إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

منتدى الصباح: خفايا زيارة الرئيس الأمريكي جوبايدين إلى فلسطين

 

 

محمد بدران

 

توجه الرئيس الأمريكي "جوبيادين" من ضمن زيارته لمنطقة الشرق الأوسط لزيارة الضفة الغربية من فلسطين بتاريخ 15/07/2022 بعد زيارته الكيان الصهيوني الذي أعرب عن تعزيز العلاقة معه ودعمه عسكريا وماديا وسياسيا وضمان أمنه وسلامته، فقد استقبل من قبل القيادة الفلسطينية وجرى اجتماع قمة بين القيادتين الفلسطينية والأمريكية في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة "بيت لحم"، اعقبه مؤتمر صحفي وليس بيان مشترك كبيان القدس الذي جرى مع الجانب الاسرائيلي الذي ركز على ضمان وحماية وامن (اسرائيل) وهذا دليل على عدم جدية أمريكيا بأي التزام بحقوق الشعب الفلسطيني وحل قضيته حلا عادلا استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية. وقد أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس من خلال كلمته في المؤتمر الصحفي تطلعات الشعب الفلسطيني لنيل حريته وانهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وأكد على الثوابت الوطنية الفلسطينية، وأن السلام يبدأ من فلسطين والقدس، وذلك استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات المبرمة مع (اسرائيل) والمبادرة العربية والتي يجب تنفيذها وتطبيقها، والعمل لوقف التمييز العنصري وايقاف الاجراءات الأحادية من جانب (اسرائيل) والقتل، وهدم البيوت وتشريد السكان والاعتقالات ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، لقد آن الأوان أن تنتهي نكبة فلسطين التي مضى عليها 74 عاما، وأن الفرصة مهيئة الآن لإقامة الدولة الفلسطينية إذا حزم المجتمع الدولي امره وألزم الكيان الصهيوني بإنهاء الاحتلال وتنفيذ القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وأن لا يبقى فوق القانون الدولي ودون مساءلة ومحاسبة على جرائمه وما أكثرها، وقد تحدث الرئيس الأمريكي "بايدن" عن القضية الفلسطينية من وجهة نظر إنسانية وليس من ضمن منطق سياسي والحزم لانهاء الاحتلال، وأعرب عن تقديم مليون دولارا لمساعدة ستة مؤسسات صحية في القدس، ومائتي مليون دولا لدعم وكالة الامم المتحدة لتشغيل وإعانة اللاجئين الفلسطينيين، وقال: "إن الموقف الأمريكي لم يتغير من مسألة حل القضية الفلسطينية والحل الأمثل للشعبين إقامة الدولتين على حدود عام 1967 ويجب أن يعيش الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة، وإن كان اقامة الدولة الفلسطينية بعيدة المنال الآن نظرا للظروف الدولية المعقدة، ولكن سنعمل مع السلطة الفلسطينية خطوة بخطوة ولا نيأس لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ما قاله الرئيس الأمريكي كلام جميل ورائع، لكن السؤال: لقد مضى على اتفاقية أوسلو التي أصبحت جثة هامدة والحوارات واللقاءات التي أشرف على معظمها القادة الأمريكيون نحو ثلاثين عاما، ولم ينل الشعب الفلسطيني جزءا من حقوقه بل أخذ منه الكثير، فأين كانت الإدارة الأمريكية وقيادتها التي يدعي الرئيس الأمريكي أن أمريكيا مع حقوق الشعب الفلسطيني؟

فإذا كانت أمريكيا صادقة وجادة على موقفها فلتعمل على اجبار (اسرائيل) العودة إلى المفاوضات التي ستفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتنفيذ القرارات الدولية، وان لا تبقى فوق القانون الدولي، ووضع برنامج عمل زمني محدد وآلية للتنفيذ لانهاء الاحتلال وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي لا يمكن أن يتجاوز حدود موقف الادارة الأمريكية التي يحكمها اللوبي الصهيوني العالمي، كما أنه لا يختلف عن اسلافه القادة الأمريكيين لمواقفهم الداعمة لاسرائيل بدون حدود وللأسف الشديد بدلا من أن تضغط الإدارة الأمريكية على الكيان الصهيوني لانهاء الاحتلال، تقوم بالضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية بقبول حل لصالح (اسرائيل) وقد أعلن الرئيس "بايدن" أنه يريد دمج الدول العربية مع الشراكة الاسرائيلية، وتوسيع إطار التطبيع معها بكل مقوماته. إن هذه الزيارة لم تقدم شيئا ملموسا ولا رؤية واضحة لحل القضية الفلسطينية وقد تحدث الرئيس بايدن بكل وضوح عن ضمان أمن وسلامة (اسرائيل) ولم يتحدث عن أمن وسلامة وحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال، كما أشار إلى مواجهة التخصيب النووي الايراني وان اضطر إلى استعمال القوة، وأنه اثناء زيارته للسعودية سيطرح في المباحثات إقامة تحالف اقليمي يضم اسرائيل وعدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وأكد على توسيع التطبيع مع هذا الكيان.

إن هذه الزيارة لم تمر بدون التنديد بموقف الإدارة الأمركية وتحيزها لصالح العدو الصهيوني، وقد أكدت الجماهيري الفلسطينية ومظاهراتها الصاخبة في الأراضي المحتلة والشتات أنها ضد الاملاءات الأمريكية لفرضها على الشعب الفلسطيني وقد دعت كل القوة الوطنية الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني رصّ الصفوف وتجسيد الوحدة الوطنية لمواجهة هذه التحديات وتفعيل المقاومة بكل اشكالها لانهاء الاحتلال بكل مرتكزاته وتحرير الارض وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس مهما غلت التضحيات واستحقت من دماء...

 

 

 

منتدى الصباح: خفايا زيارة الرئيس الأمريكي جوبايدين إلى فلسطين

 

 

محمد بدران

 

توجه الرئيس الأمريكي "جوبيادين" من ضمن زيارته لمنطقة الشرق الأوسط لزيارة الضفة الغربية من فلسطين بتاريخ 15/07/2022 بعد زيارته الكيان الصهيوني الذي أعرب عن تعزيز العلاقة معه ودعمه عسكريا وماديا وسياسيا وضمان أمنه وسلامته، فقد استقبل من قبل القيادة الفلسطينية وجرى اجتماع قمة بين القيادتين الفلسطينية والأمريكية في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة "بيت لحم"، اعقبه مؤتمر صحفي وليس بيان مشترك كبيان القدس الذي جرى مع الجانب الاسرائيلي الذي ركز على ضمان وحماية وامن (اسرائيل) وهذا دليل على عدم جدية أمريكيا بأي التزام بحقوق الشعب الفلسطيني وحل قضيته حلا عادلا استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية. وقد أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس من خلال كلمته في المؤتمر الصحفي تطلعات الشعب الفلسطيني لنيل حريته وانهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وأكد على الثوابت الوطنية الفلسطينية، وأن السلام يبدأ من فلسطين والقدس، وذلك استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات المبرمة مع (اسرائيل) والمبادرة العربية والتي يجب تنفيذها وتطبيقها، والعمل لوقف التمييز العنصري وايقاف الاجراءات الأحادية من جانب (اسرائيل) والقتل، وهدم البيوت وتشريد السكان والاعتقالات ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، لقد آن الأوان أن تنتهي نكبة فلسطين التي مضى عليها 74 عاما، وأن الفرصة مهيئة الآن لإقامة الدولة الفلسطينية إذا حزم المجتمع الدولي امره وألزم الكيان الصهيوني بإنهاء الاحتلال وتنفيذ القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وأن لا يبقى فوق القانون الدولي ودون مساءلة ومحاسبة على جرائمه وما أكثرها، وقد تحدث الرئيس الأمريكي "بايدن" عن القضية الفلسطينية من وجهة نظر إنسانية وليس من ضمن منطق سياسي والحزم لانهاء الاحتلال، وأعرب عن تقديم مليون دولارا لمساعدة ستة مؤسسات صحية في القدس، ومائتي مليون دولا لدعم وكالة الامم المتحدة لتشغيل وإعانة اللاجئين الفلسطينيين، وقال: "إن الموقف الأمريكي لم يتغير من مسألة حل القضية الفلسطينية والحل الأمثل للشعبين إقامة الدولتين على حدود عام 1967 ويجب أن يعيش الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة، وإن كان اقامة الدولة الفلسطينية بعيدة المنال الآن نظرا للظروف الدولية المعقدة، ولكن سنعمل مع السلطة الفلسطينية خطوة بخطوة ولا نيأس لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ما قاله الرئيس الأمريكي كلام جميل ورائع، لكن السؤال: لقد مضى على اتفاقية أوسلو التي أصبحت جثة هامدة والحوارات واللقاءات التي أشرف على معظمها القادة الأمريكيون نحو ثلاثين عاما، ولم ينل الشعب الفلسطيني جزءا من حقوقه بل أخذ منه الكثير، فأين كانت الإدارة الأمريكية وقيادتها التي يدعي الرئيس الأمريكي أن أمريكيا مع حقوق الشعب الفلسطيني؟

فإذا كانت أمريكيا صادقة وجادة على موقفها فلتعمل على اجبار (اسرائيل) العودة إلى المفاوضات التي ستفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتنفيذ القرارات الدولية، وان لا تبقى فوق القانون الدولي، ووضع برنامج عمل زمني محدد وآلية للتنفيذ لانهاء الاحتلال وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي لا يمكن أن يتجاوز حدود موقف الادارة الأمريكية التي يحكمها اللوبي الصهيوني العالمي، كما أنه لا يختلف عن اسلافه القادة الأمريكيين لمواقفهم الداعمة لاسرائيل بدون حدود وللأسف الشديد بدلا من أن تضغط الإدارة الأمريكية على الكيان الصهيوني لانهاء الاحتلال، تقوم بالضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية بقبول حل لصالح (اسرائيل) وقد أعلن الرئيس "بايدن" أنه يريد دمج الدول العربية مع الشراكة الاسرائيلية، وتوسيع إطار التطبيع معها بكل مقوماته. إن هذه الزيارة لم تقدم شيئا ملموسا ولا رؤية واضحة لحل القضية الفلسطينية وقد تحدث الرئيس بايدن بكل وضوح عن ضمان أمن وسلامة (اسرائيل) ولم يتحدث عن أمن وسلامة وحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال، كما أشار إلى مواجهة التخصيب النووي الايراني وان اضطر إلى استعمال القوة، وأنه اثناء زيارته للسعودية سيطرح في المباحثات إقامة تحالف اقليمي يضم اسرائيل وعدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وأكد على توسيع التطبيع مع هذا الكيان.

إن هذه الزيارة لم تمر بدون التنديد بموقف الإدارة الأمركية وتحيزها لصالح العدو الصهيوني، وقد أكدت الجماهيري الفلسطينية ومظاهراتها الصاخبة في الأراضي المحتلة والشتات أنها ضد الاملاءات الأمريكية لفرضها على الشعب الفلسطيني وقد دعت كل القوة الوطنية الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني رصّ الصفوف وتجسيد الوحدة الوطنية لمواجهة هذه التحديات وتفعيل المقاومة بكل اشكالها لانهاء الاحتلال بكل مرتكزاته وتحرير الارض وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس مهما غلت التضحيات واستحقت من دماء...

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews