على طريق مكثر بني حازم تتناهي إلى مسامعك صرخات و طلقات بارود و قرع على علب مختلفة وهي تنبعث من غابات الكرز المتاخمة و لن يطول الأمر كثيرا حتى تكتشف ان تلك الأصوات موجهة لافزاع الطيور التي تقلق أصحاب الضيعات و تفسد محاصيلهم من هذه الثمار.
تدخل إحدى الضيعات فتكتشف تلك الثمار الحمراء اللامعة التي تتدلى من الأشجار مثلما تتدلى حبات المرجان من العقد، و ترى بعض النسوة و هن بصدد جمع تلك الثمار و فرزها و ترصيفها و بعض الشاحنات التي تتخذ من أطراف الضيعة محطة في انتظار نقل المحصول إلى الأسواق.
و الكرز او حب الملوك ثمار يستهلكها فقط "من استطاع إليها سبيلا"، فأسعارها ليست في متناول عامة المواطنين حيث تتراوح بين 10د و 20 د او 30 د في بداية الموسم ، بإستثناء بعض الأصناف التي قد يصل سعرها إلى 7 دنانير للكغ الواحد. و تصف سعيدة و هي إحدى العاملات الفلاحيات هذه الثمرة "بثمرة الاغنياء التي ينتجها و يجمعها الفقراء".
و تؤكد سعيدة انها شأنها شان مثيلاتها يلتحقن بالعمل في جني هذه الثمار منذ ساعات الصباح الأولى ، ليتواصل العمل دون انقطاع إلى ما بعد الظهر مضيفة ان "جني ثمار حب الملوك يختلف عن جني بقية الثمار باعتبار الجني يتطلب مهارات و تقنيات يتولى صاحب الضيعة مراقبتها و التشديد على اتباعها للحفاظ على الشجرة".
و قد انطلق موسم جني الكرز في أواخر شهر ماي الفارط ليشهد ذروته هذه الأيام بعد ان عرف عدة صعوبات نتيجة العوامل المناخية التي شهدتها بلادنا و أثرت بشكل واضح على جودة المحصول و سير الموسم حسب ما يؤكده طارق المخزومي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري و رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة بمكثر.
وأفاد طارق المخزومي بأن تقديرات الصابة للموسم الحالي بمعتمدية مكثر تشير إلى نقص يتراوح بين 30 إلى 40 % مقارنة بالموسم الفارط مشيرا إلى أن العوامل المناخية و امطار شهري ماي و جوان ادت إلى ظهور أصابات ببعض الامراض في ثمار حب الملوك مشيرا إلى ما يعانيه المنتجون من صعوبات جراء ارتفاع أسعار الأدوية و المدخلات الضرورية و ارتفاع تكاليف اليد العاملة.
على صعيد اخر أشار المخزومي الى ان "أصحاب الضيعات يظلون طيلة هذه الأيام في كر و فر مع الطيور التي لجأت إلى ضيعات الكرز في ظل الأضرار التي لحقت مزارع الحبوب و التي كانت تخفف من اسراب الطيور في ضيعات الكرز". و أكد المخزومي على ضرورة ان "تعمل الدولة على مساعدة المنتجين و الذين يعدون من صغار الفلاحين و تشجيعهم على تركيز الشباك الواقية و التي من شأنها ان تحمي الضيعات من الطيور و من حجر البرد".
هذا و تشير الاحصائيات الصادرة عن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسليانة إلى أن تقديرات الإنتاج في الجهة خلال الموسم الحالي تتجاوز 6700 طنا، مقابل قرابة 8200 طنا خلال الموسم الفارط اي بنقص يقدر بحوالي 1500 طن.
و يعتبر موسم جني الكرز إحدى اهم المنظومات الفلاحية بالجهة بالنظر إلى أهميته الاقتصادية و الاجتماعية و خاصة من حيث توفير مواطن شغل موسمية في العمل الفلاحي.
ابو رهام
على طريق مكثر بني حازم تتناهي إلى مسامعك صرخات و طلقات بارود و قرع على علب مختلفة وهي تنبعث من غابات الكرز المتاخمة و لن يطول الأمر كثيرا حتى تكتشف ان تلك الأصوات موجهة لافزاع الطيور التي تقلق أصحاب الضيعات و تفسد محاصيلهم من هذه الثمار.
تدخل إحدى الضيعات فتكتشف تلك الثمار الحمراء اللامعة التي تتدلى من الأشجار مثلما تتدلى حبات المرجان من العقد، و ترى بعض النسوة و هن بصدد جمع تلك الثمار و فرزها و ترصيفها و بعض الشاحنات التي تتخذ من أطراف الضيعة محطة في انتظار نقل المحصول إلى الأسواق.
و الكرز او حب الملوك ثمار يستهلكها فقط "من استطاع إليها سبيلا"، فأسعارها ليست في متناول عامة المواطنين حيث تتراوح بين 10د و 20 د او 30 د في بداية الموسم ، بإستثناء بعض الأصناف التي قد يصل سعرها إلى 7 دنانير للكغ الواحد. و تصف سعيدة و هي إحدى العاملات الفلاحيات هذه الثمرة "بثمرة الاغنياء التي ينتجها و يجمعها الفقراء".
و تؤكد سعيدة انها شأنها شان مثيلاتها يلتحقن بالعمل في جني هذه الثمار منذ ساعات الصباح الأولى ، ليتواصل العمل دون انقطاع إلى ما بعد الظهر مضيفة ان "جني ثمار حب الملوك يختلف عن جني بقية الثمار باعتبار الجني يتطلب مهارات و تقنيات يتولى صاحب الضيعة مراقبتها و التشديد على اتباعها للحفاظ على الشجرة".
و قد انطلق موسم جني الكرز في أواخر شهر ماي الفارط ليشهد ذروته هذه الأيام بعد ان عرف عدة صعوبات نتيجة العوامل المناخية التي شهدتها بلادنا و أثرت بشكل واضح على جودة المحصول و سير الموسم حسب ما يؤكده طارق المخزومي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري و رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة بمكثر.
وأفاد طارق المخزومي بأن تقديرات الصابة للموسم الحالي بمعتمدية مكثر تشير إلى نقص يتراوح بين 30 إلى 40 % مقارنة بالموسم الفارط مشيرا إلى أن العوامل المناخية و امطار شهري ماي و جوان ادت إلى ظهور أصابات ببعض الامراض في ثمار حب الملوك مشيرا إلى ما يعانيه المنتجون من صعوبات جراء ارتفاع أسعار الأدوية و المدخلات الضرورية و ارتفاع تكاليف اليد العاملة.
على صعيد اخر أشار المخزومي الى ان "أصحاب الضيعات يظلون طيلة هذه الأيام في كر و فر مع الطيور التي لجأت إلى ضيعات الكرز في ظل الأضرار التي لحقت مزارع الحبوب و التي كانت تخفف من اسراب الطيور في ضيعات الكرز". و أكد المخزومي على ضرورة ان "تعمل الدولة على مساعدة المنتجين و الذين يعدون من صغار الفلاحين و تشجيعهم على تركيز الشباك الواقية و التي من شأنها ان تحمي الضيعات من الطيور و من حجر البرد".
هذا و تشير الاحصائيات الصادرة عن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسليانة إلى أن تقديرات الإنتاج في الجهة خلال الموسم الحالي تتجاوز 6700 طنا، مقابل قرابة 8200 طنا خلال الموسم الفارط اي بنقص يقدر بحوالي 1500 طن.
و يعتبر موسم جني الكرز إحدى اهم المنظومات الفلاحية بالجهة بالنظر إلى أهميته الاقتصادية و الاجتماعية و خاصة من حيث توفير مواطن شغل موسمية في العمل الفلاحي.