أيمكن لأحد أن يبقى كالحجر أمام ملامح أمهات وآباء يحملون فلذات أكبادهم لدفنهم، و هم يغمرونهم بآخر لمسة حب، بآخر قبلة وآخر وداع
سوف أكذب لو ادعيت أنني قطعت الأكل و شرب الماء عند العطش ، سوف أكذب لو قلت أنني صرت لا أنام، أنني لم أعد آخذ أدويتي، أنني لم أعد أتفرج كل ليلة على برامج التلفزة، في الدفء و الراحة ، نعم، لا تصدقوني لو أكدت أنني لا أغتسل كل يوم بالماء البارد و الدافئ .... نعم، سأكون أكبر كاذبة...
لكن، أرجوكم أن تصدقوني، وأنا أشهد الله سبحانه وتعالى على ما سأقوله . لما آكل، أبتلع بوجع، لما أتمدد على فراشي، أحس تحت جنباي وظهري وفوق مخدتي وكأنني أتقلب فوق حجارة تلك البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس الفلسطينية وبصفة أخص، في غزة، التي هدمها هؤلاء الصهاينة بلا رحمة و إنسانية.
عندما ألجأ إلى أدويتي لمعالجة أمراضي و تهدئة أوجاعي، أحس بعذاب الضمير لما أشاهده على مدار الساعة والأيام من مصابين في كل الأعمار، لا يجدون حتى ما يمسحون به جروحهم، دون ذكر أولائك الذين يخضعون إلى عمليات جراحية وبتر لبعض أعضائهم دون تخدير وتحت أضواء الهواتف....
عندما أجلس أمام التلفاز لتمضية بعض الوقت، تنتصب بين عيناي و الشاشة صور أجساد ملفوفة في الأكفان، صور رضع لا يجدون جرعة أكسيجان تبقيهم على قيد الحياة، صور أطفال تجري وراء محامل تنقل جثث أمهاتهم، أو آبائهم، أو أخوتهم أو أخواتهم... أو ربما جميعهم في نفس الوقت.. باكين، لا يفهمون شيئا مما يحدث لهم.. بل ربما فهموا أحسن مما نفهم، و لكنهم يحتفظون بأجوبتهم إلى مستقبل قريب.
أيمكن لأحد أن يبقى كالحجر أمام ملامح أمهات و آباء يحملون فلذات أكبادهم لدفنهم، وهم يغمرونهم بآخر لمسة حب، بآخر قبلة وآخر وداع ؟
هل تعرفون من يقف وراء هذه الأفعال البربرية، اللاإنسانية، التي لو سألت عنها إبليس نفسه لتبرأ منها و رفضها. نعم سيداتي، سادتي...إنها تلك الأمم التي تدعي التحضر والتي تتبجح بكونها "تدافع" عن حقوق الإنسان في العيش في حرية و أمان و سلام في أرضه.
أجل، إنها تلك الأمم الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الآسيوية (ليست كلها)، المنافقة، هي من تساند المتوحش الصهيوني بكل الطرق، المادية والمعنوية، والذين لا يتورعون بنعت روسيا بمجرم حرب في معركتها مع أوكرانيا (أنا لا أدافع هنا عن روسيا لأنني أرفض الحروب مهما كانت أسبابها)، ولكني قصدت هنا أن أظهر أحكامهم التي تخضع لمقاييس حسب الوجوه. وبخصوص أوكرانيا، ألم يساند رئيسهم، زيلنسكي، وبكل حقد، العدوان الصهيوني على غزة ؟ نفس زيلنسكي الذي يتنقل بين البلدان الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، متباكيا و متسولا مساندتهم...
لقد كتبت في إحدى الجرائد التونسية عند اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، فقلت، في ما معناه : "آسفة حقا لأنني لا أستطيع أن أشعر لا بالوجع و لا بالحزن لما يحدث للأوكرانيين لأنهم، هم أيضا كانوا دائما مساندين لكل دولة غربية هاجمت أو احتلت الدول العربية والإسلامية والإفريقية"... وها هي الأحداث تؤكد شعوري.
لا يمكنني أن أختم دون أن استذكر ما فعله هتلر مع هذه "الكائنات" التي لا تملك أية ذرة من "الإنسانية" والذين لم يجدوا في عهد المحرقة سوى العرب والمسلمين الذين احتضنوهم بالآلاف و قدموا لهم المساعدة والملجأ.. وكيف شكروهم ؟ بأن صبوا عليهم أطنانا من القنابل بنية القضاء عليهم. أما البلدان الغربية التي "تساندهم" الآن ، فقد كانوا في عهد المحرقة يقدمون الدعم والمساعدة لجلادكم، حتى يقضي عليكم "أنتم" الصهاينة. فهذه البلدان الغربية جبناء وأنذال، لا شرف لهم ولا إنسانية، يستعملون الغير للقيام بأعمالهم القذرة... كان ذلك أولا مع هتلر ضدكم والآن يستعملونكم ضد العرب والمسلمين.
محرزية الإمام
متقاعدة من وكالة تونس إفريقيا للإنباء
أيمكن لأحد أن يبقى كالحجر أمام ملامح أمهات وآباء يحملون فلذات أكبادهم لدفنهم، و هم يغمرونهم بآخر لمسة حب، بآخر قبلة وآخر وداع
سوف أكذب لو ادعيت أنني قطعت الأكل و شرب الماء عند العطش ، سوف أكذب لو قلت أنني صرت لا أنام، أنني لم أعد آخذ أدويتي، أنني لم أعد أتفرج كل ليلة على برامج التلفزة، في الدفء و الراحة ، نعم، لا تصدقوني لو أكدت أنني لا أغتسل كل يوم بالماء البارد و الدافئ .... نعم، سأكون أكبر كاذبة...
لكن، أرجوكم أن تصدقوني، وأنا أشهد الله سبحانه وتعالى على ما سأقوله . لما آكل، أبتلع بوجع، لما أتمدد على فراشي، أحس تحت جنباي وظهري وفوق مخدتي وكأنني أتقلب فوق حجارة تلك البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس الفلسطينية وبصفة أخص، في غزة، التي هدمها هؤلاء الصهاينة بلا رحمة و إنسانية.
عندما ألجأ إلى أدويتي لمعالجة أمراضي و تهدئة أوجاعي، أحس بعذاب الضمير لما أشاهده على مدار الساعة والأيام من مصابين في كل الأعمار، لا يجدون حتى ما يمسحون به جروحهم، دون ذكر أولائك الذين يخضعون إلى عمليات جراحية وبتر لبعض أعضائهم دون تخدير وتحت أضواء الهواتف....
عندما أجلس أمام التلفاز لتمضية بعض الوقت، تنتصب بين عيناي و الشاشة صور أجساد ملفوفة في الأكفان، صور رضع لا يجدون جرعة أكسيجان تبقيهم على قيد الحياة، صور أطفال تجري وراء محامل تنقل جثث أمهاتهم، أو آبائهم، أو أخوتهم أو أخواتهم... أو ربما جميعهم في نفس الوقت.. باكين، لا يفهمون شيئا مما يحدث لهم.. بل ربما فهموا أحسن مما نفهم، و لكنهم يحتفظون بأجوبتهم إلى مستقبل قريب.
أيمكن لأحد أن يبقى كالحجر أمام ملامح أمهات و آباء يحملون فلذات أكبادهم لدفنهم، وهم يغمرونهم بآخر لمسة حب، بآخر قبلة وآخر وداع ؟
هل تعرفون من يقف وراء هذه الأفعال البربرية، اللاإنسانية، التي لو سألت عنها إبليس نفسه لتبرأ منها و رفضها. نعم سيداتي، سادتي...إنها تلك الأمم التي تدعي التحضر والتي تتبجح بكونها "تدافع" عن حقوق الإنسان في العيش في حرية و أمان و سلام في أرضه.
أجل، إنها تلك الأمم الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الآسيوية (ليست كلها)، المنافقة، هي من تساند المتوحش الصهيوني بكل الطرق، المادية والمعنوية، والذين لا يتورعون بنعت روسيا بمجرم حرب في معركتها مع أوكرانيا (أنا لا أدافع هنا عن روسيا لأنني أرفض الحروب مهما كانت أسبابها)، ولكني قصدت هنا أن أظهر أحكامهم التي تخضع لمقاييس حسب الوجوه. وبخصوص أوكرانيا، ألم يساند رئيسهم، زيلنسكي، وبكل حقد، العدوان الصهيوني على غزة ؟ نفس زيلنسكي الذي يتنقل بين البلدان الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، متباكيا و متسولا مساندتهم...
لقد كتبت في إحدى الجرائد التونسية عند اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، فقلت، في ما معناه : "آسفة حقا لأنني لا أستطيع أن أشعر لا بالوجع و لا بالحزن لما يحدث للأوكرانيين لأنهم، هم أيضا كانوا دائما مساندين لكل دولة غربية هاجمت أو احتلت الدول العربية والإسلامية والإفريقية"... وها هي الأحداث تؤكد شعوري.
لا يمكنني أن أختم دون أن استذكر ما فعله هتلر مع هذه "الكائنات" التي لا تملك أية ذرة من "الإنسانية" والذين لم يجدوا في عهد المحرقة سوى العرب والمسلمين الذين احتضنوهم بالآلاف و قدموا لهم المساعدة والملجأ.. وكيف شكروهم ؟ بأن صبوا عليهم أطنانا من القنابل بنية القضاء عليهم. أما البلدان الغربية التي "تساندهم" الآن ، فقد كانوا في عهد المحرقة يقدمون الدعم والمساعدة لجلادكم، حتى يقضي عليكم "أنتم" الصهاينة. فهذه البلدان الغربية جبناء وأنذال، لا شرف لهم ولا إنسانية، يستعملون الغير للقيام بأعمالهم القذرة... كان ذلك أولا مع هتلر ضدكم والآن يستعملونكم ضد العرب والمسلمين.