من قمة مجموعة السبع التي اختتمت أشغالها في قلعة إلماو بمقاطعة بافاريا بجنوب ألمانيا إلى قمة الحلف الأطلسي بالعاصمة الاسبانية مدريد التي تفتتح اليوم يبقى العنوان الأبرز الذي يشغل كبار قادة العالم ويؤرق زعماء الأطلسي مرتبطا بتطورات الحرب في أوكرانيا التي دخلت نهاية الأسبوع شهرها الخامس على التوالي دون مؤشرات حول قرب نهايتها.. قمة مختلفة عن سابقاتها ولا يمكن للدول المضيفة اسبانيا أن تأمل معها إلى تحويل أنظار شركائها الأوروبيين ولا كذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ملفات حارقة تتطلع لفرضها على أجندا القمة ومنها الهجرة غير الشرعية ولا كذلك إلى ما تعتبره خطرا على حدودها الجنوبية أو إلى تواجد الجماعات الإرهابية المسلحة وامتدادها في دول الساحل والصحراء فالحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا وأزمة الطاقة والعقوبات المفروضة على روسيا وتداعياتها على الاقتصاديات الأوروبية والتضخم والمخاوف من نقص الحبوب كلها مصدر أرق للجميع.. والمخاوف لا تتوقف عند هذا الحد والحرب على أوكرانيا دفعت دول مثل فنلندا والسويد إلى استباق المخاطر وطلب الانضمام إلى الأطلسي معتقدة أن في ذلك ما سيمنحها الحصانة ويمنع اعتداء روسيا عليها أو محاولة ضمها بالقوة ..
- ناتو عربي في الأفق ..
وفي انتظار ما ستؤول إليه قمة مدريد التي تستمر على مدى ثلاثة أيام بدأ الحديث أيضا عن "ناتو عربي" يتكرر وليس من الواضح أن كان الأمر مرتبط بجولة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف الشهر القادم إلى الشرق الأوسط وإلى القمة الأمريكية الخليجية التي سيشارك فيها الرئيس الأمريكي.. الأكيد أن قمة الحلف الأطلسي في مدريد تتزامن مع عديد الأحداث واللقاءات المتسارعة والجولات المكوكية وعودة الود المنقطع بين السعودية وتركيا وبين تركيا ومصر وبين قطر ومصر والاستعداد لقمة في البحرين تجمع الدول التي وقعت اتفاقية ابراهام بين أربع دول عربية وإسرائيل زمن الرئيس ترامب.. وما إذا سيكون ذلك تمهيدا للناتو العربي الذي بات يفرض نفسه.. الحديث عن ناتو عربي بدا مع تصريحات الملك الأردني عبد الله الذي قال "إنه يجرى تشكيل جبهة من مجموعات عربية هدفها حماية المنطقة، حيث كشف أن زيارته إلى مصر وزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تهدف لبحث مساعدة بعضنا البعض"...والأرجح أن الخطر يتعلق بالنفوذ الإيراني والتهديدات الإيرانية السابقة ..
العاهل الأردني أضاف أن بلاده ستكون من أوائل الدول التي تدعم تشكيل "ناتو" خاص بالشرق الأوسط، باعتبار أن "أزمة أوكرانيا تسببت بتراجع دور روسيا في سوريا، وتراجع دور روسيا في سوريا جعلنا نواجه مشاكل مع الميليشيات الشيعية التي زادت من عمليات تهريب السلاح، وعودة تنظيم داعش للظهور"... كل السيناريوهات تبقى قائمة والأرجح أن لإسرائيل دور في هذا الحلف ..
-قمة مدريد حسابات مؤجلة
قمة مدريد تبقى في نظر البعض أنها تاريخية فيما يعتبر البعض الآخر أنها ستكون قمة المواجهة فيما يظل الإجماع القائم بين الملاحظين على أنها الأخطر منذ تأسيس الحلف في 1949 ليكون صدا في وجه الخطر السوفياتي السابق والذي يعود اليوم مختزلا في روسيا بوتين وطموحاته في إحياء أمجاد الماضي، كل ذلك بالنظر إلى الظروف والملابسات الأمنية التي تعقد فيها مع تعقيدات الحرب في أوكرانيا التي غيرت أولويات الحلف ودفعته إلى البحث تصور استراتيجي جديد ووضع أول خارطة طريق منذ 2010.
