من الظهور التلفزيوني كضيف شرف في سيتكوم "الفندق" لصلاح الدين الصيد و"عودة المنيار" للحبيب المسلماني و"حياة وأماني" لمحمد غضبان..إلى التوغل بثبات نحو أدوار البطولة سواء في الأعمال الدرامية على غرار "يوميات امرأة" و"ناعورة الهواء" و"مكتوب" و"أولاد مفيدة" أو في أعمال سينمائية متنوعة مثل "الدجال" لكريم بالرحومة، "حجر الواد" لمحمد خليل البحري..
هكذا كانت ملامح المسيرة الفنية لأحمد الأندلسي تنبئ بما هو أفضل.. إلى أن تم اختياره مؤخرا من بين العديد من الممثلين البارزين لتقمص دور أخطر مجرم في تاريخ تونس المعاصر القاتل المتسلسل مغتصب الأطفال "سفاح نابل" والذي نفذت في حقه آخر عملية إعدام في البلاد..
أحمد الأندلسي حسب تصريحه لـ"الصباح" آمن بالمشروع وبمخرج العمل والسيناريست كريم بالرحومة ولم يفكر كثيرا في قبول الدور الضخم من حيث القيمة الفنية أو التاريخية وإن لم يكن يندرج ضمن الأعمال الوثائقية..
كما عمد بطل "سفاح نابل" التمحيص-قبل التصوير- في أدق تفاصيل الجانب النفسي والاجتماعي للناصر الدامرجي وكأن أحمد الاندلسي يريد أن يقف عند أسباب تحول الناصر إلى الوحش الذي لم يرحم ولم يرأف بـ13طفلا..
"الصباح" اتصلت بالممثل أحمد الأندلسي للحديث عن مراحل تصوير "سفاح نابل" وعن مشاركته في المهرجانات فضلا عن مشاريعه الفنية الجديدة وخوض تجربة كتابة السيناريو لأول مرة..فكان الحوار التالي..
حوار : وليد عبد اللاوي
ما رأيك في مسألة عدم إدراج "سفاح نابل" ضمن قائمة الأفلام المشاركة في أيام قرطاج السينمائية؟
-قريبا سيعرض فيلم "سفاح نابل ..ملك الموت" في جل قاعات السينما التونسية وفي مختلف البلدان العربية كما المشاركة في مهرجانات هامة.. وبالتالي سيكون الجمهور هو الحكم والفيصل فيما إذا كان العمل له من المقومات الفنية التي تخول له أن يكون في قائمة الأفلام المشاركة في أيام قرطاج السينمائية أو غير جدير بالحضور ..
وإن استنكر البعض من غياب الفيلم في المهرجان التونسي فإن مشاركتنا الأولى بمهرجان وجدة المغربي نالت استحسانا كبيرا من الجماهير المغربية بل أبدى الكثير من المتابعين رغبة في توزيع الفيلم على الكثير من القاعات السينمائية هناك.. علما وأنه نُظمت لقاءات نقدية بحضور المنتج مجدي الحسيني والمخرج كريم بالرحومة وكان التفاعل إيجابيا، ليتم اقتراح ضم "سفاح نابل" إلى قائمة الأعمال المشاركة في مهرجان الناظور للذاكرة الشعبية بالمغرب نظرا لتماهيه مع هوية التظاهرة.
ماذا عن تقمص شخصية أخطر مجرم في تاريخنا المعاصر ولماذا تم اختيار أحمد الأندلسي دون غيره؟
-السينما مغامرة متواصلة وأنا شخصيا منفتح على كل الأدوار ويستهويني تقمص الادوار المركبة والمعقدة والتي تتطلب مجهودات كبيرة حتى على مستوى البحث والنبش في مكامن الشخصية وتفاصيلها لا سيما إذا تعلق الأمر بقصة واقعية بطلها قاتل متسلسل كان وراء إنهاء حياة ثلاثة عشر طفلا فضلا عن التنكيل والاغتصاب..
وقد ارتأى المخرج كريم بالرحومة أن يختار أحمد الأندلسي كبطل للفيلم في دور السفاح ناصر الدامرجي..اختيار يحملني مسؤولية جسيمة أمام عمل ضخم.. آمل أن أكون من خلال الدور المهم الذي اوكل لي ولم يكن سهلا خاصة على المستوى السيكولوجي، في مستوى انتظارات الجماهير..
ابنة أحمد الأندلسي إحدى ضحايا الاغتصاب والقتل في الفيلم..لو تصف لنا تصوير هذا المشهد "المروع والمفاجئ"؟
-أن تكون ابنتي إحدى ضحايا سفاح نابل في الفيلم فهو امتحان صعب بالنسبة لي وأظن أنه من أعمق وأقوى المشاهد في الفيلم.. صحيح أنّ مجرد التفكير في تفاصيل المشهد مرهق للغاية وربما غير مقبول بالنسبة للبعض حتى وإن كان في إطار التمثيل و"الفيكسيون"..علما وان ابنة أحمد الاندلسي لها من الموهبة ما يمكنها من اقتحام عالم التمثيل رغم صغر سنها بل ستكون اكتشافا بالنسبة للجماهير إذ ليس من السهل أن تبدع الفتاة في هذا الدور بالذات..
خمس سنوات هي المدة المحددة لإنهاء تصوير "سفاح نابل"..لم كل هذا الوقت؟
-طيلة خمس سنوات كانت ظروف الإنتاج صعبة جدا ذلك أننا لم نتحصل على دعم وكان انتاجا خاصا كما أن عائلات الدامرجي أقارب "السفاح" قاموا بتقديم قضايا في الغرض،ربحناها.. واحتراما لأقارب الناصر الدامرجي ارتأينا ألاّ يُذكر اسمه في الفيلم..
من بين الأسباب الأخرى لتقطع التصوير أكثر من مرة وامتداد الحيز الزمني لإنهاء العمل هو اختيار المنتج والمخرج سجن زغوان الذي رٌفض استغلاله رغم خلاء الفضاء، مما أجبرنا على تغيير الديكور والمكان..
اما فيما يخص تقمص دور القاتل المتسلسل فقد تطلب الكثير من الوقت والتركيز من حيث البحوث والوقوف عند أهم تفاصيل حياة الناصر الدامرجي لأكتشف أن الكثير من الحقائق يجهلها التونسيون.. وأنا شخصيا اعتبر أن العمل -بقطع النظر عن كونه خياليا ينتمي الى عالم "الفيكسيون" (fiction) - توعوي بالأساس لأن المأساة الحقيقية في الفيلم هي تلك الأسباب التي جعلت الناصر بذلك الكم الهائل من الإجرام والوحشية.. هو ضحية اجتماعية مثل العديد من الضحايا الأخرى.. ذلك أن والدة السفاح كانت بائعة هوى.. ليوُلد في السجن في إطار علاقة غير شرعية ولم يتعرف على والده إلا في سن الثلاثين.. كان ضحية تجاهل العديد من العائلات التي رفضته كزوج.. ألم يبح بسوء المعاملة التي تعرض من طرف الكثير من الأسر قائلا: "لو كان العدالة كتبتلي الصداق راهي القضايا هذي الكل ما صارتش"..
هل من أعمال سينمائية أخرى؟
-نحن بصدد إنهاءعملية التصوير في فيلم "خاتم عليسة" وهو اول فيلم للأطفال في العالم العربي وفي تونس، بطولة 4 اطفال وهم ابنتي بية، يحيى الخزري، ميار الطرابلسي وإياد شهير..
فيلم طويل وجه للأطفال سيناريو أحمد الأندلسي خليل البحري وخالد الوريمي..
فخور بـ"خاتم عليسة" لأنك حين تدخل المنصات العربية الكبرى لا تجد أفلاما سينمائية موجهة للأطفال عدا الصور المتحركة وإلا الافلام ثلاثية الأبعاد ( (3 D ثم إننا عمدنا أن يحافظ الفيلم على الهوية التونسية من خلال عنوان العمل أو التصوير في الشمال الغربي والمناطق الأثرية..
ومن النقاط التي حرصنا أن تكون موجودة في هذا العمل هي أن وضوح الخرافة وسلاستها كما تماسك السيناريو والتي ترجع الى حبكة الخرافة وبساطتها بالأساس، خاصة وأن الأطفال يجب أن تتعامل معهم وفق تفاصيل التفاصيل..
آمل أن نكون الانطلاقة لإنتاج أفلام سينمائية للأطفال وقد أنصفتهم السينما العالمية لتناول كل قضاياهم ومشاكلهم.
تونس-الصباح
من الظهور التلفزيوني كضيف شرف في سيتكوم "الفندق" لصلاح الدين الصيد و"عودة المنيار" للحبيب المسلماني و"حياة وأماني" لمحمد غضبان..إلى التوغل بثبات نحو أدوار البطولة سواء في الأعمال الدرامية على غرار "يوميات امرأة" و"ناعورة الهواء" و"مكتوب" و"أولاد مفيدة" أو في أعمال سينمائية متنوعة مثل "الدجال" لكريم بالرحومة، "حجر الواد" لمحمد خليل البحري..
هكذا كانت ملامح المسيرة الفنية لأحمد الأندلسي تنبئ بما هو أفضل.. إلى أن تم اختياره مؤخرا من بين العديد من الممثلين البارزين لتقمص دور أخطر مجرم في تاريخ تونس المعاصر القاتل المتسلسل مغتصب الأطفال "سفاح نابل" والذي نفذت في حقه آخر عملية إعدام في البلاد..
أحمد الأندلسي حسب تصريحه لـ"الصباح" آمن بالمشروع وبمخرج العمل والسيناريست كريم بالرحومة ولم يفكر كثيرا في قبول الدور الضخم من حيث القيمة الفنية أو التاريخية وإن لم يكن يندرج ضمن الأعمال الوثائقية..
كما عمد بطل "سفاح نابل" التمحيص-قبل التصوير- في أدق تفاصيل الجانب النفسي والاجتماعي للناصر الدامرجي وكأن أحمد الاندلسي يريد أن يقف عند أسباب تحول الناصر إلى الوحش الذي لم يرحم ولم يرأف بـ13طفلا..
"الصباح" اتصلت بالممثل أحمد الأندلسي للحديث عن مراحل تصوير "سفاح نابل" وعن مشاركته في المهرجانات فضلا عن مشاريعه الفنية الجديدة وخوض تجربة كتابة السيناريو لأول مرة..فكان الحوار التالي..
حوار : وليد عبد اللاوي
ما رأيك في مسألة عدم إدراج "سفاح نابل" ضمن قائمة الأفلام المشاركة في أيام قرطاج السينمائية؟
-قريبا سيعرض فيلم "سفاح نابل ..ملك الموت" في جل قاعات السينما التونسية وفي مختلف البلدان العربية كما المشاركة في مهرجانات هامة.. وبالتالي سيكون الجمهور هو الحكم والفيصل فيما إذا كان العمل له من المقومات الفنية التي تخول له أن يكون في قائمة الأفلام المشاركة في أيام قرطاج السينمائية أو غير جدير بالحضور ..
وإن استنكر البعض من غياب الفيلم في المهرجان التونسي فإن مشاركتنا الأولى بمهرجان وجدة المغربي نالت استحسانا كبيرا من الجماهير المغربية بل أبدى الكثير من المتابعين رغبة في توزيع الفيلم على الكثير من القاعات السينمائية هناك.. علما وأنه نُظمت لقاءات نقدية بحضور المنتج مجدي الحسيني والمخرج كريم بالرحومة وكان التفاعل إيجابيا، ليتم اقتراح ضم "سفاح نابل" إلى قائمة الأعمال المشاركة في مهرجان الناظور للذاكرة الشعبية بالمغرب نظرا لتماهيه مع هوية التظاهرة.
ماذا عن تقمص شخصية أخطر مجرم في تاريخنا المعاصر ولماذا تم اختيار أحمد الأندلسي دون غيره؟
-السينما مغامرة متواصلة وأنا شخصيا منفتح على كل الأدوار ويستهويني تقمص الادوار المركبة والمعقدة والتي تتطلب مجهودات كبيرة حتى على مستوى البحث والنبش في مكامن الشخصية وتفاصيلها لا سيما إذا تعلق الأمر بقصة واقعية بطلها قاتل متسلسل كان وراء إنهاء حياة ثلاثة عشر طفلا فضلا عن التنكيل والاغتصاب..
وقد ارتأى المخرج كريم بالرحومة أن يختار أحمد الأندلسي كبطل للفيلم في دور السفاح ناصر الدامرجي..اختيار يحملني مسؤولية جسيمة أمام عمل ضخم.. آمل أن أكون من خلال الدور المهم الذي اوكل لي ولم يكن سهلا خاصة على المستوى السيكولوجي، في مستوى انتظارات الجماهير..
ابنة أحمد الأندلسي إحدى ضحايا الاغتصاب والقتل في الفيلم..لو تصف لنا تصوير هذا المشهد "المروع والمفاجئ"؟
-أن تكون ابنتي إحدى ضحايا سفاح نابل في الفيلم فهو امتحان صعب بالنسبة لي وأظن أنه من أعمق وأقوى المشاهد في الفيلم.. صحيح أنّ مجرد التفكير في تفاصيل المشهد مرهق للغاية وربما غير مقبول بالنسبة للبعض حتى وإن كان في إطار التمثيل و"الفيكسيون"..علما وان ابنة أحمد الاندلسي لها من الموهبة ما يمكنها من اقتحام عالم التمثيل رغم صغر سنها بل ستكون اكتشافا بالنسبة للجماهير إذ ليس من السهل أن تبدع الفتاة في هذا الدور بالذات..
خمس سنوات هي المدة المحددة لإنهاء تصوير "سفاح نابل"..لم كل هذا الوقت؟
-طيلة خمس سنوات كانت ظروف الإنتاج صعبة جدا ذلك أننا لم نتحصل على دعم وكان انتاجا خاصا كما أن عائلات الدامرجي أقارب "السفاح" قاموا بتقديم قضايا في الغرض،ربحناها.. واحتراما لأقارب الناصر الدامرجي ارتأينا ألاّ يُذكر اسمه في الفيلم..
من بين الأسباب الأخرى لتقطع التصوير أكثر من مرة وامتداد الحيز الزمني لإنهاء العمل هو اختيار المنتج والمخرج سجن زغوان الذي رٌفض استغلاله رغم خلاء الفضاء، مما أجبرنا على تغيير الديكور والمكان..
اما فيما يخص تقمص دور القاتل المتسلسل فقد تطلب الكثير من الوقت والتركيز من حيث البحوث والوقوف عند أهم تفاصيل حياة الناصر الدامرجي لأكتشف أن الكثير من الحقائق يجهلها التونسيون.. وأنا شخصيا اعتبر أن العمل -بقطع النظر عن كونه خياليا ينتمي الى عالم "الفيكسيون" (fiction) - توعوي بالأساس لأن المأساة الحقيقية في الفيلم هي تلك الأسباب التي جعلت الناصر بذلك الكم الهائل من الإجرام والوحشية.. هو ضحية اجتماعية مثل العديد من الضحايا الأخرى.. ذلك أن والدة السفاح كانت بائعة هوى.. ليوُلد في السجن في إطار علاقة غير شرعية ولم يتعرف على والده إلا في سن الثلاثين.. كان ضحية تجاهل العديد من العائلات التي رفضته كزوج.. ألم يبح بسوء المعاملة التي تعرض من طرف الكثير من الأسر قائلا: "لو كان العدالة كتبتلي الصداق راهي القضايا هذي الكل ما صارتش"..
هل من أعمال سينمائية أخرى؟
-نحن بصدد إنهاءعملية التصوير في فيلم "خاتم عليسة" وهو اول فيلم للأطفال في العالم العربي وفي تونس، بطولة 4 اطفال وهم ابنتي بية، يحيى الخزري، ميار الطرابلسي وإياد شهير..
فيلم طويل وجه للأطفال سيناريو أحمد الأندلسي خليل البحري وخالد الوريمي..
فخور بـ"خاتم عليسة" لأنك حين تدخل المنصات العربية الكبرى لا تجد أفلاما سينمائية موجهة للأطفال عدا الصور المتحركة وإلا الافلام ثلاثية الأبعاد ( (3 D ثم إننا عمدنا أن يحافظ الفيلم على الهوية التونسية من خلال عنوان العمل أو التصوير في الشمال الغربي والمناطق الأثرية..
ومن النقاط التي حرصنا أن تكون موجودة في هذا العمل هي أن وضوح الخرافة وسلاستها كما تماسك السيناريو والتي ترجع الى حبكة الخرافة وبساطتها بالأساس، خاصة وأن الأطفال يجب أن تتعامل معهم وفق تفاصيل التفاصيل..
آمل أن نكون الانطلاقة لإنتاج أفلام سينمائية للأطفال وقد أنصفتهم السينما العالمية لتناول كل قضاياهم ومشاكلهم.