إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

خالد هويسة لـ"الصباح": "السلطة الرابعة" مونودراما تحاول كشف"مكينة" الصحافة ما قبل 14جانفي من خلال السرد والتشخيص

خالد هويسة لـ "الصباح":

"السلطة الرابعة" مونودراما تحاول كشف"مكينة" الصحافة ما قبل 14جانفي من خلال السرد والتشخيص

*"شيختي" على خشبة المسرح.. وأنا سعيد بالتعامل مع الثنائي ناجي الزعيري وعبد القادر بن سعيد

*هناك العديد من المسرحيين الموهوبين في تونس لكن للأسف ليسوا médiatisés

تونس-الصباح

لم تنصف الأعمال الدرامية الأخيرة العديد من النجوم التونسية سواء كانوا مسرحيين، سينمائيين أو وجوها تلفزية، لكن لم يحل عدم مشاركة البعض منهم دون الخوض في تجارب فنية أخرى..على خشبة المسرح كانت أو المشاركة في أعمال سينمائية..

 الحدث هذه المرة هي مسرحية "السلطة الرابعة" بطولة الفنان المسرحي والسينمائي والتلفزي خالد هويسة بعد غياب دام قرابة العامين عن المسلسلات الدرامية..

خالد هويسة ابن الفن الرابع بالأساس أعرب في أكثر من مناسبة عن استيائه واستغرابه من عدم دعوته للأعمال الأخيرة ليجد نفسه معتليا خشبة المسرح من جديد في عمل فريد من نوعه خاصة وأن محور العمل يمس سلطة في غاية الأهمية ألا وهي الصحافة..

"الصباح" كان لها اتصال خاطف مع بطل "السلطة الرابعة " للحديث عن العمل ودواعي طرح هذا الموضوع بالذات، فضلا عن الحقبة الزمنية التي أثارتها المسرحية.. وشكل العمل، إن كان وان مانشو أو مونودراما أو عملا جماعيا؟..

فكان الحوار التالي:

حوار : وليد عبداللاوي

 

* من أين استوحيت فكرة "السلطة الرابعة"؟ وهل اخترت المسرح من جديد لكسر حاجز الغياب؟

-معانقة خشبة المسرح من جديد لم تكن الغاية منها إملاء الفراغ..ذلك اني كنت بصدد الاشتغال على أعمال فنية أخرى خارج حدود الوطن.. ثم إن ثلاث سنوات من الغياب في الأعمال الدرامية الأخيرة ليست بالمؤثرة على مسيرة ممثل محترف والدليل اني اخترت هذه المرة أن اعود إلى الفن الرابع من خلال "السلطة الرابعة" نص الإعلامي ناجي الزعيري وإخراج عبد القادر بن سعيد.. أردنا من خلال العمل إثارة موضوع يطرح لأول مرة على خشبة المسرح في حقبة زمنية في غاية الاهمية وهي فترة ما قبل 14جانفي زمن الرئيس السابق بن علي ..

من خلال "السلطة الرابعة" أردنا تجسيد مسيرة شاقة لصحفي طموح وهو بصدد ممارسة مهنة المتاعب ثم محاولة الكشف عن "مكينة" الصحافة من الداخل وتعرية وقائع كانت غائبة عن المواطن العادي وحتى عن ثلة من الإعلاميين..

كما اعتبر أن هذا العمل بمثابة المغامرة لأنه ليس "وان مانشو" ولا "ستانداب" إنما مونودرام اعتمدنا فيه على السرد والتشخيص وهو ليس بالأمر الهين لأن "السلطة الرابعة" فيها كل مقومات المسرح رغم حضور ممثل فقط على الركح مهمته نقل أحداث في غاية الأهمية..

أما صاحب فكرة العرض فهو الإعلامي ناجي الزعيري الملم بتفاصيل la cuisine interne ليقع فيما بعد وفي مرحلة متقدمة من "البرايف" (ستة اشهر من التحضيرات) تطوير النص رفقة المخرج عبد القادر بن سعيد والوصول إلى المرحلة الاخيرة ليكون العرض الأول يوم 22من الشهر الجاري بقاعة الفن الرابع بالعاصمة.. على أمل أن يعكس المونودرام قيمة الموضوع وأن يشد الجماهير الواسعة..

*لماذا اخترتم حقبة ما قبل الثورة والحال أن قطاع الإعلام متشعب لا يمكن حصره في فترة زمنية معينة؟

-نص "السلطة الرابعة" لم يكن اعتباطيا لأن صاحبه ناجي الزعيري أراد نقل أهم ما شهده قطاع الإعلام زمن بن علي.. الهدف من حيثيات تلك الوقائع هو إنارة الجمهور بما كان يحصل في تلك الفترة.. خاصة وأنه لم يطرح الموضوع في أعمال فنية أخرى وأن يرتكز النص المسرحي على قطاع واحد.. علما وانا غايتنا ليست تثقيفية وهمنا "مش باش نعطيو دروس" لأن دور الفنان في النهاية تعرية الواقع واستشراف أشياء قد تغيب عن الكثيرين.. كما أريد ان أنوه هنا إلى انه لأول مرة يجمعني عمل فني بالمسرحي الكبير عبد القادر بن سعيد صاحب الثقافة الواسعة والحس الفني كما الإعلامي المتميز ناجي الزعيري..وهو ما خلق ثالوثا جمعتهم اريحية كبيرة في التواصل الفكري والفني..

*ماذا تقول لغير متابعي خالد هويسة المسرحي؟

-اقول لهم أن بداياتي كانت على خشبة المسرح منذ أن كان عمري 12سنة.. وشغفي بالتمثيل كان وراء صعودي على الركح وتقمص الشخصيات واللعب على ادوار مختلفة واكتشاف عوالم كنت أجهلها خاصة في ستوديو "تياترو".. صحيح أننا كنا نقتقر تكوينا أكاديميا على الخشبة لكن تعلمنا الكثير فيما يخص مقومات الفن الرابع.. وللأمانة "شيختي" غالبا ما وصلت إلى ذروتها على خشبة المسرح وليس أمام الكاميرا.. وهذا -طبعا- لا يعني أني لا أستحسن العمل في السينما أو التلفزة..

"الشيخة" والمتعة ان تكون أمام جماهير غفيرة وأن تقدم "نص رزين وكل كلمة في بلاصتها" واللعب على السرد والتشخيص، وهو ما سنقدمه في "السلطة الرابعة"..وما هروب الكثير من الممثلين من العروض المسرحية إلا دليل على صعوبة الأمر..

*هل تعتبر التكوين المسرحي ضروريا للممثلين؟

-يمكن للممثل أن يتحلى بموهبة متميزة دون ان يتمتع بتكوين مسرحي.. المهم ان يدرك أنه باستطاعته لمس عوالم ذاتية مخفية ومن ثمة تطوير طاقاته الإبداعية..

علما وأن الساحة الفنية في تونس تشهد أعمالا مسرحية متميزة لكنها لم تصل بعد في شكل عمل مصور.. هناك العديد من الطاقات الشابة التي تسعى إلى تكثيف الأعمال والتكوين المسرحي إلا أن العنصر المفقود هو la manque de communication رغم أن الساحة تعج بشباب "يترشق المخ" ليسوا médiatisés لأن المسرح عامة في تونس منحصر في المربع الخاص بهذا العالم "ما عندوش جاش متع كاميرا" ليعرض أمام الإعلام..والدليل تلك العناية التي تطال اعمالنا المسرحية خارج حدود الوطن سواء في البلدان العربية أو الأوروبية.. اسامي العروض التي لاقت تغطية إعلامية كبيرة خارج حدود الوطن لا تحصى ولا تعد منذ خمسين سنة ونحن نقدم أعمالا لم تفرض إلا الاحترام والاستحسان..

*هل يمكن أن نشهد مدارس مسرحية جديدة؟

-الكثير من المسرحيين الشبان "يعملو الكيف" على غرار غازي الزغباني والشاذلي العرفاوي.. فضلا عن وجود مخرجين متميزين مثل خولة الهاتف وتوفيق العايب وانور السعفي.. والقائمة تطول..هذا إلى جانب ورشات تكوين مسرحي تعتني بالناشئة وهو أمر في غاية الأهمية يستحق الدعم والتشجيع لا سيما اننا نجد ممثلين متمرسين قائمين على تلك الورشات رغم الإمكانيات المحدودة..نذكر على سبيل المثال معز القديري ورياض الحمدي..

كما أننا يجب ألا نغفل على الحركية الثقافية التي يتميز بها "التياترو" ودور نوفل عزارة في تكوين الشبان والمتخرجين من المعهد العالي للفنون المسرحية..

وبالتالي يمكن أن نتحدث عن مستقبل واعد للفن الرابع رغم الإشكاليات القائمة والتي يدركها القاصي والداني.. ولم لا بروز أسماء جديدة تكتسح المجال وتنسج على منوال المسرحيين الكبار توفيق الجبالي وفاضل الجعايبي ومحمد إدريس..

 

 

 

خالد هويسة لـ"الصباح": "السلطة الرابعة" مونودراما تحاول كشف"مكينة" الصحافة ما قبل 14جانفي من خلال السرد والتشخيص

خالد هويسة لـ "الصباح":

"السلطة الرابعة" مونودراما تحاول كشف"مكينة" الصحافة ما قبل 14جانفي من خلال السرد والتشخيص

*"شيختي" على خشبة المسرح.. وأنا سعيد بالتعامل مع الثنائي ناجي الزعيري وعبد القادر بن سعيد

*هناك العديد من المسرحيين الموهوبين في تونس لكن للأسف ليسوا médiatisés

تونس-الصباح

لم تنصف الأعمال الدرامية الأخيرة العديد من النجوم التونسية سواء كانوا مسرحيين، سينمائيين أو وجوها تلفزية، لكن لم يحل عدم مشاركة البعض منهم دون الخوض في تجارب فنية أخرى..على خشبة المسرح كانت أو المشاركة في أعمال سينمائية..

 الحدث هذه المرة هي مسرحية "السلطة الرابعة" بطولة الفنان المسرحي والسينمائي والتلفزي خالد هويسة بعد غياب دام قرابة العامين عن المسلسلات الدرامية..

خالد هويسة ابن الفن الرابع بالأساس أعرب في أكثر من مناسبة عن استيائه واستغرابه من عدم دعوته للأعمال الأخيرة ليجد نفسه معتليا خشبة المسرح من جديد في عمل فريد من نوعه خاصة وأن محور العمل يمس سلطة في غاية الأهمية ألا وهي الصحافة..

"الصباح" كان لها اتصال خاطف مع بطل "السلطة الرابعة " للحديث عن العمل ودواعي طرح هذا الموضوع بالذات، فضلا عن الحقبة الزمنية التي أثارتها المسرحية.. وشكل العمل، إن كان وان مانشو أو مونودراما أو عملا جماعيا؟..

فكان الحوار التالي:

حوار : وليد عبداللاوي

 

* من أين استوحيت فكرة "السلطة الرابعة"؟ وهل اخترت المسرح من جديد لكسر حاجز الغياب؟

-معانقة خشبة المسرح من جديد لم تكن الغاية منها إملاء الفراغ..ذلك اني كنت بصدد الاشتغال على أعمال فنية أخرى خارج حدود الوطن.. ثم إن ثلاث سنوات من الغياب في الأعمال الدرامية الأخيرة ليست بالمؤثرة على مسيرة ممثل محترف والدليل اني اخترت هذه المرة أن اعود إلى الفن الرابع من خلال "السلطة الرابعة" نص الإعلامي ناجي الزعيري وإخراج عبد القادر بن سعيد.. أردنا من خلال العمل إثارة موضوع يطرح لأول مرة على خشبة المسرح في حقبة زمنية في غاية الاهمية وهي فترة ما قبل 14جانفي زمن الرئيس السابق بن علي ..

من خلال "السلطة الرابعة" أردنا تجسيد مسيرة شاقة لصحفي طموح وهو بصدد ممارسة مهنة المتاعب ثم محاولة الكشف عن "مكينة" الصحافة من الداخل وتعرية وقائع كانت غائبة عن المواطن العادي وحتى عن ثلة من الإعلاميين..

كما اعتبر أن هذا العمل بمثابة المغامرة لأنه ليس "وان مانشو" ولا "ستانداب" إنما مونودرام اعتمدنا فيه على السرد والتشخيص وهو ليس بالأمر الهين لأن "السلطة الرابعة" فيها كل مقومات المسرح رغم حضور ممثل فقط على الركح مهمته نقل أحداث في غاية الأهمية..

أما صاحب فكرة العرض فهو الإعلامي ناجي الزعيري الملم بتفاصيل la cuisine interne ليقع فيما بعد وفي مرحلة متقدمة من "البرايف" (ستة اشهر من التحضيرات) تطوير النص رفقة المخرج عبد القادر بن سعيد والوصول إلى المرحلة الاخيرة ليكون العرض الأول يوم 22من الشهر الجاري بقاعة الفن الرابع بالعاصمة.. على أمل أن يعكس المونودرام قيمة الموضوع وأن يشد الجماهير الواسعة..

*لماذا اخترتم حقبة ما قبل الثورة والحال أن قطاع الإعلام متشعب لا يمكن حصره في فترة زمنية معينة؟

-نص "السلطة الرابعة" لم يكن اعتباطيا لأن صاحبه ناجي الزعيري أراد نقل أهم ما شهده قطاع الإعلام زمن بن علي.. الهدف من حيثيات تلك الوقائع هو إنارة الجمهور بما كان يحصل في تلك الفترة.. خاصة وأنه لم يطرح الموضوع في أعمال فنية أخرى وأن يرتكز النص المسرحي على قطاع واحد.. علما وانا غايتنا ليست تثقيفية وهمنا "مش باش نعطيو دروس" لأن دور الفنان في النهاية تعرية الواقع واستشراف أشياء قد تغيب عن الكثيرين.. كما أريد ان أنوه هنا إلى انه لأول مرة يجمعني عمل فني بالمسرحي الكبير عبد القادر بن سعيد صاحب الثقافة الواسعة والحس الفني كما الإعلامي المتميز ناجي الزعيري..وهو ما خلق ثالوثا جمعتهم اريحية كبيرة في التواصل الفكري والفني..

*ماذا تقول لغير متابعي خالد هويسة المسرحي؟

-اقول لهم أن بداياتي كانت على خشبة المسرح منذ أن كان عمري 12سنة.. وشغفي بالتمثيل كان وراء صعودي على الركح وتقمص الشخصيات واللعب على ادوار مختلفة واكتشاف عوالم كنت أجهلها خاصة في ستوديو "تياترو".. صحيح أننا كنا نقتقر تكوينا أكاديميا على الخشبة لكن تعلمنا الكثير فيما يخص مقومات الفن الرابع.. وللأمانة "شيختي" غالبا ما وصلت إلى ذروتها على خشبة المسرح وليس أمام الكاميرا.. وهذا -طبعا- لا يعني أني لا أستحسن العمل في السينما أو التلفزة..

"الشيخة" والمتعة ان تكون أمام جماهير غفيرة وأن تقدم "نص رزين وكل كلمة في بلاصتها" واللعب على السرد والتشخيص، وهو ما سنقدمه في "السلطة الرابعة"..وما هروب الكثير من الممثلين من العروض المسرحية إلا دليل على صعوبة الأمر..

*هل تعتبر التكوين المسرحي ضروريا للممثلين؟

-يمكن للممثل أن يتحلى بموهبة متميزة دون ان يتمتع بتكوين مسرحي.. المهم ان يدرك أنه باستطاعته لمس عوالم ذاتية مخفية ومن ثمة تطوير طاقاته الإبداعية..

علما وأن الساحة الفنية في تونس تشهد أعمالا مسرحية متميزة لكنها لم تصل بعد في شكل عمل مصور.. هناك العديد من الطاقات الشابة التي تسعى إلى تكثيف الأعمال والتكوين المسرحي إلا أن العنصر المفقود هو la manque de communication رغم أن الساحة تعج بشباب "يترشق المخ" ليسوا médiatisés لأن المسرح عامة في تونس منحصر في المربع الخاص بهذا العالم "ما عندوش جاش متع كاميرا" ليعرض أمام الإعلام..والدليل تلك العناية التي تطال اعمالنا المسرحية خارج حدود الوطن سواء في البلدان العربية أو الأوروبية.. اسامي العروض التي لاقت تغطية إعلامية كبيرة خارج حدود الوطن لا تحصى ولا تعد منذ خمسين سنة ونحن نقدم أعمالا لم تفرض إلا الاحترام والاستحسان..

*هل يمكن أن نشهد مدارس مسرحية جديدة؟

-الكثير من المسرحيين الشبان "يعملو الكيف" على غرار غازي الزغباني والشاذلي العرفاوي.. فضلا عن وجود مخرجين متميزين مثل خولة الهاتف وتوفيق العايب وانور السعفي.. والقائمة تطول..هذا إلى جانب ورشات تكوين مسرحي تعتني بالناشئة وهو أمر في غاية الأهمية يستحق الدعم والتشجيع لا سيما اننا نجد ممثلين متمرسين قائمين على تلك الورشات رغم الإمكانيات المحدودة..نذكر على سبيل المثال معز القديري ورياض الحمدي..

كما أننا يجب ألا نغفل على الحركية الثقافية التي يتميز بها "التياترو" ودور نوفل عزارة في تكوين الشبان والمتخرجين من المعهد العالي للفنون المسرحية..

وبالتالي يمكن أن نتحدث عن مستقبل واعد للفن الرابع رغم الإشكاليات القائمة والتي يدركها القاصي والداني.. ولم لا بروز أسماء جديدة تكتسح المجال وتنسج على منوال المسرحيين الكبار توفيق الجبالي وفاضل الجعايبي ومحمد إدريس..

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews