عبد الله العبيدي لـ"الصباح": لا نأمل أدوارا سياسية في التعيين الجديد بقدر دفع جديد للاتحاد
تونس – الصباح
حظي إعلان وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عن تعيين الدبلوماسي طارق بن سالم أمينا عاما جديدا لاتحاد المغرب العربي لمدة ثلاث سنوات بداية من غرة جوان المقبل، بردود فعل وقراءات واسعة ومختلفة الأبعاد في مستوى البلدان المغاربية والدولية لعدة اعتبارات لعل من أبرزها أنه جاء في فترة يشهد فيها العالم تغيرات جيوإستراتيجية وإعادة تموقع سياسي واقتصادي. الأمر الذي يجعل هذه المواقف يطغى عليها الطابع السياسي لاسيما أن بن سالم جاء بديلا للأمين العام السابق الطيب البكوش الذي تم تعيينه على رأس الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي منذ سنة 2016 وكانت مهمته قد انتهت منذ 2022 ولكنه واصل مهامه الإدارية إلى حين تعيين خليفة له.
وسبق للبكوش بدوره أن تقلد مهام وزارية وإدارية وقيادية في مراحل مختلفة في تونس، وتم تعيينه على رأس هذا الهيكل المغاربي، الذي يمر بمرحلة جد صعبة في ظل التباعد والانقسام الذي يميز ويسيطر على البلدان الخمسة المكونة لهذا الاتحاد المغاربي وغياب أي دور سياسي أو اقتصادي لهذا الاتحاد الإقليمي الذي تأسس في فيفري 1989.
فيما اعتبر عبدالله العبيدي، الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي في تصريحه لـ"الصباح"، أن هذا التعيين الجديد لا يعدو أن يكون للقيام بادوار إدارية بحتة. وأضاف قائلا: "سيكون للأمين العام الجديد دور إداري بحت لتسيير دواليب الإدارة باعتبار أن اتحاد المغرب العربي مؤسسة دولية لها إدارة تقوم بمهامها. لأن ليس هناك مهام سياسية لهذا الهيكل الإقليمي في الوقت الحالي ويمكن أن نتحدث عن دور سياسي بعد تنظيم وعقد مؤتمر يجمع قادة البلدان المكونة له وهذا ما يمكن أن يحسب للأمين العام الجديد والدبلوماسية المغاربية إذا ما تحقق قريبا".
ويذكر أن بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج أكد أن تعيين بن سالم جاء "وفقا لمقتضيات معاهدة تأسيس اتحاد المغرب العربي لسنة 1989، وباقتراح من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، وبعد موافقة جميع قادة الدول الأعضاء في الاتحاد وهي كل من تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا.
كما أفاد الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي أن الأمين العام الجديد للاتحاد ربما يلعب دورا في تحسين العلاقات بين البلدان المغاربية وأوضح قائلا: "كلنا يعلم أن العلاقات بين الجزائر والمغرب متوترة وهذا من شأنه أن يؤثر على دور هذا الهيكل باعتبار أن كلا البلدين يشكلان قوة ضاربة في اتحاد المغرب العربي جغرافيا وديموغرافيا واقتصاديا ولكن أجدد قولي إنه لا يمكن أن نبني آمالا كبيرة لتتغير العلاقات والأوضاع في هذا الاتحاد في ظرف وجيز رغم أني أتوقع أن يكون لطارق بن سالم الأمين العام الجديد للاتحاد دفع جديد مغاربيا".
فيما ذهب أحمد ونيس الدبلوماسي السابق في تناوله لنفس المسألة إلى أن إيمان الأمين العام الجديد بالرسالة المغاربية من العوامل التي ستمكنه من العمل على تدارك وتجاوز العقبات التي تحول دون تفعيل دور هذا الاتحاد المغاربي على اعتبار أن مشروع المغرب العربي يتجاوز المصالح الضيقة والأشخاص.
لذلك تضمنت المواقف والقراءات لهذا التعيين ترحيبا بالتغيير على رأس هذا الاتحاد المغاربي وإجماع أغلب المواقف داخل البلدان المكونة له على أنه ضروري ويجب أن يكون خادم إعادة تفعيل دور الهيكل المغاربي ليلعب دوره في خدمة قضايا وأهداف البلدان المغاربية في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والمناخية التي تعيشها بلدان اٌلإقليم المغاربي والعالم أجمع في هذه المرحلة.
في سياق متصل أضاف عبدالله العبيدي قائلا: "لا يمكن أن يكون لاتحاد المغرب العربي أي دور سياسي أو إقليمي في هذه المرحلة إذا لم ينجح في تنظيم مؤتمر يكون لبنة في سياق حلحلة الخلافات السياسية خاصة بين المغرب والجزائر بما يعطي دفعا وأدوارا رائدة لهذا الاتحاد مغاربيا وإفريقيا ودوليا.
نزيهة الغضباني
عبد الله العبيدي لـ"الصباح": لا نأمل أدوارا سياسية في التعيين الجديد بقدر دفع جديد للاتحاد
تونس – الصباح
حظي إعلان وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عن تعيين الدبلوماسي طارق بن سالم أمينا عاما جديدا لاتحاد المغرب العربي لمدة ثلاث سنوات بداية من غرة جوان المقبل، بردود فعل وقراءات واسعة ومختلفة الأبعاد في مستوى البلدان المغاربية والدولية لعدة اعتبارات لعل من أبرزها أنه جاء في فترة يشهد فيها العالم تغيرات جيوإستراتيجية وإعادة تموقع سياسي واقتصادي. الأمر الذي يجعل هذه المواقف يطغى عليها الطابع السياسي لاسيما أن بن سالم جاء بديلا للأمين العام السابق الطيب البكوش الذي تم تعيينه على رأس الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي منذ سنة 2016 وكانت مهمته قد انتهت منذ 2022 ولكنه واصل مهامه الإدارية إلى حين تعيين خليفة له.
وسبق للبكوش بدوره أن تقلد مهام وزارية وإدارية وقيادية في مراحل مختلفة في تونس، وتم تعيينه على رأس هذا الهيكل المغاربي، الذي يمر بمرحلة جد صعبة في ظل التباعد والانقسام الذي يميز ويسيطر على البلدان الخمسة المكونة لهذا الاتحاد المغاربي وغياب أي دور سياسي أو اقتصادي لهذا الاتحاد الإقليمي الذي تأسس في فيفري 1989.
فيما اعتبر عبدالله العبيدي، الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي في تصريحه لـ"الصباح"، أن هذا التعيين الجديد لا يعدو أن يكون للقيام بادوار إدارية بحتة. وأضاف قائلا: "سيكون للأمين العام الجديد دور إداري بحت لتسيير دواليب الإدارة باعتبار أن اتحاد المغرب العربي مؤسسة دولية لها إدارة تقوم بمهامها. لأن ليس هناك مهام سياسية لهذا الهيكل الإقليمي في الوقت الحالي ويمكن أن نتحدث عن دور سياسي بعد تنظيم وعقد مؤتمر يجمع قادة البلدان المكونة له وهذا ما يمكن أن يحسب للأمين العام الجديد والدبلوماسية المغاربية إذا ما تحقق قريبا".
ويذكر أن بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج أكد أن تعيين بن سالم جاء "وفقا لمقتضيات معاهدة تأسيس اتحاد المغرب العربي لسنة 1989، وباقتراح من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، وبعد موافقة جميع قادة الدول الأعضاء في الاتحاد وهي كل من تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا.
كما أفاد الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي أن الأمين العام الجديد للاتحاد ربما يلعب دورا في تحسين العلاقات بين البلدان المغاربية وأوضح قائلا: "كلنا يعلم أن العلاقات بين الجزائر والمغرب متوترة وهذا من شأنه أن يؤثر على دور هذا الهيكل باعتبار أن كلا البلدين يشكلان قوة ضاربة في اتحاد المغرب العربي جغرافيا وديموغرافيا واقتصاديا ولكن أجدد قولي إنه لا يمكن أن نبني آمالا كبيرة لتتغير العلاقات والأوضاع في هذا الاتحاد في ظرف وجيز رغم أني أتوقع أن يكون لطارق بن سالم الأمين العام الجديد للاتحاد دفع جديد مغاربيا".
فيما ذهب أحمد ونيس الدبلوماسي السابق في تناوله لنفس المسألة إلى أن إيمان الأمين العام الجديد بالرسالة المغاربية من العوامل التي ستمكنه من العمل على تدارك وتجاوز العقبات التي تحول دون تفعيل دور هذا الاتحاد المغاربي على اعتبار أن مشروع المغرب العربي يتجاوز المصالح الضيقة والأشخاص.
لذلك تضمنت المواقف والقراءات لهذا التعيين ترحيبا بالتغيير على رأس هذا الاتحاد المغاربي وإجماع أغلب المواقف داخل البلدان المكونة له على أنه ضروري ويجب أن يكون خادم إعادة تفعيل دور الهيكل المغاربي ليلعب دوره في خدمة قضايا وأهداف البلدان المغاربية في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والمناخية التي تعيشها بلدان اٌلإقليم المغاربي والعالم أجمع في هذه المرحلة.
في سياق متصل أضاف عبدالله العبيدي قائلا: "لا يمكن أن يكون لاتحاد المغرب العربي أي دور سياسي أو إقليمي في هذه المرحلة إذا لم ينجح في تنظيم مؤتمر يكون لبنة في سياق حلحلة الخلافات السياسية خاصة بين المغرب والجزائر بما يعطي دفعا وأدوارا رائدة لهذا الاتحاد مغاربيا وإفريقيا ودوليا.