في المقابل سيكون من الطبيعي أن يتراجع الاهتمام وتغيب القضايا والملفات التي استأثرت باهتمام الحلف الأطلسي على مدى العقدين الماضي فلا الحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة ولا طالبان أفغانستان ولا الهجرة غير الشرعية والتحديات المناخية ولا كل التهديدات والمخاطر التقليدية ستكون ضمن أولى الأولويات التي تنحصر في قمة مدريد حول العدو القديم الجديد كما زمن الحرب الباردة ويتحول الخطر الأكبر الذي يهدد الغرب مرتبطا بما ستؤول إليه الحرب مع روسيا بوتين وحليفها الصيني وتداعيات معركة الطاقة ومعها معركة القمح وإعادة رسم النظام العالمي الجديد على وقع الحرب المستمرة في أوكرانيا ...
طبعا سيكون لبقية التحديات الأمنية من آسيا إلى إفريقيا وأوروبا وأمريكا جزء من الاهتمام وسيكون لها عناوين فرعية في البيان الختامي للناتو مساء الغد عندما تختتم أشغال القمة التي من المتوقع ان يكون الرئيس الأوكراني مجددا ضيفا فيها على دول الحلف ليكرر دعوته عبر الفيديو كونفرنس لتعزيز قدرات بلاده الدفاعية في وجه القوات الروسية ...
- لا للحرب لا للناتو ..
وكما في مختلف قمم الأطلسي السابقة سيكون افتتاح قمة مدريد اليوم على وقع المظاهرات الاحتجاجية التي سبقت وصول ضيوف العاصمة الاسبانية التي تحولت إلى ثكنة عسكرية لتأمين قيادات الحلف الأطلسي وآلاف المتوافدين عليها من سياسيين وأمنيين وإعلاميين، وكشفت الحكومة الاسبانية أنها خصصت خمسين مليون يورو لتنظيم القمة قد خرج صباح أمس الآلاف للاحتجاج ضد وجود الحلف الأطلسي والمطالبة بإيقاف الحرب وإحلال السلام وبإخراج القواعد الأمريكية من اسبانيا و توفير التمويلات لبناء المدارس والمستشفيات ...
ويمكن ألقول أن نتائج أشغال وزراء دفاع الحلف الأطلسي حملت مبكرا العناوين الكبرى للبيان الختامي المتوقع لقمة مدريد حيث كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أكد "وضع الأساس" لمناقشات وقرارات مهمة ستُتخذ في قمة الحلف بمدريد، في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام للحلف الأطلسي للصحفيين "أن قمة مدريد ستكون حدثاً تغييرياً في وقت محوري لأمننا"... واعتبر وزراء دفاع الأطلسي أن الحرب في أوكرانيا عملية ارتداد على النظام الدولي القائم الذي تم تصميمه على قواعد وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية لحل القضايا سلمياً، وفق سيادة القانون...
وأن حرب روسيا على أوكرانيا تشكّل تحدّياً مباشراً لهذا النظام، ويجب على الناتو التكيف والرد. وهو ما يعزز القناعة بان الحلف يتجه إلى إستراتيجية تعتمد سياسة الردع ومواصلة تضييق الخناق على روسيا بالعقوبات الاقتصادية والعزل مقابل تعزيز قدرات أوكرانيا بالسلاح وهي توجهات لا يبدو أنها حتى الآن تدفع إلى كسب الحلف هذه الحرب كما يريد في ظل وجود انقسامات داخل أعضائه بين مؤيد ورافض لسياسة الردع و القطع مع موسكو..
وزير الدفاع الأمريكي شدد أيضا على أهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وضرورة بقائها ومفتوحة حيث كشف أيضا أن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي تسعى إلى قلب النظام القائم على القواعد. فالصين أيضاً تريد استبدال النظام رغم أنه رفعها اقتصادياً". وهذا ما يمكن أن يوضح الخطوط الكبرى لإستراتيجية الحلف الأطلسي التي سيعلنها خلال قمة مدريد ..
ومن التحديات الأخرى التي سيواجهها الرئيس بايدن في القمة أهمية المحافظة على الاندفاع في حلف شمال الأطلسي واستغلال تواجده في مدريد لتسوية مسألة معقدة بشأن تعبيد الطريق أمام السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف الأطلسي وهو هدف لا يمكن أن يتحقق دون إجماع كل دول الحلف، علما أن تركيا ترفض بشدة هذا الانضمام قبل الاستجابة لمطالبها، وتبقى آمال بايدن في تحقيق تسوية مع أنقرة قائمة ..
قمة داخل القمة ..
ومن المنتظر أن يلتقي اليوم على هامش قمة مدريد الرئيس التركي اردوغان وقادة السويد وفنلندا لمناقشة ترشح ستوكهولم وهلسنكي إلى عضوية حلف شمال الأطلسي وسيكون اللقاء بحضور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. ولم تفض كل الاتصالات بين اردوغان ومسؤولي فنلندا والسويد إلى مخرج للازمة حيث تصر تركيا على التزام كل من السويد وفنلندا بموقف واضح لا لبس فيه ضد تنظيم "بي كي كي"(PKK) والتنظيمات التابعة له.
- الصين تحت مجهر الناتو
وليست روسيا وحدها التحدي الذي يواجهه الحلف الأطلسي الذي لا ينظر بعين الرضا للتقارب الروسي الصيني، ومن هنا أيضا أهمية إعلان مجموعة السبع إطلاق برنامج للاستثمارات في الدول النامية، بقيمة 600 مليار دولار تهدف إلى الرد على المشاريع الواسعة النطاق التي تمولها الصين على أن يكون ذلك بحلول 2027 ، وقد تعهّدت واشنطن بجمع حوالي 200 مليار دولار وحدها خلال خمس سنوات لهذا البرنامج كمحاولة لتطويق مشروع طريق الحرير الذي أطلقته الصين.. ويبدو أن هذا البرنامج يستهدف إفريقيا جنوب الصحراء التي ستكون أولوية رئيسية لهذه الشراكة إلى جانب أمريكا الوسطى وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى...
اسيا العتروس
-ناتو عربي في الأفق
تونس الصباح
من قمة مجموعة السبع التي اختتمت أشغالها في قلعة إلماو بمقاطعة بافاريا بجنوب ألمانيا إلى قمة الحلف الأطلسي بالعاصمة الاسبانية مدريد التي تفتتح اليوم يبقى العنوان الأبرز الذي يشغل كبار قادة العالم ويؤرق زعماء الأطلسي مرتبطا بتطورات الحرب في أوكرانيا التي دخلت نهاية الأسبوع شهرها الخامس على التوالي دون مؤشرات حول قرب نهايتها.. قمة مختلفة عن سابقاتها ولا يمكن للدول المضيفة اسبانيا أن تأمل معها إلى تحويل أنظار شركائها الأوروبيين ولا كذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ملفات حارقة تتطلع لفرضها على أجندا القمة ومنها الهجرة غير الشرعية ولا كذلك إلى ما تعتبره خطرا على حدودها الجنوبية أو إلى تواجد الجماعات الإرهابية المسلحة وامتدادها في دول الساحل والصحراء فالحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا وأزمة الطاقة والعقوبات المفروضة على روسيا وتداعياتها على الاقتصاديات الأوروبية والتضخم والمخاوف من نقص الحبوب كلها مصدر أرق للجميع.. والمخاوف لا تتوقف عند هذا الحد والحرب على أوكرانيا دفعت دول مثل فنلندا والسويد إلى استباق المخاطر وطلب الانضمام إلى الأطلسي معتقدة أن في ذلك ما سيمنحها الحصانة ويمنع اعتداء روسيا عليها أو محاولة ضمها بالقوة ..
- ناتو عربي في الأفق ..
وفي انتظار ما ستؤول إليه قمة مدريد التي تستمر على مدى ثلاثة أيام بدأ الحديث أيضا عن "ناتو عربي" يتكرر وليس من الواضح أن كان الأمر مرتبط بجولة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف الشهر القادم إلى الشرق الأوسط وإلى القمة الأمريكية الخليجية التي سيشارك فيها الرئيس الأمريكي.. الأكيد أن قمة الحلف الأطلسي في مدريد تتزامن مع عديد الأحداث واللقاءات المتسارعة والجولات المكوكية وعودة الود المنقطع بين السعودية وتركيا وبين تركيا ومصر وبين قطر ومصر والاستعداد لقمة في البحرين تجمع الدول التي وقعت اتفاقية ابراهام بين أربع دول عربية وإسرائيل زمن الرئيس ترامب.. وما إذا سيكون ذلك تمهيدا للناتو العربي الذي بات يفرض نفسه.. الحديث عن ناتو عربي بدا مع تصريحات الملك الأردني عبد الله الذي قال "إنه يجرى تشكيل جبهة من مجموعات عربية هدفها حماية المنطقة، حيث كشف أن زيارته إلى مصر وزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تهدف لبحث مساعدة بعضنا البعض"...والأرجح أن الخطر يتعلق بالنفوذ الإيراني والتهديدات الإيرانية السابقة ..
العاهل الأردني أضاف أن بلاده ستكون من أوائل الدول التي تدعم تشكيل "ناتو" خاص بالشرق الأوسط، باعتبار أن "أزمة أوكرانيا تسببت بتراجع دور روسيا في سوريا، وتراجع دور روسيا في سوريا جعلنا نواجه مشاكل مع الميليشيات الشيعية التي زادت من عمليات تهريب السلاح، وعودة تنظيم داعش للظهور"... كل السيناريوهات تبقى قائمة والأرجح أن لإسرائيل دور في هذا الحلف ..
-قمة مدريد حسابات مؤجلة
قمة مدريد تبقى في نظر البعض أنها تاريخية فيما يعتبر البعض الآخر أنها ستكون قمة المواجهة فيما يظل الإجماع القائم بين الملاحظين على أنها الأخطر منذ تأسيس الحلف في 1949 ليكون صدا في وجه الخطر السوفياتي السابق والذي يعود اليوم مختزلا في روسيا بوتين وطموحاته في إحياء أمجاد الماضي، كل ذلك بالنظر إلى الظروف والملابسات الأمنية التي تعقد فيها مع تعقيدات الحرب في أوكرانيا التي غيرت أولويات الحلف ودفعته إلى البحث تصور استراتيجي جديد ووضع أول خارطة طريق منذ 2010.
في المقابل سيكون من الطبيعي أن يتراجع الاهتمام وتغيب القضايا والملفات التي استأثرت باهتمام الحلف الأطلسي على مدى العقدين الماضي فلا الحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة ولا طالبان أفغانستان ولا الهجرة غير الشرعية والتحديات المناخية ولا كل التهديدات والمخاطر التقليدية ستكون ضمن أولى الأولويات التي تنحصر في قمة مدريد حول العدو القديم الجديد كما زمن الحرب الباردة ويتحول الخطر الأكبر الذي يهدد الغرب مرتبطا بما ستؤول إليه الحرب مع روسيا بوتين وحليفها الصيني وتداعيات معركة الطاقة ومعها معركة القمح وإعادة رسم النظام العالمي الجديد على وقع الحرب المستمرة في أوكرانيا ...
طبعا سيكون لبقية التحديات الأمنية من آسيا إلى إفريقيا وأوروبا وأمريكا جزء من الاهتمام وسيكون لها عناوين فرعية في البيان الختامي للناتو مساء الغد عندما تختتم أشغال القمة التي من المتوقع ان يكون الرئيس الأوكراني مجددا ضيفا فيها على دول الحلف ليكرر دعوته عبر الفيديو كونفرنس لتعزيز قدرات بلاده الدفاعية في وجه القوات الروسية ...
- لا للحرب لا للناتو ..
وكما في مختلف قمم الأطلسي السابقة سيكون افتتاح قمة مدريد اليوم على وقع المظاهرات الاحتجاجية التي سبقت وصول ضيوف العاصمة الاسبانية التي تحولت إلى ثكنة عسكرية لتأمين قيادات الحلف الأطلسي وآلاف المتوافدين عليها من سياسيين وأمنيين وإعلاميين، وكشفت الحكومة الاسبانية أنها خصصت خمسين مليون يورو لتنظيم القمة قد خرج صباح أمس الآلاف للاحتجاج ضد وجود الحلف الأطلسي والمطالبة بإيقاف الحرب وإحلال السلام وبإخراج القواعد الأمريكية من اسبانيا و توفير التمويلات لبناء المدارس والمستشفيات ...
ويمكن ألقول أن نتائج أشغال وزراء دفاع الحلف الأطلسي حملت مبكرا العناوين الكبرى للبيان الختامي المتوقع لقمة مدريد حيث كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أكد "وضع الأساس" لمناقشات وقرارات مهمة ستُتخذ في قمة الحلف بمدريد، في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام للحلف الأطلسي للصحفيين "أن قمة مدريد ستكون حدثاً تغييرياً في وقت محوري لأمننا"... واعتبر وزراء دفاع الأطلسي أن الحرب في أوكرانيا عملية ارتداد على النظام الدولي القائم الذي تم تصميمه على قواعد وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية لحل القضايا سلمياً، وفق سيادة القانون...
وأن حرب روسيا على أوكرانيا تشكّل تحدّياً مباشراً لهذا النظام، ويجب على الناتو التكيف والرد. وهو ما يعزز القناعة بان الحلف يتجه إلى إستراتيجية تعتمد سياسة الردع ومواصلة تضييق الخناق على روسيا بالعقوبات الاقتصادية والعزل مقابل تعزيز قدرات أوكرانيا بالسلاح وهي توجهات لا يبدو أنها حتى الآن تدفع إلى كسب الحلف هذه الحرب كما يريد في ظل وجود انقسامات داخل أعضائه بين مؤيد ورافض لسياسة الردع و القطع مع موسكو..
وزير الدفاع الأمريكي شدد أيضا على أهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وضرورة بقائها ومفتوحة حيث كشف أيضا أن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي تسعى إلى قلب النظام القائم على القواعد. فالصين أيضاً تريد استبدال النظام رغم أنه رفعها اقتصادياً". وهذا ما يمكن أن يوضح الخطوط الكبرى لإستراتيجية الحلف الأطلسي التي سيعلنها خلال قمة مدريد ..
ومن التحديات الأخرى التي سيواجهها الرئيس بايدن في القمة أهمية المحافظة على الاندفاع في حلف شمال الأطلسي واستغلال تواجده في مدريد لتسوية مسألة معقدة بشأن تعبيد الطريق أمام السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف الأطلسي وهو هدف لا يمكن أن يتحقق دون إجماع كل دول الحلف، علما أن تركيا ترفض بشدة هذا الانضمام قبل الاستجابة لمطالبها، وتبقى آمال بايدن في تحقيق تسوية مع أنقرة قائمة ..
قمة داخل القمة ..
ومن المنتظر أن يلتقي اليوم على هامش قمة مدريد الرئيس التركي اردوغان وقادة السويد وفنلندا لمناقشة ترشح ستوكهولم وهلسنكي إلى عضوية حلف شمال الأطلسي وسيكون اللقاء بحضور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. ولم تفض كل الاتصالات بين اردوغان ومسؤولي فنلندا والسويد إلى مخرج للازمة حيث تصر تركيا على التزام كل من السويد وفنلندا بموقف واضح لا لبس فيه ضد تنظيم "بي كي كي"(PKK) والتنظيمات التابعة له.
- الصين تحت مجهر الناتو
وليست روسيا وحدها التحدي الذي يواجهه الحلف الأطلسي الذي لا ينظر بعين الرضا للتقارب الروسي الصيني، ومن هنا أيضا أهمية إعلان مجموعة السبع إطلاق برنامج للاستثمارات في الدول النامية، بقيمة 600 مليار دولار تهدف إلى الرد على المشاريع الواسعة النطاق التي تمولها الصين على أن يكون ذلك بحلول 2027 ، وقد تعهّدت واشنطن بجمع حوالي 200 مليار دولار وحدها خلال خمس سنوات لهذا البرنامج كمحاولة لتطويق مشروع طريق الحرير الذي أطلقته الصين.. ويبدو أن هذا البرنامج يستهدف إفريقيا جنوب الصحراء التي ستكون أولوية رئيسية لهذه الشراكة إلى جانب أمريكا الوسطى وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى...
