إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد أخطاء اللغة الفرنسية في الكتاب المدرسي.. هل من إرادة لتفعيل قاطرة الإصلاح؟

تونس-الصباح

جدل كبير أثارته الأخطاء التي تضمّنها الكتاب المدرسي الجديد للّغة الفرنسية للسنة الثالثة من المرحلة الابتدائية على اعتبار أن هذه الأخطاء أزاحت الستار عن الواقع "المنكوب" للمنظومة التربوية وما تحتاجه سريعا من إصلاحات جوهرية وعميقة لا سيما وأن وزير التربية فتحي السلاوتي اقر مؤخرا في معرض تصريحاته الإعلامية بان الوضع التربوي سوداوي كما انه بان بالكاشف أن البرامج التربوية قد تجاوزها الزمن، وإنه لا بد من تطويرها وإعادة النظر في المقاربات البيداغوجية.

في هذا الاتجاه أكدت وزارة التربية أنه سيتم فتح تحقيق في الأخطاء التي تضمنها الكتاب المدرسي الجديد للّغة الفرنسيّة للسنة الثالثة من المرحلة الابتدائية والذي تمّ تأليفه من قبل مؤلّفين تونسيّين، وذلك لتحديد المسؤوليّات واتّخاذ الإجراءات المستوجبة..

وأوضحت الوزارة في بلاغ لها أول أمس أن الكتاب المذكور قد تضمّن جملة من الأخطاء سيصدر في شأنها تصحيح يُوجّه إلى المؤسّسات التربويّة، كما ستصدر في الإبّان نسخة رقميّة مصحّحة من هذا الكتاب المدرسيّ.

هذه الحادثة جعلت المهتمين بالشأن التربوي يطلقون صيحة فزع داعين الى تفعيل قاطرة الإصلاح التربوي الذي تأخّر أكثر من اللّزوم معتبرين أن التراجع الحاصل في أداء المنظومة التربوية مرده أسباب عديدة على غرار عدم تأطير وتكوين الإطار التربوي بالشكل المطلوب لا سيما على مستوى اللغات الأمر الذي يفسر الضعف الفادح في اللغات للسواد الأعظم من التلاميذ. وفي هذا الخصوص يشير المربي حسين العلوي في تصريح أمس لـ"الصباح" أنه حان الوقت لإعطاء صافرة انطلاق قطار الإصلاح التربوي على أن يكون الإصلاح التربوي شاملا ويتضمن مقترحات جدية من شانها أن تنهض فعليا بواقع المنظومة التربوية التي اهترأت على مدار العشر سنوات الأخيرة.

وفي نفس الإطار وبالعودة الى الأخطاء الواردة في كتاب اللغة الفرنسية فقد دعا كثير من المهتمين بالشأن التربوي سلطة الإشراف الى ضرورة العناية بمسالة اللغات معتبرين أن بعض الإطارات التربوية غير متمكنة وللأسف من اللغة التي تدرسها داعين الوزارة إلى تكثيف آليات التكوين بالنسبة للإطارات التربوية التي تدرس لغات..

من جهة أخرى تجدر الإشارة الى أن وزير التربية فتحي السلاوتي قد اعتبر مؤخرا في تصريح إعلامي لإذاعة "جوهرة أف أم" على هامش ندوة المندوبين الجهويين للتربية بالحمامات، بأنه "بان بالكاشف أن البرامج التربوية قد تجاوزها الزمن"، وإنه "لا بد من تطويرها وإعادة النظر في المقاربات البيداغوجية".

وأوضح السلاوتي أن امتحانات "النوفيام" و"السيزيام" كشفت عن وجود ضعف كبير على مستوى تملّك اللغات والمواد الأساسية بالنسبة لعدد كبير من التلاميذ وهو ما يتطلب مجهودا إضافيا على مستوى تكوين المُكوّنين.

وفيما يتعلق بتعزيز الموارد البشرية وسد الشغورات، أفاد الوزير بأنه سيتم قريبا الإعلان عن خطة وطنية تتعلق بالانتدابات وتحسين استغلال الموارد البشرية المتاحة كما اقر السلاوتي في الإطار نفسه بأن الوضع التربوي "سوداوي" وبأنه لا بد من الاعتراف بأن منظومتنا التربوية في حالة احتضار ولا بد من إنقاذها متعرضا الى جملة من الإشكاليات على غرار البنية التحتية والنقص الحاصل على مستوى الموارد البشرية، مضيفا أن عملية الإصلاح تتطلب عملا تشاركيا.

 كما أوضح الوزير من جانب آخر أن النتائج المدرسية لتلاميذ السنوات النهائية، بيّنت أن عددا من التلاميذ لا يستجيب مستواهم للحد الأدنى من حيث تملّك اللغات.

وتابع أيضا أن "مناظرة "السيزيام" شارك فيها 25% فقط من التلاميذ، 43.6% منهم لم يتحصلوا على المعدل.

في هذا الخضم وأمام تصريحات وزير التربية السالفة الذكر يظل السؤال التالي يطرح بإلحاح: ما الذي يعوق انطلاق قطار الإصلاح التربوي؟

منال حرزي

 

بعد أخطاء اللغة الفرنسية في الكتاب المدرسي.. هل من إرادة لتفعيل قاطرة الإصلاح؟

تونس-الصباح

جدل كبير أثارته الأخطاء التي تضمّنها الكتاب المدرسي الجديد للّغة الفرنسية للسنة الثالثة من المرحلة الابتدائية على اعتبار أن هذه الأخطاء أزاحت الستار عن الواقع "المنكوب" للمنظومة التربوية وما تحتاجه سريعا من إصلاحات جوهرية وعميقة لا سيما وأن وزير التربية فتحي السلاوتي اقر مؤخرا في معرض تصريحاته الإعلامية بان الوضع التربوي سوداوي كما انه بان بالكاشف أن البرامج التربوية قد تجاوزها الزمن، وإنه لا بد من تطويرها وإعادة النظر في المقاربات البيداغوجية.

في هذا الاتجاه أكدت وزارة التربية أنه سيتم فتح تحقيق في الأخطاء التي تضمنها الكتاب المدرسي الجديد للّغة الفرنسيّة للسنة الثالثة من المرحلة الابتدائية والذي تمّ تأليفه من قبل مؤلّفين تونسيّين، وذلك لتحديد المسؤوليّات واتّخاذ الإجراءات المستوجبة..

وأوضحت الوزارة في بلاغ لها أول أمس أن الكتاب المذكور قد تضمّن جملة من الأخطاء سيصدر في شأنها تصحيح يُوجّه إلى المؤسّسات التربويّة، كما ستصدر في الإبّان نسخة رقميّة مصحّحة من هذا الكتاب المدرسيّ.

هذه الحادثة جعلت المهتمين بالشأن التربوي يطلقون صيحة فزع داعين الى تفعيل قاطرة الإصلاح التربوي الذي تأخّر أكثر من اللّزوم معتبرين أن التراجع الحاصل في أداء المنظومة التربوية مرده أسباب عديدة على غرار عدم تأطير وتكوين الإطار التربوي بالشكل المطلوب لا سيما على مستوى اللغات الأمر الذي يفسر الضعف الفادح في اللغات للسواد الأعظم من التلاميذ. وفي هذا الخصوص يشير المربي حسين العلوي في تصريح أمس لـ"الصباح" أنه حان الوقت لإعطاء صافرة انطلاق قطار الإصلاح التربوي على أن يكون الإصلاح التربوي شاملا ويتضمن مقترحات جدية من شانها أن تنهض فعليا بواقع المنظومة التربوية التي اهترأت على مدار العشر سنوات الأخيرة.

وفي نفس الإطار وبالعودة الى الأخطاء الواردة في كتاب اللغة الفرنسية فقد دعا كثير من المهتمين بالشأن التربوي سلطة الإشراف الى ضرورة العناية بمسالة اللغات معتبرين أن بعض الإطارات التربوية غير متمكنة وللأسف من اللغة التي تدرسها داعين الوزارة إلى تكثيف آليات التكوين بالنسبة للإطارات التربوية التي تدرس لغات..

من جهة أخرى تجدر الإشارة الى أن وزير التربية فتحي السلاوتي قد اعتبر مؤخرا في تصريح إعلامي لإذاعة "جوهرة أف أم" على هامش ندوة المندوبين الجهويين للتربية بالحمامات، بأنه "بان بالكاشف أن البرامج التربوية قد تجاوزها الزمن"، وإنه "لا بد من تطويرها وإعادة النظر في المقاربات البيداغوجية".

وأوضح السلاوتي أن امتحانات "النوفيام" و"السيزيام" كشفت عن وجود ضعف كبير على مستوى تملّك اللغات والمواد الأساسية بالنسبة لعدد كبير من التلاميذ وهو ما يتطلب مجهودا إضافيا على مستوى تكوين المُكوّنين.

وفيما يتعلق بتعزيز الموارد البشرية وسد الشغورات، أفاد الوزير بأنه سيتم قريبا الإعلان عن خطة وطنية تتعلق بالانتدابات وتحسين استغلال الموارد البشرية المتاحة كما اقر السلاوتي في الإطار نفسه بأن الوضع التربوي "سوداوي" وبأنه لا بد من الاعتراف بأن منظومتنا التربوية في حالة احتضار ولا بد من إنقاذها متعرضا الى جملة من الإشكاليات على غرار البنية التحتية والنقص الحاصل على مستوى الموارد البشرية، مضيفا أن عملية الإصلاح تتطلب عملا تشاركيا.

 كما أوضح الوزير من جانب آخر أن النتائج المدرسية لتلاميذ السنوات النهائية، بيّنت أن عددا من التلاميذ لا يستجيب مستواهم للحد الأدنى من حيث تملّك اللغات.

وتابع أيضا أن "مناظرة "السيزيام" شارك فيها 25% فقط من التلاميذ، 43.6% منهم لم يتحصلوا على المعدل.

في هذا الخضم وأمام تصريحات وزير التربية السالفة الذكر يظل السؤال التالي يطرح بإلحاح: ما الذي يعوق انطلاق قطار الإصلاح التربوي؟

منال حرزي

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews