إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سعيد خلال الجلسة الافتتاحية لندوة طوكيو الدولية "تيكاد8".. نتطلع إلى وضع توصيات لشراكة افريقية يابانية لتعديل بوصلة التنمية في إفريقيا

• يجب إيجاد حل لملف الديون ودعم الدول المانحة للتنمية في إفريقيا

• اليوم الكشف عن البيان الختامي للندوة "إعلان تونس"

تونس- الصباح

اتفق الرئيسان التونسي قيس سعيد والرئيس السنغالي ورئيس الاتحاد الإفريقي ماكي سال خلال كلمتهما الافتتاحية لأشغال القمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا على ضرورة النظر في أسباب الفقر والبؤس وعدم نجاح الاتحاد الإفريقي في تغيير أوضاع القارة.

ويشارك في أشغال المنتدى الدولي الإقليمي أكثر من خمسين وفدا رسميا يمثلون جل الدول الإفريقية، فيما تابع الوزير الأول الياباني كيشيدا فيميو الجلسة الافتتاحية للقمة عن بعد لتعذره الحضور..

وينتظر أن يتم اليوم الأحد خلال في ختام أشغال القمة الإعلان عن كلمة تونس والتي شاركت بلادنا في إعدادها مع الجانب الياباني وكل المنظمين.

وخيّم غياب المغرب عن المشاركة في المؤتمر احتجاجا على استقبال تونس لرئيس جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، على الجلسة الافتتاحية، في حين عبّر الرئيس السنغالي ماكي سال عن أسفه الشديد من عدم مشاركة المغرب في أشغال القمة اليابانية الإفريقية، معربا عن أمله في إيجاد حل قريب ودائم لهذا الخلاف التاريخي بين المغرب والجزائر حول الصحراء الغربية، و"ذلك لمصلحة الجميع ومصلحة عمل المنظمة".

فيما ركز رئيس الجمهورية قيس سعيد أمس في كلمته الافتتاحية للدورة 8 لندوة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا بقصر المؤتمرات بالعاصمة، على ضرورة النهوض بالتنمية في إفريقيا والعمل على استقطاب الاستثمار وتحقيق الرقي والرفاه للشعوب الإفريقية..

ودعا سعيد إلى ضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية لانتشار ظاهرة البؤس والفقر وغياب التنمية في البلدان الإفريقية، وشدد على ضرورة البحث في السبل التي تمكن القارة الإفريقية من تحقيق أحلامها، لافتا إلى أن الثروات في إفريقيا عديدة لكن مظاهر الفقر والبؤس موجودة ومتفاقمة..

وقال:"دخلنا في مرحلة جديدة في التاريخ مختلفة عن المراحل السابقة وكأن القرن 21 بدأ سنة 2022". وأكد أن إفريقيا عاشت الكثير من المآسي طيلة سنوات نتيجة عدم الاستقرار.

وتعهد سعيّد بالعمل على إيجاد الحلول القانونية والظروف الملائمة لتشجيع الاستثمار، التي تسمح للمستثمرين أن "يستثمروا وهم آمنون على ثرواتهم واستثماراتهم". مؤكدا العزم على إيجاد الحلول المرضية والظروف المناسبة للاستثمار في ظرف يسمح للمستثمرين أن يستثمروا وهم آمنون على ثرواتهم واستثماراتهم.

تنويه بالتجربة اليابانية

ونوه رئيس الجمهورية بالتجربة اليابانية في مجال التنمية وخلق الثروة، مشيرا إلى أن عقد هذا المؤتمر مع اليابان ليس من قبيل الصدفة، خاصة أنها دولة حققت الكثير في وقت وجيز. وقال في هذا الشأن:"ونحن أيضا علينا أن نتحدى الزمن".

وأبرز سعيد إن تونس تلتقي مع شريك نجح في تحقيق زواج تاريخي بين الاحتفاظ بقيمة وثقافته وفي نفس الوقت اختصر الوقت بسرعة في التاريخ. وأكد على ضرورة بناء مجتمعات عادلة في القارة السمراء.

وأكد سعيد على أن جائحة كورونا أبرزت أن التعاون الدولي لم يكن بالقدر المطلوب على الأقل في المرحلة الأولى معربا عن اعتقاده بان الشركاء اليابانيين بتجربتهم وبإمكاناتهم وبتصورهم للعلاقات مع إفريقيا سيمكنون شعوبها من تحقيق آمالها وطموحاتها وتطلعاتها.

وقال إنه يتطلع من شركاء تونس الأفارقة واليابان من قمة تيكاد 8 بتونس إلى وضع توصيات لشراكة افريقية يابانية لتعديل البوصلة في إفريقيا ووضع إستراتيجية شاملة تتضمن مقترحات وتدابير للحد من التفاوت بين البلدان وداخلها من خلال توزيع عادل للثروات والمساندة المالية الموجهة للفئات السكانية الضعيفة وضمان مناخ للاستثمار يتماشى مع الأسواق العالمية.

وتابع قائلا:"الأوضاع تغيرت بسرعة جراء جائحة كورونا وما نتج عنها من مآس لكنها أبرزت مرة أخرى أن التعاون الدولي لم يكن بالقدر المطلوب على الأقل في مرحلة أولى حتى أن اللقاحات في الجانب الشمالي من الكرة الأرضية كانت متوفرة أضعاف أضعاف ما وجد في جنوب الكرة الأرضية خاصة في القارة الأفريقية".

وأضاف:"دخلنا في مرحلة جديدة أيضا نتيجة هذه الحروب التي بدأت تظهر بين الحين والحين في عدد من الدول وكأن العولمة التي ظهرت بداية السنوات الـ90 بعد سقوط الاتحاد السوفياتي آنذاك انقلبت على ذاتها وكان البعض يريد العودة إلى الوراء للقرن 19 وإلى فكرة الدولة الأمة وإلى فكر تجاوزه الزمن".

مقاربات جديدة

وذكر سعيد بان تونس دعت منذ الدخول في هذه المرحلة الجديدة في التاريخ إلى خلق توازن جديد، وقال:"العالم لا يمكن أن يستمر على ما كان عليه وإفريقيا خاصة التي تعج بالثروات وبالخيرات لا يمكن أيضا أن تتوفر فيها كل هذه الخيرات وان تشكو شعوبها من الفقر والبؤس وغياب عديد المرافق العمومية..".

واقترح رئيس الجمهورية اعتماد مقاربات جديدة لخلق الثروة والتنمية في إفريقيا، وقال:" نحن اليوم نقارب هذه القضايا مقاربة مختلفة عن المقاربات السابقة التي لم تؤد إلى النتائج المأمولة والى الأحلام الكبرى التي كانت تراودنا اثر الاستقلال.."

وتابع:"نريدها مقاربة إنسانية بالنسبة إلى الإنسانية جمعاء وهناك حقوق تتعلق بالإنسان لا تتعلق بالمواطن، حقوق كرستها عديد المواثيق الدولية العالمية، والعديد من المنظمات ومن بينها الاتحاد الإفريقي.."

ودعا في السياق ذاته إلى "ضرورة العمل في ظل هذه التطورات على استنباط آليات جديدة مختلفة عن الآليات السابقة"، مشيرا إلى أن تحقيق النجاح المنشود لا يمكن أن يتم إلا في ظل أنظمة سياسية مستقرة وفي ظل عدالة اجتماعية مستمرة، "لان القضايا التي عرفتها الدول الإفريقية جاءت نتيجة جملة من الأسباب ليس اقلها التدخلات الخارجية وغياب المؤسسات فضلا عن غياب العدالة الاجتماعية المنشودة..".

دعوة لحل مسألة الديون ودعم التنمية في إفريقيا

ولدى افتتاحه أولى حلقات النقاش رفيعة المستوى في إطار المحور الاقتصادي لندوة "تيكاد8"، أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد على أهمية إيجاد حل لمسألة الديون التي تشكل عبئا على الدول الإفريقية وعلى القطاع العام وتؤثر في نجاعة هذا الأخير وقدرته على دعم بقية القطاعات الاقتصادية أو الاستثمار في شبكات الأمان الاجتماعي لحماية الفئات الأكثر ضعفا.

ودعا سعيد الدول المانحة إلى تنفيذ تعهداتها بشأن استخدام حقوق السحب الخاصة لدعم التنمية المستدامة في أفريقيا، بما من شأنه أن يسهم في رأس مال إضافي وتمويل لمصارف التنمية الإفريقية الإقليمية وكذلك لتقديم قروض ميسرة للبلدان النامية والأقل نموا لمساعدتها على التعافي من تداعيات كوفيد- التي فاقمتها الحرب في أوكرانيا.

كما دعا إلى تبني نهج اقتصادي دولي أكثر قدرة على البناء والصمود إزاء الأزمات تتفوق فيه جودة النمو الاقتصادي على سرعته وإلى وضع مقاييس جديدة ومجموعة أدوات سياسية محدثة لضمان أن يكون النمو المستقبلي شاملا ومستداما ويوفر الفرص للجميع على قدم المساواة.

وقال في هذا الإطار أن جائحة كوفيد-19، أبرزت هشاشة التقدم المحرز خلال السنوات الأخيرة الماضية وكشفت عن مواطن ضعف وخلل في توازانات النظام العالمي الاقتصادي القائم، حيث أدت الجائحة إلى تفاقم الفقر وإلى زيادات هائلة في مستويات الدين العام والخاص وفي نسب التضخم، مما عمّق من فجوة التفاوت الاقتصادي بين الدول وزاد من حدّتها، وفاقم بالتالي من أوجه عدم المساواة داخل الدول في حد ذاتها.

وحث رئيس الجمهورية المشاركين في الجلسة إلى بلورة تصور جماعي وتوصيات تساعد الشراكة الإفريقية اليابانية على تعديل بوصلتها نحو وضع إستراتيجية شاملة تتضمن مقترحات لتدابير عملية للحد من التفاوت فيما بين البلدان وداخلها من خلال دعم الإصلاحات الوطنية والتوزيع العادل للثروات والمساندة المالية الموجهة إلى الفئات السكانية الضعيفة والرعاية الصحية والخدمات الرقمية والبنية التحتية وضمان مناخ للتجارة والاستثمار ملائم لاقتصاديات الأسواق الناشئة وبلداننا النامية.

يذكر أن الوزير الأول الياباني فوميو كيشيدا عبّر في كلمة عن بعد خلال الجلسة الافتتاحية للندوة، عن تحمّسه بالمشاركة في تيكاد 8، وقال إن إفريقيا تزخر بالثروات والديناميكية، معتبرا أنّها شريك هام لليابان التي ترى في نمو أفريقيا نموا لاستثماراتها في هذه القارة .

وأكد الوزير الأول الياباني أن اليابان تركز على الإنسان لتحقيق مجتمع إفريقي مرن ومتين، مشيرا إلى أنه بخلاف تخصيص اليابان خلال تيكاد 7 بكينيا مبلغا تمويليا بقيمة 20 مليار يان ياباني لتمويل القطاع الخاص فإنه تم إقرار 30 مليار دولار إضافي بمناسبة تيكاد 8 بتونس لفترة الثلاث سنوات القادمة لتشجيع نمو الاقتصاد الأخضر في إفريقيا إضافة إلى 4 مليار دولار لفائدة القطاعين العام والخاص وتشجيع الاستثمار والتركيز خاصة على تشجيع المؤسسات الناشئة للشباب الناشط في اليابان وأفريقيا .

رفيق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سعيد خلال الجلسة الافتتاحية لندوة طوكيو الدولية "تيكاد8"..  نتطلع إلى وضع توصيات لشراكة افريقية يابانية لتعديل بوصلة التنمية في إفريقيا

• يجب إيجاد حل لملف الديون ودعم الدول المانحة للتنمية في إفريقيا

• اليوم الكشف عن البيان الختامي للندوة "إعلان تونس"

تونس- الصباح

اتفق الرئيسان التونسي قيس سعيد والرئيس السنغالي ورئيس الاتحاد الإفريقي ماكي سال خلال كلمتهما الافتتاحية لأشغال القمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا على ضرورة النظر في أسباب الفقر والبؤس وعدم نجاح الاتحاد الإفريقي في تغيير أوضاع القارة.

ويشارك في أشغال المنتدى الدولي الإقليمي أكثر من خمسين وفدا رسميا يمثلون جل الدول الإفريقية، فيما تابع الوزير الأول الياباني كيشيدا فيميو الجلسة الافتتاحية للقمة عن بعد لتعذره الحضور..

وينتظر أن يتم اليوم الأحد خلال في ختام أشغال القمة الإعلان عن كلمة تونس والتي شاركت بلادنا في إعدادها مع الجانب الياباني وكل المنظمين.

وخيّم غياب المغرب عن المشاركة في المؤتمر احتجاجا على استقبال تونس لرئيس جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، على الجلسة الافتتاحية، في حين عبّر الرئيس السنغالي ماكي سال عن أسفه الشديد من عدم مشاركة المغرب في أشغال القمة اليابانية الإفريقية، معربا عن أمله في إيجاد حل قريب ودائم لهذا الخلاف التاريخي بين المغرب والجزائر حول الصحراء الغربية، و"ذلك لمصلحة الجميع ومصلحة عمل المنظمة".

فيما ركز رئيس الجمهورية قيس سعيد أمس في كلمته الافتتاحية للدورة 8 لندوة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا بقصر المؤتمرات بالعاصمة، على ضرورة النهوض بالتنمية في إفريقيا والعمل على استقطاب الاستثمار وتحقيق الرقي والرفاه للشعوب الإفريقية..

ودعا سعيد إلى ضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية لانتشار ظاهرة البؤس والفقر وغياب التنمية في البلدان الإفريقية، وشدد على ضرورة البحث في السبل التي تمكن القارة الإفريقية من تحقيق أحلامها، لافتا إلى أن الثروات في إفريقيا عديدة لكن مظاهر الفقر والبؤس موجودة ومتفاقمة..

وقال:"دخلنا في مرحلة جديدة في التاريخ مختلفة عن المراحل السابقة وكأن القرن 21 بدأ سنة 2022". وأكد أن إفريقيا عاشت الكثير من المآسي طيلة سنوات نتيجة عدم الاستقرار.

وتعهد سعيّد بالعمل على إيجاد الحلول القانونية والظروف الملائمة لتشجيع الاستثمار، التي تسمح للمستثمرين أن "يستثمروا وهم آمنون على ثرواتهم واستثماراتهم". مؤكدا العزم على إيجاد الحلول المرضية والظروف المناسبة للاستثمار في ظرف يسمح للمستثمرين أن يستثمروا وهم آمنون على ثرواتهم واستثماراتهم.

تنويه بالتجربة اليابانية

ونوه رئيس الجمهورية بالتجربة اليابانية في مجال التنمية وخلق الثروة، مشيرا إلى أن عقد هذا المؤتمر مع اليابان ليس من قبيل الصدفة، خاصة أنها دولة حققت الكثير في وقت وجيز. وقال في هذا الشأن:"ونحن أيضا علينا أن نتحدى الزمن".

وأبرز سعيد إن تونس تلتقي مع شريك نجح في تحقيق زواج تاريخي بين الاحتفاظ بقيمة وثقافته وفي نفس الوقت اختصر الوقت بسرعة في التاريخ. وأكد على ضرورة بناء مجتمعات عادلة في القارة السمراء.

وأكد سعيد على أن جائحة كورونا أبرزت أن التعاون الدولي لم يكن بالقدر المطلوب على الأقل في المرحلة الأولى معربا عن اعتقاده بان الشركاء اليابانيين بتجربتهم وبإمكاناتهم وبتصورهم للعلاقات مع إفريقيا سيمكنون شعوبها من تحقيق آمالها وطموحاتها وتطلعاتها.

وقال إنه يتطلع من شركاء تونس الأفارقة واليابان من قمة تيكاد 8 بتونس إلى وضع توصيات لشراكة افريقية يابانية لتعديل البوصلة في إفريقيا ووضع إستراتيجية شاملة تتضمن مقترحات وتدابير للحد من التفاوت بين البلدان وداخلها من خلال توزيع عادل للثروات والمساندة المالية الموجهة للفئات السكانية الضعيفة وضمان مناخ للاستثمار يتماشى مع الأسواق العالمية.

وتابع قائلا:"الأوضاع تغيرت بسرعة جراء جائحة كورونا وما نتج عنها من مآس لكنها أبرزت مرة أخرى أن التعاون الدولي لم يكن بالقدر المطلوب على الأقل في مرحلة أولى حتى أن اللقاحات في الجانب الشمالي من الكرة الأرضية كانت متوفرة أضعاف أضعاف ما وجد في جنوب الكرة الأرضية خاصة في القارة الأفريقية".

وأضاف:"دخلنا في مرحلة جديدة أيضا نتيجة هذه الحروب التي بدأت تظهر بين الحين والحين في عدد من الدول وكأن العولمة التي ظهرت بداية السنوات الـ90 بعد سقوط الاتحاد السوفياتي آنذاك انقلبت على ذاتها وكان البعض يريد العودة إلى الوراء للقرن 19 وإلى فكرة الدولة الأمة وإلى فكر تجاوزه الزمن".

مقاربات جديدة

وذكر سعيد بان تونس دعت منذ الدخول في هذه المرحلة الجديدة في التاريخ إلى خلق توازن جديد، وقال:"العالم لا يمكن أن يستمر على ما كان عليه وإفريقيا خاصة التي تعج بالثروات وبالخيرات لا يمكن أيضا أن تتوفر فيها كل هذه الخيرات وان تشكو شعوبها من الفقر والبؤس وغياب عديد المرافق العمومية..".

واقترح رئيس الجمهورية اعتماد مقاربات جديدة لخلق الثروة والتنمية في إفريقيا، وقال:" نحن اليوم نقارب هذه القضايا مقاربة مختلفة عن المقاربات السابقة التي لم تؤد إلى النتائج المأمولة والى الأحلام الكبرى التي كانت تراودنا اثر الاستقلال.."

وتابع:"نريدها مقاربة إنسانية بالنسبة إلى الإنسانية جمعاء وهناك حقوق تتعلق بالإنسان لا تتعلق بالمواطن، حقوق كرستها عديد المواثيق الدولية العالمية، والعديد من المنظمات ومن بينها الاتحاد الإفريقي.."

ودعا في السياق ذاته إلى "ضرورة العمل في ظل هذه التطورات على استنباط آليات جديدة مختلفة عن الآليات السابقة"، مشيرا إلى أن تحقيق النجاح المنشود لا يمكن أن يتم إلا في ظل أنظمة سياسية مستقرة وفي ظل عدالة اجتماعية مستمرة، "لان القضايا التي عرفتها الدول الإفريقية جاءت نتيجة جملة من الأسباب ليس اقلها التدخلات الخارجية وغياب المؤسسات فضلا عن غياب العدالة الاجتماعية المنشودة..".

دعوة لحل مسألة الديون ودعم التنمية في إفريقيا

ولدى افتتاحه أولى حلقات النقاش رفيعة المستوى في إطار المحور الاقتصادي لندوة "تيكاد8"، أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد على أهمية إيجاد حل لمسألة الديون التي تشكل عبئا على الدول الإفريقية وعلى القطاع العام وتؤثر في نجاعة هذا الأخير وقدرته على دعم بقية القطاعات الاقتصادية أو الاستثمار في شبكات الأمان الاجتماعي لحماية الفئات الأكثر ضعفا.

ودعا سعيد الدول المانحة إلى تنفيذ تعهداتها بشأن استخدام حقوق السحب الخاصة لدعم التنمية المستدامة في أفريقيا، بما من شأنه أن يسهم في رأس مال إضافي وتمويل لمصارف التنمية الإفريقية الإقليمية وكذلك لتقديم قروض ميسرة للبلدان النامية والأقل نموا لمساعدتها على التعافي من تداعيات كوفيد- التي فاقمتها الحرب في أوكرانيا.

كما دعا إلى تبني نهج اقتصادي دولي أكثر قدرة على البناء والصمود إزاء الأزمات تتفوق فيه جودة النمو الاقتصادي على سرعته وإلى وضع مقاييس جديدة ومجموعة أدوات سياسية محدثة لضمان أن يكون النمو المستقبلي شاملا ومستداما ويوفر الفرص للجميع على قدم المساواة.

وقال في هذا الإطار أن جائحة كوفيد-19، أبرزت هشاشة التقدم المحرز خلال السنوات الأخيرة الماضية وكشفت عن مواطن ضعف وخلل في توازانات النظام العالمي الاقتصادي القائم، حيث أدت الجائحة إلى تفاقم الفقر وإلى زيادات هائلة في مستويات الدين العام والخاص وفي نسب التضخم، مما عمّق من فجوة التفاوت الاقتصادي بين الدول وزاد من حدّتها، وفاقم بالتالي من أوجه عدم المساواة داخل الدول في حد ذاتها.

وحث رئيس الجمهورية المشاركين في الجلسة إلى بلورة تصور جماعي وتوصيات تساعد الشراكة الإفريقية اليابانية على تعديل بوصلتها نحو وضع إستراتيجية شاملة تتضمن مقترحات لتدابير عملية للحد من التفاوت فيما بين البلدان وداخلها من خلال دعم الإصلاحات الوطنية والتوزيع العادل للثروات والمساندة المالية الموجهة إلى الفئات السكانية الضعيفة والرعاية الصحية والخدمات الرقمية والبنية التحتية وضمان مناخ للتجارة والاستثمار ملائم لاقتصاديات الأسواق الناشئة وبلداننا النامية.

يذكر أن الوزير الأول الياباني فوميو كيشيدا عبّر في كلمة عن بعد خلال الجلسة الافتتاحية للندوة، عن تحمّسه بالمشاركة في تيكاد 8، وقال إن إفريقيا تزخر بالثروات والديناميكية، معتبرا أنّها شريك هام لليابان التي ترى في نمو أفريقيا نموا لاستثماراتها في هذه القارة .

وأكد الوزير الأول الياباني أن اليابان تركز على الإنسان لتحقيق مجتمع إفريقي مرن ومتين، مشيرا إلى أنه بخلاف تخصيص اليابان خلال تيكاد 7 بكينيا مبلغا تمويليا بقيمة 20 مليار يان ياباني لتمويل القطاع الخاص فإنه تم إقرار 30 مليار دولار إضافي بمناسبة تيكاد 8 بتونس لفترة الثلاث سنوات القادمة لتشجيع نمو الاقتصاد الأخضر في إفريقيا إضافة إلى 4 مليار دولار لفائدة القطاعين العام والخاص وتشجيع الاستثمار والتركيز خاصة على تشجيع المؤسسات الناشئة للشباب الناشط في اليابان وأفريقيا .

رفيق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews