لم يتبادر إلى أذهان أهالي ساقية سيدي يوسف ما ستحمله صبيحة يوم 8 فيفري 1958 من أحداث ليستفيق الجميع على هول فاجعة اهتز لها العالم وكانت ولا تزال إحدى مظاهر وحشية الاستعمار وبشاعة جرائمه.
سرب من الطائرات يرمي حممه على القرية الهادئة في يوم سوقها الأسبوعية التي شهدت توافد عدد كبير من التونسيين والجزائريين للحصول على المساعدات التي يقدمها الهلال الأحمر والصليب الأحمر بتعلة ملاحقة عناصر جيش التحرير الوطني الجزائري ودك معاقله داخل التراب التونسي لتتناثر أشلاء 79 جثة هنا وهناك وتمتزج الدماء وتسيل فتروي أرض الساقية الشهيدة.
المشهد كان مروعا حيث لحق الدمار بعدة مساكن وبالمدرسة الابتدائية المنجم وبمركز البريد ومركز الغابات فيما انتشر الشهداء والجرحى وسط السوق وتحت الركام واختلطت الدماء الزكية بما عرضه الباعة من بضائع.
ولئن سعت فرنسا من خلال هذا الاعتداء الغاشم إلى تحييد تونس عن مساندة جيش التحرير الجزائري والثورة الجزائرية فإنها فشلت في قطع الطريق أمام انخراط التونسيين في دعم تحرر الجزائر حيث واصلت الدبلوماسية التونسية في مساندة الجزائر مثلما فتح سكان الشريط الحدودي من التونسيين أبواب منازلهم للاجئين والثوار الجزائريين وقاسموهم المأوى والزاد وكانت مساكنهم على بساطتها ملاذا للثوار كما انخرط عدد من التونسيين في جيش التحرير الجزائري في جبال ورغة وخمير.
ردود أفعال دولية منددة
لئن نفت فرنسا في بيان رسمي أن تكون طائراتها قد أصابت تلاميذ أو مدنيين أو سيارات الهلال الأحمر متجاهلة كم الدمار الذي ألحقته بساقية سيدي يوسف، عبرت عدة دول عن تنديدها بالاعتداء الفرنسي الغاشم على ساقية سيدي يوسف حيث قالت بلجيكا إن "ما تقوم به فرنسا في الجزائر ما هو إلا ألام ومعارك لا فائدة منها"، فيما اعتبرت بريطانيا الاعتداء "نتاج جنون السياسة الفرنسية في الجزائر" ومن جهته اعتبر الاتحاد السوفياتي حينها أن "الاعتداء يؤكد عجز الحكومة الفرنسية عن سحق قوات التحرير الجزائرية" داعيا إياها إلى" الكف عن اعتداءاتها المتنامية على الأراضي التونسية".
دماء على دروب الوحدة...
يذكر الدكتور بجامعة قسنطينة حسن تليلاني أن حوادث ساقية سيدي يوسف أكدت إيمان الشعبين الراسخ بوحدة المصير وما وجدته الثورة الجزائرية من حاضنة شعبية في مختلف المناطق الحدودية من شمال تونس إلى جنوبها.
ويضيف الدكتور تليلاني في حديث خص به "الصباح" أن الجريمة التي أتاها الجيش الفرنسي في ساقية سيدي يوسف وحدت الشعبين التونسي والجزائري أمام الاستعمار الفرنسي وجاءت ردود الفعل الغاضبة والمنددة من مختلف أصقاع العالم بما في ذلك حلفاء فرنسا وعجلت بجلاء فرنسا عن تونس وبمنح الجزائر استقلالها.
ويؤكد الدكتور تليلاني أن "هذه الجريمة لا يجب أن تسقط بالتقادم شأنها شان جرائم الحرب داعيا أحرار العالم إلى الضغط على فرنسا حتى تعترف بجرائمها في مختلف المستعمرات".
أبو رهام
لم يتبادر إلى أذهان أهالي ساقية سيدي يوسف ما ستحمله صبيحة يوم 8 فيفري 1958 من أحداث ليستفيق الجميع على هول فاجعة اهتز لها العالم وكانت ولا تزال إحدى مظاهر وحشية الاستعمار وبشاعة جرائمه.
سرب من الطائرات يرمي حممه على القرية الهادئة في يوم سوقها الأسبوعية التي شهدت توافد عدد كبير من التونسيين والجزائريين للحصول على المساعدات التي يقدمها الهلال الأحمر والصليب الأحمر بتعلة ملاحقة عناصر جيش التحرير الوطني الجزائري ودك معاقله داخل التراب التونسي لتتناثر أشلاء 79 جثة هنا وهناك وتمتزج الدماء وتسيل فتروي أرض الساقية الشهيدة.
المشهد كان مروعا حيث لحق الدمار بعدة مساكن وبالمدرسة الابتدائية المنجم وبمركز البريد ومركز الغابات فيما انتشر الشهداء والجرحى وسط السوق وتحت الركام واختلطت الدماء الزكية بما عرضه الباعة من بضائع.
ولئن سعت فرنسا من خلال هذا الاعتداء الغاشم إلى تحييد تونس عن مساندة جيش التحرير الجزائري والثورة الجزائرية فإنها فشلت في قطع الطريق أمام انخراط التونسيين في دعم تحرر الجزائر حيث واصلت الدبلوماسية التونسية في مساندة الجزائر مثلما فتح سكان الشريط الحدودي من التونسيين أبواب منازلهم للاجئين والثوار الجزائريين وقاسموهم المأوى والزاد وكانت مساكنهم على بساطتها ملاذا للثوار كما انخرط عدد من التونسيين في جيش التحرير الجزائري في جبال ورغة وخمير.
ردود أفعال دولية منددة
لئن نفت فرنسا في بيان رسمي أن تكون طائراتها قد أصابت تلاميذ أو مدنيين أو سيارات الهلال الأحمر متجاهلة كم الدمار الذي ألحقته بساقية سيدي يوسف، عبرت عدة دول عن تنديدها بالاعتداء الفرنسي الغاشم على ساقية سيدي يوسف حيث قالت بلجيكا إن "ما تقوم به فرنسا في الجزائر ما هو إلا ألام ومعارك لا فائدة منها"، فيما اعتبرت بريطانيا الاعتداء "نتاج جنون السياسة الفرنسية في الجزائر" ومن جهته اعتبر الاتحاد السوفياتي حينها أن "الاعتداء يؤكد عجز الحكومة الفرنسية عن سحق قوات التحرير الجزائرية" داعيا إياها إلى" الكف عن اعتداءاتها المتنامية على الأراضي التونسية".
دماء على دروب الوحدة...
يذكر الدكتور بجامعة قسنطينة حسن تليلاني أن حوادث ساقية سيدي يوسف أكدت إيمان الشعبين الراسخ بوحدة المصير وما وجدته الثورة الجزائرية من حاضنة شعبية في مختلف المناطق الحدودية من شمال تونس إلى جنوبها.
ويضيف الدكتور تليلاني في حديث خص به "الصباح" أن الجريمة التي أتاها الجيش الفرنسي في ساقية سيدي يوسف وحدت الشعبين التونسي والجزائري أمام الاستعمار الفرنسي وجاءت ردود الفعل الغاضبة والمنددة من مختلف أصقاع العالم بما في ذلك حلفاء فرنسا وعجلت بجلاء فرنسا عن تونس وبمنح الجزائر استقلالها.
ويؤكد الدكتور تليلاني أن "هذه الجريمة لا يجب أن تسقط بالتقادم شأنها شان جرائم الحرب داعيا أحرار العالم إلى الضغط على فرنسا حتى تعترف بجرائمها في مختلف المستعمرات".