إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مسارات: جليلة بكار.. رحلة البحث عن التميز والحرية

    

تتعدد الأسباب التي تجعل من المهم الكتابة عن المبدعة جليلة بكار وعن تجربتها المتميزة التي تتواصل منذ سبعينات القرن الماضي وهي التي انطلقت مسيرتها في الفن الرابع سنة 1973 تاريخ التحاقها بفرقة مسرح الجنوب بقفصة لتتواصل إلى اليوم. وهذا ما يجعل من جليلة بكار واحدة من أبرز أيقونات الحركة المسرحية في تونس إضافة إلى ما عرفت به من دفاع عن الحريات وأيضا من دعمها الصريح والمتواصل لنضالات الشعب الفلسطيني.

جليلة بكار تنحدر من عائلة أصيلة مدينة تونس التي رأت فيها النور يوم 23 نوفمبر 1952 . ورغم تخرجها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية تخصصها في اللغة الفرنسية فإن جليلة بكار اختارت أن ترتبط حياتها المهنية بالمسرح وبالفنون عموما وتعددت تجاربها في هذا المجال خاصة وقد تحول المسرح والفنون، من خلال ارتباطها في الحياة بالمبدع فاضل الجعايبي إلى ما يشبه رسالة حياة وهو ما تأكد سواء في مسيرة الزوجين المهنية أو في اختيار نجلتهما آسيا أن تحذو حذو مسيرة أمها جليلة بكار وأبيها فاضل الجعايبي لتكون مثله مخرجة أفلام ومسرحيات ولتبقى في خيمة الفن والثقافة التي أنشأها الزوجان الفاضل وجليلة.

ولا شك أن الجمهور العريض قد أكتشف جليلة بكار من خلال البث التلفزي لمسرحية " غسالة النوادر " التي تعتبر من أهم الأعمال المسرحية لفرقة " المسرح الجديد " التي أسسها الفاضل الجعايبي وجليلة بكار والفاضل الجزيري والحبيب المسروقي وتركت أثرا واضحا في الحركة المسرحية في تونس والوطن العربي بل أن إبداعات المسرح الجديد كانت لها أصداء إيجابية في أوروبا وأمريكا اللاتينية. ساهمت جليلة بكار سنة 1993 في تأسيس شركة فاميليا للإنتاج المسرحي صحبة الفاضل الجعايبي وجليلة بكار والحبيب بلهادي بعد أن اختار الفاضل الجزيري أن يسلك طريق العروض الكبرى بحثا عن مردودية مالية أكبر في حين اختارت مجموعة " فاميليا " ان تواصل رحلة البحث عن جمالية جديدة وعن كشف مواطن العطالة والعطب والقصور في المجتمع التونسي والمجتمعات العربية وهي رحلة ساهمت في بروز عدة أسماء من أهمها كمال التواتي وفاطمة بن سعيدان وفتحي الهداوي.

تمسكت جليلة بكار باستقلالية التفكير وبدور المسرح التنويري وهو ما جعلها تأخذ مسافة تجاه كل الأنظمة السياسية بل تدخل، صحبة مجموعة " فاميليا " في مواجهة متواصلة مع تضييقات المكلفين بالرقابة والثقافة زمن بن علي. لم تتنازل جليلة بكار ولم تسع لأن تلعب دور الضحية وعرفت كيف تنتزع حقها في أن تعرض أعمالها في تونس وكان لبعض هذه الأعمال وتحديدا مسرحية " خمسون " طابعا استشرافيا في الإشارة إلى تزايد التأثر بالشعارات السلفية في صفوف الشباب وإلى دخول النظام السياسي القائم مرحلة أزمة هيكلية يصعب أن يخرج منها سالما.

كتبت وأخرجت جليلة بكار سنة 1998 " رحلة البحث عن عائدة " التي خصصتها لمعاناة ونضالات الشعب الفلسطيني بأسلوب فني لا مكان للشعاراتية والخطاب المباشر فيه .

أثرت جليلة بكار سجل الثقافة التونسية بأعمال هامة في المسرح والسينما نذكر من بينها " غسالة النوادر " و" البحث عن عائدة " و"عرب "و"كوميديا " و"فاميليا" و"عشاق المقهى المهجور " وسهرة خاصة" و"جنون" و"خمسون " و"يحيى يعيش " .أعمال تكشف بلغة فنية راقية مشاغل وتحرك سواكن وتطرح قضايا لم تجد حلولا إلى اليوم.

 

مسارات: جليلة بكار.. رحلة البحث عن التميز والحرية

    

تتعدد الأسباب التي تجعل من المهم الكتابة عن المبدعة جليلة بكار وعن تجربتها المتميزة التي تتواصل منذ سبعينات القرن الماضي وهي التي انطلقت مسيرتها في الفن الرابع سنة 1973 تاريخ التحاقها بفرقة مسرح الجنوب بقفصة لتتواصل إلى اليوم. وهذا ما يجعل من جليلة بكار واحدة من أبرز أيقونات الحركة المسرحية في تونس إضافة إلى ما عرفت به من دفاع عن الحريات وأيضا من دعمها الصريح والمتواصل لنضالات الشعب الفلسطيني.

جليلة بكار تنحدر من عائلة أصيلة مدينة تونس التي رأت فيها النور يوم 23 نوفمبر 1952 . ورغم تخرجها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية تخصصها في اللغة الفرنسية فإن جليلة بكار اختارت أن ترتبط حياتها المهنية بالمسرح وبالفنون عموما وتعددت تجاربها في هذا المجال خاصة وقد تحول المسرح والفنون، من خلال ارتباطها في الحياة بالمبدع فاضل الجعايبي إلى ما يشبه رسالة حياة وهو ما تأكد سواء في مسيرة الزوجين المهنية أو في اختيار نجلتهما آسيا أن تحذو حذو مسيرة أمها جليلة بكار وأبيها فاضل الجعايبي لتكون مثله مخرجة أفلام ومسرحيات ولتبقى في خيمة الفن والثقافة التي أنشأها الزوجان الفاضل وجليلة.

ولا شك أن الجمهور العريض قد أكتشف جليلة بكار من خلال البث التلفزي لمسرحية " غسالة النوادر " التي تعتبر من أهم الأعمال المسرحية لفرقة " المسرح الجديد " التي أسسها الفاضل الجعايبي وجليلة بكار والفاضل الجزيري والحبيب المسروقي وتركت أثرا واضحا في الحركة المسرحية في تونس والوطن العربي بل أن إبداعات المسرح الجديد كانت لها أصداء إيجابية في أوروبا وأمريكا اللاتينية. ساهمت جليلة بكار سنة 1993 في تأسيس شركة فاميليا للإنتاج المسرحي صحبة الفاضل الجعايبي وجليلة بكار والحبيب بلهادي بعد أن اختار الفاضل الجزيري أن يسلك طريق العروض الكبرى بحثا عن مردودية مالية أكبر في حين اختارت مجموعة " فاميليا " ان تواصل رحلة البحث عن جمالية جديدة وعن كشف مواطن العطالة والعطب والقصور في المجتمع التونسي والمجتمعات العربية وهي رحلة ساهمت في بروز عدة أسماء من أهمها كمال التواتي وفاطمة بن سعيدان وفتحي الهداوي.

تمسكت جليلة بكار باستقلالية التفكير وبدور المسرح التنويري وهو ما جعلها تأخذ مسافة تجاه كل الأنظمة السياسية بل تدخل، صحبة مجموعة " فاميليا " في مواجهة متواصلة مع تضييقات المكلفين بالرقابة والثقافة زمن بن علي. لم تتنازل جليلة بكار ولم تسع لأن تلعب دور الضحية وعرفت كيف تنتزع حقها في أن تعرض أعمالها في تونس وكان لبعض هذه الأعمال وتحديدا مسرحية " خمسون " طابعا استشرافيا في الإشارة إلى تزايد التأثر بالشعارات السلفية في صفوف الشباب وإلى دخول النظام السياسي القائم مرحلة أزمة هيكلية يصعب أن يخرج منها سالما.

كتبت وأخرجت جليلة بكار سنة 1998 " رحلة البحث عن عائدة " التي خصصتها لمعاناة ونضالات الشعب الفلسطيني بأسلوب فني لا مكان للشعاراتية والخطاب المباشر فيه .

أثرت جليلة بكار سجل الثقافة التونسية بأعمال هامة في المسرح والسينما نذكر من بينها " غسالة النوادر " و" البحث عن عائدة " و"عرب "و"كوميديا " و"فاميليا" و"عشاق المقهى المهجور " وسهرة خاصة" و"جنون" و"خمسون " و"يحيى يعيش " .أعمال تكشف بلغة فنية راقية مشاغل وتحرك سواكن وتطرح قضايا لم تجد حلولا إلى اليوم.