وهذا من شأنه أن يعرقل التطوّر المنشود والاستخدام الأمثل لتقنيات وخدمات الذكاء الاصطناعي.

ثالثا نقص الكفاءات الفنية: قد يكون هناك نقص في الكفاءات الفنية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي. يحتاج تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى خبراء متخصصين في البرمجة وعلوم الحاسوب والتعلم الآلي، ويجب العمل على توفير هذه الكفاءات بالعدد والجودة الكافية.

رابعا الخصوصية والأمان: تشكل تقنيات الذكاء الاصطناعي تحديات للخصوصية والأمان ويمكن أن يؤدي إلى مخاوف بشأن الخصوصية وحماية البيانات الشخصية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل غير أخلاقي أو ضار يمكن أن يشكل تهديدًا على سلامة الفضاء الرقمي.

خامسا تنمية الوعي: من أهم التحديات التي تواجه المجتمعات بما فيها المجتمعات العربية وتونس هو نشر الوعي الكافي من أجل تعزيز تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل المجالات.

 *ما الذي عليها أن تقوم به من خطوات وقرارات حتى تلتحق بركب الدول المتقدمة؟

كي تلتحق تونس بالدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، هناك عدة خطوات وقرارات يمكن اتخاذها:

• وضع إستراتيجية للذكاء الاصطناعي

• تشجيع الابتكار والبحوث

• تعزيز تنمية القدرات

• تشجيع التعاون والشراكات

• تحسين البنية التحتية التكنولوجية

• وخاصّة وضع قوانين وأطر تنظيمية داعمة لاعتماد الذكاء الاصطناعي.

 *ما هي أبرز الدول العربية التي يمكن اعتبارها نموذجا في الذكاء الاصطناعي؟

هناك عدة دول عربية تعتبر رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن بين هذه الدول الإمارات العربية المتحدة إذ تُعد من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم العربي. تم إطلاق إستراتيجية الذكاء الاصطناعي للإمارات في عام 2017، وتستخدم الإمارات التقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة مثل الرعاية الصحية والتعليم والحكومة الذكية.

أيضا المملكة العربية السعودية التي تولي اهتمامًا كبيرًا للذكاء الاصطناعي وتعتبره أحد أولويات رؤية 2030 للتحول الرقمي. كذلك مصر التي تعمل على تعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير البحث والابتكار في هذا المجال. وقد تأسست عدة مراكز للذكاء الاصطناعي في البلاد، وتم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الزراعة والصحة والتعليم.

حاورته :ايمان عبد اللطيف
م. ع. المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات: التشريعات والأطر التنظيمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي في تونس مازالت غير واضحة

أكّد مدير عام المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات في حوار لـ"الصباح" أن تونس قد بادرت بالاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي منذ حوالي عشر سنوات من خلال البحوث والدراسات التي أنجزتها مؤسسات البحث العلمي، وهي تواجه، على غرار العديد من الدول الأخرى العديد من التحديات في مجال الذكاء الاصطناعي والتي يجب أخذها بعين الاعتبار بصورة جدية من أجل إنجاح هذا المسار. وحتى تلتحق بالدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، عليها أن تتخذ عدة خطوات وقرارات.. وفي ما يلي  نص الحوار ..

*عقدت مؤخرا المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات الدورة الثانية من القمة الإقليمية   ipv6، فإلى أي مدى تُعد هذه القمة مهمة بالنسبة لتونس. وماهي أبرز التوصيات المنبثقة عنها؟

عقدت المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات الدورة الثانية من القمة الإقليمية للإصدار السادس لبروتوكول الانترنت، يوم 9 ماي 2023 بتونس. ويأتي تنظيم هذه القمة في إطار العمل على ضرورة التكيف مع التطوّر المطرد في عدد مستعملي شبكة الانترنت من جهة ونفاذ عناوين بروتوكول الإصدار الرابع من جهة أخرى.

وقد تمخضّت عن هذه القمّة توصيات مهمّة ومنها: ضرورة العمل المشترك من أجل المرور السريع والسلس إلى IPv6 سواء كان ذلك على مستوى السياسات أو التحديات التقنية وغيرها. بداية هذه القمّة هي مهمّة لكل الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ولكن أتصوّر أنها مهمة إلى تونس بصفة خاصّة على عدّة مستويات.

*فيما تتمثل هذه المستويات الخاصة بتونس؟

• على المستوى القصير: تنظيم هذه القمة بتونس وفر فرصا لإمكانية الحضور الهام من القطاعين العام والخاص وأيضا من الأكاديميين للتعرف أكثر عن آخر التطوّرات في هذا المجال وأيضا لمعرفة الدوافع والمزايا الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن يوفّرها الانتقال إلى الإصدار السادس لبروتوكول الانترنت. كما وفر الفرصة من أجل الخبراء والمسؤولين التونسيين من تقديم التجربة التونسية ومدى تقدم العمل على هذا الموضوع.

• على المستوى المتوسط والبعيد: نحن في المنظمة نعمل على إنجاز مشاريع وبرامج تضمن الاستدامة والنمو في التطوّر التكنولوجي في المنطقة العربية. وأحد هذه البرامج التي نعتبرها إستراتيجية هي مسألة الانتقال إلى الإصدار السادس لبروتوكول الانترنت حيث أن أحد أهم أهداف قمة IPv6 هي تحضير الأرضية من أجل ضمان استمرارية الانتفاع بالمزايا والفرص المذهلة للانترنت في المستقبل في المنطقة العربية، التي مازالت في خطواتها الأولى في مجال الانتقال إلى الإصدار السادس لبروتوكول الانترنت ومنها تونس.

وهنا أود أن أنوّه أنه خلال هذه القمّة، تمّ الإعلان عن إنشاء "المجلس العربي للإصدار السادس لبروتوكول الانترنت" Arab IPv6 council. من أجل العمل المتواصل لتقليص عدم التوازن في نشر بروتوكول الإصدار السادس بين الدول العربية ووضع المنطقة العربية على نفس مستوى كبار القادة في العالم ولما لا تحقيق الريادة في هذا المجال.

والجدير بالذكر هنا أن عضوية هذا الفريق تضم العديد من الكفاءات التونسية رفيعة المستوى وذات الخبرة العالية في مجال الـ IPv6 من القطاعين العام والخاص وأيضا من المجلس الوطني لـ IPv6 ، وأنا على يقين أن الإضافة والانتفاع المتبادل سوف يكون هام في هذا الإطار، وسوف يعطي دفع لتستعيد تونس مكانتها الرائدة في المجال من خلال كفاءاتها وانفتاحها للانخراط السريع والفعاّل في مسيرة التحوّلات التكنولوجية العالمية.

*أين تتموقع تونس في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنة بالدول العربية الأخرى؟

بداية أود أن أشير أن الذكاء الاصطناعي هو أحد الاتجاهات التكنولوجية التي برزت في الخمسينات كمجال دراسة وتطوير، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تطوّرا كبيرا للذكاء الاصطناعي ليشهد طفرة في الاستعمال من خلال بروز العديد من التقنيات المبتكرة التي ساهمت في تحقيق نتائج مذهلة، وتواصل هذا التطوّر من خلال بروز التطبيقات العمليّة للذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات مثل الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة وغيرها.

وقد بادرت تونس بالاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي منذ حوالي عشر سنوات من خلال البحوث والدراسات التي أنجزتها مؤسسات البحث العلمي.

وبخصوص تموقع تونس مقارنة بالدول العربية الأخرى، وحسب مؤشر "تحضير الحكومات للذكاء الاصطناعي" الذي أطلقته مؤسستي « Oxford Insights » والمركز الدولي للتطوير والبحوث، الذي تم تطويره سنة 2017 من أجل الإجابة عن السؤال التالي : كيف يمكن للحكومات أن تتموقع وتنتفع من التحولات التكنولوجيات المرتكزة على الذكاء الاصطناعي، فان تونس تحتل المركز التاسع في منطقة الشرق الأوسط والمركز الثاني في افريقيا والمركز السابع في المنطقة العربية بمعدّل 44.39 من الركائز التي يقيسها هذا المؤشر.

وهذا يمكننا من القول إن تونس تعتبر واحدة من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية بتفوّقها في بعض الجوانب، وذلك كان نتاج العمل الحثيث خلال السنوات الأخيرة من أجل تطوير قطاع الابتكار التكنولوجي وتعزيز قطاع الذكاء الاصطناعي على الصعيد الوطني وتطوير تطبيقاته في العديد من المجالات بما في ذلك التعليم والصناعة والتجارة والصحّة وغيرها.

وقد تم إطلاق العديد من المبادرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي نذكر منها:

مبادرة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال وضع فريق عمل الذكاء الاصطناعي Task Force IA سنة 2018 للعمل على إعداد الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي.

مبادرة وزارة الصناعة والشركات الصغرى والمتوسّطة سنة 2019 من أجل التحضير لخارطة طريق في مجال الذكاء الاصطناعي.

مبادرات مؤسسات التعليم العالي من أجل اعتماد شهائد ماسترز Masters في مجال الذكاء الاصطناعي ونذكر منها الاختصاصات التالية :

Mastère de Recherche en Robotique, Informatique et Systèmes de Communication -

Mastère Professionnel en Ingénierie en Intelligence Artificielle -

- Mastère professionnel en Ingénierie Avancée des Systèmes Robotisés et Intelligence Artificielle » (IASRIA)

Master de Mathématiques et Informatique également appelé Big-Data (IASD) -

- Mastère professionnel en intelligence artificielle et internet des objets

وغيرها من المبادرات الأخرى، ونتمنى أن تحمل الفترة القريبة المقبلة مبادرات أخرى وإطلاق للإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي من شأنها أن تساهم في بلورة العديد من المشاريع على أرض الواقع.

وما يميز تونس هو تنوع المشهد الذي يضم العديد من الأطراف بما في ذلك الحكومية، المؤسسات التعليمية وأيضا الجمعيات العلمية المتخصّصة والشركات الناشئة والباحثين.

 *ما هي التحديات التي تواجهها تونس في مجال الذكاء الاصطناعي؟

على غرار قطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات، يتأثر التطوّر في مجال الذكاء الاصطناعي بالعديد من العوامل: نذكر منها الاستثمار من أجل البحث والتطوير، توفير البنية التحتية التكنولوجية الملائمة، التعاون بين القطاعين العام والخاص وجميع أصحاب المصلحة وقبل كل شيء توفّر الكفاءات البشرية الماهرة.

ومما لا شك فيه أن تونس تواجه، على غرار العديد من الدول الأخرى العديد من التحديات في مجال الذكاء الاصطناعي والتي يجب أخذها بعين الاعتبار بصورة جدية من أجل إنجاح هذا المسار.

أولا التمويل اللازم : يعتبر تأمين التمويل اللازم للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي من أهم التحديات، خاصّة إذا ما تعلّق الأمر بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات الناشئة والباحثين في المجال .

ثانيا الأطر القانونية والتنظيمية: لا تزال التشريعات والأطر التنظيمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي غير واضحة وهذا من شأنه أن يعرقل التطوّر المنشود والاستخدام الأمثل لتقنيات وخدمات الذكاء الاصطناعي.

ثالثا نقص الكفاءات الفنية: قد يكون هناك نقص في الكفاءات الفنية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي. يحتاج تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى خبراء متخصصين في البرمجة وعلوم الحاسوب والتعلم الآلي، ويجب العمل على توفير هذه الكفاءات بالعدد والجودة الكافية.

رابعا الخصوصية والأمان: تشكل تقنيات الذكاء الاصطناعي تحديات للخصوصية والأمان ويمكن أن يؤدي إلى مخاوف بشأن الخصوصية وحماية البيانات الشخصية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل غير أخلاقي أو ضار يمكن أن يشكل تهديدًا على سلامة الفضاء الرقمي.

خامسا تنمية الوعي: من أهم التحديات التي تواجه المجتمعات بما فيها المجتمعات العربية وتونس هو نشر الوعي الكافي من أجل تعزيز تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل المجالات.

 *ما الذي عليها أن تقوم به من خطوات وقرارات حتى تلتحق بركب الدول المتقدمة؟

كي تلتحق تونس بالدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، هناك عدة خطوات وقرارات يمكن اتخاذها:

• وضع إستراتيجية للذكاء الاصطناعي

• تشجيع الابتكار والبحوث

• تعزيز تنمية القدرات

• تشجيع التعاون والشراكات

• تحسين البنية التحتية التكنولوجية

• وخاصّة وضع قوانين وأطر تنظيمية داعمة لاعتماد الذكاء الاصطناعي.

 *ما هي أبرز الدول العربية التي يمكن اعتبارها نموذجا في الذكاء الاصطناعي؟

هناك عدة دول عربية تعتبر رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن بين هذه الدول الإمارات العربية المتحدة إذ تُعد من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم العربي. تم إطلاق إستراتيجية الذكاء الاصطناعي للإمارات في عام 2017، وتستخدم الإمارات التقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة مثل الرعاية الصحية والتعليم والحكومة الذكية.

أيضا المملكة العربية السعودية التي تولي اهتمامًا كبيرًا للذكاء الاصطناعي وتعتبره أحد أولويات رؤية 2030 للتحول الرقمي. كذلك مصر التي تعمل على تعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير البحث والابتكار في هذا المجال. وقد تأسست عدة مراكز للذكاء الاصطناعي في البلاد، وتم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الزراعة والصحة والتعليم.

حاورته :ايمان عبد اللطيف

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews