إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الكاتب العام لنقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي لـ"الصباح" : نطالب بإصلاح منظومة التوجيه ورقمنتها

 

ـ نريد تمكين التلميذ والطالب من التوجه إلى الاختصاص الذي يحلم به ويرغب فيه

تونس- الصباح

تنظم الجامعات التونسية خلال الشهر الجاري مناظرات إعادة التوجيه الجامعي، أما المؤسسات التربوية فهي تستعد لعمليات التوجيه التمهيدي التي ستقام خلال شهر أفريل، ثم التوجيه النهائي الذي سيتم خلال فترة انعقاد مجالس الأقسام للثلاثي الثالث من السنة الدراسية وتحديدا في شهر جوان ، ورغم الأهمية التي توليها الأسر التونسية للتوجيه في مرحلتي التعليم الثانوي والعالي فإن هذه المنظومة مازالت تشكو من عدة نقائص، ويرى توفيق ذهبي الكاتب العام لنقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي أن هناك حاجة لإصلاح هذه المنظومة في إطار مقاربة تشاركية، وأضاف في تصريح لـ "الصباح" أن النقابة تتطلع إلى أنسنة التوجيه من أجل تمكين التلميذ والطالب من تحقيق حلمه واختيار الاختصاص الذي يتماشى مع ميولاته الحقيقية ورغباته وتتطلعاته ومواهبه.

وأوضح ذهبي أن النقابة ليس لديها اعتراض على منشور وزير التربية المتعلق بالتوجيه المدرسي لسنة 2024 وذلك لأنها ساهمت في إعداده، وبين أنه إلى جانب وسائل الضغط التقليدية تولي النقابة أولوية مطلقة للحوار إدراكا منها لأهمية تدخل سلك المستشارين في الإعلام والتوجيه في مرحلة مفصلية في حياة التلميذ.

وذكر أن سلك مستشاري الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي يتدخل في أكثر من مستوى، فهو يقوم بدور الإعلام بكل مستجدات المنظومة التربوية في علاقة بالشعب والمسالك في مرحلة التوجيه المدرسي ومرحلة التوجيه الجامعي، ولكن حتى وإن كان هذا التدخل تقليديا فهناك حرص على أن يكون نوعيا، حيث يعمل المستشار على مرافقة التلميذ في بناء مشروعه وهذه المرافقة تقوم على أبعاد نفسية وتربوية وهي تنطلق من فلسفة أساسية تعتبر أن التوجيه عملية نوعية لها علاقة بميولات التلميذ وليس فقط بالأعداد التي يتحصل عليها في الامتحانات.

ولاحظ أن عملية التوجيه المدرسي في تونس مازالت تقليدية وتقوم على أعداد التلميذ خاصة في المواد المرجع، وتريد النقابة تغيير هذه القاعدة، وهي تسعى بكل جهودها إلى أنسنة التوجيه لأنها لا تنظر للتلميذ من حيث النتائج فقط بل تريد أن تقع مراعاة حالته العاطفية وميولاته النفسية وحلمه، وفسر ذهبي أن أنسنة عملية التوجيه المدرسي تكون من خلال التركيز على الجوانب النفسية وعلى حلم التلميذ وعلى عملية بناء مشروعه ولكن النقابة للأسف الشديد تصطدم بصعوبات كبيرة مردها ضعف عدد المستشارين. ولتجاوز هذا الإشكال تم حسب قوله إبرام اتفاقية مع وزارة التربية لانتداب دفعة أولى ستتخرج خلال شهر جوان القادم أما الدفعة الثانية فتطالب النقابة بتفعيل عملية انتدابها في أقرب وقت ممكن وهي تدعو إلى انتداب دفعات جديدة. وبين أنه في صورة رغبة وزارة التربية حقا في الإصلاح فما عليها سوى انتداب دفعات جديدة من المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي وذلك عن طريق مناظرة يتم إثرها تأمين تكوين يدوم سنتين في مرحلة الماجستير، ويتولى المستشار القيام بمهمة مرافقة التلاميذ والإصغاء إليهم ويسعى إلى حل مشاكل الاضطرابات والعنف التي تحصل داخل المؤسسات التربوية فضلا عن دوره في رسم الظواهر السلوكية لأن المستشار يقوم إلى جانب عمله اليومي ببحوث علمية نظرا لأن الترقيات بهذا السلك تتم على أساس البحث العلمي.

التوجيه المدرسي

وتعقيبا عن استفسار حول أبرز الإشكاليات التي تعاني منها منظومة التوجيه المدرسي الحالية أجاب توفيق ذهبي أن المشكل الأكبر هو أن التوجيه يعتمد على الأعداد المرجع وقد حرصت النقابة على معالجة هذا المشكل من خلال مشاركة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي في إعداد منشور التوجيه لسنة 2024 حيث تم الأخذ بعين الاعتبار البعد النفسي وميول التلميذ، ولكن هذا لا يكفي لأن المستشارين يريدون اعتماد "ملف مهاري" يرافق التلميذ في مختلف مراحل حياته المدرسية وفي كل سنة دراسية تسجل في هذا الملف معطيات حول اهتمامات التلميذ وميوله وأحلامه والأشياء التي يتميز فيها وتكون هذه الوثيقة مرجعا يتم اعتماده في عملية التوجيه.

وبين توفيق ذهبي أن المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي يطالبون أيضا بتوخي أكثر مرونة في التوجيه وإعادة التوجيه وتمكين التلميذ من تغيير المسالك والشعب كلما تطلب الأمر ذلك، على اعتبار أن التوجيه المدرسي يتم على مرحلتين فهناك توجيه تمهيدي يتم في شهر أفريل يليه فترة اعتراض، وهناك توجيه نهائي يتم في شهر جوان يليه فترة اعتراض، وهناك وثيقة يقدمها التلميذ لطلب الإعراض على التوجيه، ويتولى المستشار النظر فيها وتقديم ملاحظته بشأنها لمجلس الأقسام، وسيكون من الأفضل إضفاء بعض المرونة على هذه العملية، وذكر أنه لا بد من مراعاة مسألة أخرى في التوجيه وهي تحديد المسارات المهنية.

ويرى ذهبي أن الإصلاح التربوي يتطلب رد الاعتبار للمسارات المهنية وتكثيف العناية بالمدارس الإعدادية التقنية من خلال توفير الموارد البشرية والمادية وتحسين البنية الأساسية وبناء مبيتات بهذه المدارس، وأضاف أن النقابة تقترح تقديم عملية التوجيه المدرسي من السنة الأولى ثانوي إلى السنة التاسعة أساسي لتمكين التلاميذ من التعرف على آفاق التعليم التقني. وفسر أن التوجيه حاليا يتم في السنة الأولى ثانوي وهو توجيه نحو المسالك أما في السنة الثانية ثانوي فهناك توجيه آخر حيث تتفرع المسالك إلى شعب. ولإضفاء سلاسة على عملية التوجيه المدرسي طالب الكاتب العام لنقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي وزارة التربية برقمنة هذه العملية بصفة كلية وذكر أن الرقمنة ستجعلها أكثر عدلا ومساواة وشفافية.

وفي ما يتعلق بتلاميذ البكالوريا بين أن المستشار يرافق هؤلاء التلاميذ منذ بداية السنة الدراسية ويعلمهم بإجراءات التوجيه الجامعي وآفاق التعليم العالي ويطلعهم على كيفية إجراء التوجيه ويدفعهم إلى تحسين حظوظهم من أجل الفوز بالشعب التي يحلمون بالتوجه إليها، إضافة إلى نصحهم باختيار الطريقة الأنجع للمراجعة، وذكر أنه بعد امتحان البكالوريا يتم تنظيم اجتماعات بالناجحين فيه والتركيز على الجوانب الفنية وكيفية اختيار الشعبة والجامعة ومقاييس الاختيار وكيفية الاستفادة من التنفيل، كما يقع إطلاع الطلبة الجدد على هيكلة التعليم العالي في تونس سواء في الجامعات أو مؤسسات التعليم العالي العسكري، وفي علاقة بالتعاليم العالي العسكري أثنى توفيق ذهبي على إدارة التعليم العالي العسكري ووجه لها الشكر لتفاعلها مع سلك مستشاري الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي و ذكر أنه تم مؤخرا تنظيم يوم دراسي حول مسارات التعليم العالي العسكري وآفاقها وتمت دعوة 50 مستشارا في الإعلام والتوجيه لحضوره وهي بادرة استحسنها المشاركون لأنهم تعرفوا من خلالها عن كثب على الخاصيات التي تميز التعليم العالي العسكري.

