رغم كثرة الدراسات التي كشفت عن هشاشة الصحة النفسية وترجمتها الأرقام التي تؤكد انتشار أمراض مثل الاكتئاب والقلق في تونس إلا انه يبدو أن ثقافة الصحة النفسية لازالت محدودة في تونس.
وبحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية، ارتفعت نسبة التونسيين الذين يعانون من الاكتئاب.
وأكدت نفس الدراسة أن تونس احتلّت المرتبة الثالثة إفريقيا، إذ يعاني 518 ألف تونسي من الاكتئاب، بعد كل من جيبوتي وجمهورية الرأس الأخضر، مشيرة إلى أن عدد الأفارقة الذين يعانون من اضطرابات نفسية مرتبطة بشكل أساسي بالاكتئاب يقدر بنحو 19.29 مليون شخص، بينما يقدر عددهم في العالم بنحو 322 مليون شخص.
وكان المختص في الجهاز العصبي اللاوعي، عماد التوهامي، قد تطرق من قبل إلى أن ثقافة النهوض بالصحة النفسية محدودة في تونس رغم ارتباطها بالوقاية من الأمراض النفسية والصحة الجسدية ورفاهية الأجيال المتعاقبة.
وأوضح بمناسبة إحياء اليوم العالمي للصحة النفسية، في 10 أكتوبر 2023 أن أغلبية الأشخاص لا يولون أهمية إلى صحّتهم النفسية إلّا في حالة ظهور بعض أعراض الاضطرابات النفسية مما يدفعهم إلى العلاج المبني غالبا على أدوية لا تخلو من الانعكاسات السلبية على الصحة الجسدية عموما، وهو ما يعني غياب ثقافة الوقاية من الأمراض النفسية لديهم.
كما شدد على ضرورة الاشتغال على تغيير العقلية السائدة في تونس وغيرها من المجتمعات التي تعتبر أن ممارسة فنون الرقص والغناء والموسيقى والتنزّه والتأمّل والاسترخاء من الكماليات وجعلها من أولويات الحياة باعتبارها تمثّل فرصا للحفاظ على الصحة النفسية وبالتالي الجسدية.
وحسب منسقة برنامج الصحة العقلية بإدارة الصحة الأساسية بوزارة الصحة منى السكلي، فانّ التحضيرات جارية للانطلاق في القيام بمسح وطني شامل حول الصحة النفسية والعقلية للمواطن التونسي.
وقالت منى السكلي في تصريح لـ"اكسبرس اف ام" الأسبوع الفارط “نأمل أن يكون لدينا في سنة 2025 معطيات وطنية تساعد على اتخاذ القرارات والإجراءات اللاّزمة بخصوص الصحة النفسية للمجتمع التونسي".
وبالنسبة للمسنين، قالت إنه لا يمكن الحديث عن صحة نفسية أو عقلية للمُسن إلا اذا كان الدماغ في حالة سليمة، مشيرة إلى أن المسنين هم من الشرائح الأكثر هشاشة في المجتمع التونسي، على غرار الأطفال والفئات الهشة اجتماعيا والفئة التي تستعمل مواد تؤثر على الدماغ والصحة النفسية.
ومن جانبها كانت الأستاذة في الطب النفسي ورئيسة قسم في مستشفى الأمراض العقلية الرازي ماجدة شعور، قد أكدت في تصريح صحفي سابق أن الاكتئاب وأمراض القلق تعد من بين الأمراض النفسية الأكثر انتشارا في تونس.
وأرجعت انتشار مثل هذه الأمراض إلى التغيرات المناخية التي تعيشها البلاد والتي تؤثر سلبا على شريحة واسعة من التونسيين بالإضافة إلى تواتر الأزمات الاجتماعية والاقتصادية خاصة بعد الثورة التونسية وما يعيشه المواطنون من ضغط يومي متواصل.
واعتبرت أن تواتر الحروب والنزاعات في عدد من البلدان العالم وآخرها الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة قد تسبب كذلك في مزيد انتشار الاضطرابات النفسية لدى التونسيين.
جهاد الكلبوسي
تونس - الصباح
رغم كثرة الدراسات التي كشفت عن هشاشة الصحة النفسية وترجمتها الأرقام التي تؤكد انتشار أمراض مثل الاكتئاب والقلق في تونس إلا انه يبدو أن ثقافة الصحة النفسية لازالت محدودة في تونس.
وبحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية، ارتفعت نسبة التونسيين الذين يعانون من الاكتئاب.
وأكدت نفس الدراسة أن تونس احتلّت المرتبة الثالثة إفريقيا، إذ يعاني 518 ألف تونسي من الاكتئاب، بعد كل من جيبوتي وجمهورية الرأس الأخضر، مشيرة إلى أن عدد الأفارقة الذين يعانون من اضطرابات نفسية مرتبطة بشكل أساسي بالاكتئاب يقدر بنحو 19.29 مليون شخص، بينما يقدر عددهم في العالم بنحو 322 مليون شخص.
وكان المختص في الجهاز العصبي اللاوعي، عماد التوهامي، قد تطرق من قبل إلى أن ثقافة النهوض بالصحة النفسية محدودة في تونس رغم ارتباطها بالوقاية من الأمراض النفسية والصحة الجسدية ورفاهية الأجيال المتعاقبة.
وأوضح بمناسبة إحياء اليوم العالمي للصحة النفسية، في 10 أكتوبر 2023 أن أغلبية الأشخاص لا يولون أهمية إلى صحّتهم النفسية إلّا في حالة ظهور بعض أعراض الاضطرابات النفسية مما يدفعهم إلى العلاج المبني غالبا على أدوية لا تخلو من الانعكاسات السلبية على الصحة الجسدية عموما، وهو ما يعني غياب ثقافة الوقاية من الأمراض النفسية لديهم.
كما شدد على ضرورة الاشتغال على تغيير العقلية السائدة في تونس وغيرها من المجتمعات التي تعتبر أن ممارسة فنون الرقص والغناء والموسيقى والتنزّه والتأمّل والاسترخاء من الكماليات وجعلها من أولويات الحياة باعتبارها تمثّل فرصا للحفاظ على الصحة النفسية وبالتالي الجسدية.
وحسب منسقة برنامج الصحة العقلية بإدارة الصحة الأساسية بوزارة الصحة منى السكلي، فانّ التحضيرات جارية للانطلاق في القيام بمسح وطني شامل حول الصحة النفسية والعقلية للمواطن التونسي.
وقالت منى السكلي في تصريح لـ"اكسبرس اف ام" الأسبوع الفارط “نأمل أن يكون لدينا في سنة 2025 معطيات وطنية تساعد على اتخاذ القرارات والإجراءات اللاّزمة بخصوص الصحة النفسية للمجتمع التونسي".
وبالنسبة للمسنين، قالت إنه لا يمكن الحديث عن صحة نفسية أو عقلية للمُسن إلا اذا كان الدماغ في حالة سليمة، مشيرة إلى أن المسنين هم من الشرائح الأكثر هشاشة في المجتمع التونسي، على غرار الأطفال والفئات الهشة اجتماعيا والفئة التي تستعمل مواد تؤثر على الدماغ والصحة النفسية.
ومن جانبها كانت الأستاذة في الطب النفسي ورئيسة قسم في مستشفى الأمراض العقلية الرازي ماجدة شعور، قد أكدت في تصريح صحفي سابق أن الاكتئاب وأمراض القلق تعد من بين الأمراض النفسية الأكثر انتشارا في تونس.
وأرجعت انتشار مثل هذه الأمراض إلى التغيرات المناخية التي تعيشها البلاد والتي تؤثر سلبا على شريحة واسعة من التونسيين بالإضافة إلى تواتر الأزمات الاجتماعية والاقتصادية خاصة بعد الثورة التونسية وما يعيشه المواطنون من ضغط يومي متواصل.
واعتبرت أن تواتر الحروب والنزاعات في عدد من البلدان العالم وآخرها الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة قد تسبب كذلك في مزيد انتشار الاضطرابات النفسية لدى التونسيين.