ما الجديد في كراس شروط رياض الأطفال؟

• وزيرة الأسرة والطفولة وكبار السن: استثناء الجمعيات من ممارسة نشاط رياض الأطفال 

تونس: الصباح

قدمت آمال بلحاج موسى وزيرة الأسرة والطفولة وكبار السن أمس خلال ندوة صحفية عقدتها بمقر الوزارة بالعاصمة تفاصيل حول التنقيحات الأخيرة لكراس الشروط المتعلق بإحداث رياض الأطفال وذلك بحضور ممثلي الغرف المهنية. وبينت أن كراس الشروط الجديد يحترم الدستور والمعاهدات الدولية ويراعي المصلحة الفضلى للطفل من خلال التنصيص على أن تكون الإطارات العاملة في رياض الأطفال والمحيطة بالطفل إطارات مختصة من ناحية، ومن ناحية أخرى أن يكون لديها الحد الأدنى من التكوين في مجال الاسعافات الأولية. 

وذكرت بلحاج موسى أن كراس الشروط يراعي القدرة الاقتصادية لأولياء الأطفال كما تم بمقتضاه ضبط آجال ايداع ملفات بعث رياض الاطفال وهي تنطلق في مارس وتنتهي في أوت، وتم الترفيع في مدة آجال المعاينة إلى ثلاثة أسابيع، وقد تمسكت الوزارة حسب قولها بضرورة معاينة رياض الأطفال من خلال القيام بزيارات تفقد لها نظرا لخصوصية هذه الفضاءات وذلك بهدف التأكد من مدى استجابة خدماتها لمعايير الجودة وللوقوف على النقائص والإخلالات، فوصل الإيداع غير كاف ويجب على الباعث تقديم تقرير معاينة. 

وأضافت وزيرة الأسرة والطفولة وكبار السن أن النقطة الثانية التي تضمنها كراس الشروط المتعلق بإحداث رياض الأطفال تمثلت في استثناء الجمعيات من ممارسة نشاط رياض الأطفال. واستدركت قائلة إن هذا الاستثناء لم يشمل أربع جمعيات فقط وهي الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي والاتحاد الوطني للمكفوفين والاتحاد الوطني للمرأة التونسية والمنظمة التونسية للتربية والأسرة، وتعقيبا عن استفسار حول ما إذا كان هذا الإجراء ينسحب على الروضات القرآنية أجابت الوزيرة أنه تم استثناء جميع الجمعيات من ممارسة نشاط رياض الأطفال ولكن هذا الاستثناء لا يشمل الجمعيات والمنظمات الأربع سالفة الذكر.   

وبينت أنه في سنة 2022 تم غلق ست فضاءات عشوائية أحدثتها جمعيات خارج الصيغ القانونية إذ أنها لا تطبق البرامج الرسمية وهي موجودة بسيدي بوزيد وتطاوين وصفاقس والمهدية ويتنزل هذا الإجراء حسب قولها في اطار التصدي لرياض الاطفال العشوائية وتم اتخاذ قرارات الغلق بناء على الإشعارات وتقارير التفقد البيداغوجي، ويعود سبب الغلق إلى اعتماد برامج بمقاربات أجنبية وكذلك إلى تعريض الأطفال إلى العنف. ولم تخف الوزيرة النقص المسجل على مستوى إطار التفقد البيداغوجي وبينت أنه يوجد 250 إطارا فقط وبهذا العدد لا تستطيع الوزارة معاينة كل الفضاءات.

 كما أشارت آمال بلحاج موسى إلى تفاعل الوزارة مع مطالب المهنيين في علاقة بتحديد المسافة الفاصلة بين روضة أخرى بـ 200 متر وذلك بهدف دعم القدرة الاقتصادية للمؤسسة وتجنب الاكتظاظ وقدرت الوزارة أن مسافة 200 م لا تمس مبدأ المنافسة.

وقالت إن كراس الشروط الجديد نص صراحة ولأول مرة على منع رياض الأطفال من الزام الولي بتوفير المستلزمات المدرسية ومطالبتهم بمصاريف اضافية بمناسبة الاعياد والمناسبات وذلك رغبة من الوزارة في تخفيف الأعباء المالية التي يتكبدها الولي.

وذكرت أنه إضافة إلى ذلك تمت المحافظة على الروضة كمؤسسة مدرسية وفسرت أنه في صورة عدم تسجيل حوادث خطيرة تهم أمن الطفل يقع التدرج في العقوبات وهو ما يمنح الروضة فرصة للتدارك ومعالجة الاخلالات.

ولاحظت أنه تم التمسك في الكراس بجودة تكوين الإطارات في رياض الأطفال، وفي إطار مساندة القطاع الخاص أبرمت وزارة الأسرة والطفولة وكبار السن اتفاقية مع وزارة التشغيل والتكوين المهني من أجل التكوين الإشهادي للإطارات العاملة في رياض الأطفال من غير المختصين وتم إبرام هذه الاتفاقية يوم 3 فيفري الماضي بمقتضاها يبلغ عدد المنتفعين 10600 وذلك على مدى خمس سنوات. وأوضحت أن هذا الرقم يعني أن خمسين بالمائة من الإطارات الموجودة في رياض الأطفال غير مختصة وهو ما يجعل من التربية قبل المدرسية عديمة الجودة ولهذا السبب تم ابرام اتفاقية الشراكة . 

وقالت الوزيرة إنه في اطار دعم القطاع الخاص وتوفير تكوين في الاسعافات الاولية لإطارات رياض الاطفال تم ابرام اتفاقية مع الديوان الوطني للحماية المدنية في 17 نوفمبر 2022 ويبلغ عدد المستفيدين منها 4784 وللغرض أمن الديوان 175 دورة تكوينية ويتضمن برنامج التكوين في الإسعافات الأولية خلال السنة الجارية تكوين 5 آلاف اطار اضافي.

وخلصت إلى أن هدف كراس الشروط الجديد هو التمسك بالجودة والحد من الاشكالات التي تعيق بعث الروضات من خلال التكوين. وبينت أن الوزارة لا تعمل فقط على غلق الفضاءات العشوائية بل ترغب في مساعدة المؤسسات التي تريد غلق ابوابها لأن في غلقها حرمان الطفل من فضاء لائق يتمع فيه بالتربية ما قبل المدرسية.

ولدى حديثها عن البرامج المعتمدة في رياض الأطفال ذكرت الوزيرة انه لا يمكن اعتماد سوى المنهج التربوي الرسمي الذي أقرته الوزارة وأي فضاء يقدم مضامين مختلفة عن المنهج التربوي الرسمي هو فضاء عشوائي.

تشريك المهنة

وقبل التطرق إلى أبرز مضامين كراس الشروط الجديد المتعلق برياض الأطفال بينت وزيرة الأسرة والطفولة وكبار السن أن كراس الشروط هو آلية من آليات تحسين واقع التربية ما قبل المدرسية في تونس، وبينت أن الوزارة أصدرت سنة 2022 كراس شروط وكان مثاليا لكنها تبينت أنه كان يجب الإنصات جيدا إلى مقتضيات الواقع لذلك ارتأت تعليق العمل به إذ توجد6 آلاف روضة تشغل نحو 20 ألف عامل فهي مؤسسات اقتصادية وأي ضرر يلحق بها تقابله مشاكل اقتصادية واجتماعية فضلا عن تضرر الاطفال بسبب غلق الروضات. 

وأضافت انه منذ بداية 2021 الى اليوم تلقت الوزارة 250 مطلبا قدمها للوزارة باعثو رياض أطفال من أجل غلقها بسبب تدهور قدرتها الاقتصادية وهو رقم كبير وهناك 50 روضة تم غلقها هذه السنة ولكن سنة 2022 تم تسجيل عدد أكبر بكثير إذ بلغ 240 روضة أغلقت بسبب تداعيات الكوفيد رغم أن الوزارة ساهمت في دعم رياض الاطفال من خلال اسنادها قروضا لمجابهة تداعيات كورونا.

وقالت إن الوزارة اشتغلت على كراس الشروط الجديد طيلة عام كامل وذلك بالشراكة مع المهنيين وكانت المعادلة صعبة بين كيفية ضمان مصلحة الطفل الفضلى وكيفية مراعاة مصلحة المهنيين وباعثي رياض الاطفال وكيفية الأخذ بعين الاعتبار للقدرة المالية للولي.

وأشارت بلحاج موسى إلى الأهمية التي توليها الوزارة إلى الطفولة المبكرة وذكرت أنه في سبيل الترفيع في نسبة الأطفال الذين يتمتعون بالتربية قبل المدرسية تم اتباع عدة آليات وهي العمل على تحسين نسبة 42 بالمائة الحالية لكي تكون متناغمة مع نسبة التمدرس التي تبلغ 99 فاصل 6 بالمائة لأن الدراسات أثبت أن 70 بالمائة من الأطفال الذين لا يتمتعون بحقهم في التربية ما قبل المدرسية والذين لا يرتادون رياض الاطفال معرضون إلى التسرب المدرسي ومهددون بتحصيل دراسي ضعيف، كما أن المدرسة اليوم لا تقبل الطفل ومستواه صفر كفايات ومؤهلات بل لا بد أن يمتلك الحد الأدنى من الكفايات. وذكرت أنه لهذا السبب أطلقت الوزارة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل برنامجا للروضات العمومية وتم بين شهري سبتمبر وأكتوبر فتح 30 روضة عمومية في المناطق ذات الأولوية والتي فيها نسبة أطفال مرتفعة وقد ساهم  البنك الوطني الفلاحي واليونيسيف في تجهيزها. 

وإضافة إلى استفادة 1300 طفل من برنامج الروضة العمومية، تم في إطار قانون المالية لسنة 2023 الترفيع في عدد الأطفال المتمتعين ببرنامج "روضتنا في حومتنا" إلى 20 ألف طفل وهذا البرنامج يتكفل بمعاليم خلاص الروضة. وبينت أنه تمت برمجة انجاز 25 روضة عمومية خلال السنة الجارية وعبرت عن أملها في أن تكون جاهزة مطلع نوفمبر القادم لاستقبال الاطفال. وذكرت أن ثلث السكان في تونس هم اطفال وهذا معطى مهم لابد من أخذه بعين الاعتبار كما يوجد معطى آخر يتمثل في عدد المنقطعين سنويا عن الدراسة والذي يناهز مائة الف وللحد من الانقطاع المدرسي عملت الوزارة حسب قولها على إطلاق برنامج التمكين الاقتصادي لأمهات الاطفال المهددين بالانقطاع عن الدراسة استفادت منه ألف أم تونسية. 

 سعيدة بوهلال