التوجيه الجامعي

وردا عن استفسار آخر حول رأي نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي في منظومة التوجيه الجامعي، أجاب توفيق ذهبي أن النقابة لديها جملة من المؤاخذات فهي تعتبر أن هذه المنظومة فاقدة للمرونة، كما أن طاقة الاستيعاب تكون أحيانا ضعيفة جدا في بعض الشعب رغم حاجة الاقتصاد الوطني لها، وأضاف أن المطلوب من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مراجعة منظومة التوجيه الجامعي وتوسيع طاقة استيعاب الشعب التي تشهد إقبالا كبيرا عليها من الطلبة، كما يتعين عليها إصلاح مناظرات إعادة التوجيه الجامعي التي تتم سنويا في شهر مارس وتعديلها في اتجاه الترفيع في عدد البقاع المفتوحة للتناظر حتى لا تفقد هذه العملية جدواها، وفسر أن عملية إعادة التوجيه تكتسي أهمية بالغة ومن المفروض أن تتيح للطالب حظا أوفر للتوجه إلى الشعبة التي يرغب فيها وتضمن له حقه في الدراسة وبالتالي لا تقع معاقبته لأنه أخطأ في التوجيه.

وأشار محدثنا إلى أن العلاقة بين سلك المستشارين وبين وزارة التعليم العالي غير سالكة، إذ لا يوجد تفاعل مع مطالبه والأهم من ذلك أن وزارة التعليم العالي لا تشركه حتى في إعداد دليل التوجيه الجامعي، وقال إن النقابة تطالب هذه الوزارة بتشريك المستشارين والاستئناس بآرائهم ومقترحاتهم وتدعوها إلى توفير دليل التوجيه الجامعي في نسخ ورقية لجميع الطلبة وعدم الاقتصار على الوثيقة الرقمية لأن عملية التوجيه الجامعي معقدة وتقتضي من الناجح في البكالوريا التمعن فيه بدقة.

وبخصوص مدى تدخل سلك المستشارين في التوجيه إلى مراكز التكوين المهني بين ذهبي أن هذا السلك ليس له علاقة بوزارة التكوين المهني والتشغيل لأن التكوين المهني لديه مستشارين خاصين به ولكن هذا لا يعني عدم اهتمام مستشاري التوجيه المدرسي والجامعي بالتكوين المهني فالمستشارين يهتمون بهذا المجال في إطار رؤيتهم الشاملة لإصلاح المنظومة التعليمية والتكوينية والجامعية بصفة عامة.

وفي علاقة بالإصلاح أشار إلى أنه لم يقع تشريك النقابة في صياغة مخرجات الاستشارة الوطنية حول التربية والتعليم رغم أنها في جانب كبير منها تعرضت لمسألة التوجيه، وقال إن موقف النقابة واضح وهو أن كل عملية إصلاح يجب أن تقوم على رؤية واضحة واستشرافية على غرار إصلاح محمود المسعدي أو محاولات الإصلاح التي تمت سنة 2015 بمشاركة شبكة عهد بالمعهد العربي لحقوق الإنسان والاتحاد العام التونسي للشغل، وذكر أن الإصلاح التربوي الحقيقي يجب أن يقوم على المراكمة وأن يتم الاستئناس فيه بتجارب الإصلاح السابقة لا أن يقع شطب ما سبق والانطلاق من ورقة بيضاء.

سعيدة بوهلال

 

 

الكاتب العام لنقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي لـ"الصباح" :  نطالب بإصلاح منظومة التوجيه ورقمنتها

 

ـ نريد تمكين التلميذ والطالب من التوجه إلى الاختصاص الذي يحلم به ويرغب فيه

تونس- الصباح

تنظم الجامعات التونسية خلال الشهر الجاري مناظرات إعادة التوجيه الجامعي، أما المؤسسات التربوية فهي تستعد لعمليات التوجيه التمهيدي التي ستقام خلال شهر أفريل، ثم التوجيه النهائي الذي سيتم خلال فترة انعقاد مجالس الأقسام للثلاثي الثالث من السنة الدراسية وتحديدا في شهر جوان ، ورغم الأهمية التي توليها الأسر التونسية للتوجيه في مرحلتي التعليم الثانوي والعالي فإن هذه المنظومة مازالت تشكو من عدة نقائص، ويرى توفيق ذهبي الكاتب العام لنقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي أن هناك حاجة لإصلاح هذه المنظومة في إطار مقاربة تشاركية، وأضاف في تصريح لـ "الصباح" أن النقابة تتطلع إلى أنسنة التوجيه من أجل تمكين التلميذ والطالب من تحقيق حلمه واختيار الاختصاص الذي يتماشى مع ميولاته الحقيقية ورغباته وتتطلعاته ومواهبه.

وأوضح ذهبي أن النقابة ليس لديها اعتراض على منشور وزير التربية المتعلق بالتوجيه المدرسي لسنة 2024 وذلك لأنها ساهمت في إعداده، وبين أنه إلى جانب وسائل الضغط التقليدية تولي النقابة أولوية مطلقة للحوار إدراكا منها لأهمية تدخل سلك المستشارين في الإعلام والتوجيه في مرحلة مفصلية في حياة التلميذ.

وذكر أن سلك مستشاري الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي يتدخل في أكثر من مستوى، فهو يقوم بدور الإعلام بكل مستجدات المنظومة التربوية في علاقة بالشعب والمسالك في مرحلة التوجيه المدرسي ومرحلة التوجيه الجامعي، ولكن حتى وإن كان هذا التدخل تقليديا فهناك حرص على أن يكون نوعيا، حيث يعمل المستشار على مرافقة التلميذ في بناء مشروعه وهذه المرافقة تقوم على أبعاد نفسية وتربوية وهي تنطلق من فلسفة أساسية تعتبر أن التوجيه عملية نوعية لها علاقة بميولات التلميذ وليس فقط بالأعداد التي يتحصل عليها في الامتحانات.

ولاحظ أن عملية التوجيه المدرسي في تونس مازالت تقليدية وتقوم على أعداد التلميذ خاصة في المواد المرجع، وتريد النقابة تغيير هذه القاعدة، وهي تسعى بكل جهودها إلى أنسنة التوجيه لأنها لا تنظر للتلميذ من حيث النتائج فقط بل تريد أن تقع مراعاة حالته العاطفية وميولاته النفسية وحلمه، وفسر ذهبي أن أنسنة عملية التوجيه المدرسي تكون من خلال التركيز على الجوانب النفسية وعلى حلم التلميذ وعلى عملية بناء مشروعه ولكن النقابة للأسف الشديد تصطدم بصعوبات كبيرة مردها ضعف عدد المستشارين. ولتجاوز هذا الإشكال تم حسب قوله إبرام اتفاقية مع وزارة التربية لانتداب دفعة أولى ستتخرج خلال شهر جوان القادم أما الدفعة الثانية فتطالب النقابة بتفعيل عملية انتدابها في أقرب وقت ممكن وهي تدعو إلى انتداب دفعات جديدة. وبين أنه في صورة رغبة وزارة التربية حقا في الإصلاح فما عليها سوى انتداب دفعات جديدة من المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي وذلك عن طريق مناظرة يتم إثرها تأمين تكوين يدوم سنتين في مرحلة الماجستير، ويتولى المستشار القيام بمهمة مرافقة التلاميذ والإصغاء إليهم ويسعى إلى حل مشاكل الاضطرابات والعنف التي تحصل داخل المؤسسات التربوية فضلا عن دوره في رسم الظواهر السلوكية لأن المستشار يقوم إلى جانب عمله اليومي ببحوث علمية نظرا لأن الترقيات بهذا السلك تتم على أساس البحث العلمي.

التوجيه المدرسي

وتعقيبا عن استفسار حول أبرز الإشكاليات التي تعاني منها منظومة التوجيه المدرسي الحالية أجاب توفيق ذهبي أن المشكل الأكبر هو أن التوجيه يعتمد على الأعداد المرجع وقد حرصت النقابة على معالجة هذا المشكل من خلال مشاركة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي في إعداد منشور التوجيه لسنة 2024 حيث تم الأخذ بعين الاعتبار البعد النفسي وميول التلميذ، ولكن هذا لا يكفي لأن المستشارين يريدون اعتماد "ملف مهاري" يرافق التلميذ في مختلف مراحل حياته المدرسية وفي كل سنة دراسية تسجل في هذا الملف معطيات حول اهتمامات التلميذ وميوله وأحلامه والأشياء التي يتميز فيها وتكون هذه الوثيقة مرجعا يتم اعتماده في عملية التوجيه.

وبين توفيق ذهبي أن المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي يطالبون أيضا بتوخي أكثر مرونة في التوجيه وإعادة التوجيه وتمكين التلميذ من تغيير المسالك والشعب كلما تطلب الأمر ذلك، على اعتبار أن التوجيه المدرسي يتم على مرحلتين فهناك توجيه تمهيدي يتم في شهر أفريل يليه فترة اعتراض، وهناك توجيه نهائي يتم في شهر جوان يليه فترة اعتراض، وهناك وثيقة يقدمها التلميذ لطلب الإعراض على التوجيه، ويتولى المستشار النظر فيها وتقديم ملاحظته بشأنها لمجلس الأقسام، وسيكون من الأفضل إضفاء بعض المرونة على هذه العملية، وذكر أنه لا بد من مراعاة مسألة أخرى في التوجيه وهي تحديد المسارات المهنية.

ويرى ذهبي أن الإصلاح التربوي يتطلب رد الاعتبار للمسارات المهنية وتكثيف العناية بالمدارس الإعدادية التقنية من خلال توفير الموارد البشرية والمادية وتحسين البنية الأساسية وبناء مبيتات بهذه المدارس، وأضاف أن النقابة تقترح تقديم عملية التوجيه المدرسي من السنة الأولى ثانوي إلى السنة التاسعة أساسي لتمكين التلاميذ من التعرف على آفاق التعليم التقني. وفسر أن التوجيه حاليا يتم في السنة الأولى ثانوي وهو توجيه نحو المسالك أما في السنة الثانية ثانوي فهناك توجيه آخر حيث تتفرع المسالك إلى شعب. ولإضفاء سلاسة على عملية التوجيه المدرسي طالب الكاتب العام لنقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي وزارة التربية برقمنة هذه العملية بصفة كلية وذكر أن الرقمنة ستجعلها أكثر عدلا ومساواة وشفافية.

وفي ما يتعلق بتلاميذ البكالوريا بين أن المستشار يرافق هؤلاء التلاميذ منذ بداية السنة الدراسية ويعلمهم بإجراءات التوجيه الجامعي وآفاق التعليم العالي ويطلعهم على كيفية إجراء التوجيه ويدفعهم إلى تحسين حظوظهم من أجل الفوز بالشعب التي يحلمون بالتوجه إليها، إضافة إلى نصحهم باختيار الطريقة الأنجع للمراجعة، وذكر أنه بعد امتحان البكالوريا يتم تنظيم اجتماعات بالناجحين فيه والتركيز على الجوانب الفنية وكيفية اختيار الشعبة والجامعة ومقاييس الاختيار وكيفية الاستفادة من التنفيل، كما يقع إطلاع الطلبة الجدد على هيكلة التعليم العالي في تونس سواء في الجامعات أو مؤسسات التعليم العالي العسكري، وفي علاقة بالتعاليم العالي العسكري أثنى توفيق ذهبي على إدارة التعليم العالي العسكري ووجه لها الشكر لتفاعلها مع سلك مستشاري الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي و ذكر أنه تم مؤخرا تنظيم يوم دراسي حول مسارات التعليم العالي العسكري وآفاقها وتمت دعوة 50 مستشارا في الإعلام والتوجيه لحضوره وهي بادرة استحسنها المشاركون لأنهم تعرفوا من خلالها عن كثب على الخاصيات التي تميز التعليم العالي العسكري.

التوجيه الجامعي

وردا عن استفسار آخر حول رأي نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي في منظومة التوجيه الجامعي، أجاب توفيق ذهبي أن النقابة لديها جملة من المؤاخذات فهي تعتبر أن هذه المنظومة فاقدة للمرونة، كما أن طاقة الاستيعاب تكون أحيانا ضعيفة جدا في بعض الشعب رغم حاجة الاقتصاد الوطني لها، وأضاف أن المطلوب من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مراجعة منظومة التوجيه الجامعي وتوسيع طاقة استيعاب الشعب التي تشهد إقبالا كبيرا عليها من الطلبة، كما يتعين عليها إصلاح مناظرات إعادة التوجيه الجامعي التي تتم سنويا في شهر مارس وتعديلها في اتجاه الترفيع في عدد البقاع المفتوحة للتناظر حتى لا تفقد هذه العملية جدواها، وفسر أن عملية إعادة التوجيه تكتسي أهمية بالغة ومن المفروض أن تتيح للطالب حظا أوفر للتوجه إلى الشعبة التي يرغب فيها وتضمن له حقه في الدراسة وبالتالي لا تقع معاقبته لأنه أخطأ في التوجيه.

وأشار محدثنا إلى أن العلاقة بين سلك المستشارين وبين وزارة التعليم العالي غير سالكة، إذ لا يوجد تفاعل مع مطالبه والأهم من ذلك أن وزارة التعليم العالي لا تشركه حتى في إعداد دليل التوجيه الجامعي، وقال إن النقابة تطالب هذه الوزارة بتشريك المستشارين والاستئناس بآرائهم ومقترحاتهم وتدعوها إلى توفير دليل التوجيه الجامعي في نسخ ورقية لجميع الطلبة وعدم الاقتصار على الوثيقة الرقمية لأن عملية التوجيه الجامعي معقدة وتقتضي من الناجح في البكالوريا التمعن فيه بدقة.

وبخصوص مدى تدخل سلك المستشارين في التوجيه إلى مراكز التكوين المهني بين ذهبي أن هذا السلك ليس له علاقة بوزارة التكوين المهني والتشغيل لأن التكوين المهني لديه مستشارين خاصين به ولكن هذا لا يعني عدم اهتمام مستشاري التوجيه المدرسي والجامعي بالتكوين المهني فالمستشارين يهتمون بهذا المجال في إطار رؤيتهم الشاملة لإصلاح المنظومة التعليمية والتكوينية والجامعية بصفة عامة.

وفي علاقة بالإصلاح أشار إلى أنه لم يقع تشريك النقابة في صياغة مخرجات الاستشارة الوطنية حول التربية والتعليم رغم أنها في جانب كبير منها تعرضت لمسألة التوجيه، وقال إن موقف النقابة واضح وهو أن كل عملية إصلاح يجب أن تقوم على رؤية واضحة واستشرافية على غرار إصلاح محمود المسعدي أو محاولات الإصلاح التي تمت سنة 2015 بمشاركة شبكة عهد بالمعهد العربي لحقوق الإنسان والاتحاد العام التونسي للشغل، وذكر أن الإصلاح التربوي الحقيقي يجب أن يقوم على المراكمة وأن يتم الاستئناس فيه بتجارب الإصلاح السابقة لا أن يقع شطب ما سبق والانطلاق من ورقة بيضاء.

سعيدة بوهلال