إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

هل "احترقت" أوراق  نزار يعيش على طاولة الرئيس؟  

بعد نحو الشهر والنصف من ظهوره على طاولة الحوار مع الرئيس قيس سعيد وتقديمه لعرض مفصّل حول وضعية الاقتصاد والمالية العمومية والميزانية وتمكينه من التحضير لحوار وطني، سارع وزير المالية السابق نزار يعيش لمغادرة البلاد والتوجه نحو فرنسا.

 وأعلن يعيش في تدوينة له على صفحته الرسمية عن عدم قدرته على مجاراة الوضع العام نتيجة الضغوطات السياسية والاقتصادية للبلاد وهو ما دفعه لاختيار وجهة جديدة بعيدة عن تونس حيث كشف أن وجهته القادمة باريس، إذ سيلتحق بأكبر المؤسسات العالمية وهي شبكة Pcw (برايس ووترهاوس كونرز) ومقرها لندن وهي ثاني أكبر شركة خدمات مهنية في العالم وتعد واحدة من اهم شركات مراجعة الحسابات الاربع الكبرى دوليا حسب تصنيف موقع ويكيبديا.

وتأتي مغادرة يعيش لتونس بعد سلسلة من الانتقادات التي وجهت له خاصة في علاقته بمحور التحضير للميزانية القادمة والمالية العمومية حيث وصفته بعض الاطراف بقيادة حكومة موازية لحكومة هشام مشيشي الذي دخل في خلافات حادة مع رئيس الجمهورية.

وكان يعيش محور حديث تسريبات النائب محمد عمار والذي أكد أن وزير المالية السابق نزار يعيش محل اهتمام بالغ من قبل رئس الدولة قيس سعيد ولم يستبعد وقتها رئيس الكتلة الديمقراطية أن يخلف هذا الوزير رئيس الحكومة الحالي.

وفي هذا السياق علق حسونة الناصفي رئيس كتلة الاصلاح الوطني في تصريح له على إذاعة "موزاييك"، ''أهنئ رئيس الجمهورية بتكليف ناطق رسمي جديد باسمها (نزار يعيش)، والذي يتحدث عن قرارات الرئاسة بشكل رسمي، في حين أن الرئيس يؤكد في كلمته أن يعيش لا صفة له في الدولة'' .

وانتقد الناصفي استقبال رئيس الجمهورية لنزار يعيش وخطابه خلال هذا الاستقبال، قائلا:''أعتقد أن ما حصل لا طعم ولا لون ولا رائحة له.. الرئاسة تواصل سياسة الغموض والهروب لتعميق الأزمة''.

وختم مداخلته قائلا إن ''البحث عن حكومة جديدة له آليات حسب الدستور، وهو طلب عرض الحكومة على البرلمان".

ولم تكن الانتقادات الموجهة ليعيش في علاقتها بالحكومة الموازية فحسب بل بقيادة حوار وطني مواز للحوار الذي تقدم به الاتحاد العام التونسي للشغل منذ ديسمبر 2020 وهو ما اثار حفيظة المنظمة الشغيلة.

وأفاد الناطق باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري "إن اتحاد الشغل ليس معنيا بالحوار الشبابي الذي أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد، استعداده للإشراف عليه".

وقال الطاهري  ان "اتحاد الشغل لا يرى نفسه معنيا بما اعلنت عنه رئاسة الجمهورية، بشان تنظيم حوار وطني بمشاركة واسعة من الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة، كما انه لم يتوصل من رئاسة الجمهورية بما يفيد بان الامر يتعلق بمبادرة الاتحاد الداعية إلى إطلاق حوار وطني لحل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد."

وإذ يُفترض حسن النية عند الجميع لإخراج البلاد من ازمتها المالية والسياسية او في نزاهة نزار يعيش فان ذلك لا يمنع القول ان مخرجات لقاء الرئيس يوم 24 مارس الماضي بيعيش بالإضافة الى تسريبات محمد عمار قد احرقت اوراق وزير المالية السابق سواء في تفعيله لبرنامج اقتصادي او لإدارة حوار وطني.

ويذكر ان  رئيس الجمهورية قيس سعيّد قد استقبل يوم 24 مارس 2021 نزار يعيش، وزير المالية السابق حيث تولّى بالمناسبة، تقديم عرض مفصّل حول وضعية الاقتصاد والمالية العمومية والميزانية وتهديداتها المباشرة على الأمن القومي، وتقدّم بمقترحات عملية وتصوّر متكامل لحلول وإصلاحات من شأنها المساعدة على الخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة.

كما أطلع نزار يعيش حسب بلاغ الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية بتاريخ 24 مارس الماضي رئيس الجمهورية على منظومة إعلامية تونسية جديدة متطوّرة تُمكّن من طرح هذه التصوّرات وغيرها في إطار حوار وطني.

وأعرب رئيس الدولة عن استعداد رئاسة الجمهورية للإشراف على تنظيم حوار وطني بمشاركة واسعة من الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة، بما يُمكّن من بلورة مقترحات ومطالب تنطلق من المستوى المحلّي ثمّ تتمّ صياغتها لاحقا من قبل مختصين في كافة المجالات على المستويين الجهوي والوطني للتوصّل إلى مخرجات متناغمة ومتناسقة. وأكّد رئيس الجمهورية على أن الأمر يتعلّق بمخطط اقتصادي واجتماعي ينبع من إرادة الشعب، وعلى ضرورة أن تتوفر الإرادة الصادقة لاتخاذ قرارات جريئة للخروج سريعا من هذه الأزمة والانطلاق نحو أفق أرحب ومستقبل أفضل يجني ثماره الجميع على قدم المساواة.

خليل الحناشي

هل "احترقت" أوراق  نزار يعيش على طاولة الرئيس؟   

بعد نحو الشهر والنصف من ظهوره على طاولة الحوار مع الرئيس قيس سعيد وتقديمه لعرض مفصّل حول وضعية الاقتصاد والمالية العمومية والميزانية وتمكينه من التحضير لحوار وطني، سارع وزير المالية السابق نزار يعيش لمغادرة البلاد والتوجه نحو فرنسا.

 وأعلن يعيش في تدوينة له على صفحته الرسمية عن عدم قدرته على مجاراة الوضع العام نتيجة الضغوطات السياسية والاقتصادية للبلاد وهو ما دفعه لاختيار وجهة جديدة بعيدة عن تونس حيث كشف أن وجهته القادمة باريس، إذ سيلتحق بأكبر المؤسسات العالمية وهي شبكة Pcw (برايس ووترهاوس كونرز) ومقرها لندن وهي ثاني أكبر شركة خدمات مهنية في العالم وتعد واحدة من اهم شركات مراجعة الحسابات الاربع الكبرى دوليا حسب تصنيف موقع ويكيبديا.

وتأتي مغادرة يعيش لتونس بعد سلسلة من الانتقادات التي وجهت له خاصة في علاقته بمحور التحضير للميزانية القادمة والمالية العمومية حيث وصفته بعض الاطراف بقيادة حكومة موازية لحكومة هشام مشيشي الذي دخل في خلافات حادة مع رئيس الجمهورية.

وكان يعيش محور حديث تسريبات النائب محمد عمار والذي أكد أن وزير المالية السابق نزار يعيش محل اهتمام بالغ من قبل رئس الدولة قيس سعيد ولم يستبعد وقتها رئيس الكتلة الديمقراطية أن يخلف هذا الوزير رئيس الحكومة الحالي.

وفي هذا السياق علق حسونة الناصفي رئيس كتلة الاصلاح الوطني في تصريح له على إذاعة "موزاييك"، ''أهنئ رئيس الجمهورية بتكليف ناطق رسمي جديد باسمها (نزار يعيش)، والذي يتحدث عن قرارات الرئاسة بشكل رسمي، في حين أن الرئيس يؤكد في كلمته أن يعيش لا صفة له في الدولة'' .

وانتقد الناصفي استقبال رئيس الجمهورية لنزار يعيش وخطابه خلال هذا الاستقبال، قائلا:''أعتقد أن ما حصل لا طعم ولا لون ولا رائحة له.. الرئاسة تواصل سياسة الغموض والهروب لتعميق الأزمة''.

وختم مداخلته قائلا إن ''البحث عن حكومة جديدة له آليات حسب الدستور، وهو طلب عرض الحكومة على البرلمان".

ولم تكن الانتقادات الموجهة ليعيش في علاقتها بالحكومة الموازية فحسب بل بقيادة حوار وطني مواز للحوار الذي تقدم به الاتحاد العام التونسي للشغل منذ ديسمبر 2020 وهو ما اثار حفيظة المنظمة الشغيلة.

وأفاد الناطق باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري "إن اتحاد الشغل ليس معنيا بالحوار الشبابي الذي أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد، استعداده للإشراف عليه".

وقال الطاهري  ان "اتحاد الشغل لا يرى نفسه معنيا بما اعلنت عنه رئاسة الجمهورية، بشان تنظيم حوار وطني بمشاركة واسعة من الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة، كما انه لم يتوصل من رئاسة الجمهورية بما يفيد بان الامر يتعلق بمبادرة الاتحاد الداعية إلى إطلاق حوار وطني لحل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد."

وإذ يُفترض حسن النية عند الجميع لإخراج البلاد من ازمتها المالية والسياسية او في نزاهة نزار يعيش فان ذلك لا يمنع القول ان مخرجات لقاء الرئيس يوم 24 مارس الماضي بيعيش بالإضافة الى تسريبات محمد عمار قد احرقت اوراق وزير المالية السابق سواء في تفعيله لبرنامج اقتصادي او لإدارة حوار وطني.

ويذكر ان  رئيس الجمهورية قيس سعيّد قد استقبل يوم 24 مارس 2021 نزار يعيش، وزير المالية السابق حيث تولّى بالمناسبة، تقديم عرض مفصّل حول وضعية الاقتصاد والمالية العمومية والميزانية وتهديداتها المباشرة على الأمن القومي، وتقدّم بمقترحات عملية وتصوّر متكامل لحلول وإصلاحات من شأنها المساعدة على الخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة.

كما أطلع نزار يعيش حسب بلاغ الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية بتاريخ 24 مارس الماضي رئيس الجمهورية على منظومة إعلامية تونسية جديدة متطوّرة تُمكّن من طرح هذه التصوّرات وغيرها في إطار حوار وطني.

وأعرب رئيس الدولة عن استعداد رئاسة الجمهورية للإشراف على تنظيم حوار وطني بمشاركة واسعة من الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة، بما يُمكّن من بلورة مقترحات ومطالب تنطلق من المستوى المحلّي ثمّ تتمّ صياغتها لاحقا من قبل مختصين في كافة المجالات على المستويين الجهوي والوطني للتوصّل إلى مخرجات متناغمة ومتناسقة. وأكّد رئيس الجمهورية على أن الأمر يتعلّق بمخطط اقتصادي واجتماعي ينبع من إرادة الشعب، وعلى ضرورة أن تتوفر الإرادة الصادقة لاتخاذ قرارات جريئة للخروج سريعا من هذه الأزمة والانطلاق نحو أفق أرحب ومستقبل أفضل يجني ثماره الجميع على قدم المساواة.

خليل الحناشي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews